29-يوليو-2023
أعلن عن تعيين قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيسًا للمجلس الوطني لحماية الوطن الذي سيتولى حكم البلاد (GETTY)

فاغنر دعمت الانقلاب العسكري في النيجر (Getty)

توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالانقلاب العسكري في النيجر، فقد أدان مجلس الأمن الدولي بشدة "المساعي غير الدستورية لتغيير السلطة في النيجر"، داعيًا "للإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس بازوم وأسرته وأعضاء حكومته".

أكد مجلس الأمن بعد جلسة مغلقة عن دعم موقف المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) لمواجهة التغييرات غير الدستورية 

وأعرب مجلس الأمن، بعد جلسة مشاورات مغلقة بشأن الأوضاع في النيجر، عن "قلقه من الأثر السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكومات في المنطقة"، مؤكدًا في بيان "دعم موقف المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) لمواجهة التغييرات غير الدستورية".

تنديد دولي بالانقلاب

هذا، ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن وزير الخارجية الأمريكي، قوله إنه تحدث مع رئيس النيجر. وأشارت الوكالة، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي تحدث  كذلك مع نظيرته الفرنسية، وبحث معها "الحاجة للاستعادة الكاملة للنظام الدستوري في النيجر".

عين الانقلابيون مجلسًا لقيادة البلاد

بدورها، أعلنت الرئاسة الفرنسية، أن الرئيس ماكرون سيعقد اجتماعًا لمجلس الدفاع والأمن، اليوم السبت، لتقييم التطورات في النيجر بعد الانقلاب العسكري.

من جهتها، قالت الخارجية الفرنسية في بيان، أمس الجمعة، إن "باريس لا تعترف بالسلطات المنبثقة عن الانقلاب العسكري في النيجر، وتعتبر بازوم الرئيس المنتخب ديمقراطيًا الرئيس الوحيد للنيجر"، داعيةً "لاستعادة النظام الدستوري من دون إبطاء".

ومن بابوا في غينيا الجديدة، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانقلاب العسكري في النيجر، ووصفه بـ"التطور الخطير على أمن المنطقة"، وأشار إلى أنه "مستعد لدعم فرض عقوبات على منفذي الانقلاب"، داعيًا للإفراج عن الرئيس المعزول محمد بازوم.

من جهته، أعرب البيت الأبيض عن "إدانته الشديدة لأي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة في النيجر"، ووفق إفادة صحفية للسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، فإن "الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بالنيجر".

بدوره، حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، من أن الانقلاب سيؤدي إلى توقف الشراكة مع النيجر، مطالبًا بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد بازوم. وبخصوص تواجد قوات بلاده في النيجر، قال كيربي إنه "لا يعلم بأي تغيير في وضع القوات الأمريكية في النيجر".

وفي وقت سابق أمس الجمعة، هدد الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات المخصصة للنيجر بسبب الانقلاب، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن "أي خرق للنظام الدستوري في النيجر قد يؤدي إلى وقف فوري لكافة أشكال الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي".

الجيش يتولى زمام السلطة

أعلن التلفزيون الرسمي في النيجر، أمس الجمعة، عن تعيين قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني، رئيسًا للمجلس الوطني لحماية الوطن، الذي سيدير المرحلة الانتقالية في البلاد، ويشغل تشياني منصب قائد الحرس الرئاسي منذ عالم 2011، وشارك في إفشال محاولتي انقلاب على الرئيس المعزول محمد بازوم عامي 2015 و2021. 

ويأتي القرار بعد إعلان القيادة العامة لأركان الجيش النيجيري تأييدها قرار عزل رئيس الجمهورية "بدافع من ناحية الحفاظ على السلامة الجسدية لرئيس الجمهورية وعائلته، لتلافي المواجهة المميتة بين القوى المختلفة".

وقال تشياني، في كلمة عبر التلفزيون الرسمي، إن "الجيش استولى على السلطة في النيجر بسبب تدهور الوضع الأمني"، وأضاف الرجل القوي الجديد في البلاد، أنه في عهد الرئيس المعزول بازوم كان هناك "خطاب سياسي أراد أن يجعل الناس يعتقدون أن كل شيء على ما يرام، بينما هناك الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط".

وأشار إلى أن "النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر، والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين"، وتابع "باسم المجلس الوطني لحماية الوطن، أطلب من شركاء وأصدقاء النيجر، في هذه المرحلة الحاسمة من حياة بلادنا، أن يثقوا بقوات الدفاع والأمن لدينا، الضامنة للوحدة والوطنية".

حذر الانقلابيون القوى الغربية من التدخل في شؤون بلادهم

وهاجم تشياني، حديث بازوم مع صحيفة "جون أفريك"، عندما قال: إن "الجيوش الأفريقية أقل قوة من المسلحين الإرهابيين"، ورد عليه، قائلًا: "أنا لا أقبل أن يقال أمامي أن هؤلاء الجنود الذين يقاتلون مقابل حياتهم، أنهم أقل قوة وجاهزية من الإرهابيين".

اقتحام للمقرات ورفع أعلام روسيا

واقتحم متظاهرون مؤيدون للجيش المقر الرئيسي مقر "الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية" الحاكم بالعاصمة نيامي، وأحرقوا محتوياته، وسيارات مسؤولي الحزب، وسط هتافات مؤيدة للجيش، فيما رفع بعضهم أعلام روسية، أمام مبنى المجلس الوطني (البرلمان) منددين بحكومة بلادهم المعزولة والحكومة الفرنسية.

من جهته، أعلن الجيش تعليق العمل بالدستور وحل المؤسسات في البلاد، تعليق أنشطة جميع الأحزاب السياسية في البلاد، وغلق حدود البلاد مع الدول المجاورة، وفرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحًا (التاسعة مساء حتى الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش).

تحذير للقوى الغربية

إلى ذلك، حذّر قادة الانقلاب في النيجر، من أي تدخل عسكري أجنبي، بعد تهديد الاتحاد الأوروبي وفرنسا بفرض عقوبات على السلطة الجديدة بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

وقال المتحدث باسم الانقلابين العقيد أمادو أدراماني، في بيان ألقاه على التلفزيون الرسمي، إن "بعض الشخصيات البارزة السابقة المتحصنة في البعثات الدبلوماسية، تسير في منطق المواجهة بالتعاون مع هذه الأخيرة"، محذرًا من "العواقب التي ستنجم عن أي تدخل عسكري أجنبي".

ويأتي هذا التحذير بعد يوم من اتهام الجيش النيجري، فرنسا بخرق قرار إغلاق المجال الجوي، مشيرًا إلى هبوط طائرة عسكرية فرنسية صباح أول أمس الخميس في قاعدة عسكرية فرنسية بالعاصمة نيامي.

وتعدّ النيجر من آخر وأهم حلفاء فرنسا في منطقة الساحل، الذي يعرف نشاطًا واسعًا للجماعات الإسلامية المتشددة، حيث ينتشر فيها حاليًا حوالي 15 ألف جندي فرنسي في عدد من القواعد العسكرية بالنيجر، وكانت فرنسا اضطرت لسحب جنودها من مالي وبوركينا فاسو في أعقاب انقلابين عسكريين هناك، وتحول قادتها الجدد إلى الشراكة مع روسيا عبر الشركات العسكرية الروسية الخاصة.

فاغنر تدخل على الخط

وفي تطور لافت، أعلن مالك الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" يفغيني بريغوجين دعمه للانقلاب في النيجر، ووصفه بأنه "نبأ سار"، وعرض بريغوجين خدمات بإرسال آلف من مقاتليه لـ"فرض النظام، وتدمير الإرهابيين، ومنعهم من إيذاء السكان المدنيين"، وجاء ذلك في رسالة صوتية بثتها الحسابات المرتبطة بمجموعته على قنوات في تليغرام.

وقال بريغوجين، إن "ما حدث في النيجر هو صراع شعب النيجر مع المستعمرين الذين حاولوا إبقائهم تحت السيطرة في دولة هي أفريقية منذ مئات السنيين"، وأضاف "في الواقع هذا نيل للاستقلال والتخلص من المستعمرين ".

رفعت الأعلام الروسية في المظاهرات المؤيدة للانقلاب

وتفاخر مالك "فاغنر" في رسالته الصوتية بما وصفه بأن "كفاءة فاغنر ساعدت الدول الأفريقية على الاستقرار والتطور"، فيما بدا وكأنه دعاية لمجموعته. 

بودكاست مسموعة

وقد جاء هذا التسجيل الصوتي، ليؤكد أن بريغوجين ورجاله لا يزالون نشطين في أفريقيا، حيث يرتبطون بعقود أمنية في بعض الدول، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ومالي، ولا يخفون رغبتهم في التوسع بأفريقيا، وهو ما ألقى بشكوك حول تدخل روسي محتمل في الأحداث الجارية هناك.