15-مايو-2024
نكبة ومواجهة مستمرة في غزة

(Getty) رئيس بلدية مدينة غزة للتلفزيون العربي: جيش الاحتلال يحاول القضاء على كل مظاهر استقرار الأهالي في القطاع

تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ222، وفي ذكرى النكبة، فإن جيش الاحتلال يخلق نكبة أكبر من تلك التي نفذها قبل 76 عامًا، إذ يواصل عملية تهجير أهالي قطاع غزة، مع مقتلة كبيرة يعيشها القطاع، ومجاعة يتحكم في وتيرتها، ودعم أميركي لم يتوقف، فيما تواصل المقاومة مواجهة الجيش الإسرائيلي من جباليا إلى رفح.

واستُشهد فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف طائرة حربية إسرائيلية على منزل لعائلة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. كما استهدفت طائرات حربية إسرائيلية بغارات عنيفة شارع غزة القديم في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وتزامن القصف الإسرائيلي، مع محاولة قوات الاحتلال اقتحام مخيم جباليا من ثلاثة محاور.

بينما تواجهه مفاوضات الصفقة والتهدئة الجمود، يواصل جيش الاحتلال عدوانه الشامل على غزة، مع عمليات تهجير متواصلة

وشهد مخيم جباليا، اليوم الماضي، أكبر الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية العدوان على غزة.

وتستمر الاشتباكات في مخيم جباليا منذ يوم الأحد، في ظل مواجهة عنيفة ومستمرة، على أطراف المخيم.

وأفادت مصادر محلية بسقوط 4 شهداء في قصف الاحتلال شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة. وشهدت أحياء الزيتون والصبرة والرمال في مدينة غزة، قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا من الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن إصابة العشرات.

وفي السياق نفسه، فقد تجدد قصف الاحتلال المدفعي العنيف على منطقة المصلبة ومحيط شارع 8 بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط 7 جرحى وصلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.

ويترافق القصف على هذه المنطقة، مع أنباء محلية، عن تراجع قوات الاحتلال من حي الزيتون، تجاه شارع 8، فيما قد يكون مقدمة للانسحاب من الحي، بعد اقتحامه يوم الجمعة الماضي.

واستُشهدت طفلة جراء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلًا في محيط النادي بمخيم البريج وسط قطاع غزة، ونُقلت إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات المجاور.

كما نقل عدد من الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على مخيم البريج إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

ووصل عدد الشهداء إلى 40 جراء قصف جيش الاحتلال على منزل ومدرسة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وشهدت أحياء السلام والجنينة والبرازيل شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قصفًا مدفعيًا ألحق دمارًا واسعًا في المنازل والممتلكات.

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في شرق رفح، ووصلت إلى بعض الأحياء السكنية في المدينة الجنوبية لقطاع غزة. وأفاد شهود عيان أنهم رأوا دبابات تعبر طريق صلاح الدين ذو الأهمية الاستراتيجية إلى حيي البرازيل والجنينة. وقال أحد الأشخاص لرويترز "إنهم في الشوارع داخل المنطقة المبنية وتدور اشتباكات".

إسرائيل أمام المحكمة

وقالت محكمة العدل الدولية إنها ستعقد جلسات استماع يومي الخميس والجمعة لبحث طلب جنوب أفريقيا الذي يسعى لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة بشأن توغل إسرائيل في رفح. 

ويأتي طلب جنوب أفريقيا في إطار قضية رفعتها ضد إسرائيل متهمة إياها بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية في غزة.

أسلحة مستمرة إلى تل أبيب

قال مسؤولان أمريكيان، يوم الثلاثاء، إن وزارة الخارجية الأمريكية نقلت حزمة مساعدات أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى عملية مراجعة في الكونغرس. 

وتشمل أحدث حزمة الأسلحة قذائف الدبابات ومدافع الهاون والمركبات التكتيكية المدرعة، وفقًا لمصادر متعددة في وسائل الإعلام الأميركية.

ويقوم رؤساء وأعضاء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب بمراجعة صفقات الأسلحة الأجنبية الكبرى.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، إنه أخر شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب مخاوف من احتمال استخدامها في غزو كبير لرفح.

وفي السياق نفسه، أفادت شبكة CNN الأميركية، أن إدارة بايدن قدرت أن إسرائيل حشدت ما يكفي من القوات على أطراف رفح للمضي قدمًا في توغل واسع النطاق في مدينة رفح خلال الأيام المقبلة. كما أخبر المسؤولان الكبيران في الإدارة الأميركية، "سي إن إن" أن المسؤولين الأمريكيين غير متأكدين مما إذا كانت إسرائيل قد اتخذت قرارًا نهائيًا بتنفيذ الغزو واسع النطاق.

من المتوقع أن يصوت مجلس النواب الأميركي، يوم الخميس، على "قانون دعم المساعدة الأمنية لإسرائيل"، حسبما قال متحدث باسم النائب كين كالفرت (الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا) لصحيفة "الواشنطن بوست"، والذي قدمه الجمهوريون الأسبوع الماضي بعد أن أعلن الرئيس الأميركي عن تعليق محدود للدعم العسكري.

وقال البنتاغون إن الرصيف الذي بناه الجيش الأميركي لإيصال المساعدات إلى غزة سيبدأ العمل "في الأيام المقبلة"، بعد أسبوع من سوء الأحوال الجوية مما أدى إلى تأخير تركيبه. 

أزمة تتافقم

وقالت اليونيسف: "العملية العسكرية التي كان يُخشى حدوثها في رفح أدت إلى نزوح أكثر من 448 ألف شخص إلى مناطق غير آمنة"، مضيفةً: "أُجبر ما لا يقل عن 64 ألف شخص على الفرار من منازلهم المدمرة جراء القصف العنيف والعمليات البرية في شمال غزة".

وأضافت: "يجب فتح المعابر الحدودية بسرعة والسماح للمنظمات الإنسانية بالتحرك بأمان وتقديم المساعدة".

بدورها، قالت الخارجية الأميركية: ننسق مع مصر وإسرائيل لضمان سهولة عبور المساعدات والأشخاص من معبر رفح، ولاحظنا دخول 50 شاحنة إلى غزة يوم 12 من الشهر الجاري وهذا أقل بكثير من المطلوب. مضيفةً: "يجب ربط الخيار العسكري بتصور سياسي لما بعد الحرب في غزة، ولا نريد عملية واسعة في رفح ولم نر حتى الآن عملية كهذه". موضحةً: "عملية كبيرة في رفح ليست في مصلحة إسرائيل".

من جانبه، قال رئيس بلدية مدينة غزة للتلفزيون العربي: إن "جيش الاحتلال يحاول القضاء على كل مظاهر استقرار الأهالي في القطاع"، مشيرًا إلى أن "النفايات أصبحت مشكلة كبيرة في القطاع وتتسبب بأمراض وانتشار الأوبئة".

وأضاف أن "انقطاع الوقود يجعلنا غير قادرين على العمل وتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان في القطاع".

وفي السياق نفسه، قالت الأونروا: "يتم تهجير العائلات قسرًا مرة أخرى في غزة بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرتها القوات الإسرائيلية لتعزيز العمليات العسكرية"، مشيرةً إلى أن "القيود المفروضة على المساعدات وعدم وجود ممر آمن يعيق جهود المنظمات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة".

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها "اضطرت إلى التوقف عن تقديم الرعاية الصحية في مستشفى رفح الإندونيسي الميداني" اعتبارًا من يوم الأحد .

وأضافت: "لقد شهدت منظمة أطباء بلا حدود نمطًا من الهجمات المنهجية ضد المرافق الطبية والبنية التحتية المدنية منذ بداية الحرب".

وأوضحت: "في ضوء ذلك، بالإضافة إلى تقدم الهجوم، اتخذنا قرارًا بمغادرة مستشفى رفح الإندونيسي الميداني". وقالت إن المرضى الـ 22 الذين بقوا في المستشفى تمت إحالتهم إلى مرافق أخرى لأن منظمة أطباء بلا حدود "لم تعد قادرة على ضمان سلامتهم".

جمود في المفاوضات

صرح رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يوم الثلاثاء، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح أدت إلى "تراجع" في المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة بين الاحتلال وحماس. 

وفي منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، أوضح: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، لاحظنا زخمًا متزايدًا، ولكن للأسف، لم تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح ونحن الآن في وضع من الجمود تقريبًا. بالطبع، ما حدث في رفح أعادنا إلى الوراء"، مضيفًا أن قطر لا تريد أن يتم استغلالها كوسيط، وأنها أوضحت للجميع أن دورهم يقتصر على الوساطة. 

بدوره قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: "نحن الآن بمرحلة جمود في المفاوضات ونعمل على جسر الهوة بين وجهات النظر"، مضيفًا: "مستمرون في جهود الوساطة بالتعاون مع شركائنا وهناك طرف واضح يريد إنهاء الحرب وآخر يريد الاستمرار بها".

مقاومة تواجه العدوان

أقر جيش الاحتلال، صباح اليوم، بمقتل جندي واحد خلال الاشتباكات في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة.

وشهد يوم أمس، الاشتباكات الأعنف في القطاع منذ بداية العدوان على غزة، إذ نشرت فصائل المقاومة عدة مقاطع مصورة، تظهر ضراوة واحتدام المعارك.

من جانبها، أعلنت كتائب القسّام، خلال يوم أمس، عن استهداف 18 آلية إسرائيلية ما بين دبابة ميركافا وناقلة جند وجرافة، مع إصابة وقتل 66 جنديًا إسرائيليًا، والإجهاز على 7 جنود في مخيم جباليا، بالإضافة للإعلان عن قنص جندي، واستهداف 4 مناول وقوات إسرائيلية بالقذائف المضادة للأفراد، ونسف 3 منازل مفخخة في قوات الاحتلال، والاستيلاء على طائرة مُسيّرة، وتفجير نفقين في جنود الجيش الإسرائيلية، ويضاف لها 15 عملية قصف بالهاون، وإطلاق رشقة صاروخية واحدة.

كما أعلنت سرايا القدس، عن 20 عملية ما بين اشتباك وإطلاق صواريخ وقذائف هاون، خلال اليوم المنصرم. وفي ساعات صباح اليوم، قالت "خضنا اشتباكات ضارية مع جنود العدو الصهيوني بالقرب من أبو زيتون معسكر جباليا وأوقعناهم بين قتيل وجريح". وأضافت في بلاغ آخر: "أوقعنا قوة صهيونية راجلة بين قتيل وجريح خلال اشتباكات ضارية خضناها في محور التقدم بشارع السكة شرق معسكر جباليا".

بدوره، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 5 عمليات قصف وإطلاق صواريخ خلال اليوم الماضي، كان من بينها عملية إسقاط منطاد مراقبة مع استهداف عناصر جيش الاحتلال الذين يتحكمون فيه.