13-مايو-2024
تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع، منذ ظهر اليوم الأحد في مدينة الفاشر، من ثلاثة اتجاهات شملت الناحية الشرقية والشمالية والجنوبية.

(Getty) ناشدت جماعات الإغاثة الدولية والحكومات الغربية قوات الدعم السريع عدم مهاجمة الفاشر

تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع، منذ ظهر يوم الأحد، في مدينة الفاشر من ثلاثة اتجاهات شملت الناحية الشرقية والشمالية والجنوبية.

ويقف إقليم دارفور على حافة الكارثة، مع وصول الاشتباكات إلى مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم.

مصادر تحدثت لـ"الترا سودان" عن اشتباكات عنيفة على موجات في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور 

وفي الأسبوع الماضي، حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، من "مذبحة واسعة النطاق... وكارثة فوق كارثة" إذا انتقلت قوات الدعم السريع إلى الفاشر.

وقد ناشدت جماعات الإغاثة الدولية والحكومات الغربية قوات الدعم السريع عدم مهاجمة الفاشر.

من جانبها، أكدت حركة جيش تحرير السودان تجدد الاشتباكات، ظهر الأحد، ودعت المواطنين للبقاء في المنازل، وقالت الحركة في بيان إن "القوات المشتركة تصدت للهجوم الذي شنته الدعم السريع من ثلاثة اتجاهات، وحاليًا تجري القوات المشتركة تمشيط في جميع الأحياء، وسيطرت على الوضع تمامًا".


اقرأ/ي: هل تعصف حرب السودان بالقطاع الصحي؟

قتل الأسرى والتمثيل بالجثث.. هل خرجت حرب السودان عن السيطرة؟


وحذر بيان حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، من وجود قناصين يتبعون للدعم السريع في بعض المواقع.

وقال الصحفي معمر إبراهيم المقيم في مدينة الفاشر لـ"الترا سودان"، إن الاشتباكات كانت عنيفة، وأغلق التجار الأسواق وخلت الشوارع من المواطنين قبل أن يعود الهدوء عصر اليوم.

وتعتبر هذه الاشتباكات هي الثالثة من نوعها خلال الجمعة والسبت والأحد على التوالي، حيث اتهم الجيش، في بيان السبت، الدعم السريع بشن الهجوم على الفاشر، معلنًا أن تحالف الجيش والحركات المسلحة تصدت لهجمات "المليشيا المتمردة" يوم الجمعة، وكبدتها خسائر فادحة، فيما قامت الدعم السريع بإتلاف محطة كهرباء الفاشر، طبقًا للبيان.

وأوضح الصحفي معمر إبراهيم، أن التقارير الأولية تشير إلى ارتفاع عدد الضحايا جراء الاشتباكات التي وقعت اليوم الأحد، مشيرًا إلى أن الأسلحة المستخدمة كانت نوعية وثقيلة.

وأضاف: "في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حوالي الساعة الواحدة صباحًا نفذ الطيران الحربي غارات جوية على شرق الفاشر ضد أهداف للدعم السريع، وبدأت الاشتباكات على الأرض واستمرت حتى شروق الشمس وتوقفت".

وأردف إبراهيم: "عادت الاشتباكات مرة أخرى بصورة عنيفة ظهر الأحد، ثم هدأت الأصوات قليلًا مع حلول الرابعة مساءً".

والسبت، تمكنت "القوات المشتركة" من التقدم في الأحياء الشرقية، ونشرت الارتكازات في المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة "الدعم السريع" لشهور طويلة حسب ما قال شهود عيان.

واتهمت الخارجية السودانية، يوم الأحد، مجلس الأمن الدولي بالصمت حيال هجوم تشنه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بجانب ترويع المدنيين الآمنين، وقالت إن دولة لديها مقعد عضو دائم في مجلس الأمن تعطل تحرك المجلس نحو إدانة الدعم السريع.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود التي تدير المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر، أكدت استقبال 160 مصابًا الجمعة بينهم 31 امرأة، و19 طفلًا، أصيبوا خلال الاشتباكات العنيفة التي دارت على مدى 10 ساعات بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها من جهة.

وفي وقت سابق، قال أحمد أبو بكر العامل الإنساني في الفاشر لـ"الترا سودان"، إن عشرات المصابين وصلوا في وقت واحد إلى المستشفى الجنوبي، وظلت الكوادر الطبية تعمل بشكل متواصل لـ18 ساعة لعلاج المصابين في قسم الطوارئ.

وفي يوم السبت، قال منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن نيران الحرب في السودان تهدد بابتلاع الفاشر، مشيرًا إلى أن التقارير التي تفيد بتصاعد حدة الاشتباكات في عاصمة ولاية شمال دارفور، تثير "بالغ القلق" إزاء تطور الأحداث هناك.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان توبي هاروارد، إن مدينة الفاشر موطن لجاليات عربية وأفريقية، فإن أي معركة شاملة من أجل السيطرة عليها من شأنها أن تتسبب في إراقة دماء مدنية على نطاق واسع وتؤدي إلى هجمات انتقامية في جميع أنحاء دارفور وخارجها. وأوضح: "يجب بذل كل ما في وسعنا لمنع تكرار التاريخ في دارفور".

وفي منتصف نيسان/أبريل، استولت قوات الدعم السريع على مدينة مليط، وسيطرت معها على آخر طريق إلى الفاشر لم يكن في أيدي الجيش. وكانت العواقب مدمرة: فالمساعدات القليلة التي كانت تتدفق إلى المدينة توقفت وانسحبت الأمم المتحدة من المدينة، وخفضت المنظمات الإنسانية الأخرى عدد موظفيها، وابتعد التجار، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والسلع الأخرى.