11-ديسمبر-2023
قصف غير مسبوق في قطاع غزة

المتحدث باسم جيش الاحتلال قال في تصريح سابق إن "التركيز على ضرر وليس على الدقة" (Getty)

تذهب كل التقديرات والتحليلات، الصادرة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ينفذ عملية قصف وقتل بوتيرة تاريخية، ستسجل من ضمن الأعلى في التاريخ.

وفي هذا السياق، تحدث الباحث الإسرائيلي في العلاقة بين الجيش والمجتمع يغيل ليفي، في صحيفة "هآرتس"، عن أن الجيش قام بإسقاط كافة المعايير في عملية القصف التي ينفذها على قطاع غزة، مما أدى إلى عدد كبير من الضحايا.

تحدث الباحث الإسرائيلي، عن وتيرة غير مسبوقة للقصف والقتل في قطاع غزة

وينطلق ليفي من "مبدأ التمييز" في القانون الإنساني الدولي، مشيرًا إلى أن هذا العدد الكبير من الضحايا، جاء أمّا نتيجة إسقاط المبدأ والخروج عنه، أو تقديم تفسيرات إسرائيلية مرنة للغاية منه.

ويقارن ليفي العدوان الحالي على قطاع غزة، بأربعة حروب سابقة على القطاع، بالفترة التي لم تشهد فيها أي توغل بري، أي أنه يقارن الحرب الحالية في أول ثلاثة أسابيع لها، بالحروب الإسرائيلية السابقة على قطاع غزة.

ويتحدث ليفي عن أن أعداد المدنيين الضحايا في غزة، خلال تلك الأسابيع يتراوح ما بين 69-61% وفق التقديرات التي قام باحتسابها.

وأضاف: "من منظور مقارن دولي، يعد هذا رقمًا مرتفعًا، نظرًا لأنه في الحروب الجديدة التي اندلعت خلال القرن العشرين (بعد الحرب العالمية الثانية وحتى التسعينيات)، كان حوالي نصف القتلى من المدنيين. وكان العنصر المهم هو القتال البري، وليس الضربات الجوية الدقيقة نسبيًا". مضيفًا: "في ضوء هذه النسبة العالية من غير المقاتلين بين الذين قتلوا، قد نشك في أن مبدأ التمييز لم يتم التمسك به أو ربما أن مبدأ التناسب كان يخضع لتفسير مرن للغاية. وهكذا، فبدلًا من أن تكون هذه حالة من ’الأضرار الجانبية’، كان الأمر على العكس من ذلك: لأن معظم المتضررين هم من المدنيين، فإن ما تم إنتاجه هو ’منفعة جانبية’، في شكل عدد قليل من المقاتلين في غزة الذين قتلوا"، وفق تعبيره.

قصف على قطاع غزة

ويفسر ليفي، هذا العدد الكبير من عدة معطيات، مشيرًا إلى أن العدد الكبير من الغارات الجوية ليس هو التفسير الوحيد، طارحًا أن الجيش الإسرائيلي تخلى عن التخطيط لهذه الضربات الجوية. كما قدم تحقيق مجلة +972، باعتباره يكشف عن "أن الجيش خفض مستوى الحذر (المحدود بالفعل)". بالإضافة إلى زيادة الهجمات على المنازل الخاصة، وضرب "أهداف السلطة والحكم"، بالإضافة إلى أن الجيش رفع من "العدد المسموح به للأضرار الجانبية".

كما ذكر بتصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذي قال: "التركيز ينصب على الضرر وليس على الدقة"، رابطًا التصريح مع الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الأهداف بشكلٍ سريع.

وبناءً على ما سبق، يوضح ليفي أن العدد الكبير من الضحايا في غزة "هو نمط متعمد من العملية". مذكرًا بتصريح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال: "لقد أسقطت كل القيود – سنقتل كل من نقاتل ضده، وسنستخدم كل الوسائل".

كما أشار إلى أن حملة القصف العنيفة، كانت تمهيدًا للتوغل البري في قطاع غزة، وذلك على أساس أن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل بالكثير من الخسائر خلالها، فإن جيش الاحتلال نفذ عملية القصف من الجو، بناءً على هذا الأساس.

وختم ليفي مقالته، بالقول: "الاستنتاج العام هو أن القتل الواسع النطاق للمدنيين لا يساهم في أمن إسرائيل، بل إنه يحتوي على أسس لمزيد من تقويض هذا الأمن. سكان غزة الذين سيخرجون من أنقاض منازلهم وفقدان عائلاتهم سيطلبون الانتقام الذي لن تتمكن أي ترتيبات أمنية من الصمود فيه".