29-ديسمبر-2023
اليوم التالي في غزة نقاش إسرائيلي

نتنياهو قرر عقد نقاش "اليوم التالي للحرب على غزة" الأسبوع المقبل بمشاركة الكابينت الموسع (Getty)

تتحول كافة النقاشات الحكومية في إسرائيل، إلى نقطة استقطاب مرتفعة، بما في ذلك نقاش "اليوم التالي في غزة"، أي نقاش ما بعد العدوان على القطاع المحاصر، وبينما يرغب جيش الاحتلال الإسرائيلي في حسم الموقف، وكذا الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وشريكه غادي آيزنكوت، يسعى تيار الصهيونية الدينية ومعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجنب هذا النقاش.

وبعد تأجيل كبير، كان من المفترض عقد نقاش "اليوم التالي"، في جلسة مجلس وزراء الحرب يوم أمس، لكن نتنياهو تراجع عن ذلك، بعد تهديدات بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وقرر نتنياهو تأجيل النقاش للأسبوع المقبل، مع إشراك الكابينت السياسي والأمني الموسع فيه.

قال المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس: "يجب على إدارة بايدن حث إسرائيل على مواجهة الواقع: لا توجد نهاية لهذه الحرب دون أن تتطلب قوة أمن فلسطينية للمساعدة في الحفاظ على النظام في غزة"

ويعتبر نتنياهو "نقاش اليوم التالي، قضية متفجرة، داخل الحكومة الإسرائيلية"، ويخشى من أن عقده، سينتج عنه أزمة سياسية، خاصةً ما مع حديث عن حزب الصهيونية عن أن "مجلس وزراء الحرب غير مخول بنقاش اليوم التالي"، بالإضافة إلى معارضة حزب إيتمار بن غفير خوض هذا النقاش.

وجاءت التوترات حول الموضوع بعد المواجهة بين بن غفير وبيني غانتس على خلفية قرار وزير الأمن القومي بشأن عدم تمديد ولاية مفوضة مصلحة السجون الإسرائيلية.

وقالت حركة الصهيونية الدينية: "سنواصل الحذر لمنع أي محاولة للتقدم بخطة سياسية تعني وقف الحرب، واستمرار وجود حماس، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بطريقة أو بأخرى"، وأشارت الصهيونية الدينية، إلى استبعادها من حكومة الحرب الإسرائيلية، مؤكدةً على رفض الاستعباد مما وصفته بـ"القرارات الاستراتيجية".

نتنياهو وتأخير النقاش

وفي تعليقه على تأجيل نقاش "اليوم التالي"، اعتبر الصحفي الإسرائيلي نداف إيال، أن هذا يعني أن "الحكومة يمكن أن تخسر الحرب"، بالمعنى السياسي.

وأشار إلى أن نتنياهو طلب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فحص "إمكانية التعاون مع مراكز قوى محلية في غزة، مثل العشائر"، للمساعدة في إدارة القطاع، وفق ما ورد.

وأضاف إيال، مشككًا في انتقادات نتنياهو للسلطة الفلسطينية وعودتها للقطاع، وذلك لأنه "لم يخطط لأي شيء آخر. ولم يتأكد، في بداية المرحلة البرية، من أن إسرائيل لديها هدف استراتيجي".

وألمح إيال، إلى اقتراب نتنياهو من الموقف الأمريكي، أو عدم إغلاق الباب عليه، وهو المتمثل في دعم "عودة السلطة الفلسطينية المتجددة إلى قطاع غزة"، وظهر ذلك في مقال لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في موقع إيلاف السعودي، الذي لم يستبعد عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.

ومع تصاعد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، تعتقد التحليلات أن نتنياهو، يحاول التمسك في سموتريتش وبن غفير، مع قناعته بأن أيام غانتس في الحكومة لن تكون طويلة، فيما يحاول نتنياهو إبعاد الانتخابات قدر الممكن، وبذلك سيكون على تقاطع مع بن غفير وسموتريتش بشكلٍ أكبر من غانتس، الذي يتفوق بشكلٍ كبير في كافة استطلاعات الرأي.

واشنطن تضغط

وقال المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس: "مع اقتراب رأس السنة الجديدة في غزة الغارقة بالدماء، يجب على إدارة بايدن حث إسرائيل على مواجهة الواقع: لا توجد نهاية لهذه الحرب دون أن تتطلب قوة أمن فلسطينية للمساعدة في الحفاظ على النظام في غزة بعد الإطاحة بحماس"، وفق تعبيره.

في تعليقه على تأجيل نقاش "اليوم التالي"، اعتبر الصحفي الإسرائيلي نداف إيال، أن هذا يعني أن "الحكومة يمكن أن تخسر الحرب"، بالمعنى السياسي

وأضاف: "فالسلطة غير كفؤة وفاسدة، لذا فإن هذا ليس خيارًا مثاليًا.. إدارة بايدن لا يرون أي طريق جيد آخر للمضي قدما؛ إنهم يحثون إسرائيل على مواجهة التحدي قبل أن تتفاقم المذبحة في غزة ويصبح فراغ السلطة المستقبلي هناك مستحيلًا على أي شخص أن يملأه".

واستمر بالقول: "لقد أدت حملة نتنياهو المتواصلة ضد حماس إلى تحطيم غزة. ويبدو أنه ليس لديه أي فكرة عن كيفية إعادة تجميع القطع مع بعضها البعض، أو حتى الاهتمام بما يحدث للفلسطينيين هناك. لدى الولايات المتحدة خطة لليوم التالي، حتى لو لم يكن لدى نتنياهو خطة. يتعين عليه أن يبدأ في الاستماع، أو يواجه احتمال استبداله قريبًا".