27-يونيو-2022
هاتف وحاسوب لابتوب

الأمن الرقمي هاجس يثير قلق الكثيرين (GETTY)

مع الزيادة المطردة في جرائم المعلومات أو الجرائم الإلكترونية، زاد الاهتمام بما يُسمّى أمن المعلومات، للحفاظ على الخصوصية وحماية المعلومات الخاصة من الاستهداف.

لأمن المعلومات أهمية كبيرة على مستوى الأفراد والشركات والمؤسسات المختلفة في مختلف القطاعات 

تتناول هذه المقالة الحديث عن أهمية أمن المعلومات للأفراد والشركات ومُختلف المؤسسات، كما توضّح عناصر أمن المعلومات والفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني، وأخيرًا تستعرض مجموعة من تهديدات أمن المعلومات.

الخصوصية

أمن المعلومات

يُعرف مُصطلح أمن المعلومات على أنه الأدوات والعمليات التي يستخدمها الأشخاص والمنظمات والشركات والمؤسسات المختلفة بهدف حماية معلوماتها، ويتضمن ذلك إعدادات سياسة أمن المعلومات التي تمنع الأشخاص غير المصرّح لهم من الوصول إلى المعلومات الشخصية أو التجارية الخاصة بالشركة.

رجل  داخل مختبر حاسوب متطور

ويُعد أمن المعلومات مجالًا متناميًا ومتطورًا يُغطي مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك أمان الشبكة والبنية التحتية للشبكة والتدقيق، وبناءً عليه يلعب أمن المعلومات اليوم دورًا هامًا في الحفاظ على معلومات الأفراد والشركات الخاصة وضمان عدم تسربها لغير المخولين بذلك، مما يقي من خطر سرقة المعلومات الخاصة، والتلاعب بالبيانات وحذفها، وتعطيل إجراءات العمل، وإلحاق الضرر بسمعة الشخص أو الشركة.

أهمية أمن المعلومات

يعود السبب وراء أهمية أمن المعلومات ودورها الأساسي في حماية المعلومات المختلفة إلى الأسباب التالية:

  1. حماية وظائف المنظمة: يقع على عاتق صانع القرار في المنظمات وضع السياسة الخاصة بها ومن ضمنها سياسة أمن المعلومات، وتشغيلها وفقًا للتشريعات المعقدة والمتغيرة والتطبيقات الفعالة وذات القدرة والكفاءة.
  2. تمكين التشغيل الآمن للتطبيقات: من الشائع تعرّض المنظمات أو الشركات لضغوطاتٍ هائلةٍ من أجل الحصول على تطبيقات متكاملة وفعالة وتشغيلها، ولهذا السبب تحتاج المنظمة الحديثة إلى إنشاء بيئة تحمي التطبيق باستخدام أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالمؤسسات، وخاصةً تلك التطبيقات التي تعمل كعناصر مهمة للبنية التحتية للمؤسسة.
رمز قفل رقمي
  1. حماية البيانات التي تجمعها المنظمة وتستخدمها: يُمكن أن تكون البيانات في المنظمة على شكلين، هما بيانات في حالة راحة أو في حالة حركة، وتُشير حركة البيانات إلى أن البيانات يتم استخدامها حاليًا أو معالجتها بواسطة النظام. وتتمثل أهمية أمن المعلومات في حماية كلٍ من البيانات المتحركة وكذلك البيانات في حالة السكون.
  2. حماية أصول التكنولوجيا في المنظمات: في كثيرٍ من الأحيان تحتاج بعض المنظمات لإضافة خدمات داخل الدول بناءً على حجمها ونطاق عملها، ويُمكن أن يتطلب النمو التنظيمي العديد من الأنظمة والبرمجيات، وتُعد آلية أمن المعلومات المستخدمة من قِبل المنظمات الكبيرة مُعقدة بالمقارنة مع المنظمات الصغيرة؛ إذ تُفضل المنظمة الصغيرة عمومًا تشفير المفتاح المتماثل للبيانات.
جهاز حاسوب ولوحة مفاتيح

الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني

غالبًا ما يصعُب التفريق ما بين أمن المعلومات والأمن السيبراني، وفي حين أن المبدأ الأساسي لكل منهما متشابه، إلا أن الشكل العام وتنفيذ كل منهما يختلفان اختلافًا كبيرًا. وفيما يأتي توضيحًا لأبرز الفروقات بين أمن المعلومات والأمن السيبراني:

  • الأمن: يُركز الأمن السيبراني على حماية الفضاء الإلكتروني من الوصول الرقمي غير المصرح به، لذلك فالأمر كله يتعلق بحماية البيانات الموجودة في شكلٍ إلكتروني، بينما يتعلق أمن المعلومات بحماية أصول المعلومات من الوصول غير المصرح به.
  • قيمة البيانات: في كلتا الحالتين العنصر الأكثر أهمية هو قيمة البيانات، ففي مجال الأمن السيبراني يتمثل الشاغل الرئيسي في حماية تقنيات المعلومات والأمن للشركات من الوصول الرقمي غير المصرح به، ويتضمن كل ما يمكن الوصول إليه من خلال الفضاء الإلكتروني، بينما يهدف أمن المعلومات إلى حماية أصول المعلومات من أي نوعٍ من التهديدات.
  • متخصص في الأمن: يتعامل متخصصو الأمن السيبراني مع التهديد المستمر المتقدم، مما يعني أن التهديد قريب وقادر على اختراق الفضاء الإلكتروني واستخراج المعلومات، بينما يُعد أمن المعلومات أساس أمان البيانات، ويُعطي متخصصو الأمن المرتبطين به الأولوية للموارد أولاً قبل التعامل مع التهديدات.
رمز قفل رقمي على شاشة لابتوب
  • وظيفة الأمن السيبراني مقابل أمن المعلومات: يتعامل الأمن السيبراني مع التهديدات التي قد تكون موجودة أو غير موجودة في عالم الإنترنت، بما في ذلك حماية حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات الشخصية، بينما يتعامل أمن المعلومات بشكلٍ أساسيٍ مع أصول المعلومات وسلامتها وسريتها وتوافرها.

عناصر أمن المعلومات

يمكن القول أنّ مبادئ أو عناصر أمن المعلومات هنّ ثلاثة بشكلٍ رئيسي، وهي السرية والسلامة والتوافر، ويجب تصميم كل عنصر من عناصر أمن المعلومات لتنفيذ واحد أو أكثر من هذه المبادئ، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:

  • السرية: في الواقع صُممت تدابير السرية لمنع الكشف غير المصرح به عن المعلومات، والغرض من مبدأ السرية هو الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية، والتأكد من أنها مرئية ومتاحة فقط للأفراد الذين يمتلكونها أو يحتاجون إليها لأداء وظائفهم التنظيمية.
  • السلامة: يتمحور العنصر الثاني من عناصر أمن المعلومات حول السلامة أو ما يُعرف بالنزاهة على الحماية ضد التغييرات غير المصرح بها، بما في ذلك الإضافات والحذف والتعديلات وما إلى ذلك على البيانات، ويضمن كذلك أن البيانات دقيقة وموثوقة ولا تتعرّض لتعديلاتٍ غير صحيحة، سواء أكان عن طريق الخطأ أو بشكلٍ ضار.

اقرأ هنا: الدليل الشامل.. كيف تحمي خصوصيتك الرقمية؟

  • التوافر: يُقصد بعنصر التوافر حماية قدرة النظام على جعل أنظمة البرامج والبيانات متاحة كليًا عندما يحتاجها المستخدم أو في وقتٍ محدد، والغرض منه جعل البُنية التحتية للتكنولوجيا والتطبيقات والبيانات متاحة عند الحاجة إليها للعملية التنظيمية أو عملاء المؤسسة.

تهديدات أمن المعلومات

كما أُسلف الذكر تلعب برامج أمن المعلومات دورًا هامًا في حماية الشركات والمنظمات من سرقة بياناتها الهامة، ويُذكر من تهديدات أمن المعلومات التي قد تؤثر سلبًا في أمن المعلومات وتتسبب في ضياعها أو سرقتها ما يأتي:

  • ضعف الأمان نتيجةً لتطوّر التكنولوجيا، وظهور تقنيات وأدوات جديدة يوميًا، والتي بدورها تُسهّل عملية الوصول للإنترنت، وتزيد من خطر سرقة المعلومات. ومن الجدير بالذكر أنّ كل اتصال غير آمن بالإنترنت يُشكّل ضعفًا في أمن الشبكة والمعلومات الخاصة، وواحدًا من تهديدات أمن المعلومات.
  • استخدام طرق متنوعة وعديدة للاستفادة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومعلوماتهم الخاصة، وتتمثل إحدى الطرق الشائعة في القيام بذلك استخدام الرموز التعبيرية لاستهداف أمنهم.
  • البرامج الضارة المُثبتة على الهواتف المحمولة.
الأمن الرقمي هاجس يثير قلق الكثيرين (GETTY)
  • برامج الأمان القديمة وغير المحدثة؛ إذ إن تحديث برامج الأمان يُعد ممارسة أساسية لإدارة التكنولوجيا، وخطوة إلزامية وهامة تهدف إلى حماية البيانات الضخمة وحمايتها من تهديدات أمن البيانات.
  • عدم حماية المعلومات على أجهزة الحواسيب من خلال تشفيرها.
  • الوصول لبيانات الشركة من خلال الوصول للأجهزة الشخصية.
  • تكنولوجيا الأمن غير الكافية.

سياسة أمن المعلومات

تختلف سياسة أمن المعلومات من جهةٍ لأخرى تبعًا لاحتياجاتها وأهدافها الخاصة، والتي من خلال تُحدد الجِهة البيانات التي يجب حمايتها والطرق الأمثل لتحقيق هذا الغرض، وتوجه هذه السياسات قرارات هذه الجهة حول شراء أدوات الأمن السيبراني أو الإلكتروني، إلى جانب الحصول على تفويض يتعلق بسلوك الموظف ومسؤولياته. ومن جهةٍ أخرى، يجب أن تتضمن سياسة أمن المعلومات الخاصة بالشركات عددًا من الأمور، ويُذكر منها ما يلي:

    • بيان يوضح من خلاله الغرض من برنامج أمن المعلومات، والأهداف العامة الخاصة بالشركة المراد حماية معلوماتها.
    • تعريفات المصطلحات الأساسية المستخدمة في الوثيقة لضمان الفهم المشترك بين الطرفين.
    • سياسة التحكم في الوصول، وتحديد الأشخاص الذين يحق لهم الوصول إلى البيانات.
    • سياسة كلمة المرور.
    • دعم البيانات وخطة العمليات للتأكد من أن بيانات الشركة الخاصة متاحة دائمًا لمن يحتاجها.
    • أدوار ومسؤوليات الموظف عندما يتعلق الأمر بحماية البيانات، بما في ذلك المسؤول النهائي عن أمن المعلومات.