31-ديسمبر-2022
gettyimages

كانت شيرين أبو عاقلة واحدةً من أبرز شخصيات العام الحالي وما زالت قضية اغتيالها تتصدر الإعلام (Getty)

مع تصاعد الأحداث وتسارعها في عام 2022، برزت شخصيات عديدة في الوطن العربي والعالم، ارتبطت في ذاكرة الجمهور بالعام المنقضي. من شخصيات كانت مغمورة تمامًا وخرجت من الهامش المقهور، إلى أخرى تظهر من جديد، ومن الحرب وبروبغاندا اليمين الشعبوي إلى والصحافة والنضال المدني وصولًا إلى عالم الرياضة، أصبحت هذه الأسماء واجهةً للكثير من الأحداث. 

يترافق مع تصاعد الأحداث، بروز شخصيات وأيقونات تتفاعل مع الأحداث وتتداخل معها بشكلٍ كبير

 

  • شيرين أبو عاقلة

"في بعض الغياب حضور أكبر"، هذا ما كتبته شيرين أبو عاقلة قبل عام من استشهادها عبر  حسابها في موقع فيسبوك، ورغم حضورها الطاغي والدائم على شاشات التلفاز، إلّا أن لحظة استشهادها كانت تكثفيًا للحظة الغياب نحو الحضور الأكبر. وبعد مسيرة طويلة وحافلة في تغطية أحداث فلسطين، انتهت مسيرتها الإعلامية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، برصاصة قناص إسرائيلي. 

.

برزت شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وبالأخص اجتياح نيسان/ أبريل الذي عرف إسرائيليًا باسم "السور الواقي"، بالإضافة إلى تغطيتها من داخل سجن عسقلان في عام 2005، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي اعتبرته "من أفضل الأيام التي غطتها صحفيًا". واختتمت شيرين أبو عاقلة مسيرتها الصحفية شهيدةً على أرض مخيم جنين، أثناء تغطيتها لاقتحام المخيم صباح 11 أيار/ مايو 2022.

أثار استشهاد أبو عاقلة موجةً كبيرةً من الانفعال فلسطينيًا وعربيًا، ظهر ذلك في إقامة جنازة لها في جنين وأخرى في رام الله، اختتمت بمشهد المئات وهم يركضون خلف الجثمان أثناء عبوره حاجز قلنديا باتجاه القدس، التي شهدت واحدةً من أضخم الجنازات فيها، والتي اعتدت عليها قوات الاحتلال أيضًا.

getty

رفضت سلطات الاحتلال الاعتراف باغتيال الشهيدة أبو عاقلة بدايةً، قبل أن تتراجع تدريجيًا عن روايتها دون أن تتحمل المسؤولية بشكلٍ كامل. فيما روت الزميلة شذا حنايشة، مراسلة موقع "الترا فلسطين"، والتي كانت بجانب شيرين لحظة إصابتها، أنها "كانت ترتدي الدرع والخوذة الخاصين بالصحافة"، وأضافت أن من "أطلق النار عليها كان يقصد قتلها، وأن ما حدث جريمة اغتيال، وأن الصحفيين كانوا هدفًا للاحتلال".

وقدم جيش الاحتلال، روايات متناقضة عن الاغتيال، بين اتهام المقاومين الفلسطينيين بإطلاق نار عشوائي، إلى رواية عدم معرفة مصدر النيران بشكلٍ دقيق، قبل أن يقول إنه من "المرجح أن يكون جنديًا إسرائيليًا" هو من أطلق النار، وهذا كان آخر ما نشر إسرائيليًا حول ما حصل.

هذا وأجرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية وصحيفة النيويورك تايمز وقناة الجزيرة ومنظمة بتسيلم وغيرها من المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية، تحقيقات مستقلة أكدت كلها على أن "الجيش الإسرائيلي استهدف مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين، وأن تحليل آثار الرصاص في الشجرة التي احتمت بها شيرين يدل على أنه تم استهدافها عمدًا لاغتيالها".

أمريكيًا، كانت هناك رغبة واضحة في إنهاء الملف، خاصةً قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال. من جهتها، قالت الخارجية الأمريكية إنه "بعد فحص جنائي مدقّق للرصاصة، لم يتمكن خبراء مستقلون من التوصّل إلى استنتاج قاطع بخصوص الجانب الذي أطلق الرصاصة القاتلة"، وأضاف البيان أنه "رغم ترجيح مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن إطلاق الرصاصة، لا يجد المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مسوغًا للاعتقاد بأن ذلك حصل بشكلٍ متعمد، وإنما نتيجة ظروف مأساوية".

  • مهسا أميني

لا نعرف الكثير عن مهسا أميني، سوى أنها إيرانية من أصول كردية، عمرها 22 عامًا، ولدت في مدينة سقز شمال غربي إيران، لكنها ستكون ولسنوات طويلة في إيران اسمًا بارزًا ساهم في إشعال واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في البلاد منذ سنوات. حيث تم اعتقالها من قبل دورية لـ"شرطة الأخلاق"، عندما كانت برفقة عائلتها في رحلة للعاصمة طهران، قبل أن ينتهي بها الأمر محتجزةً في مركز شرطة بالعاصمة طهران، قبل أن يعلن عن مقتلها.

getty

وعن تفاصيل مقتلها، قال شهود عيان إنه في السادسة من مساء 13 أيلول/ سبتمبر 2022، اعتقلت دورية للشرطة الشابة مهسا أميني قرب محطة مترو "الشهيد حقاني" في طهران، وكانت برفقة أخيها، بحجة عدم التزامها بـ"قواعد الثياب المفروضة على النساء"، وبعد دخولها في مشادات كلامية مع أفراد الدورية، قاموا باعتقالها، وتعرضت الشابة للضرب داخل سيارة الشرطة.

وانتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن شابةً اسمها مهسا أميني كانت في رحلة مع عائلتها إلى طهران، اعتقلت من قبل "شرطة الأخلاق"، وبعد ساعتين نقلت "شبه ميتة" إلى مشفى "قصري"، وقيل إنها دخلت في غيبوبة بعدها، ليعلن عن وفاتها فيما بعد.

getty

وأكدت السلطات الإيرانية خبر وفاة الشابة أثناء احتجازها، وقالت الشرطة إن مهسا عانت من "قصور مفاجئ في القلب" أثناء انتظارها مع نساء أخريات في مركز الشرطة حتى يتم "تثقيفها" بخصوص "قواعد الحجاب" في البلاد"، ونفت الشرطة تعرض مهسا للضرب. لكن رواية عائلتها عن سبب الوفاة كانت مختلفةً عن الرواية الرسمية، مشيرةً إلى أن مهسا كانت تتمتع بصحة جيدة، وأن مزاعم الشرطة محض أكاذيب.

وفي حينه، انتشرت صورة لرسالة من رئيس "هيئة مدينة بندر عباس الطبية" جاء فيها أن "النزيف من الأذن، والكدمات تحت عينيها، لا يتفقان مع أعراض نوبة قلبية". وتسبب مقتل الشابة أميني في موجة من الغضب والاحتجاجات المتواصلة والتي قابلتها السلطات الايرانية بعمليات قمع شديدة خلفت مئات القتلى والجرحى، وآلاف المعتقلين، ولا مؤشرات على توقفها رغم انحسارها نسبيًا منتصف شهرين تشرين الثاني/ نوفمبر.

  •  علاء عبد الفتاح

لمن عايش ثورة يناير في مصر، لن يكون اسم علاء عبد الفتاح غريبًا عنه، لكن استضافة مصر لقمة المناخ "كوب 27" والتي ترافق معها إضراب عبد الفتاح عن الطعام وحصوله على الجنسية البريطانية من والدته، أعاد قضيته للواجهة من جديد وبشكلٍ بارز، مما دفع قادة عدة دول للحديث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن اعتقاله.

getty

ويُعد علاء عبد الفتاح من أبرز وجوه ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وشارك علاء قبل الثورة، في الفترة التي أعقبت عام 2005، كناشط في إدارة العديد من المنصات التي تنادي بحرية التعبير، وفتح المجال العام.

ووالده هو المحامي والحقوقي والناشط اليساري البارز أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح، الذي اعتقل أكثر من مرة في عهد الرئيسين المصريين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، ووالدته أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة والناشطة السياسية في مجال المجتمع المدني ليلى سويف، وشقيقتيه منى وسناء سيف، الناشطات في المجال الحقوقي.

اعتقل عبد الفتاح للمرة الأولى عام 2006 مع عدد من الأشخاص الذين كانوا مشاركين في احتجاجات تطالب باستقلالية القضاء، وأطلق سراحه بعد 45 يومًا. وشارك علاء عبد الفتاح في تنظيم المظاهرات المعارضة إبان حكم المجلس العسكري في مصر بعد ثورة يناير 2011. واعتقل مرةً أخرى خلال ما يعرف بأحداث "ماسبيرو" في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، واتهمته النيابة العسكرية بـ"التحريض ضد الجيش، وتكدير الأمن والسلم العامين"، ليتم بعدها إطلاق سراحه.

واعتقل عبد الفتاح مرةً أخرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، بعد مشاركته ونشطاء آخرين في مظاهرة أمام البرلمان ضد قانون التظاهر ومسودة الدستور، ووجهت لعلاء تهمة "التظاهر بدون تصريح"، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات من قبل محكمة الجنايات في هذه القضية التي عرفت فيما بعد بـ"أحداث مجلس الشورى"، وأيدت محكمة النقض المصرية الحكم في عام 2017.

أفرج عن علاء في آذار/ مارس 2019 بعد انقضاء محكوميته، ولكنه اعتقل مجددًا في أيلول/ سبتمبر من نفس العام، وظل معتقلًا على الرغم من تجاوز الحد القانوني الأقصى للحبس الاحتياطي، ثم أصدرت محكمة في القاهرة حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات في ديسمبر/كانون  2021، بعد إدانته بتهمة "نشر أخبار كاذبة".

طالبت العديد من المنظمات الحقوقية المصرية والدولية بالإفراج عنه، كما ناشد رؤساء دول وحكومات غربية، الحكومة المصرية للإفراج عنه، لكن كل تلك الدعوات والمناشدات قوبلت بالرفض. دخل علاء عبد الفتاح في إضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف اعتقاله، كما رفضت السلطات المصرية السماح للقنصلية البريطانية بزيارته، بعد أن تحصل على الجنسية البريطانية. وخلال استضافة مصر لـ "قمة المناخ كوب 27" في شرم الشيخ، تصاعدت الضغوط الدولية لإطلاق سراحه، وقادت شقيقته سناء سيف حملة خلال أعمال مؤتمر المناخ للتعريف بقضية شقيقها، والظلم الواقع عليه، والتداعيات الصحية جراء استمراره في الإضراب عن الطعام.

لا يزال علاء عبد الفتاح معتقلًا، يقضي محكوميته، التي اعتبرتها العديد من الجهات الحقوقية أحكام  انتقامية من كل الأسماء البارزة التي شاركت في ثورة يناير 2011.

  • فولوديمير زيلينسكي

قد يكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو أكثر الأشخاص ظهورًا على شاشات التلفاز هذا العام وربما إثارة للجدل، وأكثر الشخصيات التي تحدثت خلال اجتماعات ومؤتمرات، في أمرٍ قد لا يتكرر مع أيّ رئيس أوكراني قادم، إلّا إذا عاودت روسيا غزو بلاده من جديد ربما.

ورغم أن فولوديمير زيلينسكي يعرف شاشات التلفاز بشكلٍ كبير، وذلك عندما عمل ممثلًا  في مسلسل كوميدي مشهور بأوكرانيا، إلّا أن دخوله السياسة، عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، بعد احتجاجات عرفت بـ"الثورة البرتقالية" التي  دامت عدة شهور، منحته الشعبية الأعلى في حياته.

getty

  •  جورجيا ميلوني

تُعرف رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني عن نفسها، بقولها: "أنا امرأة، أنا أم، أنا إيطالية، أنا مسيحية ولن تأخذوا ذلك مني"، وهو ما تكرره دومًا، وتنفي عن نفسها الارتباط بأفكار الزعيم الفاشي الإيطالي موسوليني، مشيرةً إلى أن حزبها طوى صفحة النزعة الفاشية التي كانت متجذّرةً في عقيدته، وتؤكد أنها وحزبها ينتميان إلى التيار الغربي المحافظ، وهو المرادف الإيطالي للحزب الجمهوري الأمريكي، لكنها في نفس الوقت تحرص دائمًا على عدم إدانة فترة حكم الفاشية لإيطاليا.

ولدت ميلوني في حي "غارباتيلا" الشعبي جنوب العاصمة الإيطالية روما عام 1977، وانضمت وهى في عمر 15 عامًا  إلى فرع الشباب في "الحركة الاجتماعية الإيطالية" الفاشية، ثم تدرجت في عدد من المواقع داخل الحركة إلى أن تم انتخابها في مجلس مقاطعة روما. وفي العام 2006 أصبحت ميلوني أصغر نائب لرئيس مجلس النواب الإيطالي عن عمر 29 عامًا، وبعد عامين تولت منصب وزيرة الشباب والرياضة في حكومة سيلفيو بيرلسكوني.

وبعد اندماج حزب بيرلسكوني مع مجموعة يمين الوسط "فورزا إيطاليا"، تم إنشاء تحالف جديد باسم "شعب الحرية"، وأصبحت ميلوني رئيسةً لقسم الشباب. وفي نهاية عام 2012 انقسم التحالف وأعلنت المجموعة المنشقة تأسيس حزب "أخوة إيطاليا"، وعبرت ميلوني عن نيتها رئاسة الحزب، وهو ما حصل في آذار/ مارس 2014.

ومنذ دخولها معترك السياسة، تتبنى ميلوني مواقف مثيرة للجدل، مثلما حدث في عام 1996 حين أشادت بالزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، ووصفته بأنه "سياسي جيد، والأفضل في الأعوام الـ50 الماضية".

getty

كما تتبنى ميلوني مجموعةً من المفاهيم والبرامج المتطرفة، فقد طالبت بفرض حصار بحري وإغلاق الموانئ لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا، وعُرف عنها مواقفها المعادية للمثلية، حيث رفضت الاعتراف بالشراكة المدنية للمثليين، وشنت هجومًا ناريًا عليهم خلال مشاركتها في مهرجان لحزب "فوكس" اليميني المتطرف الإسباني قائلةً: "نعم للعائلة الطبيعية، لا لتجمعات LGBT، نعم للهوية الجنسية، لا للأيديولوجية الجندرية، نعم لثقافة الحياة، لا لثقافة الموت"، كما دعت لتكريس القيم المحافظة في المجتمع الإيطالي رافعةً شعار "الله، الوطن، العائلة".

وبعد فوز حزبها في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 أيلول/ سبتمبر 2022 ، كلَّف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، رئيسة حزب "أخوة إيطاليا" اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، تشكيلَ الحكومة، لتصبح أول رئيسة وزراء في إيطاليا.

  • وليد الركراكي

تولّى وليد الركراكي تدريب المنتخب المغربي مطلع أيلول/ سبتمبر 2022، ولم يدربه قبل كأس العالم 2022 سوى في 3 مباريات استعدادية للبطولة، لكن الركراكي الذي لعب للمنتخب المغربي سابقًا، أظهر اندماجًا كبيرًا مع اللاعبين، وتمكن من قيادة منتخب بلاده إلى نصف نهائي البطولة العالمية ليكون أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الدور.

getty

وتلقى الركراكي  مديحًا كبيرًا من الجماهير المغربية والعربية والأفريقية بعد تحقيقه الإنجاز التاريخي. ووُلد الركراكي في الضواحي الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس نهاية أيلول/ سبتمبر 1975، وعلى هذا الأساس امتلك الجنسيتين المغربية والفرنسية. وقد مثّل الركراكي منتخب المغرب في 45 مباراة دولية، لعب خلالها في مركز الظهير الأيمن. كما لعب لأندية راسينج باريس وتولوز وأجاكسيو وديجون وفلوري ميروجيس في فرنسا، وراسينج سانتاندير في أسبانيا.


واتسم مدرب المنتخب المغربي باللعب الواقعي في بطولة كأس العالم، فقد لعب بطريقة متحفظة نسبيًا، وتمكن من التسبب بالإزعاج لكافة الفرق التي لعب ضدها، من إسبانيا إلى البرتغال وبلجيكا وفرنسا وكرواتيا، معتبرًا أن أهم ما يمكن أن يقدمه هو النتيجة النهائية في المباراة وهذا ما تمكن من تحقيقه بالفعل، فقد وصل إلى نصف نهائي البطولة، بدون أي خسارة وكأفضل خط دفاع، وتمكن من أن يقصي في طريقه بطل العالم السابق إسبانيا.

  • محمد أبو الغيط

برز محمد أبو الغيط نتيجة عمله الصحفي في مجال التحقيقات الاستقصائية، لكن قبل ذلك ظهر كناشط سياسي خلال ثورة يناير في مصر، عندما جاء إليها من العمل في المجال الطبي، وعلى مدار العام الماضي، كانت يوميات أبو الغيط مع مرضه الصعب بالسرطان مصدر إلهام ومحط متابعة لكثر، وخاصةً من عرفوا أبو الغيط تحديدًا من كتاباته هذه، قبل أن تعلن زوجته عن وفاته مطلع شهر كانون أول/ ديسمبر 2022.

.

درس أبو الغيط الطب وبدأ حياته المهنية بالعمل طبيبًا، قبل أن يتحول للعمل الصحفي بعد ثورة يناير في مصر. ومنذ ذاك الحين وحتى وفاته، عمل أبو الغيط صحفيًا في قناة "أون" و"الحرة" وجريدة الشروق، قبل انتقاله إلى التلفزيون العربي الذي عمل فيه معدًا رئيسيًا للبرامج، بالإضافة إلى كتابته مقالًا أسبوعيًا في صحيفة العربي الجديد، وعمله في الصحافة الاستقصائية. كما قدم خلال العام الماضي بودكاست 11 الذي سرد فيه تجارب من ثورة يناير في مصر ومراجعات لها وحكايات منها.

وخلال مسيرته الصحفية، حصل أبو الغيط على عدة جوائز عن مقالاته وعمله الصحفي الاستقصائي أبرزها جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عن مقاله "موسم الموتى الأحياء"، وجائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، وغيرها من الجوائز.

وكانت آخر إنتاجات أبو الغيط كتابه "أنا قادم أيها الضوء"، الذي دون فيه رحلته للعلاج من مرض السرطان الذي أعلن عن إصابته به في آب/ أغسطس 2021.

  • غانم المفتاح

في يوم المونديال الأول، دخل الشاب القطري غانم المفتاح برفقة الممثل الأمريكي مورغان فريمان إلى حفل افتتاح البطولة العالمية. في هذه اللحظات تحول غانم المفتاح إلى نجم عالمي، بعدما كان معروفًا على مستوى العالم العربي.

getty

ويُعد غانم محمد المفتاح البالغ من العمر 20 عامًا والمصاب بمتلازمة التراجع الذيلي، سفيرًا للنوايا الحسنة لدولة قطر، كما أن قصة نجاحه تم إدراجها في المناهج الدراسية لدولة قطر والكويت.

إلى جانب نشاطه على المستوى الإعلامي، أسس غانم المفتاح جمعيةً لتوزيع الكراسي المتحركة على من يحتاجها، وخلال افتتاح البطولة العالمية قدم لقطات حوارية مع الممثل فريمان.

  • عمر الشغري

في تموز/ يوليو الماضي، قدم الشاب السوري عمر الشغري خطابًا قويًا في مجلس الأمن، انتقد خلاله تطبيع العلاقات مع نظام الأسد وهاجم فيه إيران وروسيا لدعمهم النظام السوري، كما طالب باتخاذ مواقف جدية ضد نظام الأسد والانتهاكات الشنيعة التي ينفذها في سوريا.

getty

قبل خطابه في مجلس الأمن، انتشرت مقاطع مصورة واسعة لعمر الشغري، بعد لقاء شقيقته لأول مرة منذ 6 أعوام بعد خروجه من سوريا. ويشغل الشغري منصب مدير شؤون المحتجزين في فريق الطوارئ السوري، لكنه قبل ذلك اعتقل في أيام الثورة السورية الأولى، عندما كان طفلًا يبلغ من العمر 15 عامًا لمدة أيام، قبل أن يخرج من السجن سريعًا. ومن ثم يعود إليه لاحقًا، ليسجن لمدة 3 سنوات قضى جزءًا كبيرًا  منها في سجن صيدنايا العسكري الذي يُعد واحدًا من أسوأ سجون النظام السوري.

وبعد خروجه من السجن وانتقاله من تركيا إلى السويد، وبعد رحلة علاجية طويلة، دخل إلى المجال الحقوقي من خلال عمله في الفريق السوري للطوارئ.

  • فوساكو شيغينوبو

في نهاية شهر أيار/ مايو، أفرجت اليابان عن مؤسسة الجيش الأحمر الياباني فوساكو شيغينوبو من سجنها في طوكيو بعد قضائها حكمًا بالسجن لمدة تجاوزت 20 عامًا لإدانتها باقتحام السفارة الفرنسية في هولندا عام 1974. واعتقلت شيغينوبو في اليابان عام 2000 بعد عودتها إليها بعد أكثر من 30 عامًا من العيش والنضال في الوطن العربي، انخرطت خلالها في النضال الفلسطيني.

getty

خرجت زعيمة الجيش الأحمر الياباني فوساكو شيغينوبو من السجن بعدما كانت تبلغ من العمر 77 عامًا، أمضت منها 30 عامًا من النضال و21 عامًا ونصف في السجون اليابانية، رغم حكمها بالسجن 20 عامًا، في محاكمة يشار إليها باستمرار باعتبارها محاكمةً سياسيةً.

خرجت شيغينوبو من سجنها مرتديةً الكوفية الفلسطينية، وكانت شيغينوبو قد انتقلت إلى لبنان في بداية السبعينات وعملت في مكتب مجلة الهدف التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالإضافة للحديث عن مسؤوليتها عن عملية مطار اللد الذي شارك فيها الجيش الأحمر الياباني.

  • سالي حافظ

"أنا سالي حافظ وجاي آخد وديعة أختي اللي عم تموت بالمستشفى.. أنا جاي آخد حقي"، هذه الكلمات التي قالتها الشابة اللبنانية سالي حافظ بعدما دخلت إلى أحد المصارف اللبنانية، ورفعت سلاحًا اكتشف لاحقًا أنه بلاستيكي، وذلك من أجل الحصول على الوديعة المحتجزة في المصرف ولا يسمح بسحبها، إلّا ضمن سقف محدد بعد الانهيار الاقتصادي الذي ضرب لبنان.

getty

وخلال عام 2022 اقتحم ما يقارب 20 شخصًا المصارف في لبنان، من أجل الحصول على أموالهم التي لا يسمح لهم بسحبها مهما كانت ظروفهم، وسبق سالي ولحقها عدة أشخاص، لكنها تحولت إلى شخصية أيقونية، نظرًا للمقطع المصور الذي نشرته والصور التي خرجت من داخل المصرف، بالإضافة إلى نجاح سالي بالحصول على جزءٍ من أموالها المحتجزة وتمكنها من الخروج من المصرف.

وسالي هي ناشطة سياسية، شاركت في ثورة تشرين أول/ أكتوبر 2019، ولها شقيقة مريضة بالسرطان وتحتاج إلى عملية عاجلة، مما كان دافعًا لسالي من أجل تحصيل وديعتها المالية بالقوة. وخلال دخولها إلى مصرف لبنان والمهجر، قامت بإلقاء البنزين على نفسها وهددت بحرق نفسها في حال لم تحصل على وديعتها، وخلال العملية حصلت سالي على مبلغٍ يصل إلى 13 ألف دولار وهو جزء من وديعتها وقامت بتسجيل العملية المصرفية، التي ساعدها فيها أشخاص تواجدوا بالمصرف لحظتها.

وفي حديث لاحق، اعتذرت سالي من كل شخص تسببت له بالخوف، قائلةً: "أنا جئت لإنقاذ حياة إنسان"، وبعد أسابيع من دخولها للمصرف، قامت سالي (28 عامًا) بتسليم نفسها للأمن اللبناني، وخرجت من السجن سريعًا بكفالة قيمتها 25 دولارًا ومنع من السفر لمدة 6 أشهر.