08-فبراير-2024
زيت بذور العنب

زيت بذور العنب

فوائد زيت بذور العنب كثيرة ولكن قبل ذلك لا بد من معرفة أن زيت بذور العنب يُستخلص من البذور المتبقية من تصنيع منتجات العنب كالعصائر والمستخلصات. ومؤخرًا اكتسب هذا الزيت شهرةً واسعةً لما يقدمه من فوائد صحيةٍ واستخداماتٍ عديدة. فهو غني بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأوميغا-6.

 

فوائد زيت بذور العنب 

يفتقر زيت بذور العنب إلى الأبحاث والدراسات التي تُثبت فوائده. والتي تقتصر حاليًا على بعض المشاكل الصحية والجمالية مثل أمراض القلب، والالتهاب، ومشاكل الجلد والبشرة. وقد تعود هذه الفوائد لمحتوى هذا الزيت من الدهون الصحية، والفيتامينات ومضادات الأكسدة، والتي تتلخص بما يأتي.

يُعد زيت بذور العنب أحد هذه الزيوت المفيدة والصديقة لصحة القلب. إذ تُشكل الدهون المتعددة غير المشبعة ما نسبته 70% من محتواه من الدهون

تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب 

من المعروف أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن ذلك لا يشمل الدهون الصحية كتلك التي تتكون من الدهون الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة. ويُعد زيت بذور العنب أحد هذه الزيوت المفيدة والصديقة لصحة القلب. إذ تُشكل الدهون المتعددة غير المشبعة ما نسبته 70% من محتواه من الدهون. بما فيها الأحماض الدهنية الأوميغا-6، والتي ترتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات وفقًا لما تشير إليه الدراسات. إضافةً إلى محتواه من فيتامين E الذي يساعد أيضًا على التقليل من خطر الإصابة بهذه الأمراض نظرًا لخصائصه المضادة للأكسدة. كما  تشير  الدراسات  إلى أن تناول زيت بذور العنب يخفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم LDL بنسبة 7%، وفي المقابل يرفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL بنسبة 13%. 

 

التخفيف من الالتهاب

ترتبط العديد من الأمراض والمشاكل الصحية مثل التهاب المفاصل، واضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض القلب والسكري بالالتهاب، والذي يُعد علاجها والسيطرة عليها بالعلاجات المتاحة في بعض الأحيان أمر غير ممكن. لذا فإن تناول الأطعمة التي لها خصائص مضادة للالتهاب قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالالتهاب، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض. وتُشير الدراسات إلى أن زيت بذور العنب أحد هذه الأطعمة التي له خصائص مضادة للالتهاب. وأنه يحتوي على متعددات الفينول (Polyphenols) التي تثبط إفراز أحد الأحماض المسؤولة عن إنتاج مركبات تنشط الالتهاب في الجسم. 

 

التقليل من مقاومة الأنسولين

أُجريت دراسة على مجموعةٍ من السيدات اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، للمقارنة بين استهلاكهنّ لزيت بذور العنب وزيت دوار الشمس يوميًا. وقد أظهرت نتائجها أن تناولهنّ لزيت بذور العنب يحسن من مقاومة الأنسولين لديهنّ. والتي تحدث نتيجة عدم استجابة الخلايا للأنسولين التي يفرزها البنكرياس. كما تُشير نتائج هذه الدراسة إلى أن هذا الزيت قلل لدى المشاركات من البروتين المتفاعل (C-reactive protein) والذي يُعد أحد مؤشرات حدوث الالتهاب في الجسم. 

 

فوائد زيت بذور العنب للجلد 

هنالك العديد من الفوائد الجلدية عند استخدام زيت بذور العنب؛  إذ إنه يعالج ويخفف من العديد من المشاكل الصحية التي تصيب الجلد والتي تحدث نتيجة التعرض لعوامل البيئة الخارجية كأشعة الشمس. والبكتيريا التي تؤدي إلى ظهور البثور والتصبغات، بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تظهر مع تقدم العمر، مثل التجاعيد نتيجة قلة ترطيب الجلد. ومن الفوائد التي يقدمها زيت بذور العنب للجلد والبشرة ما يأتي:

  1. توحيد لون البشرة: وذلك بسبب احتوائه على أحد أنواع مضادات الأكسدة الذي يُعرف بالبروأنثوسياندين (Proanthocyanidins). إذ إن استخدام هذا الزيت بانتظامٍ يساعد على توحيد لون البشرة. وتُشير الدراسات إلى أن تناول مستخلص زيت بذور العنب عبر الفم قد يحسن من أعراض الكلف الذي يصيب المرأة في فترة حملها، والمتمثل بظهور تصبغات على البشرة. 
  2. التخفيف من انتشار حب الشباب: إذ إن لهذا الزيت خصائص مضادة للميكروبات. فمن المعتقد أنه يتخلص من البكتيريا العالقة في مسام البشرة المسببة لحب الشباب، ما يساعد على جعل الجلد أنظف. ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الآلية لم تثبت بشكل كافٍ. وما تزال بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباتها. 
  3. ترطيب الجلد وتحسين ملمسه: إذ يُعد جفاف الجلد من المشاكل الشائعة نتيجة استخدام الغسولات، أو الماء الساخن، أو منتجات غير ملائمة، والتي قد تقلل من الزيوت الطبيعية الموجودة على سطح البشرة مؤديةً بذلك إلى جفاف الجلد وتغير ملمسه. لكن يمكن لزيت بذور العنب أن يعيد الترطيب للجلد نتيجة احتوائه على فيتامين E والأحماض الدهنية غير المشبعة. الأمر الذي يساعد أيضًا على تأخير علامات التقدم في السن كالخطوط والتجاعيد.
  4. الحماية من الضرر الناجم عن أشعة الشمس: إذ إن زيت بذور العنب غني بمضادات الأكسدة مثل فيتامين E. وتُشير إحدى الدراسات إلى أن هذا الزيت قد يحمي الجلد من امتصاص الأشعة فوق البنفسجية. 
  5. تسريع شفاء الجروح: تُشير إحدى الدراسات إلى أن المركبات الموجودة في زيت بذور العنب قد تساعد في تسريع شفاء الجروح، وتقليل تكون الندبات. إلى جانب تفتيح البقع الداكنة الناجمة عن هذه الندبات.

 

فوائد زيت بذور العنب للطهي 

يلجأ العديد من الأشخاص للبحث عن بدائل صحية لزيوت الطهي المعتادة بهدف تقليل الضرر الناجم عنها بأكبر قدرٍ ممكن. ويُعد زيت بذور العنب أحد هذه البدائل التي بات العديد يستخدمها في الطهي. إذ إنه يمتاز بمذاقه الجيد الذي لا يؤثر في مذاق الأطعمة كباقي أنواع الزيوت. وبكونه غني بالدهون الصحية المتعددة غير المشبعة فإنه يُعد خيارًا جيدًا لإضافته إلى الأطعمة كالسلطات والحمّص والتتبيلات وغيرها. بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدامه في الطهي، إذ إن درجة احتراقه مرتفعة نسبيًا، والتي تعني درجة الحرارة التي يبدأ فيها الزيت بالاحتراق مع انبعاث الأدخنة منه بشكلٍ واضحٍ بحيث يُصبح غير قابلٍ للاستهلاك. وبما أنّ درجة احتراقه مرتفعةً نسبيًا فذلك يعني أنه يحتمل الحرارة إلى حدٍ ما ويمكن استخدامه في طهي المأكولات التي تحتاج لكمياتٍ قليلةٍ من الزيت كالتشويح والخَبز. إذ إنه لا يوصى باستخدامه للقلي العميق وتعريضه للحرارة لفتراتٍ طويلة. وكغيره من الزيوت فإنه يجب الاعتدال في تناوله ضمن الاحتياج اليومي من الدهون. 

 

القيمة الغذائية لزيت بذور العنب 

يُعد زيت بذور العنب فقيرًا بالعناصر الغذائية لكنه غني جدًا بالدهون المفيدة والأحماض الدهنية خاصة الأوميغا-6. إذ توفر ملعقةً كبيرةً من زيت بذور العنب أو ما تعادل 13.6 غرامًا ما يقارب 120 سعرةٍ حراريةٍ. بالإضافة إلى 13.6 غرامًا من الدهون الكلية، منها 9.51 غرامات من الدهون المتعددة غير المشبعة، و 2.19 غرام من الدهون الأحادية غير المشبعة، و 1.31  من الدهون المشبعة. بالإضافة إلى أنها تحتوي على 3.92 مليغرامات من فيتامين E. ومن الجدير بالذكر أن زيت بذور العنب خالي من الكربوهيدرات والبروتين والسكريات.

 

تحدثنا في هذا المقال عن زيت بذور العنب وقيمته الغذائية. وأنه يتوفر  في الأسواق كمنتجٍ بحد ذاته. وعن أنه أنه يدخل في تصنيع بعض منتجات العناية الخاصة بالاستخدام الموضعي. وإلى جانب فوائده كغذاء فإنه يوفر عددًا من الفوائد عند تطبيقه موضعيًا على الجلد كما ذكرنا أعلاه. ومن الجدير بالذكر أن هذا الزيت يمتاز بكونه سريع الامتصاص ولا يترك أثرًا لزجًا على الجلد. ويمكن استخدامه صباحًا ومساءً. لكن يجدر التنويه إلى ضرورة إجراء اختبار للبشرة على مساحة صغيرة للتأكد من أنه ملائم ولا يسبب أي نوع من التحسس أو الاحمرار. كما يجب تجنب استخدامه في حال استخدام منتجات العناية القوية مثل حمض الساليسيليك والريتنول ومشتقاته؛ إذ إنه قد يؤدي إلى تهيج الجلد. كما يجب استشارة طبيب الجلدية قبل استخدامه لتجنب حدوث أي آثار جانبية.