30-أبريل-2024
مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونس

(epa) ارتكبت إسرائيل جرائم مروّعة في مجمعي الشفاء وناصر

أفادت وكالة "رويترز"، في وقت متأخر من يوم أمس الإثنين، نقلًا عن مصدرين، بأن ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية أجروا مقابلات مع موظفين في أكبر مستشفيين في غزة، وذلك في أول تأكيد على وجود تواصل بين محققي المحكمة والمسعفين بشأن جرائم محتملة في قطاع غزة، ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المصدران، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الموضوع، إن محققي المحكمة حصلوا على العديد من الشهادات من موظفين عملوا في كل من مجمع الشفاء في مدينة غزة، ومجمع ناصر في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وقد رفض المصدران تقديم المزيد من التفاصيل خوفًا على سلامة الشهود المحتملين.

وأوضح أحد المصدرين بأن ما تعرّضت له المستشفيات وما وقع فيها من أحداث، يمكن أن يصبحا جزءًا من التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية، التي تنظر في قضايا جنائية ضد أفراد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالإضافة إلى الإبادة الجماعية، والعدوان، وغير ذلك.

ارتكبت "إسرائيل" جرائم مروّعة لا توصف بحق الكوادر الطبية والمرضى والنازحين في مستشفيي ناصر والشفاء

وأشارت "رويترز" إلى أن مكتب المدعي العام للمحكمة قد رفض التعليق على المسائل التنفيذية في التحقيقات الجارية بهدف ضمان سلامة الضحايا والشهود. وكانت المحكم قد قالت إنها تحقق مع "طرفي الصراع" في الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في مستوطنات غلاف قطاع غزة، ثم الحرب الإسرائيلية على القطاع التي أعقبت الهجوم.

وعلى مدار أكثر من 6 أشهر من العدوان على القطاع، كان كل من مجمع الشفاء بمدينة غزة ومجمع ناصر بمدينة خانيونس، جنوبًا، هدفًا رئيسيًا لجيش الاحتلال الذي ارتكب داخلهما، وفي محيطهما، جرائم مروعة لا تُوصف.

وقامت قوات الاحتلال بمحاصرة المستشفيين ثم اقتحامهما. وقد انسحبت من مجمع الشفاء بغزة بعد تدميره وإخراجه عن الخدمة وارتكاب العديد من الجرائم والانتهاكات سواء بحق المرضى والنازحين أو الكوادر الطبية.

وفي مجمع ناصر بخانيونس، انسحبت قوات الاحتلال تاركةً خلفها العديد من المقابر الجماعية التي انتُشل منها جثامين قرابة 400 شهيد فلسطيني دفنت قوات الاحتلال بعضهم وهم على قيد الحياة، وفق المديرية العامة للدفاع المدني بغزة.

وكانت فرق الدفاع المدني قد انتشلت 392 جثمانًا من المقابر الجماعية، بينها 165 جثة تم التعرف عليها بنسبة 42 بالمئة، و227 جثة مجهولة لم يتم التعرف عليها بواقع 58 بالمئة.

ويعود سبب ارتفاع نسبة الجثث المجهولة إلى أن جيش الاحتلال قام بتغيير مظاهر العلامات الخاصة بالتعرف على الجثث وقام بتشويهها، واستخدام أكياسًا يشتبه في أنها تزيد من سرعة تحلل الجثث.

وتأتي تصريحات هذين المصدرين في ظل تزايد الحديث في "إسرائيل" عن مذكرات الاعتقال المحتملة من قِبل المحكمة الجنائية الدولية بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد قالت، قبل يوم أمس الأحد، إن الحكومة تستعد لاحتمال إصدار المحكمة هذه المذكرات وسط مخاوف جدية من صدورها هذا الأسبوع، مرجّحةً أن: "يتحقق السيناريو الذي جرى اجتماع بشأنه في مكتب رئيس الوزراء خلال الأسبوع المقبل، عندما سيتم إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت وهاليفي، في ظل الحرب في غزة".

في المقابل، قال بنيامين نتنياهو، الجمعة الفائت، إن قرارات المحكمة لن تؤثر على تصرفات "إسرائيل" في غزة، لكنها ستشكل: "سابقة خطيرة تهدد الجنود والشخصيات العامة".