06-مايو-2024
وحصل موقع "الترا فلسطين" على نسخة من ورقة الوسطاء في مصر، التي أعلنت حركة حماس، مساء الإثنين، موافقتها عليها.

(Getty) نشر "الترا فلسطين" النص الحرفي لورقة المبادئ الأساسية، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

أعلنت حركة حماس، مساء يوم الإثنين، عن قبولها اقتراح وقف إطلاق النار القطري-المصري لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر على قطاع غزة. في المقابل، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عن موافقة مجلس الحرب على الاستمرار في عملية رفح، مع موجة قصف مكثفة استهدفت المناطق الشرقية من المدينة.

وأصدرت حماس بيانًا قالت فيها إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، قام خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، إبلاغهم "موافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".

بحسب موقع "الترا فلسطين" فإن "الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار في غزة مكون من 3 مراحل متصلة ومترابطة"

وفي أعقاب تسليم المقترح، هاتف هنية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وحصل موقع "الترا فلسطين" على نسخة من ورقة الوسطاء التي تم التفاوض عليها في مصر، التي أعلنت حركة حماس، مساء الإثنين، موافقتها عليها.

وجاءت الورقة تحت عنوان: "مبادئ أساسية لاتفاق بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة على تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وعودة الهدوء المستدام".

وبحسب موقع "الترا فلسطين" فإن "الاتفاق الإطاري مكون من 3 مراحل متصلة ومترابطة". مشيرًا إلى أن "مقترح وقف إطلاق النار يقوم على 3 مراحل مدة كل منها 42 يومًا، وينص على عودة الهدوء المستدام في قطاع غزة بما يحقق وقف إطلاق النار الدائم".

وفي نص الورقة المنشور على "الترا فلسطين" فإن: "مقترح الاتفاق ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار".


أقرأ/ي: الترا فلسطين ينشر نص مقترح تبادل الأسرى وعودة الهدوء المستدام


وينقسم الاتفاق إلى ثلاثة مراحل، الأولى: "تشمل عودة النازحين إلى مناطق سكناهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من وادي غزة وإدخال كميات كافية من المساعدات والوقود ومواد الإغاثة،  وإطلاق سراح 50 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل مجندة أسيرة لدى حماس، وإطلاق سراح أسرى صفقة شاليط ورفع كل الإجراءات العقابية بحق الأسرى". 

وفي المرحلة الأولى أيضًا يحصل: "الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة (بما في ذلك وادي غزة، محور نتساريم ودوار الكويت)، ووقف الطيران (العسكري والاستطلاع) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات في اليوم، ولمدة 12 ساعة في أيام إطلاق سراح المحتجزين والأسرى".

والمرحلة الثانية: "الإعلان عن وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم، وإطلاق حماس سراح الأسرى الإسرائيلين من الرجال والجنود مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين". والثالثة: "بدء تنفيذ خطة إعادة إعمار لمدة من 3 إلى 5 سنوات، وإنهاء الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة".

كما ينص المقترح على الشروع الفوري في إعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات والمخابز، وحرية حركة السكان في جميع مناطق قطاع غزة.

بدوره، قال القيادي في حماس زاهر جبارين للتلفزيون العربي: "عملنا مع الوسطاء في قطر ومصر لإنجاز اتفاق يجمع بين رؤية حماس والاحتلال"، مضيفًا: "حماس تنظر إلى هذا الاتفاق على أنه يؤسس لوقف دائم لإطلاق النار في غزة".

وأوضح جبارين: "ركائز الاتفاق تتمثل بانسحاب الاحتلال ووقف إطلاق النار وإغاثة أهلنا وتبادل للأسرى"، وتابع: "كل مكونات الاتفاق أكدت لنا أن الضمانات لوقف إطلاق النار ستكون متوفرة، ومصير الأسرى مرهون بقبول نتنياهو واليمين المتطرف للاتفاق".

إسرائيلي.. محاولة للتهرب

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن مجلس الوزراء الحربى وافق على "مواصلة عملية رفح الإسرائيلية المزمعة". وجاء في البيان أن "مجلس وزراء الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة الضغط العسكري على حماس من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن لدينا وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب"، بحسب البيان. 

كما أشار مكتب نتنياهو إلى أنه ورغم أن "الاقتراح بعيد كل البعد عن متطلبات إسرائيل الضرورية، فإن إسرائيل سترسل وفدًا لاستنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة لإسرائيل".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليلة الإثنين، إن "الجيش نفذ ضربات دقيقة وموجهة ضد أهداف إرهابية تابعة لحماس في شرق رفح"، وفق زعمه. 

وفي السياق نفسه، قال مسؤول أميركي لـ"رويترز": "نتنياهو ومجلس الحرب لا يبدو أنهما يتعاملان مع مرحلة المفاوضات الأخيرة مع حماس بحسن نية".

وأشارت "هآرتس" نقلًا عن مصادر دبلوماسية: "المقترح الذي وافقت عليه حماس يشبه المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل والكرة الآن في ملعب نتنياهو".

بدورها، قالت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في رسالة إلى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: "أنتم تتحمّلون دماء أبنائها إن بدأتم عملية عسكرية في رفح"، مضيفةً: "نبارك إعلان حركة حماس التقدّم في وقف إطلاق النار ما سيسرّع عودة 132 مختطفًا".

وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر: أن "إسرائيل تخشى من أن تؤيد الولايات المتحدة المقترح الذي وافقت عليه حماس".

وأشارت رئاسة الوزراء الإسرائيلية: إلى أن "إسرائيل سترسل وفدًا تقنيًا إلى القاهرة لبحث رد حماس"، وأكدت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصادر: أن "مجلس الحرب الإسرائيلي سيحدد غدًا صلاحيات الوفد الذي سيجري مباحثات في القاهرة".

وقال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس: "طواقم المفاوضات تدرس الرد الذي تقدّمت به حركة حماس الذي لا يتلاءم مع مباحثاتنا مع الوسطاء".

ونقلت رويترز عن "مصدر مطلع على التفاصيل" مساء يوم الإثنين، قوله إنه خلافًا لردود الفعل الأولية التي نشرتها مصادر إسرائيلية، فإن حماس وافقت فعليًا على الاقتراح الذي قدم في 27 نيسان/أبريل دون أي تغييرات جوهرية

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإنه على خلفية المشاورات التي عقدها مجلس الحرب الإسرائيلي عبر الهاتف بناء على طلب رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، تقرر إرسال وفد تقني إلى القاهرة، ولكن في الوقت نفسه مواصلة الاستعدادات للعملية في رفح، على أساس وجود "ثغرات، لكنهم لا يريدون الرفض، وبالتالي إرسال وفد على مستوى تقني إلى القاهرة".

وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن هناك غضبًا من الأميركيين الذين "وعدوا الوسطاء فعليًا بضمانات بشأن نهاية الحرب لم تكن مقبولة لدى إسرائيل". وأضافت: "هناك فجوات كبيرة جدًا في رد حماس، وهي لا تتماشى مع الاقتراح المصري الذي تلقته إسرائيل. وسيقوم الوفد بالتحقق مما إذا كان من الممكن سد الفجوات"، بحسب قولها.

وقالت المصادر السياسية الإسرائيلية إن "المفاوضات تجري من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن في الوقت نفسه سيستمر القتال في رفح".

وفي وقت سابق، قال مسؤول إسرائيلي -بعد حوالي ساعة ونصف من الإعلان الرسمي لحركة حماس عن الموافقة على وقف إطلاق النار- إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تزال تدرس الاقتراح. وقال "في ظاهر الأمر يبدو أن هناك مطلبًا بإنهاء الحرب لا يمكننا قبوله". وأضاف "إن نهاية الحرب تظل أمرًا لن يتخلوا عنه [أي حماس]. وفي الوقت الحالي تتواصل الاستعدادات للعملية في رفح".

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن الحكومة ليست جادة بشأن إطلاق سراح الأسرى، موضحًا: "على الحكومة التي تريد إعادة المختطفين أن تعقد نقاشًا عاجلًا وترسل فرقًا [مفاوضة] إلى القاهرة، وليس أن تصدر بشكل هستيري ثلاث إحاطات مختلفة من أطراف مختلفة وتسحق قلوب الأهالي. عار وطني. لا يوجد حد".

أميركا تدرس الرد

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة "تراجع حاليًا اتفاق وقف إطلاق النار الذي قالت حماس إنها قبلته".

وقال: "إننا نناقش الأمر مع شركائنا في المنطقة"، وأشار إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز كان في المنطقة للعمل على التوصل إلى اتفاق.

وأضاف كيربي أنه لن يتمكن من التعليق أكثر على هذا الأمر "حتى نعرف أين وصلت الأمور". واستمر في القول: "نريد إخراج هؤلاء الرهائن. ونريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، ونريد زيادة المساعدات الإنسانية وآخر شيء أريد القيام به هو أن أقول أي شيء على هذه المنصة من شأنه أن يعرض هذه العملية للخطر".

وقال كيربي إن الرئيس الأميركي كان "مباشرًا للغاية" في محادثته مع نتنياهو هذا الصباح، محذرًا رئيس الوزراء الإسرائيلي مرة أخرى من "أننا لا نريد أن نرى عمليات برية كبيرة في رفح تعرض الناس للخطر".

وقال: "لقد كنا مباشرين للغاية ومتسقين للغاية في وجهات نظرنا بشأن المخاوف بشأن العمليات في رفح".

وأشار إلى أن نتنياهو تعهد بفتح معبر كرم أبو سالم اليوم، لكنه ليس متأكدًا مما إذا كان قد تم فتحه حتى الساعة 2.30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وفي حوار متبادل مع مراسل شبكة "سي إن إن"، كان كيربي مراوغًا عندما تم الضغط عليه بشأن ما إذا كان البيت الأبيض سيدعم "غزوًا محدودًا" لرفح. وقد صرح كيربي مرارًا وتكرارًا أن بايدن "لا يريد أن يرى العمليات في رفح التي تعرض للخطر أكثر من مليون شخص يبحثون عن ملجأ هناك".

وعندما سئل عما إذا كان ذلك يعني أن الرئيس الأميركي يمكن أن يدعم عملية على نطاق أصغر في المدينة، أجاب: "أعتقد أنني أجبت على السؤال".

وأضاف في وقت لاحق: "لا نريد أن نرى عمليات في رفح وما حولها تزيد من صعوبة تمتع الأشخاص الذين يبحثون عن ملجأ ومأوى هناك بالسلامة والأمان. لقد عرضنا هذه القضية سرَا على الإسرائيليين. لقد فعلها الرئيس مرة أخرى اليوم. لقد أعلنا ذلك علنًا بالتأكيد".