تخصص الأمن السيبراني من التخصصات الحديثة التي ظهرت مؤخرًا في الجامعات نتيجة التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، والذي أدى بدوره إلى زيادة الطلب على المختصين في علم الحاسوب وأنظمته، وأمن الشبكات، مما أدى إلى استحداث هذا التخصص الذي يعد من التخصصات الهامة في الوقت الحاضر والتي تشهد إقبالًا كبيرًا من الطلاب على تعلمها نتيجة توفر العديد من الوظائف التي يمكن أن يشغلها خريجو هذا التخصص على الصعيدين المحلي والعالمي، وارتفاع المردود المادي لهم، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول تخصص الأمن السيبراني والمجالات الوظيفية له.
ما هو تخصص الأمن السيبراني؟
تخصص الأمن السيبراني هو أحد التخصصات الجامعية التي تهدف إلى حصول الطلاب على درجة علمية للعمل في المهن التي تنطوي على حماية أنظمة المعلومات التكنولوجية ومنع اختراق البيانات وحمايتها من التلف أو السرقة في الأجهزة أو البرامج أو الشبكات، وتستغرق دراسة هذا التخصص 4 سنوات يتعلم فيها الطالب علوم الحاسوب، وأمن الشبكات، والأمن اللاسلكي، وكيفية إدارة البيانات والمعلومات الحساسة بشكل صحيح، بالإضافة إلى تصميم أنظمة الأمان وتعزيزها وغيرها الكثير من المهارات التي تؤهله للعمل في هذا المجال والإبداع فيه.
تخصص الأمن السيبراني من التخصصات التي توفر فرصًا وظيفية كثيرة،
المساقات الدراسية لتخصص الأمن السيبراني
يمكن للراغبين في التخصص في مجال الأمن السيبراني دراسته في الجامعات والحصول على درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه فيه، وكل من تلك الدرجات الجامعية تؤهل خريجيها للعمل في مجالات معينة، وذلك بعد دراستهم لمجموعة من الموضوعات المتعلقة في هذا التخصص، وفيما يأتي أبرز المساقات الدراسية لتخصص الأمن السيبراني في كل درجة من تلك الدرجات:
-
درجة البكالوريوس في الأمن السيبراني
يمكن الحصول على درجة البكالوريوس في الأمن السيبراني بعد دراسة هذا التخصص لمدة 4 سنوات، وتبدأ دراسة هذا التخصص بتعلم أساسيات البرمجة والتطبيقات وقواعد البيانات والإحصائيات، ومن ثم يتم التعمق بموضوعات الذكاء الاصطناعي والتشفير والقرصنة الأخلاقية.
-
درجة الماجستير في الأمن السيبراني
يمكن الحصول على درجة الماجستير في الأمن السيبراني بعد دراسة عامين يتعلم فيهما الطالب كيفية حماية شبكات الحاسوب والبنى التحتية من الهجمات الإلكترونية، ويدرس فيهما تقنيات التشفير والتدقيق وبرمجة تطبيقات الأمان، بالإضافة إلى تحليل نقاط الضعف والثغرات الأمنية في الأجهزة والشبكات، وجمع الأدلة الرقمية حول الاختراقات وحفظها وتحليلها.
-
درجة الدكتوراه في الأمن السيبراني
عادة ما يستغرق برنامج الدكتوراه في الأمن السيبراني من 3 إلى 5 سنوات لإكماله، ويُطلب من طالب الدكتوراه تقديم أطروحة في نهاية مدة الدراسة، ويتعلم الطالب في تلك الدرجة أحدث التقنيات في العمليات السيبرانية وجمع البيانات وتحليل البرمجيات الضارة، بحيث يؤهله ذلك للعمل في مناصب رفيعة أو العمل في مجال التعليم الجامعي لتخصص الأمن السيبراني.
يتطور مجال الأمن السيبراني باستمرار، وبالتالي فإن الدارس لهذا التخصص بحاجة إلى التعلم المستمر لمواكبة أحدث تطورات المجال.
إيجابيات وسلبيات دراسة تخصص الأمن السيبراني
إن لدراسة تخصص الأمن السيبراني العديد من الإيجابيات والسلبيات، وفيما يأتي تفاصيل حول أبرزها:
الإيجابيات
تتمثل إيجابيات دراسة تخصص الأمن السيبراني فيما يأتي:
- رواتب وفرص وظيفية عالية
يوجد طلب كبير على الوظائف المتعلقة بالأمن السيبراني في مختلف القطاعات؛ الحكومية، والبنوك، وشركات الاتصالات، وشركات الاستثمار، والرعاية الصحية وغيرها، ومع ارتفاع الطلب على هذا التخصص يأتي ارتفاع في الرواتب المحتملة.
- التقدم الوظيفي السريع
يمكن للعاملين في مجال الأمن السيبراني التقدم في وظائفهم بشكل سريع، وذلك لاكتسابهم مهارات عملية تؤهلهم للانتقال من المناصب العادية إلى المناصب الرفيعة، وينتج عن ذلك زيادة في رواتبهم المحتملة مع زيادة سنوات الخبرة لديهم.
- إمكانية العمل للحساب الشخصي
يمكن القيام بمهام الأمن السيبراني من أي مكان متصل بالإنترنت، وبالتالي فإن للمحترفين في هذا المجال الكثير من الفرص للعمل الحر لحسابهم الشخصي، مما يتيح لهم تحقيق توازن أكبر بين حياتهم العملية والشخصية، وتحديد ساعات العمل التي تناسبهم، بالإضافة إلى إمكانية التعامل مع المهام التي تتطلب منهم جهدًا كبيرًا وفقًا لبرنامج يضعونه بأنفسهم.
- التعلم المستمر
يتطور مجال الأمن السيبراني باستمرار، وبالتالي فإن الدارس لهذا التخصص بحاجة إلى التعلم المستمر لمواكبة أحدث التطورات في هذا المجال.
نقص الميزانية في تلك الشركات يشكل عائقًا أمام مشاريع ومبادرات الأمن السيبراني.
السلبيات
تتمثل سلبيات دراسة تخصص الأمن السيبراني فيما يأتي:
- الضغط العالي وساعات العمل الطويلة
نظرًا للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المتخصصين في مجال الأمن السيبراني، فإنهم يواجهون ضغوطًا وظيفية عالية تتطلب منهم العمل لساعات طويلة، وذلك لأن المهام التي يقومون بها تساعد على تقليل التهديدات التي تتعرض لها الشركات والمتعلقة بأموالها وإنتاجيتها وسمعتها، وبالتالي يجب أن يكونوا تحت الطلب في أي وقت.
- افتقار الشركات إلى الموارد الكافية لدعم العمل في هذا المجال
تفتقر العديد من شركات التكنولوجيا الموارد الكافية لدعم عمل المتخصصين في مجال الأمن السيبراني، الأمر الذي يؤثر على مهاراتهم، كما أن نقص الميزانية في تلك الشركات يشكل عائقًا أمام مشاريع ومبادرات الأمن السيبراني.
- الملل من تكرار بعض المهام
لا شك بأن مهنة الأمن السيبراني لا تخلو من بعض المهام المكررة والمملة كغيرها من الوظائف المتعلقة بعلم الحاسوب، والتي تتطلب من صاحبها الجلوس أمام شاشات الحاسوب لفترات طويلة، فعادة ما يقضي خبراء الأمن السيبراني أوقاتهم في إجراء اختبارات وتطبيق عمليات متكررة لتحليل البيانات واكتشاف التهديدات المحتملة والتخفيف منها.
- الحاجة إلى دقة عالية
نظرًا لحساسية العمل في الأمن السيبراني، فإنها من الوظائف التي يجب أن تكاد تخلو من الأخطاء نظرًا لما يتكبده الأفراد والمؤسسات من مبالغ مالية طائلة في ملاحقة المخترقين واستعادة البيانات المسروقة، مما يتطلب من خبراء الأمن السيبراني الدقة الشديدة والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة وحل المشكلات بسرعة.
وظائف الأمن السيبراني
يمكن لمتخصصي الأمن السيبراني العمل في العديد من المجالات والتطور في وظائفهم بحيث يشغلون مناصب رفيعة مع زيادة سنوات خبرتهم وتحسين مهاراتهم، وفيما يأتي مجموعة من وظائف الأمن السيبراني:
-
تحليل أمن المعلومات
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- حماية شبكات وأنظمة الحاسوب الخاصة بالمؤسسات.
- مراقبة الخروقات الأمنية للشبكات.
- توثيق الخروقات الأمنية والإبلاغ عنها.
- مساعدة مستخدمي الحاسوب وتوعيتهم بشأن سرقة البيانات وانتهاكها.
- تطوير استراتيجيات لمساعدة الأفراد والمؤسسات على إبقاء شبكاتهم وبياناتهم آمنة.
متوسط الراتب
يتقاضى محلل أمن المعلومات ما متوسطه 107,343 دولارًا سنويًا.
-
إدارة الأمن السيبراني
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- إدارة الموارد البشرية والتكنولوجية.
- التحقق من الالتزام بالقوانين واللوائح الأمنية.
- توفير أدوات الأمن السيبراني للمؤسسة.
- تتبع التغيرات في سياسات الأمن الداخلي والخارجي.
- الإشراف على أمن البنية التحتية في المؤسسة.
- تخفيف المخاطر الأمنية في المؤسسة.
متوسط الراتب
يتقاضى مدير الأمن السيبراني ما متوسطه 96,986 دولارًا سنويًا.
-
هندسة التشفير
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- الحفاظ على أمن البيانات للاتصال وتبادل المعلومات.
- إنشاء خوارزميات تشفير جديدة وقواعد الأمان الأخرى لتشفير البيانات.
- فك تشفير المعلومات التي تم ترميزها وتغيير تنسيقها.
- تحليل خوارزميات التشفير المنشأة مسبقًا والبحث عن نقاط الضعف فيها.
- اختبار تقنيات وأدوات التشفير الجديدة.
متوسط الراتب
يتقاضى مهندس التشفير ما متوسطه 128,284 دولارًا سنويًا.
تستغرق دراسة هذا التخصص 4 سنوات يتعلم فيها الطالب علوم الحاسوب، وأمن الشبكات، والأمن اللاسلكي، وكيفية إدارة البيانات والمعلومات الحساسة بشكل صحيح
-
هندسة الأمن السيبراني
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- وضع أنظمة الأمان الخاصة بالشركة.
- تطوير السياسات الأمنية لإبقاء الشركة بعيدة عن التهديدات السيبرانية.
- إنشاء وصيانة الشبكات والأنظمة الأمنية.
- تنسيق العمليات الأمنية بين أقسام تكنولوجيا المعلومات والهندسة في الشركات.
- إعداد الميزانيات والإشراف على النفقات الأمنية.
متوسط الراتب
يتقاضى مهندس الأمن السيبراني ما متوسطه 245,303 دولارًا سنويًا.
-
هندسة أمن الشبكات
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- تصميم الأنظمة الأمنية للحفاظ على أمان أجهزة الحاسوب والشبكات والبيانات الخاصة بالشركة.
- تطوير معايير الأمن السيبراني.
- التحقق من تثبيت أنظمة الأمن الجديدة وعملها بالشكل الصحيح.
- اختبار الحلول الأمنية وتطوير برامج الكشف عن الثغرات الأمنية.
متوسط الراتب
يتقاضى مهندس أمن الشبكات ما متوسطه 142,763 دولارًا سنويًا.
-
الاختصاص في اختبار الاختراق
وفيما يأتي أبرز المعلومات حول تلك الوظيفة:
المهام المطلوبة
- تقديم الدعم الفني أثناء التعامل مع الحوادث الأمنية.
- إنشاء تقارير عن نتائج الاختبارات الأمنية واختبارات الاختراق وتقديم توصيات لصناع القرار الأمني.
- تحديد نقاط الضعف الأمنية في الشبكات والأنظمة الحاسوبية للمؤسسات.
- تخطيط وتصميم وتنفيذ اختبارات الاختراق.
متوسط الراتب
يتقاضى أخصائي اختبار الاختراق ما متوسطه 114,856 دولارًا سنويًا.
وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن تخصص الأمن السيبراني من التخصصات التي توفر فرصًا وظيفية كثيرة، إذ يمكن لدارسي هذا التخصص العمل في مجالات مختلفة ومتنوعة، ويتطلب منهم العمل في هذا المجال أن يكون لديهم مجموعة من المهارات الوظيفية التي تؤهلهم لشغل مناصب رفيعة فيه؛ كمهارات التواصل وحل المشكلات، والقدرة على العمل ضمن فريق، بالإضافة إلى المهارات التنظيمية العالية، ومهارات البرمجة وتحليل المخاطر وغيرها من المهارات التي ستكون البوابة لهم للدخول في عالم الأمن السيبراني والتطور فيه.
