05-ديسمبر-2022
محمد أبو الغيط

الطبيب والصحفي محمد أبو الغيط

"لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا. ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ".

كانت هذه كلمات الصحفي والطبيب المصري محمد أبو الغيط عن كتابه الأخير "أنا قادم أيها الضوء" الذي دون فيه رحلته في العلاج من السرطان، ورحل فجر اليوم الاثنين عن عالمنا قبل صدوره. فقد أعلنت زوجة محمد أبو الغيط (1988- 2022) عن وفاته بعد يومين من دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بمرض السرطان.

لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي

درس أبو الغيط الطب وبدأ حياته المهنية بالعمل طبيبًا، قبل أن يتحول للعمل الصحفي بعد ثورة يناير في مصر. ومنذ ذاك الحين وحتى وفاته، عمل أبو الغيط صحفيًا، في قناة "أون" و"الحرة" وجريدة الشروق، قبل انتقاله إلى التلفزيون العربي الذي عمل في معدًا رئيسيًا للبرامج فيه، بالإضافة إلى كتابته مقالًا أسبوعيًا في صحيفة العربي الجديد، وعمله في الصحافة الاستقصائية. كما قدم خلال العام الماضي بودكاست 11 الذي قدم فيه تجارب من ثورة يناير في مصر ومراجعات لها وحكايات منها.

وخلال مسيرته الصحفية، حصل أبو الغيط على عدة جوائز عن مقالاته وعمله الصحفي الاستقصائي أبرزها جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عن مقاله "موسم الموتى الأحياء"، وجائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، وغيرها من الجوائز.

 

وكان الصحفي أبو الغيط قد أعلن عن إصابته بمرض السرطان في آب/ أغسطس 2021، ومنذ ذلك الحين وهو ينشر العديد من النصوص عن يوميات علاجه من مرض السرطان ومتابعته للأحداث العالمية من وفاة الملكة إليزابيث الثانية إلى الحرب الروسية في أوكرانيا، التي ساهم بإنتاج تحقيق عنها.

أما بدايات كتابة محمد أبو الغيط فقد كانت في مدونته جدارية، التي نشط فيها خلال السنوات 2010 وحتى 2012، وناقش فيها الكثير من الأفكار حول ثورة يناير في مصر ومصيرها، كما عمل على توثيق سيرة بعض شهداء الثورة فيها من خلال تدوينات "الفقراء أولًا يا أولاد الكلب" و"عن شارع عيون الحرية وشوارع أخرى".

نعاه التلفزيون العربي الذي عمل معه منذ تأسيسه

ونعت نقابة الأطباء المصريين الطبيب والصحفي محمد أبو الغيط، وقالت عنه "برغم رحيله شابًا إلا أنه ترك تاريخًا من المواقف والكتابات الموضوعية والتحقيقات الاستقصائية كفيلةً ببقائه حيًا في قلوب قراءه".

كما نعاه التلفزيون العربي الذي عمل معه منذ تأسيسه، قائلًا "أسرة التلفزيون العربي تنعى الزميل الصحفي محمد أبو الغيط الذي وافته المنية صباح اليوم في لندن بعد صراع طويل مع المرض".

وبعد الإعلان عن وفاته عدد كبير من زملائه الصحفيين والمغردين العرب.