28-ديسمبر-2023
مجزرة مخيم جباليا

أدى القصف الإسرائيلي على جباليا، إلى استشهاد ما بين 126 و136 فلسطينيًا، من بينهم 69 طفلًا، كانت إسرائيل تعلم بوجودهم (Getty)

كشف تحقيق، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذ غارة كبيرة في مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، من أجل اغتيال فلسطيني، دون الاكتراث بعدد الضحايا الفلسطينيين، من خلال استخدام واحدة من أكبر القنابل في ترسانته العسكرية.

وأدى القصف الإسرائيلي على جباليا، إلى استشهاد ما بين 126 و136 فلسطينيًا، من بينهم 69 طفلًا، كانت إسرائيل تعلم بوجودهم.

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد أدى القصف على بلوك رقم 6 في مخيم جباليا، يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر، إلى واحدة من أكثر الغارات الإسرائيلية دموية خلال العدوان على قطاع غزة، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني.

زعم جيش الاحتلال، أن المستهدف في الغارة هو قائد كتيبة جباليا في كتائب القسّام إبراهيم البياري، ولكن الغارة خلفت واحدة من أكبر "الهجمات دموية في الحرب على غزة"

ووقعت الغارة في حوالي الساعة 3:30 بعد الظهر، عندما أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة قنابل كبيرة على الحي. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الانفجارات دمرت كتلة مستطيلة بالكامل، تاركة حفرًا عميقة حيث كان يوجد أكثر من عشرة مباني.

وزعم جيش الاحتلال، أن المستهدف في الغارة هو قائد كتيبة جباليا في كتائب القسّام إبراهيم البياري، ولكن الغارة خلفت واحدة من أكبر "الهجمات دموية في الحرب على غزة"، وفقًا لما ذكرته منظمة Airwars، وهي منظمة غير ربحية تابعة لجامعة لندن تقوم بالتحقيق في الضحايا المدنيين في مناطق الصراع.

وقالت "وول ستريت جورنال": "كان القرار بقصف حي حضري مكتظ بالناس في منتصف بعد الظهر، بمثابة إشارة في وقت مبكر من الحرب إلى أن إسرائيل كانت على استعداد لاستخدام القوة الساحقة ضد قيادة حماس، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بإصابات أعداد كبيرة من المدنيين".

وجاءت أبرز نتائج التحقيق، أن إسرائيل قررت عدم تحذير المدنيين في المنطقة من غارة جوية وشيكة عبر رسائل هاتفية خوفًا من منح المسلحين وقتًا للإخلاء.

كما أن جيش الاحتلال قد استخدم على الأقل اثنتين من أكبر القنابل في ترسانته، بدلًا من استخدام ذخائر أصغر حجمًا.

وقال عادل حق، الأستاذ في جامعة روتجرز في نيوجرسي والذي يركز على القانون الدولي للنزاعات المسلحة: "إن الهجوم الذي وقع في 31 تشرين الأول/أكتوبر على جباليا هو هجوم متطرف للغاية من حيث الضرر المتوقع على المدنيين".

قصف جباليا

وقال الناجون إن الانفجارات هزت الأرض مثل الزلزال ودمرت المباني الخرسانية، مما أدى إلى غمر المنطقة المستهدفة بسحابة متدفقة من الحطام المتطاير والدخان الأسود والغبار الذي ترك نطاق الضرر غير واضح لأكثر من خمس دقائق.

ويقول الخبراء الذين فحصوا الهجوم إنه يبدو أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أسقطت قنبلتين زنة 2000 رطل على الأقل، وهما ثاني أكبر نوع في ترسانتها التقليدية.

قالت "وول ستريت جورنال": "كان القرار بقصف حي حضري مكتظ بالناس في منتصف بعد الظهر، بمثابة إشارة في وقت مبكر من الحرب إلى أن إسرائيل كانت على استعداد لاستخدام القوة الساحقة ضد قيادة حماس، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بإصابات أعداد كبيرة من المدنيين"

إذ كان عرض الحفرتين اللتين ظهرتا في صور الأقمار الصناعية للموقع بعد الهجوم حوالي 40 قدمًا.

وقال المحلل العسكري السابق للأمم المتحدة والمحقق في جرائم الحرب مارك جارلاسكو: "إن حجم الحفرة كان متسقًا مع استخدام قنبلة GBU-31، وهي قنبلة تزن 2000 رطل قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل"، مضيفًا: "كان من الممكن أن تستخدم إسرائيل نوعًا مختلفًا من القنابل، برأس حربي خارق للتحصينات، مصمم لاختراق الهياكل الخرسانية المسلحة. مثل القنابل ذات القطر الصغير التي زودتها بها الولايات المتحدة والتي تمتلكها ومصممة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين ولها نطاق انفجار أصغر بكثير وصمامات تأخير".