08-ديسمبر-2023
أعرب مسؤولون في السلطة الفلسطينية عن استعدادهم لإدارة قطاع غزة بعد الحرب (GETTY)

أعرب مسؤولون في السلطة الفلسطينية عن استعدادهم لإدارة قطاع غزة بعد الحرب (GETTY)

تكثف الولايات المتحدة اتصالاتها لبحث ترتيبات الوضع في غزة "ما بعد الحرب"، يُعدّ أحد معالمها الواضحة، هو "عودة السلطة الفلسطينية المتجددة" إلى قطاع غزة، وسط خلافات مع الحكومة الإسرائيلية على هذه الجزئية.

وفي حديث مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، إن "فكرة إسرائيل بتدمير حركة حماس، فكرة غير واقعية".

وأشار اشتية إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أمريكيين على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وتتمثل في استيعاب حركة حماس ضمن إطار منظمة التحرير، وهو ما يساعد بحسب رئيس الحكومة الفلسطينية على قيام دولة فلسطينية مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، أن فكرة "إسرائيل" بتدمير حركة حماس، فكرة غير واقعية

ولفت اشتية إلى أن هناك مجال ًاللمحادثات إذا كانت حركة حماس مستعدة للتوصل لاتفاق وقبول المنهج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشددًا على أن الفلسطينيين يجب ألا يكونوا منقسمين.

واعتبر اشتية، الذي يرأس الحكومة الفلسطينية منذ عام 2019، أن "حماس قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر شيء، وبعده شيء آخر. وإذا كانوا مستعدين للاتفاق والقبول بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، فسيكون هناك مجال للحديث بيننا".

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن هذا الاقتراح يُخالف الخطة التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي لـ"مستقبل" غزة بعد الحرب، إذ يدور "التصور" الإسرائيلي حول  عدم إيقاف العدوان على القطاع إلّا بعد "تدمير حماس"، وإبعاد "أي خطر أمني من قطاع غزة"، بالإضافة إلى تواجد أمني.

هذا، وكشف اشتية لـ"بلومبرغ"، عن أن مسؤولين أمريكيين وصلوا إلى رام الله، هذا الأسبوع لبحث خطة التعامل مع القطاع بعد انتهاء الحرب. واتفق الجانبان على رفض إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، ولا تقليص مساحته لإنشاء المنطقة العازلة، ولا لتهجير الفلسطينيين منه.

وفي هذا السياق، نفي رئيس الحكومة الفلسطينية، أن يكون ذهابهم إلى غزة وفق الخطة عسكرية إسرائيلية، قائلًا: إن "الذهاب إلى غزة، سيكون عودة إلى الشعب"، وأنهم بحاجة إلى آلية لتنفيذ ذلك، وهو الأمر الذي يتم العمل عليه مع المجتمع الدولي، وإصلاح الحالة في غزة يستلزم "احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة، وإعادة الإعمار".

تسعي الخطة الامريكية لتعزيز دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية

كما أن رئيس الوزراء الفلسطيني، اعتبر ما تقوم إسرائيل في غزة هو عمل انتقامي، وتوقع أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان قطاع غزة بلا مأوى بعد الحرب. لافتًا إلى أن الشباب "الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا أكثر تشددًا، وفرصة التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين آخذة في التلاشي بسرعة".

ولفتت "بلومبرغ"، إلى أن اشتية رفض إدانة عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال المقابلة، قائلًا: إن "الصراع لم يبدأ في ذلك التاريخ، وإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون إدانة الانتهاكات التي يرتكبها مواطنوهم بحق الفلسطينيين". 

وأشار اشتية إلى أن وزراء حكومته تواصلوا مرارًا مع نظرائهم الإسرائيليين، لكن مساعيهم قوبلت بالرفض، قائلًا: "للأسف، لا نجد شريكًا نتعاون معه في الجانب الآخر"، وأضاف: "انظروا إلى ما يقوله نتنياهو: لا لعودة السلطة الفلسطينية، ولا لحل الدولتين، ماذا يعني ذلك؟ نتنياهو يريد استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية، وهذا غير مقبول".

خطة أمريكية

ودفعًا بالخطة الامريكية لإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وصل مستشار نائبة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الوطني، فيل غوردون، إلى رام الله، أمس الخميس، وعقد لقاءات مع مسؤولين كبار في السلطة. إذ اجتمع غوردون مع كل من الرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، ورجال أعمال فلسطينيين.

وقال البيت الأبيض: إن غوردون "توجه إلى رام الله بعد زيارته لإسرائيل، لإطلاع المسؤولين الفلسطينيين على مستجدات اجتماعاته، ومواصلة استشاراتنا مع المسؤولين الفلسطينيين بشأن النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس والوضع في الضفة الغربية"، وفق البيان.

وأضاف بيان البيت الأبيض: أن غوردون شدد خلال اجتماعاته في رام الله، على "التزام إدارة بايدن بدعم الشعب الفلسطيني، وحقه في الأمن والكرامة وحق تقرير المصير"، وأضاف البيان: "كما شدد على الالتزام بإقامة دولة فلسطينية في المستقبل".

وأكد البيان على ضرورة "تنشيط السلطة الفلسطينية"، لتكون قادرة على على "حكم غزة والضفة الغربية وتعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حتى تتحمل المسؤوليات الأمنية في غزة بنهاية المطاف".

الاستعداد لإدارة غزة

وفي حوار مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني: إن "السلطة الفلسطينية مستعدة لاستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع".

موضحًا: أن "السلطة الفلسطينية ستقبل اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة السلطة، إذا دعم المجتمع الدولي إعادة إعمار غزة، ودفع إسرائيل إلى الموافقة على حل الدولتين".

وكجزء من الترتيب، تكون السلطة مستعدة لإجراء أول انتخابات عامة منذ عام 2006 كجزء من اتفاق سلام أوسع وطويل الأمد بعد "فترة انتقالية" من عام إلى عامين.

إدانة حماس وحكم غزة

وفي السياق نفسه، قال مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود الهباس لـ"تايمز أوف إسرائيل"، يوم الثلاثاء، إن رئيس السلطة الفلسطينية يدين حماس في "كل مكالمة واجتماع مع قادة العالم"، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنه لن يفعل ذلك علنا ​​بينما الحرب في غزة مستمرة.

وأضاف محمود الهباش: "لو لم تشن إسرائيل عدوانها على غزة، لكان عباس قد أدان حماس علنًا مرارًا وتكرارًا، ولكن بمجرد بدء العدوان واستمراره، فإن مطالبته أو أي زعيم فلسطيني بإدانة حماس علنًا هو هراء". موضحًا: "في أكثر من 70 مكالمة هاتفية واجتماعًا مع قادة من جميع أنحاء العالم – من [الرئيس الأمريكي جو] بايدن إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو – أكد الرئيس عباس دائمًا أنه ضد ما فعلته حماس في 7 أكتوبر وأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني".

أما عن السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، والتقديرالأمريكي بأن السلطة الفلسطينية ناجحة أمنية في السيطرة على الضفة، قال: "هذا دليل على أننا نستطيع أن نفعل الشيء نفسه في غزة".

وتحدث الهباش عن الحاجة إلى فترة انتقالية مدتها ستة أشهر على الأقل حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من "إعادة التأهيل" قبل أن تتمكن من العودة إلى حكم غزة. وقال إن السلطة ستوافق خلال هذه الفترة على وجود قوة دولية أو عربية للمساعدة في إدارة الشؤون المدنية والأمنية في غزة حتى تصبح السلطة الفلسطينية جاهزة لتولي المسؤولية.

في وقت سابق، قالت صحيفة التايمز البريطانية إن فريقًا عسكريًا بريطانيًا يتواجد في رام الله من أجل إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة

وأوضح مساعد عباس أن هذه الموافقة مشروطة بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة وعودة السلطة الفلسطينية إلى هناك كجزء من مبادرة دبلوماسية أوسع تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. مضيفًا: "نسعى إلى حل سياسي وليس أمنيًا فقط. نحن مستعدون لتحمل المسؤولية الكاملة عن غزة، ولكن فقط إذا كانت جنبًا إلى جنب مع الضفة الغربية وليس كمقاولين لإسرائيل".

وفي وقت سابق، قالت صحيفة التايمز البريطانية إن فريقًا عسكريًا بريطانيًا يتواجد في رام الله من أجل إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.

ونقلت صحيفة التايمز عن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس قوله في تصريح خاص بها، إن فريقًا عسكريًا بريطانيًا في رام الله يقوم بتقييم "قدرة وكفاءة" السلطة الفلسطينية على حكم غزة، مضيفًا: " يجب أن تتولى (السلطة الفلسطينية) المسؤولية بعد الحرب في محاولة لتحسين حياة الجانبين".