09-ديسمبر-2023
قصف الجامعة الإسلامية في غزة

تم افتتاح كلية الطب في الجامعة الإسلامية عام 2006 (Getty)

فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية في وسط مدينة غزة، بعد وصولها إلى محيط المبنى، وبعد قصف استهدف عدة مرافق تابعة للجامعة على مدار أيام العدوان الإسرائيلي.

وخلال التوغل البري في قطاع غزة، عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على نسف وتدمير عدة مبانٍ في مدينة، إذ قامت بنسف مبنى المجلس التشريعي وقصر العدل بالقطاع، بالإضافة إلى مئات المنازل السكنية.

نشرت مقاطع مصورة، تظهر قيام جيش الاحتلال بتدمير مبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة

وقالت صحيفة "الغارديان": "إن تدمير أكثر من ثلث منازل غزة أثناء قصف إسرائيل للقطاع، دفع خبراء القانون الدولي إلى إثارة مفهوم ’قتل المنازل’، أي التدمير الشامل للمساكن لجعل المنطقة غير صالحة للسكن".

وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن التدمير في غزة، وحجم الدمار الحالي، هو من نوع مختلف عن كافة الحروب السابقة.

ونشرت مقاطع مصورة، تظهر قيام جيش الاحتلال بتدمير مبنى كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة، وذلك ضمن الحملة الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير كافة جوانب الحياة في القطاع المحاصر.

ومع قصف وتدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، وقتل العشرات من الأطباء والطواقم الطبية، فإن الاحتلال يهدف إلى القضاء على كافة أشكال الحياة والبنية التحتية في غزة.

وتم افتتاح كلية الطب في الجامعة الإسلامية عام 2006، ووفق الوصف: فقد "جاء افتتاحها بعد فترة مخاض دامت أكثر من عشر سنوات جرى خلالها إعداد البنية التحتية اللازمة من حيث استقطاب الكادر التعليمي وإنشاء المختبرات العلمية، وغيرها".

وخرجت كلية الطب بالجامعة الإسلامية بين الأعوام 2012 و2021، 631 طبيبًا وطبيبة.

وقد ترأس عمادة الكلية منذ تأسيسها الطبيب ووزير الصحة الأسبق مفيد المخللاتي (2006– 2012)، ومن ثم الطبيب عمر فروانة (2012– 2015) الذي استشهد في قصف إسرائيلي بداية العدوان على غزة، ومنذ عام 2015 الطبيب فضل نعيم، الذي يعمل في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبعد تفجير مبنى كلية الطبيب في الجامعة الإسلامية، قال عميد الكلية والطبيب في المستشفى المعمداني فضل نعيم على منصة "إكس": "بينما نحن منهكون تمامًا بعد يوم طويل من الإصابات، وصلني مقطع تفجير مبنى كلية الطب الجامعة الإسلامية،المؤسسة التي تعني الكثير من الذكريات، خرجت كوكبة من أفضل الأطباء عالميًا وأمضيت فيها سنوات طويلة عميدًا من بعد رفيقي الشهيد عمر فروانة ومن قبله الدكتور المخللاتي رحمهم الله. قلبي حزين".

ووفق الطبيب الجراح غسان أبو ستة، فإن كلية الطب في الجامعة الإسلامية، من بين الجامعات التي تم إدخال منهج طبي لها، يحتوي على أمراض الحروب، إذ قال: "الحروب ليست فقط في فلسطين، وإنما في سوريا، وفي العراق، واليمن، وليبيا وغيرها من البلدان العربية، فضلًا عن الكوارث الطبيعية، بينما مقررات كليات الطب وكليات التمريض العربية أولوياتها أوروبية أو أميركية. الأمراض التي نتعامل معها مختلفة عن الأمراض في أوروبا، وبالتالي ينبغي أن نعطي طالب الطب العربي منهاجًا يستجيب للأمراض الشائعة، ومن بينها أمراض الحروب، وقد عملنا مع عدة جامعات عربية، من بينها الجامعة المستنصرية في العراق، وكلية الطب في عدن، والجامعة الإسلامية في غزة، وصار هذا المنهاج جزءًا من مقرراتهم، وفي رأيي أنه يجب تعميمه. الكارثة أن كليات الطب العربية باتت تقيس أهميتها بأعداد خريجيها الذين يهاجرون سنويًا، وليس خدمة المجتمع المحلي"، وفق مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد".

وقصف الاحتلال الجامعة الإسلامية، في عدوانه على قطاع غزة، عام 2008، وكرر ذلك في عدوانه عام 2014.