30-أبريل-2024
فلسطينيون يعاينون ما خلّفه القصف الإسرائيلي

(epa) يتواصل العدوان وسط آمال في التوصل إلى صفقة تهدئة

لليوم الـ207، تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط تزايد الحديث عن اقتراب التوصل إلى صفقة للتهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، حيث شهدت الأيام القليلة الأخيرة نشاطًا دبلوماسيًا مكثّفًا للضغط من أجل التوصل إلى صفقة تهدئة.

واستضافت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الإثنين، اجتماعًا بين ممثلي الوسطاء، مصر وقطر، ووفد من حركة "حماس" بشأن المقترح الذي تفاوضت عليه مصر و"إسرائيل" خلال الأيام الأخيرة. وقد نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في الحركة طلب عدم الكشف عن هويته، بأن وفد "حماس" غادر مصر وعاد للتشاور بالأفكار المطروحة للرد عليها بأسرع وقت ممكن.

وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن مصادر مصرية لم تسمها، أن وفد "حماس" غادر القاهرة: "وسيعود مرة أخرى برد مكتوب على مقترح صفقة التهدئة"، الذي تقدّمت به مصر.

تتعمّد قوات الاحتلال ترك مخلّفات مفخخة خلفها بهدف زيادة أعداد الشهداء والجرحى، خاصةً من الأطفال

ورغم عدم كشف الجانب المصري عن تفاصيل المقترح، إلا صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إنه: "يتضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 134 (وفق التقديرات الإسرائيلية) على 3 مراحل تبدأ بـ33 أسيرًا، ثم الباقي على مرحلتين منفصلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع".

القصف متواصل والضحايا في ازدياد

وفي الوقت الذي يأمل فيه الفلسطينيون في غزة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب التي قتلت أبنائهم ودمّرت منازلهم، ووضعتهم في مواجهة أزمات وتحديات مختلفة يهدِّد بعضها حياتهم، مثل المجاعة والأمراض والأوبئة؛ تواصل "إسرائيل" قصف القطاع مخلّفةً مزيدًا من الضحايا والدمار.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل المواطنين في رفح خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "العفيفي" في حي السلطان بمدينة رفح، جنوب القطاع، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. في حين قصفت زوارق الاحتلال شواطئ المدينة بعدة قذائف.

وفي مدينة غزة، استهدفت مدفعية الاحتلال المنطقتين الشرقية والجنوبية من المدينة. واستُشهد مواطنان وأُصيب آخرون جراء قصف جوي استهدف منزلًا لعائلة "إخليل" في حي التفاح في المدينة، وذلك تزامنًا مع قصف حيي الدرج والشيخ رضوان.

 وتعرضت مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة لقصف مدفعي. فيما شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث استُشهد 3 مواطنين في قصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو طيور". بينما قصفت المدفعية المنطقة الشمالية من المخيم، تزامنًا مع قصف الزوارق الحربية لشاطئه.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الإثنين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ أكثر من 200 يوم، إلى 34.488 شهيدًا و77.643 مصابًا معظمهم أطفال ونساء.

 وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 34 شهيدًا و68 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

الاحتلال يتعمّد ترك مخلّفات مفخخة

وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد حذّر، أمس الإثنين، من تكرار حوادث انفجار مخلّفات جيش الاحتلال في منازل المواطنين، سيما التي تكون على هيئة معلبات.

وأشار المكتب، في بيان صحفي، إلى إصابة طفل في منطقة الزنة بمدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، بجراح خطيرة: "بعد أن كان يبحث عن مقتنياته الخاصة داخل منزله المقصوف ووجد معلبات طعام من مخلفات الاحتلال فقام بفتحها لتنفجر فيه وتؤدي لبتر بعض أطرافه وإصابة آخرين معه".

وأدان: "جريمة الاحتلال بتعمد تفخيخ المخلفات التي يتركها خلفه، وكأنه لم يكتف بقتل أبناء شعبنا بالقصف المباشر، فيقوم باستخدام خديعة المعلبات المفخخة، لزيادة أعداد الشهداء والجرحى، سيما من الأطفال الذين لا يستطيعون تمييز هذه المخلفات".

وتابع البيان موضحًا: "وفق التقديرات الأممية، والتي تؤكدها الأجهزة الحكومية المختصة؛ فإن نحو 10%؜ من القذائف والقنابل التي ألقاها جيش الاحتلال وتقدر بأكثر من ٧٥ ألف طن متفجرات، لم تنفجر".

وأضاف: "ما يعني نحو 7500 طن من القذائف والقنابل في الشوارع وأراضي المواطنين ومنازلهم وبين الركام وتحت الأنقاض في مختلف مناطق قطاع غزة؛ الأمر الذي يمثل خطورة شديدة لن تنتهي حتى بانتهاء العدوان، ما لم يتم إزالتها وتحييد خطر انفجارها".