07-أبريل-2024
الخزامى في المنزل وطرق العناية بها

(freepik) "ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيب نَفْحَة من نفحة الخُزامَى"

ورد في معجم لسان العرب لمعنى الخزامى: "ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيب نَفْحَة من نفحة الخُزامَى" وهي عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح، لها نَوْر كنَوْرِ البَنَفْسَجِ. وعلى هذا الوصف، سيشتهي محبو الأزهار والعناية بالنبات المنزلية أو الخارجية زراعة هذه النبتة المميزة، لا لطيب شذاها أو جمال هيئتها فحسب، بل لما تتمتع به من مكانة في الوعي البشري على مر العصور، ولدلالاتها الرقيقة ولاستخداماتها المتعددة. في المقال توضيح عن نبتة الخزامى في المنزل وطرق العناية بها.

في روما القديمة كان الخزامى مرتبطًا بالنظافة فاستخدم في صناعة الصابون ومستحضرات الاستحمام والعناية بالجسم.

 طرق العناية بنبات الخزامى في المنزل

إن اللمسة التي يضفيها وجود أصيص لنبات الخزامي لا تضاهى، لأن الخزامى بلونه المميز ورائحته العطرة يجعل الأنظار تتجه نحوه مباشرة، ولإبراز رقي هذه النبتة وجمالها يمكن وضعها في أصيص رمادي أو فضي باهت. كما يمكن وضع هذه النبتة في غرفة المعيشة أو المطبخ أو أي ركن حسن الإضاءة في البيت. ورغم كون الخزامى نباتًا لا يتطلب رعاية حثيثة، ويمكن أن يعد نباتًا سهل الزراعة للمبتدئين إلا أنه للعناية في الخزامى كنبات منزلي يجب مراعاة الأمور الآتية:

  1. اختيار الأصص المناسب

لزراعة الخزامى لا بد من الانتباه إلى اختيار أصص كبير الحجم نسبيًا وعميق، حتى تنمو الجذور وتتوسع براحة في عمق التربة، ومن الضروري كذلك أن يحتوى الأصيص على فتحة تصريف الماء الزائد عن الحاجة، لتجنب تعفن الجذور. يمكن استخدام حوض أو وعاء أسفل الأصيص لتجميع الماء الزائد، على أن يتم التخلص من الماء وعدم تركه. أو يمكن اختيار حوض زراعة فخاري، لأن مسام الفخار تسمح بتبخير الماء الزائد في التربة، بالإضافة إلى اللمسة الجمالية التي يضفيها الفخار في الديكور الداخلي.

  1. الإضاءة

يحتاج نبات الخزامى إلى إضاءة جيدة ولمدة تتراوح بين 3-6 ساعات، قد ينجو الخزامي في ظروف الإضاءة المنخفضة، لكن النبات لن يزدهر كفاية إلا بوجود إضاءة قوية ولفترة جيدة، خلال فصلي الربيع والصيف، لذلك من الأفضل وضع الخزامى قرب نافذة تدخلها الشمس أطول مدة ممكنة في النهار، ويمكن كذلك تعريض النبات لإضاءة الليد القوية وبذلك نضمن تعرض الخزامى لإنارة جيدة طوال العام.

كما أن وجود الخزامى قرب النافذة ضروري لتهويتها دون أن تتعرض إلى تيار هواء مباشر من النافذة أو المروحة، وتدوير الأصيص كل أسبوع لضمان تهويته من كافة الجوانب. وفي حال كان الجو مشمسًا بدرجة حرارة معتدلة يوصى بنقل الأصيص إلى الخارج في منطقة مشمسة بعض الوقت، لينمو النبات بصورة أفضل. فبقاء النبتة في الداخل قد يعيق إنتاج الأزهار.

  1. نوع التربة والسماد

من الضروري زراعة الخزامى في تربة جيدة التصريف ورملية، فالتربة الطينية ليست بيئة مثالية لنمو سليم، لذلك يوصى باستخدام خليط تربة التأصيص (Potting Soil)، ومن الضروري تسميد التربة كل 4 أسابيع مرة، باستخدام سماد متعدد الأغراض قابل للذوبان في الماء.

  1. كمية الماء لري الخزامى

عادة ما لا تتطلب الخزامى الكثير من الماء لريّها، ولا يجب سقيها إلا في حال كانت تربتها جافة، وفي تلك الحالة يجب أن تُسقى بكمية كافية من الماء حتى يرشح من الفخار أو يتسرب من فتحة التصريف. مع مراعاة أن تُترك النبتة في تربة جافة فترة طويلة لئلا تذبل النبتة، ولا يجب الإفراط في سقايتها تجنبا لتعفن الجذور. مع الانتباه إلى أن نقل النبتة إلى الخارج وقت الربيع أو الصيف يساعد في زيادة سرعة جفاف التربة وتبخر المياه. وفي حال كانت النبتة في مرحلة التكوين فإنه من الضروري ريها بانتظام.

  1. التقليم

زراعة الخزامى كنبات داخلي لا يعني عدم الحاجة إلى تقليمه؛ فالتقليم المنتظم كل فترة يعزز نمو الأزهار، مع الحرص على عدم المبالغة في تقليم الفروع النابتة لأنه سيؤدي إلى نتائج عكسية بتقليل الإزهار، فالبراعم تزهر في الأطراف العلوية الغضة. ومن ناحية أخرى يمكن بالتقليم تهذيب نمو النبتة وتشكيلها بطريقة تحافظ على مظهرها الجمالي.

يمكن استخدام الخزامي بأكثر من طريقة، إذ يمكن استخدام الزيت المستخلص منها لأغراض التجميل أو التعطير، أو تجفيفها وصنع الأكاليل وتعليقها أو وضع بذوره في أكياس قماشية ودسّها في الخزائن لتعطير الملابس والأمتعة. كما يمكن تناول بذورها مع الشاي مثلًا أو استخدامها لتنكيه مختلف الحلويات. وللتمتع بعطر الخزامى، يمكن فرك الأزهار والأوراق الخضراء باليد وهي غضة أو بعد تجفيفها فعطر هذه النبتة "لا يؤخذ إلا باليدين" على حد تعبير محمود درويش.

يُرمز بالخزامى للسيدة مريم البتول لدلالته على البراءة والصفاء والإخلاص

معلومات عامة عن نبات الخزامى

يعكس نبات الخزامى بلونه الأرجواني الدافئ معاني الحب والنقاء والإخلاص والرقي والسلام والشفاء، وهو نبات معروف لكل المجتمعات بتعدد خصائصه واستخداماته منذ العصور القديمة حتى اللحظة وفي ما يأتي معلومات عامة عنه:

  1. استخدم نبات الخزامى على مر العصور، فقد كان معروفًا عند الفراعنة؛ إذ وجد في مقبرة توت عنخ آمون بقايا زهور مجففة من الخزامى، وكان المصريون يستخدمونه للتجميل والتعطير وتحنيط المومياوات. وفي روما القديمة كان الخزامى مرتبطًا بالنظافة فكلمة اللافندر من مأخوذ الكلمة اللاتينية "lavare"، والتي تعني "الغسل" وبذلك استخدم في صناعة الصابون ومستحضرات الاستحمام والعناية بالجسم.
  2. ذكرت كلمة الخزامى (لافندر) في الكتاب المقدس. وكان يمثل معنى روحيًا فقد ورد في العهد الجديد أن المسيح تطيب بالخزامى. كما كان يُرمز بالخزامى للسيدة مريم البتول لدلالته على البراءة والصفاء والإخلاص. هذا الارتباط أضفى على الخزامى دلالات روحانية وزاد جمالها هيبة. مما جعل الحصول علي النبتة مكلفًا وغير متاح للعوام.
  3. استخدم نبات الخزامى في وصفات طبية شعبية كثيرة، فقد استخدم في الهند قديمًا لتخفيف آلام الحيض، واستخدمه رهبان وراهبات العصور الوسطى كمنشط للكبد والرئتين، إضافة إلى استخدامه للتخلص من الأمراض، خاصة الطاعون. هذه الميزات العلاجية جعلت ثمن الحصول على الخزامى باهظًا.
  4. ارتبط اللون الأرجواني المستخلص من الخزامى بالترف والبذخ، فلم يكن متاحًا استخدامه إلا للملوك والأمراء، فهو لون نادرًا ما يُرى في الطبيعة، وكلفة استخراجه وإعادة إنتاجه كصبغ باهظة جدًا.
  5. يساعد استخدام الخزامى على الاسترخاء والشعور بالإيجابية وتحسين النوم، بل يذهب البعض إلى القول بأن لعطر الخزامى تأثيرًا في طرد الأحلام السيئة.
  6.  استخدم الزيت العطري المستخلص من الخزامى في تطهير المستشفيات وتنظيفها خلال الحرب العالمية الثانية لخصائصه المطهرة والمضادة للالتهاب.

 

العناية بالنباتات المنزلية ليست أمرًا بالغ الصعوبة، ولكنها تتطلب متابعة مستمرة، وهي تختلف عن العناية بنباتات الحدائق، فالنباتات الداخلية بشكل عام حساسة للضوء والحرارة، فيجب تعريضها للإضاءة العالية لـ6 ساعات على الأقل والإضاءة المتوسطة 6 ساعات، والإضاءة الخافتة لأقل من 3 ساعات. كما أنه يجب الحذر من المبالغة في سقاية النبات حتى لا تتعفن التربة. مع الانتباه إلى ضرورة استخدام تربة التأصيص والانتظام في تسميدها لتزويد النبات بالعناصر التي يحتاج إليها. مع ضرورة وضع النبات في مكان جيد التهوية وتقليب الأصيص كل فترة لضمان تهوية النتبة من الجهات كلها. وإذا كانت النبتة عريضة الأوراق فمن الضروري الاعتناء بنفض الغبار عن أوراقها بفرشاة صغيرة. مع الانتباه إلى أهمية نقل النبتة إلى أصيص أكبر كلما نمت وزاد حجمها. مع الحرص على معالجتها في حال ظهرت الفطريات أو أي أمراض أخرى لئلا تموت النبتة. وتقليم الأوراق المصفرة أولا بأول لإفساح المجال لأوراق جديدة بالنمو. 

أما إذا كان الشخص ميؤوسًا منه في العناية بالنبات المنزلية رغم اجتهاده، فليس هنالك حل أمامه سوى استخدام النباتات الصناعية  البلاستيكية عديمة الروح عوضًا عنها.