11-سبتمبر-2022
antioxidants

اتباع نظام غذائي صحي ومتنوّع يغني عن تناول المكمّلات الغذائية بكافّة أنواعها (Getty)

يحدث في أجسامنا العديد من العمليّات الحيويّة، المعقدّة والمستمرّة، وبشكلٍ طبيعي ينتُج عن هذه العمليات جزيئات غير مستقرّة تسمّى "الجذور الحرّة" (Free Radicals)، ويربطها علاقة بجزيئات تسمّى "مضادات الأكسدة" (Antioxidants)، وبإمكاننا القول أن هذين المصطلحين هما طرفا معادلتنا، وسنتدرّج لتوضيح العلاقة بينهما في هذا المقال، لنفهم أكثر عن طريقة عملهما، وضررهما ونفعهما على أجسامنا.

قد تحتاج لتناول مكمّلات مضادّات الأكسدة في حال وجود نقص في أعدادها في الجسم، وبعد توصية الطبيب.

ما المقصود بمصطلح الجذور الحرّة؟

الملايين من خلايا أجسامنا تتفاعل مع بعضها البعض ضمن منظومة متكاملة من العمليات الحيويّة الدقيقة، وأيضاً تتعرض الخلايا لعوامل خارجيّة كثيرة تؤثّر على آلية عملها.

ينتُج عن هذه العمليات، ما يسمّى بالجذور الحرّة، وهي جزيئات غير مستقرّة تتحرك داخل أجهزة الجسم وأنظمته، إذ تعمل هذه الجذور الحرّة بشكلٍ أساسي على تدمير خلايا الجسم، وتسريع تلفها وهرَمِها، وتُعتبر سببًا رئيسيًا للعديد من الأمراض المُزمنة، والخطيرة. وبهذا توَضَّح لدينا أن هناك هجومًا على خلايا أجسامنا من قِبل جزيئات تُنتَج بإستمرار، فماذا يمكن أن نفعل لنحمي أجسامنا من الجذور الحرّة؟

antioxidants

بداية، عرفْنا أن الجذور الحرّة تنتُج بشكل طبيعي في أجسامنا، ولكن أعدادها تزداد نتيجة لعوامل داخلية وخارجية تتعرّض لها، نوجزها بالنقاط التالية: 

  1. التلوّث البيئي.
  2. دخان السجائر.
  3. شرب الكحول.
  4. التعرّض للمواد السامّة، مثل المبيدات الحشريّة، ومواد التنظيف القويّة.
  5. ارتفاع مستويات السكّر بالدم.
  6. التعرّض للإشعاع، مثل التعرّض القوي لأشعة الشمس.
  7. تناول كميات كبيرة من الأغذيّة الغنيّة بالأحماض الدهنيّة المتعددة غير المُشبعة، مثل: جوز عين الجمل، زيوت عباد الشمس، والذرة، وفول الصويا، وبذور الكتان، والأسماء، وزيت الكانولا، وغيرها. 
  8. الالتهابات البكتيريّة أو الفطريّة أو الفيروسيّة.
  9. الإفراط في تناول الحديد أو المغنيسيوم أو النحاس أو الزنك.
  10. نقص أو زيادة نسبة الأكسجين في الجسم.
  11. ممارسة التمارين المكثّفة طويلة الأمد، والتي تسبب تلف الأنسجة.
  12. نقص مضادات الأكسدة في الجسم.

فما هي إذاً مضادّات الأكسدة؟ وما علاقتها بالجذور الحرّة المُتلفة للخلايا؟

مضادّات الأكسدة هي جزيئات تقوم على تثبيط نشاط الجذور الحرّة، إذ يكون الهدف هو موازنة نشاط الجذور الحرّة ونشاط مضادّات الأكسدة، وسميّت مضادّات الأكسدة لأنها تعمل على تقليل تأثير عملية الإجهاد التأكسدي المضرّة بالجسم، (Oxidative stress)، فما هي هذه العمليّة؟ وما هو تعريف عملية الأكسدة (Oxidation) التي تحدث في الجسم؟

الأكسدة هي عملية طبيعيّة وضروريّة تحدث في أجسامنا، وفي المقابل تحدث عمليّة تسمّى الإجهاد التأكسدي عندما لا يكون نشاط الجذور الحرّة ونشاط مضادّات الأكسدة في توازن، فعندما يكون عدد الجذور الحرّة أعلى من عدد مضادّات الأكسدة، تبدأ الجذور الحرّة بتدمير الأنسجة الدهنيّة، والحمض النووي (DNA)، والبروتينات في الجسم، إذ تشكّل هذه المكوّنات نسبة عالية من مكوّنات الجسم، وبالتالي الضرر بها يؤدّي لحدوث العديد من الأمراض مع مرور الوقت.

antioxidants

ومن ناحية أخرى، التوازن بين أعداد الجذور الحرّة ومضادّات الأكسدة، يجعل الجذور الحرّة تعمل بشكل إيجابي في الجسم، وتساعد في قتل وتدمير مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، بدلاً من خلايا الجسم، ويكون لها دور في  تنظيم عملية نمو الخلايا، وتدخل في عمليات التمثيل الغذائي.

ولتحقيق هذا التوازن المهم لصحّة الجسم بين الجذور الحرّة التي يكون لارتفاع أعدادها تأثير ضار وخطير على الجسم، وبين جزيئات مضادّات الأكسدة التي تعمل كخط دفاع لحماية خلايا الجسم من الجذور الحرّة، علينا أن نعزز أعداد مضادّات الأكسدة في الجسم، ويحدث ذلك بتناول الأطعمة الغنيّة بمضادات الأكسدة، إذ وجد الباحثون أن مضادّات الأكسدة موجودة في أكثر من 3100 نوع من الأطعمة، ولكن يوجد أطعمة تعتبر الأغنى باحتوائها على مضادّات الأكسدة، وهذه أمثلة عليها:

  1. الشوكولاته الداكنة، إذ يحتوي كل 100 غ منها على 15 مليمول من مضادّات الأكسدة، وهي الأغنى.
  2. الجوز الأمريكي، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 10.6 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  3. التوت الأزرق، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 9.2 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  4. الفراولة، إذ يحتوي كل 100 غ منها على 5.4 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  5. الخرشوف، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 4.7 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  6. توت الغوجي، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 4.3 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  7. توت العليق، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 4.0 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  8. الكيل أو الكرنب، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 2.7 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  9. الملفوف الأحمر، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 2.2 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  10. البقوليّات، إذ يحتوي كل 100 غ منها على 2.0 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  11. الشمندر، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 1.7 مليمول من مضادّات الأكسدة.
  12. السبانخ، إذ يحتوي كل 100 غ منه على 0.9 مليمول من مضادّات الأكسدة.

وتشير الأبحاث إلى أنّ احتياج الشخص الذي يتناول 2500 سعرة حراريّة في اليوم، من مضادّات الأكسدة هو 11.5 مليمول/ يوم.

ما الأمراض التي تسببها الجذور الحرّة؟

ربطت الدراسات والأبحاث أن عملية الإجهاد التأكسدي الناتجة عن زيادة أعداد جزيئات الجذور الحرّة عن الحد الطبيعي، قد تسبب الإصابة بالأمراض التالية:

  1. أمراض الجهاز العصبي المركزي، مثل مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.
  2. أمراض القلب والأوعية الدمويّة بسبب انسداد الشرايين.
  3. أمراض المناعة الذاتيّة والالتهابات، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان.
  4. إعتام عدسة العين وتدهور الرؤية المرتبط بالعمر.
  5. تتغيّرات في المظهر مرتبطة بالعمر، مثل فقدان مرونة الجلد، وظهور التجاعيد، وشيب الشعر، وتساقط الشعر، والتغيرات في نسيج الشعر.
  6. مرض السكري.
  7. الأمراض التنكسية الجينية، مثل مرض هنتنغتون أو مرض باركنسون.

هل يجب أن نتناول مكملات مضادّات الأكسدة؟

اتباع نظام غذائي صحي ومتنوّع يغني عن تناول المكمّلات الغذائية بكافّة أنواعها، لأن مضادّات الأكسدة والمغذيّات الأخرى المهمّة لصحة الجسم، جميعها موجودة في الأغذية الطبيعية، ولكن قد تحتاج لتناول مكمّلات مضادّات الأكسدة في حال وجود نقص في أعدادها في الجسم، وبعد توصية الطبيب.

antioxidants

بالإضافة إلى أنّه قد يكون تناول كميات كبيرة من مكمّلات مضادّات الأكسدة سامّاً للجسم، ويوجد العديد من التفاعلات الدوائيّة بين مكملات مضادّات الأكسدة وأدوية أخرى، وقد يسبب تناولها حدوث بعض الأمراض، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء بتناول مكمّلات مضادّات الأكسدة.

علينا الحرص على تناول مضادات الأكسدة من مصادرها الغذائيّة المتنوعة بشكل يومي، وبكميّات تكفينا للتمتّع بصحّة أفضل

نظراً لأهميّة دور مضادّات الأكسدة في الوقاية من الأمراض المختلفة، وتقوية مناعة الجسم في محاربة الجذور الحرّة، وتأخير ظهور علامات الشيخوخة، وغيرها من الفوائد، علينا الحرص على تناول مصادرها الغذائيّة المتنوعة بشكل يومي، وبكميّات تكفينا للتمتّع بصحّة أفضل.

 

مصادر إضافية

  1. https://www.nccih.nih.gov/health/antioxidants-in-depth
  2. https://www.healthline.com/nutrition/antioxidants-explained#bottom-line
  3. https://www.verywellhealth.com/information-about-free-radicals-2249103
  4. https://www.healthline.com/nutrition/antioxidants-explained#free-radicals
  5. https://www.medicalnewstoday.com/articles/318652#How-do-free-radicals-damage-the-body
  6. https://www.healthline.com/nutrition/foods-high-in-antioxidants#TOC_TITLE_HDR_3
  7. https://www.cbhs.com.au/mind-and-body/blog/Antioxidant-supplements-do-you-need-them
  8. https://www.medicalnewstoday.com/articles/325873#blueberries