29-نوفمبر-2023
شهداء في غزة ودمار كبير

أعلنت إسرائيل عن قصفها أكثر من 15 ألف مكان في غزة قبل التوصل إلى وقف قصير لإطلاق النار في الأيام الأخيرة (Getty)

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجيش الاحتلال يصب حمم نيرانه على القطاع المحاصر من الجو والبحر والبر، إذ يقوم بوتيرة قصف "تاريخية"، من ناحية كم وحجم النيران المستخدمة في بقعة صغيرة.

ووفق أحدث الإحصائيات الإسرائيلية، فإن سلاح المدفعية بجيش الاحتلال، قام بإطلاق أكثر من 100 ألف قذيفة، أكثر من 90 ألف منها في قطاع غزة.

وإلى جانب القصف المدفعي، فإن سلاح المدفعية يشغل طائرات مُسيّرة، تنفذ عمليات قصف وتدمير بشكلٍ مستمر.

استشهد "عدد أكبر من الأطفال في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي مقارنة بمناطق الصراع الرئيسية في العالم مجتمعة -عبر عشرين دولة- خلال العام الماضي بأكمله، حتى مع الحرب في أوكرانيا"

كما ساهم سلاح المدفعية في العدوان على غزة، من خلال استخدام راجمات الصواريخ، عبر إطلاق صواريخ أرض- أرض، إذ قام بإطلاق أكثر من 200 صاروخ. يشار إلى أن صواريخ أرض- أرض، تستخدم لأول مرة العدوان على لبنان في تموز/يوليو 2006.

واعترف جيش الاحتلال، في مطلع الشهر الجاري، باستهداف أكثر من 11 ألف مكان في قطاع غزة منذ بداية الحرب على غزة.

وبعد اعتراف جيش الاحتلال، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين. مشيرةً إلى أن الحصيلة القياسية من القنابل، "تتجاوز فيها حصة كل فرد 10 كيلوغرام من المتفجرات".

وفي الأسبوع الأول من العدوان، أسقط الجيش الإسرائيلي 6000 قنبلة على غزة. وللمقارنة، في عام 2019، أسقطت الولايات المتحدة 7400 قنبلة في أفغانستان على مدار عام كامل.

قصف إسرائيلي على غزة

قتل بوتيرة تاريخية

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن خبراء: "حتى القراءة المحافظة لأعداد الضحايا الواردة من غزة تظهر أن وتيرة القتل خلال الحملة الإسرائيلية ليس لها سوى سوابق قليلة في هذا القرن".

وأضافت: "الناس يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي تعرضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان".

يترافق ذلك، مع إعلان إسرائيلي عن قصفها أكثر من 15 ألف مكان في غزة قبل التوصل إلى وقف قصير لإطلاق النار في الأيام الأخيرة.

وتتابع الصحيفة الأمريكية: "تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من النساء والأطفال في غزة في أقل من شهرين مقارنة بحوالي 7700 مدني تم توثيق مقتلهم على يد القوات الأمريكية وحلفائها الدوليين في العام الأول بأكمله من غزو العراق في عام 2003. وقد بدأ بالفعل عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي الشهر الماضي يقترب بالفعل من ما يقرب من 12400 مدني تم توثيق أنهم قتلوا على يد الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان خلال ما يقرب من 20 عامًا من الحرب".

وتشير "نيويورك تايمز": إلى أنه استشهد "عدد أكبر من الأطفال في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي مقارنة بمناطق الصراع الرئيسية في العالم مجتمعة -عبر عشرين دولة- خلال العام الماضي بأكمله، حتى مع الحرب في أوكرانيا، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة لوفيات الأطفال التي تم التحقق منها في الصراع المسلح".

وتشير تحليلات الأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة ، بما في ذلك حوالي نصف المباني في شمال غزة.

ومع اعتراض الولايات المتحدة على العدد الكبير من الضحايا، استشهد المسؤولون الإسرائيليون سرًا بـ"القصف النووي الذي قامت به الولايات المتحدة عام 1945 على هيروشيما وناغازاكي، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص".

دمار غزة

كما استخدمت إسرائيل ذخيرة قاتلة بشكلٍ كبير، ففي الأسبوعين الأولين من الحرب، كان ما يقرب من 90 بالمائة من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الصناعية تزن ما بين 1000 إلى 2000 رطل.

في إحدى الحالات الموثقة، استخدمت إسرائيل قنبلتين على الأقل زنة 2000 رطل خلال غارة جوية في 31 تشرين الأول/أكتوبر على جباليا، مما أدى إلى تسوية المباني بالأرض وإحداث حفر يبلغ عرضها 40 قدمًا، واستشهاد ما لا يقل عن 126 فلسطينيًا، أكثر من نصفهم من الأطفال.

ووفق تحليل بصري أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، حدد ما لا يقل عن 5 حفر في مخيم جباليا المكتظ بالسكان، والتي قال خبراء الأسلحة إنه نتيجة استخدام عدة أسلحة JDAM - ذخائر الهجوم المباشر المشترك.

وقال مارك جارلاسكو، رئيس البنتاغون السابق لشؤون الأهداف ذات القيمة العالية خلال حرب العراق عام 2003، لصحيفة الغارديان إن أكبر حفرة في الموقع تبدو وكأنها ضربة بقنبلة GBU-31، موضحًا: "هناك قنابل أخرى يمكن أن تكون سبب. لكنّ هذا النوع يتناسب مع الحفرة المقدرة بحوالي 40 قدمًا [12 مترًا]".

قصف مخيم جباليا

وقال كريس كوب سميث، مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة: "من المؤكد أن الذخيرة هي JDAM، إما قنبلة GBU 31 (الرأس الحربي 84) للأغراض العامة أو ربما قنبلة GBU 56 (الرأس الحربي BLU 109) الخارقة للتحصينات. كلاهما يبلغ حوالي 2000 رطل [900 كجم]".

وتشير الغارديان إلى أن قنبلة GBU (وحدة القنابل الموجهة) عبارة عن نظام أسلحة جو-أرض "موجهة بدقة"، رغم الدمار الهائل وعدد الشهداء الكبير. وهي جزء من الترسانة الإسرائيلية التي قدمتها الولايات المتحدة والتي تصنعها إسرائيل أيضًا بموجب عقد.

وتستخدم هذه القنابل التي تصنعها شركة بوينغ، مادة التريتوتال، وهو مزيج متفجر من مادة تي إن تي ومسحوق الألومنيوم، ويستخدم عادة في القنابل التي يتم إسقاطها من الجو. 

وأشارت "الغارديان"، إلى إمكانية ضبط القنبلة، في خيار التفجير المؤجل، مما يؤدي إلى تسببها في ظاهرة تشبه الزلزال.

"الناس يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي تعرضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان"

وأضاف غارلاسكو: "سوف تحفر صواريخ JDAM في الأرض، ويتأخر انفجارها، مما يؤدي إلى انهيار المبنى على نفسه. وهذا ما يفسر حجم الضرر. تنهار المباني أيضًا بسبب موجة الانفجار، وليس بسبب وجود تحصينات أرضية".

ووفق أرقام المكتب الإعلامي الحكومي، فقد استشهد أكثر من 15 ألف، مع جرح أكثر من 36 ألف، ووجود أكثر من 7000 بلاغ عن المفقودين، ودمار 240 ألف وحدة سكنية بشكلٍ جزئي، و50 ألف وحدة بشكلٍ كلي أو أصبحت غير صالحة للسكن.

كما تضررت 266 مدرسة، 67 منها خرجت عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير 88 مسجدًا، وأضرار كبيرة في 3 كنائس.