18-ديسمبر-2023
السلطة الفلسطينية وقطاع غزة وحماس

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة بعد الحرب (Getty)

قدم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الإعلان "الأبرز" من السلطة الفلسطينية، عن الاستعداد للسيطرة على قطاع غزة، بعد نهاية العدوان الإسرائيلي عليه. في ظل تزايد الحديث الأمريكي عن مرحلة "ما بعد حماس"، وجولة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للمنطقة، الذي هدف إلى بحث هذه المرحلة.

وقال الشيخ إن "السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وستكون مستعدة للسيطرة على غزة بعد الحرب".

وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، تحدث الشيخ عن الانتقاد الأبرز لحركة حماس، من قبل مسؤول في السلطة الفلسطينية، بالقول: إن حماس يجب أن تجري "تقييمًا جديًا وصادقًا وتعيد النظر في كل سياساتها وكل أساليبها"، بمجرد أن يهدأ القتال.

قال الشيخ إن "وظيفته هي العمل مع إسرائيل لتخفيف معاناة الفلسطينيين"

وحصل هذا الجزء، على حصة كبيرة من مقابلة الشيخ، الذي أضاف: "من غير المقبول أن يعتقد البعض أن أسلوبهم ونهجهم في إدارة الصراع مع إسرائيل كان الأمثل والأفضل. بعد كل هذا (القتل) وبعد كل ما يحدث، ألا يستحق الأمر إجراء تقييم جدي وصادق ومسؤول لحماية شعبنا وقضيتنا الفلسطينية؟"، مضيفًا: "أليس من المفيد مناقشة كيفية إدارة هذا الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي؟".

وزعم الشيخ أن اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل كانت ناجحة جزئيًا، لأنها منحت الفلسطينيين "هوية" وأدت إلى إعادة "مليوني لاجئ إلى الضفة الغربية وقطاع غزة" من البلدان التي فروا إليها خلال حربي 1948 و1967 مع إسرائيل. يشار إلى أن كافة التقديرات تتحدث عن أرقام أقل بكثير من ذلك.

وقال الشيخ إنه على الرغم من تقديم دعم شفهي مرحب به لإقامة دولة فلسطينية في الاجتماعات، إلا أن واشنطن لم تقترح آليات ملموسة أو مبادرات سياسية. وكرر دعوة عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام لصياغة طريق جديد.

وقال مسؤول أمريكي كبير هذا الأسبوع، إن فكرة عقد المؤتمر تمت مناقشتها مع الشركاء، لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية .

وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من كبار المسؤولين إلى الضفة الغربية للقاء عباس والشيخ، سعيًا إلى تجديد السلطة الفلسطينية لتتولى مسؤولية غزة بمجرد انتهاء الحرب وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية.

وناقش المسؤولون الأمريكيون الزائرون الحاجة إلى إجراء إصلاحات لمكافحة الفساد وتسليم صلاحيات تنفيذية أوسع لرئيس الوزراء وإدخال دماء جديدة في السلطة الفلسطينية.

ورغم التحرك الأمريكي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة بعد الحرب وأشار إلى أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية.

وضمن حديثه، قال الشيخ إن "وظيفته هي العمل مع إسرائيل لتخفيف معاناة الفلسطينيين".

من جانبه، قال القيادي في حماس سامي أبو زهري، إن الشيخ "كان إلى جانب الإدارة المدنية الإسرائيلية، ومهاجمته للمقاومة الفلسطينية ليس مفاجئًا".

عودة للدور الأمني

وفي أعقاب زيارة جيك سوليفان، إلى الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية كشف موقع "أكسيوس"، عن اقتراح قدمته إدارة بايدن إلى السلطة الفلسطينية لإعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة لإعداد قوة أمن وشرطة محلية في غزة، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.

وتعد هذه الخطوة جزءًا من هدف الإدارة المعلن المتمثل في "تنشيط" السلطة الفلسطينية.

والتقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، يوم الجمعة، في رام الله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وناقش معه كيفية مشاركة السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد أن تنتهي الحرب.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إدارة بايدن تريد من عباس البالغ من العمر 87 عامًا إجراء إصلاحات واسعة النطاق، بما في ذلك ضخ "دماء جديدة" في السلطة.

وقد شجعت الإدارة الأمريكية، عباس ومساعديه على جلب أشخاص أصغر سنًا إلى مناصب صنع القرار، يتمتعون بقدرات عالية، ويتمتعون بمصداقية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ويحظون باحترام وثقة المجتمع الدولي.

والسؤال الأساسي حاليًا، هو "كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تلعب دورًا في قوة أمنية ما بعد حماس في غزة".

ويقول مسؤولو إدارة بايدن إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تدربها الولايات المتحدة، فعالة وقد منعت العمليات ضد إسرائيل.

وكانت الإدارة تناقش مع السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط بعض أفراد قواتها الأمنية الذين يعيشون في غزة وكانوا في الخدمة الفعلية حتى 2007.

وفي الأيام الأخيرة، تواصلت السلطة الفلسطينية مع بعض أولئك الذين ما زالوا في سن مؤهلة للخدمة لمعرفة ما إذا كانوا مهتمين بالعودة إلى الخدمة، حسبما قال مصدر مطلع على هذه القضية لـ"أكسيوس".

ووفق مصدر فلسطيني تحدث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن الولايات المتحدة تطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على إجراء تغييرات شاملة في مؤسسات السلطة الفلسطينية ودوائرها الحكومية، وإجراء إصلاحات في عدة مجالات، بما في ذلك الفساد والتحريض. وقال رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، لسوليفان، إنه من جهته لا يعارض الإصلاحات، ولكن تحت السطح "لا يحب أن يسمع أن إدارة بايدن تطالب مرة أخرى بتغييرات لأنها تثير الشكوك بأن الأمريكيين يريدون تحديد للفلسطينيين الذين سيقودهم".

في أعقاب زيارة جيك سوليفان، إلى الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية كشف موقع "أكسيوس"، عن اقتراح قدمته إدارة بايدن إلى السلطة الفلسطينية لإعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة لإعداد قوة أمن وشرطة محلية في غزة

إنقاذ إسرائيل

تعمل الولايات المتحدة، على عملية إنقاذ لتل أبيب، إذ تعمل بكشلٍ مكثف على ملف اليوم التالي والسيطرة على قطاع غزة، ما بعد الحرب، ونشاط واشنطن، هو أقل من نشاط إسرائيل  في هذا الملف.

وحسمت الإدارة الأمريكية خيارها، بالاعتماد على السلطة الفلسطينية، مع التأكيد على استثناء محمود عباس من هذه العملية، والبحث عن مسؤول جديد يقود السلطة الفلسطينية.

ولا يتجاوز المطروح حاليًا، سوى إعادة إنتاج للسلطة الفلسطينية، ودورها ووظيفتها القائمة، والتي تتركز على الجوانب الأمنية، ولا يظهر أي أفق سياسي حقيقي تطرحه الولايات المتحدة، للفترة القريبة.