09-يناير-2023
gettyimages

الرئيس البرازيلي أعلن حالة الطوارئ في العاصمة حتى النهاية الشهر الحالي (Getty)

اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جاير بولسونارو، يوم الأحد مبنى المحكمة العليا ومبنى الكونجرس و القصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، بعد أشهر من التشكيك في الانتخابات الرئاسية.

اقتحم أنصار الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جاير بولسونارو، يوم الأحد مبنى المحكمة العليا ومبنى الكونجرس وحاصروا القصر الرئاسي في العاصمة برازيليا

ونظم أنصار بولسونارو يوم الأحد، تظاهرة انطلقت من أمام مقر الجيش في برازيليا، إلى ساحة (Three Powers Plaza) في العاصمة البرازيلية، والذي يضم الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي البرازيلي. وتمكن عناصر بولسونارو من اقتحام الحواجز الأمنية والدخول إلى مبنى الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي، وهي المنطقة التي شهدت تنصيب لولا رئيسًا للبرازيل قبل أسبوع.

وبعد 3 ساعات من الاقتحام، تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على المباني الثلاثة، مع الحديث عن اعتقال 150 شخصًا على الأقل خلال استعادة المباني المسيطر عليها. فيما أعلنت الأحزاب اليسارية في البرازيل عن تنظيم مسيرات دفاعًا عن الديمقراطية في البرازيل يوم الاثنين.

getty

وتحدثت مصادر إعلامية عن اقتحام أكثر من 3000 شخص من أنصار بولسونارو الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا، بالإضافة للقيام بالاعتداءات على الشرطة والصحفيين في المكان، وسرقة محتويات الكونغرس وإشعال النيران في بعض محتوياته.

وكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد أدى اليمين الدستوري كرئيس للبرازيل يوم الأحد الماضي، وسط غياب الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، الذي غادر البلاد إلى فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 48 ساعةً من تنصيب لولا.

ومنذ شهر تشرين أول/ أكتوبر يشكك أنصار بولسونارو في نتائج الانتخابات ويرفضون الاعتراف بفوز لولا، وتظاهروا خلال الأشهر الماضية، أمام قواعد الجيش البرازيلي للمطالبة بالتدخل وإقصاء لولا عن الحكم. وكان الرئيس البرازيلي لولا قد فاز في الانتخابات البرازيلية بما نسبته 50.90% من الأصوات مقابل مقابل 49.10% في المائة لبولسونارو.

وأعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أنه سيوقع على مرسوم طوارئ يسمح للحكومة الفيدرالية بالتدخل وتنفيذ "أي إجراءات ضرورية" لفرض النظام في العاصمة، مشيرًا إلى أن المرسوم سيظل قائمًا حتى 31 كانون ثاني/ يناير. وكان لولا خارج العاصمة البرازيلية في زيارةٍ رسمية إلى ولاية ساو باولو خلال اقتحام أنصار بولسونارو.

وفي خطاب مباشر خرج فيه لولا بشكلٍ سريع خلال أحداث الاقتحام، قال إنه سيعود إلى العاصمة برازيليا ليرى الضرر الذي تسبب فيه مثيري الشغب. مضيفًا أن خطاب الرئيس السابق بولسونارو "حفز" الهجمات في العاصمة من خلال التشكيك في نزاهة المؤسسات والعملية الانتخابية وتعهد بالعثور على المسؤولين عن الهجمات والتحقيق معهم ومعاقبتهم. كما اشتكى من انعدام الأمن في العاصمة البرازيلية وانتقد ضباط الشرطة في مكان الاقتحام، قائلًا: "لم تفعل الشرطة أي شيء على الإطلاق. لقد سمحوا للمتظاهرين بالدخول فقط "، متابعًا الحديث، "هؤلاء المخربون الذين يمكن أن نسميهم بالنازيين المتعصبين والستالينيين المتعصبين ... الفاشيون المتعصبون فعلوا ما لم يحدث في تاريخ هذا البلد".

ووصف لولا أنصار بولسونارو الذي اقتحموا مجمع السلطات بأنهم يمثلون "كل شيء مقيت في السياسة". وقال لولا في إشارة إلى بولسونارو: "هذا المرتكب للإبادة الجماعية ... يشجع ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ميامي، الجميع يعلم أن هناك خطابات مختلفة للرئيس السابق تشجع على ذلك".

ويعد هذا الاقتحام أول الأزمات التي تواجه عهد لولا في رئاسة البرازيل، بعد أقل من أسبوع على تنصيبه رسميًا، في أمة تشهد أكبر حالة استقطاب سياسي في تاريخها.

وفي أول ردود الأفعال الميدانية، أصدر حاكم برازيليا قرارًا بإنزال قوات الشرطة إلى الشوارع لمواجهة المظاهرات، كما قال بإقالة وزير الأمن العام للمقاطعة، وفتح تحقيق جنائي لمحاسبة المتورطين في أعمال العنف.

وطلب مكتب المدعي العام من المحكمة العليا في البرازيل اعتقال وزير العدل والشرطة الفيدرالية السابق ومسؤول الأمن في ولاية العاصمة أندرسون توريس، والذي يعد من أنصار بولسونارو.

كما طلب مكتب المدعي العام من منصات التواصل الاجتماعي بتحديد وإزالة المحتوى الذي يروج لأعمال الشغب في العاصمة برازيليا. وتخزين البيانات لمدة 180 يومًا من أجل التمكن من متابعة المشاركين والمروجين للاقتحام.

بدوره، كتب رئيس لجنة الانتخابات البرازيلية وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، على تويتر أن نظام العدالة لن يخذل البرازيل، قائلًا: "ستتم محاسبة الهجمات الإرهابية البغيضة على الديمقراطية والمؤسسات الجمهورية، وكذلك الممولين والمحرضين".

getty

وفي الساعات الأولى للاقتحام صدرت عشرات الإدانات للاقتحام الذي نفذه أنصار لوسونارو. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان يزور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، الاقتحامات في البرازيل بأنها "شائنة"، وأضاف بايدن أنه يدين "الاعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل"، مؤكدًا على أن المؤسسات الديمقراطية البرازيلية "تحظى بدعمنا الكامل ويجب ألّا يتم تقويض إرادة الشعب البرازيلي". بينما قال مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة "تدين أي جهد لتقويض الديمقراطية في البرازيل".

وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على تويتر "كل تضامني مع لولا وشعب البرازيل، الفاشية تقرر القيام بانقلاب".

من جانبه، قال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، إن حكومة لولا تحظى بدعمه الكامل "في مواجهة الهجوم الجبان والشرير على الديمقراطية".

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إدانة بلاده للهجمات، رافضًا استخدام العنف ضد المؤسسات الديمقراطية، مشيرًا إلى دعم لولا في وضع حد فوري للذي يحصل.

وأعرب وزير خارجية المكسيك مارسيلو إبرارد عن دعم المكسيك الكامل لإدارة الرئيس لولا المنتخبة بالإرادة الشعبية، مؤكدًا على رفض أي محاولة انقلاب ضد المؤسسات الديمقراطية.

بدوره، قال وزير خارجية الأرجنتين سانتياغو كافييرو إنه بلاده تدعم لولا، مضيفًا "نرفع أصواتنا دفاعًا عن ديمقراطية البرازيل".

ووصف مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الهجوم على الكونغرس البرازيلي بـ"الاحتلال"، مؤكدًا على تقديم الدعم الكامل للولا وحكومته والكونغرس والمحكمة العليا، قائلًا: "سوف تسود الديمقراطية البرازيلية على العنف والتطرف".

وأدان رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل الهجوم على المؤسسات الديمقراطية في البرازيل، مقدمًا الدعم الكامل للرئيس لولا "المنتخب ديمقراطيًا من قبل ملايين البرازيليين من انتخابات نزيهة وحرة".

بدوره، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص بحرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي كليمان فول "هناك تقارير مقلقة عن قيام متظاهرين مناهضين للديمقراطية مقربين من الرئيس السابق باقتحام الكونجرس والمؤسسات الديمقراطية الأخرى، وأنا أدين مثل هذه الممارسات وأي محاولة لتقويض التصويت الديمقراطي للبرازيليين، وأدعوهم لمغادرة هذه المباني".

وردًا على اقتحام المباني الحكومية في البرازيل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "يجب احترام إرادة الشعب البرازيلي والمؤسسات الديمقراطية". وأضاف، أن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يمكنه الاعتماد على "دعم فرنسا الثابت".

وقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "الدعم للرئيس البرازيلي وللمؤسسات الحرة والمنتخبة ديمقراطياً للشعب البرازيلي". متابعًا القول، "إننا ندين بشكل قاطع الاعتداء على الكونغرس البرازيلي وندعو إلى العودة الفورية إلى الحياة الديمقراطية الطبيعية".

وتعهد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بتقديم الدعم الكامل للرئيس البرازيلي لولا، وكتب على تويتر "المحاولات العنيفة لتقويض الديمقراطية في البرازيل غير مبررة".

وأصدرت وزارة العلاقات الخارجية الإكوادورية بيانًا جاء فيه "تدين الإكوادور الأحداث ضد المؤسسات في البرازيل وتكرر دعمها غير المقيد للديمقراطية والحكومة المنتخبة بشكلٍ شرعي".

ونشرت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز في الكونغرس تغريدةً تدعو إلى تسليم جاير بولسونارو، قائلةً: "يجب أن تكف الولايات المتحدة عن منح حق اللجوء لبولسونارو في فلوريدا". مقارنةً الأحداث في البرازيل بتلك التي حصلت يوم اقتحام الكابيتول من أنصار ترامب، مضيفةً: "بعد ما يقارب العامين من اليوم الذي هوجم فيه الكابيتول الأمريكي من قبل الفاشيين، نرى الحركات الفاشية في الخارج تحاول أن تفعل الشيء نفسه في البرازيل".

وحول الواقع في البرازيل، قالت عالمة الأنثروبولوجيا البرازيلية روزانا بينيرو ماتشادو "نحن بحاجة الدعم من المجتمع الدولي لتجنب الأسوأ في البرازيل. يقوم الإرهابيون اليمينيون المتطرفون بتدمير وإضرام النار في الكونجرس والمحكمة العليا ومقرات أخرى في برازيليا. لا أحد يوقفهم. يبدو الأمر أكثر خطورة مما حدث في الولايات المتحدة".

وأدان المشروع العالمي للتصدي للكراهية والتطرف الاعتداء على المحكمة العليا والقصر الرئاسي في البرازيل. وقالت رئيسة المشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف ويندي فيا، إن تكتيكات بولسونارو "ترامب المناطق الاستوائية، كما وصفته" تقسم الدول. وأضافت: "قادة اليمين المتطرف، مثل بولسونارو وترامب وأوربان وميلوني وغيرهم ممن هم على استعداد للكذب بشأن القضايا الحاسمة مثل فيروس كورونا وتغير المناخ وإثارة الاستقطاب حول قضايا مثل حقوق المرأة والمساواة بين مجتمع الميم حقوق السكان الأصليين والملونين، يهددون الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم".

عقدت وسائل إعلام عالمية، مقارنةً بين اقتحام أنصار بولسونارو المجمع الحكومي في العاصمة البرازيلية، مع اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول يوم 6 كانون ثاني/ يناير 2021

وعقدت وسائل إعلام عالمية، مقارنةً بين اقتحام أنصار بولسونارو المجمع الحكومي في العاصمة البرازيلية، مع اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول يوم 6 كانون ثاني/ يناير 2021 نتيجة تشكيك ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية.