31-ديسمبر-2023
أبرز أحداث عام 2023

بداية العام الحالي كانت مع مأساة زلزال تركيا وسوريا ونهايته مع حرب مستمرة على قطاع غزة (الترا صوت)

لن يُنسى عام 2023 سريعًا، وأصبح تلاحق الأحداث واستثنائيتها، سمة لهذا العام، الذي بدأ بزلزال في جنوب تركيا وشمال سوريا، وانتهى بحرب دموية على قطاع غزة. وعلى أعتاب العام الجديد، فإن تأثيرات هذه العام ستكون حاضرةً معنا في العام المقبل، في ظل استمرارية الأحداث وتأثيراتها.

ومع دورة جديدة حول الشمس، فإن النهاية والبداية هي قضايا نظرية، بينما تستمر الحروب في بلادنا، ونبدأ عامنا مع الركام وننتهي به، بل ونحمله للعام القادم، في منطقة تحمل حصة مضاعفة من الضحايا، منذ سنوات.

في هذه المادة، نستعرض أبرز وأهم الأحداث في عام 2023.

مع دورة جديدة حول الشمس، فإن النهاية والبداية هي قضايا نظرية، بينما تستمر الحروب في بلادنا، ونبدأ عامنا مع الركام وننتهي به

  • اليمين وملاحقة ديمقراطية البرازيل

كان اقتحام مبنى الكابيتول هيل في الولايات المتحدة حدثًا ملهمًا لليمين في العالم، وبعد حوالي عام من تلك المحاولة تكررت في البرازيل، بعد خسارة الرئيس السابق جايير بولسونارو الانتخابات، أمام الرئيس لويس إيناسيو دا سيلفا.

ومع بداية العام الحالي، أدى الرئيس المنتخب اليمين الدستورية لرئاسة جديدة للبرازيل في حفل غاب عنه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، إذ كان من المفترض أن يقوم بتسليم الرئيس البرازيلي الجديد الوشاح الرئاسي، وهي عملية رمزية تمثل الانتقال السلمي للسلطة، لكن بولسونارو وعلى طريقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، غادر البرازيل باتجاه فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تشكيكه في نتائج الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع بأنصاره لشن حملة احتجاجات وعصيان واسعة في جميع أنحاء البرازيل رفضًا للنتائج التي اعتبروها مزورة، مطالبين الجيش بالتدخل وعزل الرئيس لولا.

getty

وفي 9 كانون الثاني/يناير، اقتحم أنصار بولسونارو مبنى المحكمة العليا ومبنى الكونغرس والقصر الرئاسي في العاصمة برازيليا. وبدأت العملية عبر تظاهرة انطلقت من أمام مقر الجيش، لتتجه إلى ساحة "Three Powers Plaza" التي تضم مباني المحكمة العليا والكونغرس والقصر الرئاسي. 

وتمكن أنصار بولسونارو من اقتحام الحواجز الأمنية والدخول إلى تلك المباني، وقاموا بنهب محتويات الكونغرس وإشعال النيران في بعض أقسامه. وبعد ساعات من احتلالهم المباني، اقتحمت قوات الأمن أماكن تواجد أنصار بولسونارو واعتقلت 1200 منهم.

وأعلن الرئيس البرازيلي الذي كان غائبًا عن العاصمة حالة الطوارئ، ووجه الاتهامات إلى الرئيس السابق بولسونارو بأنه حفز الهجمات على المباني الثلاث من خلال التشكيك في نزاهة المؤسسات والعملية الانتخابية، وتعهد بالعثور على المسؤولين عن الهجمات والتحقيق معهم ومعاقبتهم.

وعقب انتهاء عملية الاقتحام، اتهم أكثر من 700 منهم بالمشاركة في أعمال العنف وتنظيم الهجوم، وتمويل أعمال الشغب، من بينهم مجموعة أشخاص مقربة من بولسونارو.

  • زلزال تركيا وسوريا.. بداية المأساة

في 6 شباط/فبراير، ضرب زلزال قوي مدن جنوب شرق تركيا، وشمال سوريا وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر. وقال خبراء إن الزلزال هو الأكبر في المنطقة منذ عام 1939 التي شهدت زلزالًا مشابهًا، بلغت قوته 7.8 درجة كذلك.

وخلف الزلزال دمارًا واسعًا في مدن جنوب تركيا وشمال سوريا، وبلغ عدد الضحايا أكثر من 52 ألف، حوالي 6 آلاف في شمال سوريا، وآلاف الجرحى.

getty

ومع الدمار الهائل في المدن التركية، فإن الأمور كانت مأساوية في شمال سوريا أيضًا، المعزول الذي يمتلك حدود وحيدة مع تركيا التي كانت تعاني من الكارثة، بالإضافة إلى انعدام التجهيزات والاستعدادات في البلاد.

وكان الزلزال مقدمة لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وبعد ذلك قامت السعودية بدعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور القمة العربية الـ32 التي عُقدت في جدة، يوم 19أيار/مايو، بصفته ممثلًا للجمهورية العربية السورية، منهيةً بذلك عزلة نظام الأسد العربية، لكن من دون أي تغيير في الظروف والأسباب التي أدت إلى تعليق عضوية سوريا قبل أكثر عقد من هذا التاريخ.

  • الحرب في السودان.. صراع دموي

بعد أشهر في الصراع البارد بين مكونات مجلس السيادة الحاكم في السودان، انفجر الوضع منتصف شهر نيسان/أبريل، واندلعت مواجهات مسلحة في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تركزت في البداية في العاصمة الخرطوم، خاصةً في محيطِ القصر الرئاسي، ومطار الخرطوم الدولي، لكنها امتدَّت لاحقًا إلى مدن وبلدات في ولايات أخرى خاصةً ولايات الشمال، وولايات شمال وجنوب وشرق وغرب دارفور.

ورغم دخول عدة دول على خط التهدئة إلا أن جهود الوساطة لحل الأزمة فشلت. ولم تتمكن محادثات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية، من التوصل إلى وقف إطلاق نار، في مفاوضات تتعثر طوال الوقت.

getty

واتسم النزاع الحالي في السودان بتدمير كامل للبنية التحتية وهجمة شرسة ضد المدنيين، فقد قتل الأشخاص على أساس إثني خاصة في ولاية غرب دارفور، كما نفذت جرائم اغتصاب، اتهمت قوات الدعم السريع بالوقوف خلفها.  

وشهدت البلاد أكبر عمليات نزوح في العالم، إذ قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين، فقد قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين بـ7.1 مليون شخص. ووصفت المنظمة الأممية هذه الحرب بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".

وبحسب المنظمات المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات، أسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل إلى غاية مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري.

  • نهاية فيروس كورونا.. "رسميًا"

أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم 5 أيار/مايو، عن أنها لن تصنف وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على انتشار الجائحة.

وفي مؤتمر صحفي في جنيف، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه يصدر هذا الإعلان بأمل كبير. مضيفًا: "لا يعني أن كوفيد-19 قد انتهى باعتباره تهديدًا للصحة العالمية. في الأسبوع الماضي [مطلع أيار/مايو]، أودى فيروس كورونا بحياة شخص كل ثلاث دقائق. وهذه هي الوفيات التي نعرف عنها فقط".

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت أن الجائحة تمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا في 30 كانون الثاني/يناير 2020، وظلت تحت هذا التصنيف، وهو أعلى مستوى إنذار لمنظمة الصحة العالمية، لأكثر من ثلاث سنوات. وأودى الفيروس بحياة أكثر من 6.9 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

كوفيد

وفي حينه، أوضح تيدروس أنه اتخذ قرار رفع التصنيف بعد توصية من فريق من الخبراء دعته منظمة الصحة العالمية. وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، إن الفريق لاحظ الانخفاض العام في وفيات كوفيد-19، وحالات الاستشفاء المرتبطة بالمرض ودخول وحدات العناية المركزة، وزيادة مستويات المناعة ضد الفيروس.

يشار إلى أنه وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد تم تسجيل أكثر من مليون إصابة خلال 28 يومًا، من 27 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 24 كانون الأول/ديسمبر، في 118 دولةً تلتزم بالإبلاغ عن الفحوصات التي تجريها، وتستمر فيه تنفيذها، بزيادة أكثر من 400 ألف عن 28 يومًا سابقةً.

  • تركيا.. الانتخابات الأهم

في حملة انتخابية هي الأشد، وفي انتخابات هي الأكثر تنافسًا، عقدت الانتخابات العامة التركية في شهر أيار/مايو، وأسفرت عن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرئاسة، واستمرار تحالفه في السيطرة على البرلمان.

وشهدت الحملة الانتخابية تنافسًا حادًا وتصعيدًا لافتًا قادته المعارضة، كانت أحد أدواته استخدام ورقة اللاجئين في محاولة لكسب ود التيار القومي الذي تنامى نفوذه في السنوات الأخيرة، واستغلال مأساة الزلزال.

وانقسم المشهد الانتخابي إلى أربعة تحالفات هي: تحالف أعلن تأييده لرجب طيب أردوغان، وضم حزب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية، وحزب الرفاه الجديد، وحزب هدى بار الكردي، وحزب اليسار الديمقراطي. وعرف باسم "تحالف الجمهور". 

وتحالف الطاولة السداسية الذي أعلن دعمه لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وضم التحالف بالإضافة لحزب الشعب كل من حزب الجيد، وحزب السعادة، والحزب الديمقراطي، وحزب المستقبل، وحزب الديمقراطية والتقدم، وعرف هذا التحالف بتحالف "الأمة".

وتحالف الأحزاب اليمينية والقومية المتطرفة، وضم هذا التحالف حزب النصر، وحزب العدالة، وحزب بلدي، وحزب التحالف التركي وعرف باسم تحالف "الأجداد"، وأعلن عن دعمه للمرشح القومي سنان أوغان، الذي خسر في الجولة الأولى.

انتخابات تركيا

وتحالف "العمل والحرية"، وضم مجموعة من الأحزاب الكردية واليسارية، وترشح عدد من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المنحل تحت راية حزب اليسار الأخضر.

وأظهرت نتائج الدور الأول تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد حصوله 49.5%حين حصل منافسه الرئيسي كليجدار أوغلو على 44.88%، وحصل المرشح سنان أوغان على 5.20%، والمرشح المنسحب محرم إنجيه على 0.44%.

وبعد إجراء جولة الإعادة تفوق رجب طيب أردوغان على منافسه كليجدار أوغلو، بحصوله على ما نسبته 52.11% من الأصوات، فيما حصل أوغلو على 47.89% من الأصوات. ليفوز بولاية ثالثة رئيسًا لتركيا، بعد تعديل الرئيس التركي.

وكانت الانتخابات، هي التحدي الأبرز للرئيس التركي وللعدالة والتنمية، منذ وصولهم للسلطة، قبل أكثر من 20 عامًا.

  • تمرد فاغنر الفاشل

بعد أشهر من الخلاف العلني، والهجوم المستمر من قبل قائد مجموعة "فاغنر"، على القيادة العسكرية الروسية، واتهام قادتها بـ"الخيانة العظمى"، بعد منع الذخيرة عن مقاتليه، تطور الخلاف إلى مواجهة عسكرية، عندما أعلنت المجموعة العسكرية الخاصة سيطرتها على مقر قيادة المنطقة الجنوبية في مدينة روستوف الروسية، وجميع المباني الحكومية والأمنية، كما انتشرت في أجزاء من المدينة، وقررت الزحف باتجاه موسكو.

وتطورت الأحداث، بعد اتهام يفغيني بريغوجين، في تسجيلٍ صوتي، وزير الدفاع الروسي بإعطاء الأوامر لقواته بقصف مواقع لمجموعات "فاغنر" في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل عدد "هائل" من مقاتليها.

وطالب بريغوجين من وصفهم بـ"الوطنيين في روسيا" النزول إلى الشوارع، حيث سيجدون الأسلحة لمواجهة "الخونة في قيادة الجيش"، متعهدًا بشنق وزير الدفاع في الساحة الحمراء والانتقام، قائلًا: "سنقرر كيفية الرد على الفظائع بعد قصف مواقعنا، وسنقرر الخطوة التالية"، مؤكدًا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذ القصف، وأضاف أن شويغو أمر بإخفاء ألفي جثة لمقاتلي المجموعة في مشرحة.

ودعا زعيم "فاغنر" الروس إلى الانضمام لقواته، مشيرًا إلى أنهم سوف يحددون "سبب انتشار الفوضى في البلاد"، موضحًا أن "احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره"، مبديًا ترحيبه "بكلّ من يريد الانضمام، من أجل إنهاء الفوضى".

getty

ونفى بريغوجين أن يكون بصدد تنفيذ "انقلاب عسكري"، مؤكدًا أنه يريد "قيادة مسيرة من أجل العدالة".

وبعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أعلن عن انتهاء تمرد عناصر "فاغنر"، خلال أقل من 24 ساعة، ووقف التحرك باتجاه العاصمة موسكو. 

وقال بيان للرئيس البيلاروسي، إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأطلعه على إمكانية التواصل مع بريغوجين بموافقته، حيث أجرى لوكاشينكو محادثات تفاوضية مع بريغوجين. وتم الاتفاق على انتقال المجموعة إلى بيلاروسيا.

  • انقلاب النيجر.. نهاية النفوذ الفرنسي

أطاح ضباط في جيش النيجر بالرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، وأعلنوا تنصيب قائد قوات الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيسًا للمجلس العسكري الذي سيقود البلاد، خلال فترة انتقالية. وكانت ردود الفعل على الانقلاب شديدة اللهجة، من قبل الدول الغربية، ودول غرب أفريقيا. 

ووسط خلافات بين دول المجموعة بخصوص الموقف من الانقلاب، هددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم للحكم، رغم تفضيلها للحل السلمي، عبر التفاوض مع المجلس العسكري.

في المقابل أعلنت المجالس العسكرية الحاكمة في مالي وبوركينا فاسو، دعمها المطلق للانقلاب في النيجر، مع التأكيد على إرسال قوات في حال حدوث تدخل عسكري في البلاد.

getty

وكان نظام الحكم في النيجر حليفًا مهمًا لفرنسًا وللدول الغربية، حيث شكلت النيجر آخر معاقل النفوذ الفرنسي في منطقة الصحراء الكبرى، وألقى الانقلاب، الذي تعامل قادته بلهجة شديدة تجاه فرنسا ومطالبتهم بسحب قواتها وإغلاق قواعدها العسكرية في البلاد، الظلال حول مصير الوجود الفرنسي والغربي في المنطقة.

ومع تصاعد التوتر في بلد يشهد اضطرابات سياسية وحركات تمرد، وسط تصاعد أنشطة الجماعات الإسلامية المتطرفة، وتنامي النفوذ الروسي في المنطقة، وأمام تزايد الغضب الشعبي من الوجود الفرنسي، أعلنت فرنسا عن إعادة انتشارها وسحب غالبية قواتها من النيجر مع حلول نهاية العام. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أكملت فرنسا سحب قواتها، لينتهي بذلك وجودها العسكري في البلاد.

وقال المتحدث العسكري باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر: إن "اليوم شهد نهاية عملية فك ارتباط القوات الفرنسية في منطقة الساحل التي ظلت فيها 10 سنوات تقريبًا ضمن عملية لمكافحة الإرهاب".

  • احتجاجات السويداء

شهدت مدينة السويداء، في الـ17 من شهر آب/أغسطس، مظاهرات حاشدة راحت تطالب بإسقاط نظام الأسد، على خلفية ارتفاع معدل التضخم وتدهور الوضع الاقتصادي. 

وبات التجمع في ساحة الكرامة، وسط المدينة، تقليدًا إسبوعيًا يواظب فيه أهالي المدينة على رفض استمرار نظام الأسد، والتأكيد على الوحدة الوطنية السورية ورفض الطائفية والتفرقة، مع التأكيد على الانتماء إلى الثورة السورية، من خلال رفع علمها وترديد شعاراتها، وإغلاق مقر حزب البعث في المحافظة.

حظي حراك السويداء بدعم المشيخة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، الذي أعلن أنه "تلقى الدعم الشعبي الكامل داخل المحافظة وخارجها"، وأكد "أن ما يحصل في المحافظة امتداد لما جرى منذ عام 2011".

وقد حاول النظام المس بسلمية الحراك من خلال إطلاق النار على المتظاهرين من قبل عناصر أمنية، أدى لإصابة عدد منهم، لكن الحراك تمسك بسلميته ورفض الانجرار لأية استفزازات من قِبل النظام وبعض أنصاره في المحافظة.

  • مقتل زعيم فاغنر

بعد تمرده الشهير، الذي وصف بـ"التحدي" الأكثر جدية لبوتين داخل روسيا، كان الكل في العالم، يعلن أن أيام يفغيني بريغوجين معدودة،  بعد شهرين من محاولة التمرد الفاشل التي قادتها مجموعته في روسيا، أعلن في 23 أب/أغسطس، عن مقتل مؤسس الشركة الروسية العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة عسكرية كانت تقله رفقة عدد من قادة فاغنر، في منطقة تفير شمال العاصمة الروسية موسكو، في طائرة كان على متنها 10 أشخاص، 7 ينتمون إلى مجموعة فاغنر، بالإضافة إلى 3 من طاقم الطائرة.

getty

وإلى جانب بريغوجين قتل كل من نائبه ديمتري أوتكين الذي أطلق على المجموعة العسكرية اسم فاغنر، والمسؤول عن إمبراطوريته التجارية فاليري تشيكالوف، وأحد قادة فاغنر المخضرمين يفغيني ماكاريان، بالإضافة لمرافقي بريوجين الشخصيين، سيرغي بروبوستين، وألكسندر توتمين، ونيكولاي ماتوسيف.

  • انقلاب الغابون

شهدت العاصمة الغابونية، ليبرفيل، في 30 آب/أغسطس انقلابًا عسكريًا قام به مجموعة من كبار ضباط الجيش الغابوني، تمكنوا من خلاله إنهاء أكثر من نصف قرن من حكم عائلة بانغو، التي وصلت إلى السلطة عام 1967.

وعيّن قادة الانقلاب، قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما، لقيادة المرحلة الانتقالية، ومع إحالة الرئيس علي بونغو للتقاعد، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمقر إقامته. 

getty

وبعد ساعات قليلة من إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثالثة، أعلن ضباط في الجيش عبر شاشة التلفزيون الحكومي، السيطرة على الحكم لفترة انتقالية، إلغاء نتائج الانتخابات التي شابها تجاوزات كبيرة.

وأكد بيان قادة الانقلاب، على أن الانتخابات لا تمتلك أي مصداقية، مع الإعلان عن حلّ مؤسسات الدولة، وإغلاق حدود البلاد، بالإضافة إلى فرض حظر للتجوال، واعتقال أحد أبناء الرئيس، وأعضاء في الحكومة بتهمة الخيانة العظمى.

  • زلزال المغرب

في 8 أيلول/سبتمبر 2023 ضرب المغرب زلزال بقوة 6.8 درجة ريختر، وكانت مركزه إقليم الحوز قرب مراكش، وأدى الزلزال إلى تدمير قرى كاملة في سلسلة جبال الأطلس الكبير، كما تضررت العديد من المباني والمعالم التاريخية في عدد من المدن المغربية.

وخلَّف الزلزال الذي يعد الأقوى في تاريخ المغرب أكثر من 2900 قتيل، و5500 جريح.

  • فيضانات درنة.. كارثة مضاعفة

لا تقتصر أزمات الاستبداد أو غياب النظام السياسي، على انعدام الحرية وفقدان الديمقراطية وحق الاختيار، بل تصل إلى مفاقمة الكوارث الطبيعية، وكان ذلك جليًا في كارثة فيضان درنة، التي تشابكت فيه الكارثة الطبيعية، مع الإهمال والفساد وغياب إدارة البلاد.

ففي 10 أيلول/سبتمبر ضرب إعصار دانيال مدن الشمال الشرقي في ليبيا، فاجتاح الطوفان أحياءً مأهولة بالسكان، ودمّر منازل كثيرة في بعض المدن الساحلية، وأودى بحياة الآلاف من المواطنين، في حين ظل مصير الآلاف مجهولًا بعد فقدانهم خلال العاصفة.

وكانت الكارثة في مدينة درنة التي قدرت عدد الوفيات داخلها بأكثر من 10 ألاف شخص، قد تضاعفت بفعل انفجار سدان كبيران بُنيا في الوادي الضيق فوق مدينة درنة في سبعينيات القرن الماضي، بسبب إهمال أعمال الصيانة في السدين.

getty

ودمرت الفيضانات ما يقرب من 900 مبنى في درنة، وفقًا لحكومة الوحدة الوطنية التي تسيطر على غرب البلاد، وأضافت أن أكثر من 200 مبنى تعرضوا لأضرار جزئية، وغرق ما يقرب من 400 مبنى آخر بالكامل تحت الطين، مما يعني أن ربع المباني في درنة تأثرت بالفيضانات.

وسلطت العديد من التقارير الإعلامية الضوء على تقصير السلطات الحاكمة في شرق ليبيا، حين طلب رئيس بلدية درنة من حاكم الشرق وأمير الحرب اللواء المتقاعد خليفة حفتر المساعدة في إخلاء المدينة مع اقتراب الإعصار، وحتى مع ارتفاع منسوب المياه في السدين، تم رفض قرار الإجلاء.

  • طوفان الأقصى والعدوان على غزة

في كلمته يوم 28 كانون الأول/ديسمبر، وصف الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام أبو عبيدة، عملية "طوفان الأقصى" بـ"ضربة القرن" للاحتلال الإسرائيلي. وكانت "طوفان الأقصى" العملية الهجومية الأبرز في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وانطلقت العملية يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، بضربة واسعة لأكثر من 25 موقعًا إسرائيليًا، و5000 آلاف قذيفة صاروخية، وكلمة للقائد العام للقسّام، قال فيها: "اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض".

وبعد ساعات من بداية العملية، وصفت إسرائيل نفسها بأنها في "حالة حرب"، وأعلنت عن انطلاق حرب "السيوف الحديدية"، وبدأت سريعًا عدوانها على قطاع غزة، والذي يوصف بـ"الأكثر تدميرًا"، في التاريخ، مع حملة قصف دموية، تسببت في استشهاد زهاء 21 ألف فلسطيني.

وكانت "طوفان الأقصى"، الحدث الفلسطيني الأبرز، في ظل خفوت القضية الفلسطينية وتزايد التوجه العربي نحو التطبيع مع إسرائيل. وربطت حركة حماس، العملية بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والضفة الغربية، وحصار قطاع غزة، وقضية الأسرى.

وتواصل إسرائيل عدوانها الدموي على القطاع المحاصر، وسط مجازر يومية وتدمير هائل، وتهجير كبير، وأزمة إنسانية من "الأسوأ في العالم"، مع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.

getty

وكانت العملية بارزة، في إظهار انحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل، وتجليًا كبيرًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كرر الحديث عن صهيونيته عدة مرات، وعطل دعم أي قرار أممي لوقف إطلاق النار.

وسجل العدوان الإسرائيلي على غزة، عشرات المشاهد الصعبة، مثل مجزرة المستشفى المعمداني، واقتحام مستشفى الشفاء، وترك الأطفال الخدج لمواجهة الموت في مستشفى النصر، وإنهاء أي خدمة طبية في شمال القطاع، بالإضافة إلى صور الأسرى العراة، عمليات الإعدام الميداني، ومجازر يومية، تتواصل حتى الآن.