يطلق مصطلح خشونة الركبة على المشكلة الصحية التي تصيب المفاصل والتي تُعرف بالفصال العظمي، أو الالتهاب المفصلي العظمي. وهو التهاب شائع الحدوث في الركبة والورك والعمود الفقري واليد. يحدث نتيجة تآكل الغضاريف الموجودة في المفاصل وتعرضها للالتهاب، مسببًا بذلك ألمًا في المنطقة المصابة. وغالبًا ما يحدث نتيجة زيادة الوزن. وللأسف لا يوجد علاج لخشونة الركبة، إنما تساعد بعض الممارسات والتدخلات الطبية إلى جانب النظام الغذائي على تخفيف الأعراض وبالتالي تخفيف الألم.
أطعمة مفيدة لخشونة الركبة
عند البحث عن أطعمة مفيدة لخشونة الركبة فإنه لا بد من تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والألياف الغذائية. ومن أبرز هذه الأطعمة ما سيأتي ذكره.
الجوز يحتوي على أعلى نسبة من الأوميغا-3 مقارنةً بالمكسرات الأخرى.
1. الأسماك الدهنية
توفر الأسماك الدهنية مثل الرنجة، والماكريل، والسلمون، وغيرها كمية وفيرة من الأحماض الدهنية الأوميغا-3 التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، وبالتالي فهي من الأطعمة المفيدة لخشونة الركبة. ففي دراسة أُجريت حول العلاقة بين تناول الأسماك الدهنية وآلام المفاصل، وُجد أن المشتركين الذين تناولوا السمك بكثرة تحسنت لديهم أعراض آلام المفاصل. ومن الجدير بالذكر أن لزيت السمك تأثيرًا إيجابيًا أيضًا في خشونة الركبة. إذ بينت دراسة أن الأحماض الدهنية الموجودة في زيت السمك قد تقلل من الالتهاب وتزيد من السائل الموجود حول المفاصل. بالإضافة إلى دراسة أخرى تُشير إلى أنه من المحتمل لهذا الزيت أن يخفف من ألم المفاصل لدى الأشخاص كبار السن ممن يعانون من خشونة الركبة والسمنة. ويُنصح بتناول الأسماك مرتين إلى 4 مرات خلال الأسبوع بواقع 90 إلى 180 غرامًا للحصة الواحدة.
2. الزيوت الصحية
يحتوي زيت الزيتون على مركب يعرف باسم الأوليكانتال وهو أحد مركبات متعدد الفينول (Polyphenols) المعروفة بخصائصها المضادة للالتهاب، والحساسية، والمضادة للأكسدة. والمرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض. ونظرًا لهذه الخصائص فإنه من الممكن لزيت الزيتون أن يحسن من أعراض التهاب المفاصل. كما يُعتقد أنه يمتلك تأثيرًا مشابهًا للأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية (NSAID). ويمكن للزيوت الصحية الأخرى أن تفيد المصابين بخشونة الركبة، مثل زيت الأفوكادو، وزيت الكانولا، وزيت السمسم، وغيرها.
3. منتجات الألبان
تُعرف منتجات الألبان بكونها مصدرًا غنيًا بالكالسيوم. وتُدعّم بعض المنتجات بفيتامينات أ ود، ما يجعلها مفيدة لصحة العظام والمفاصل. إذ يعمل الكالسيوم وفيتامين د معًا لبناء الكتلة العظمية والحفاظ عليها، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على خشونة الركبة أو التهاب المفاصل عامةً ما يجعلها من ضمن قائمة الأطعمة المفيدة لخشونة الركبة. كما يُعتقد أن لها دورًا في التخفيف من الآلام. ومن الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون كميات جيدة من منتجات الألبان قلت لديهم فرص الإصابة بخشونة الركبة. كما أشارت دراسة أخرى إلى وجود علاقة بين البروبيوتيك الموجود في منتجات الألبان وتحسن الالتهاب لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، لذا من المحتمل أن تمتلك تأثيرًا مشابهًا في خشونة الركبة. ويُنصح باختيار المنتجات قليلة الدسم مثل اللبن قليل الدسم، وجبن الماعز، والحليب قليل الدسم، ولبن الكفير.
4. الخضروات
تُعد الخضروات من الأطعمة المفيدة لخشونة الركبة لما تحتويه من مضادات للأكسدة، والألياف الغذائية، والفيتامينات والمعادن مثل فيتامين ك، وفيتامين أ، وفيتامين سي. وتمتلك مضادات الأكسدة خصائص مضادة للالتهاب فهي تساعد على حماية الخلايا من الضرر الناجم عن الجذور الحرة (Free Radicals) التي قد ترتبط بالتهاب المفاصل. بينما فيتامين أ يساعد على تعزيز صحة المناعة وخاصة للذين يعانون من خشونة الركبة. كما تحتوي الخضروات الورقية الخضراء على الكالسيوم ما يجعلها خيارًا جيدًا للحفاظ على صحة المفاصل والعظام. أما عن دور فيتامين ك، فأشارت دراسة إلى أن نقصه مرتبط بزيادة خطر الإصابة بخشونة الركبة، لذا من المهم الحصول على كمية كافية منه. ومن أبرز الأمثلة على هذه الخضروات الورقية الخضراء والتي تحتوي على هذه العناصر الغذائية السبانخ، والخس، والكيل، والجرجير. إلى جانب البروكلي الذي يُعد أيضًا من الخضروات المفيدة لخشونة الركبة. إذ إنه يحتوي على مركب السلفورافين الذي يعتقد أنه قد يبطئ من وتيرة حدوث خشونة الركبة، فهو يحمي الغضاريف ويحد من تلفها.
5. المكسرات
توفر المكسرات العديد من المغذيات الضرورية لصحة المصاب بخشونة الركبة. مثل الكالسيوم، والألياف الغذائية، وفيتامين E، والمغنيسيوم والزنك. كما تحتوي على الدهون الصحية بما فيها حمض اللينولينيك أحد أنواع الحمض الدهني أوميغا-3 الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهاب ويعزز من صحة الجهاز المناعي. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذي يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بهذه العناصر الغذائية قد يقلل من الجزيئات المسببة للالتهاب، في المقابل قد يزيد من بروتين الأديبوبكتين المضاد للالتهاب لدى هؤلاء الأشخاص مقارنةً بغيرهم.
ومن الجدير بالذكر أن الجوز يحتوي على أعلى نسبة من الأوميغا-3 مقارنةً بالمكسرات الأخرى. ووجد أنه قد يُقلل من البروتين المتفاعل (C- Reactive Protein) الذي يدل على وجود التهاب في الجسم، والمرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل وأمراض القلب. ومن المكسرات الأخرى المفيدة لخشونة الركبة: اللوز، والفستق الحلبي، والصنوبر. لكن يجب الحرص على اختيار المكسرات النيئة غير المملحة، والانتباه للكمية المتناولة نظرًا إلى أنها مرتفعة السعرات الحرارية.
6. الحبوب الكاملة
تشير إحدى الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الألياف الغذائية مرتبط بتقليل خطر الإصابة بأعراض خشونة الركبة. وتوفر الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والبرغل، والأرز البني، والشعير، والكينوا كمية كبيرة من الألياف الغذائية. إضافة إلى أنها مصدر لمضادات الأكسدة، والسيلينيوم، ومجموعة فيتامينات ب، وفيتامين E، والمغنيسيوم، والتي جميعها تمتلك خصائص مضادة للالتهاب تفيد الأشخاص المصابين بخشونة الركبة. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن للحبوب الكاملة أن تقلل من البروتين المتفاعل (C-reactive Protein) في الدم. ويُنصح بتناول ما يتراوح بين 3 إلى 6 حصص من الحبوب الكاملة يوميًا. كما يُنصح بتناول ما يقارب 25 غرامًا من الألياف الغذائية خلال اليوم.
7. البقوليات
تُعد البقوليات من الأطعمة الغنية بالبروتين النباتي، وهي بديل جيد للحوم. كما أنها غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن بما فيها الفولات، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، التي تدعم صحة جهاز المناعة. علاوة على ذلك تُعد البقوليات من المصادر الغنية بالألياف الغذائية، والتي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب قد تقلل من مستوى البروتين المتفاعل (C-reactive Protein). ويمكن تناول البقوليات المجففة بعد نقعها وسلقها، أو تناول الأنواع المعلبة منها، مع الحرص على اختيار تلك التي تحتوي على كميات منخفضة من الصوديوم، والحرص على غسلها جيدًا قبل الاستخدام. ومن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة متنوعة منها مثل الفاصوليا بأنواعها، والعدس، وفول الصويا، والحمص، وغيرها. ويُنصح بتناول ما يقارب 3 أكواب من البقوليات أسبوعيًا، أو ما يعادل ½ كوب في اليوم.
يساعد تناول الأطعمة التي ذكرناها وغيرها من الأطعمة المفيدة لخشونة الركبة مثل الفواكه، والأعشاب والتوابل، والأطعمة المخمرة مثل المخللات ولبن الكفير، إضافة إلى الشاي الأخضر على تخفيف الأعراض من خلال تخفيف الالتهاب والألم. فمن المهم تناول نظام غذائي صحي ومتوازن بعيدًا عن الأطعمة الدهنية والمصنعة والغنية بالسكريات التي قد تزيد من معدل الالتهاب في الجسم، وبالتالي تزيد من حدة الأعراض. ولا بد من استشارة الطبيب المختص واختصاصي التغذية لبناء خطة علاجية متكاملة تتألف من الأدوية والممارسات الصحية المناسبة إلى جانب النظام الغذائي الملائم.
