03-مارس-2024
من مخترع الحاسوب

من هو مخترع الحاسوب، ومراحل تطوره

يزيد عمر اختراع الحاسوب عن قرنين من الزمن، بينما يعتبر "تشارلز بابيج" وهو عالم بريطاني، مخترع الحاسوب، حيث صنع أول آلة حاسوبية تعمل بالبخار، عرفت باسم "مكنة الفروق".

ومنذ ذاك الوقت، أخذ الحاسوب أشكالًا متطورة، حتى وصل إلى ما نعرفه اليوم، جهاز بسيط قادر على حل أعقد المعادلات بضغطة زر، ومكان تحفظ فيه البيانات بأحجام كبيرة.

وتحوّل الحاسوب إلى علم يُدرس في الجامعات، كما أوجدت عشرات الوظائف التخصصية المرتبطة بالحواسيب، سواء من ناحية صناعته أو البرمجيات القائم عليها.

الحواسيب التي صنعت بالبداية، كانت تبلغ أحجامًا هائلة، ولم تكن تؤدي سوى مهامّ محدودة

متى صنع أول حاسوب وكم كان حجمه؟

يعود تاريخ صناعة أول آلة حاسوبية بدائية إلى ما بين 1821 حتى 1832، حيث تمكن تشارلز بابيج، من صناعة مكنة الفروق في لندن، وكانت تزن قرابة 5 أطنان وبطول 11 قدمًا، فيما تتكون من حوالي 8000 جزءًا.

المكنة التي اشتهرت في لندن، كانت قادرة على حل سلسلة من الحسابات متعددة الحدود، بينما كان يتم تشغيلها عن طريق مقبض يدوي، فيما يتم طباعة النتائج على ورق مقوّى.

وبالرغم من أن مخترع الحاسوب بابيج حاول إيجاد تحسينات على مكنته التي أثارت دهشة كل من رآها حينها، لكنه لم يتمكن من تحقيق ما يتخيّله، وهو عبارة عن آلة تستخدم نظام ترميز معقد، لينتهي المطاف باختراعه في متحف العلوم في لندن.

وفي عام 2008، أنتج مجموعة باحثين نسخة شبيهة عن مكنة الفروق، ليتم شحنها إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة، حيث توجد الآن في متحف تاريخ الحاسوب، والمتخصص باستعراض تاريخ تطور الحواسيب.

ويجدر الذكر، أن المكنة لم تكن تعمل بالشكل المطلوب، مما أدى إلى فشل المشروع الذي كانت تموله الحكومة البريطانية آنذاك، لكنه يعتبر اليوم أول آلة حاسوبية اخترعها البشر.

الحقبة الزمنية التي أثرت جذريًا في اختراع الحاسوب، كانت خلال النصف الثاني من القرن الماضي

مراحل اختراع الحاسوب عبر الزمن

مر تطور الحواسيب بعد مراحل زمنية، ويظهر خلال البحث، أن الحواسيب التي صنعت بالبداية، كانت تبلغ أحجامًا هائلة، ولم تكن تؤدي سوى مهامّ محدودة، لكن مع مرور الوقت، ظهرت تحسينات جذرية في مجال اختراع الحاسوب.

ومن خلال موجز مختصر، نشارك معكم مراحل تطور اختراع الحاسوب خلال القرنين الماضيين، وفق ما يلي:

  • آلة حاسوبية بإطار خشبي

في عام 1843، تمكن المخترع السويدي، بير جورج شوتز، من بناء نموذج أولي ضمن إطار خشبي يتضمن آلة حاسوبية تعد امتدادًا لاختراع بابيج، ولكن يتم تشغيلها بثلاثة أوامر، لتنتج جداول حسابية ويتم طباعتها في نفس الوقت. هذه الآلة أنتجت بنسختين منها، الأولى في العاصمة السويدية، ستوكهولم، والثانية في لندن، وكان قد تم استخدامها من قبل مكتب السجل العام في لندن في عام 1864.

  • أول نموذج "محلل تفاضلي"

عند الحديث عن مخترع الحاسوب، فيجب عدم تجاوز المخترع الأمريكي، فانيفار بوش وفريقه، والذي يعود لهم الفضل باختراع أول نموذج لجهاز المحلل التفاضلي، حيث سجل باسمه كبراءة اختراع عام 1935. ويهدف الجهاز إلى حل المعادلات التفاضلية بالاعتماد على التكامل، بينما كان قد استخدم في الحرب العالمية الثانية بهدف حساب جدول المقذوفات.

  • اختراع حاسوب "زد 3"

عبر سنوات من اختراع فانيفر بوش، كانت هناك عشرات المحاولات لاختراع أجهزة حاسوبية متطورة أكثر من ذي قبل، بينما تمكن المهندس الألماني، كونراد تسوزه، من تحقيق ذلك عام 1941.

ويعد تسوزه مخترع الحاسوب القابل للبرمجة، والمعروف باسم "زد 3" وهو استكمال لمحاولاته السابقة والتي تكللت بالنجاح في اختراع هذا الحاسوب.

ويعرف عن تسوزه أنه أول من أسس شركة كمبيوتر في العالم، لكنها لم تستمر بعد أن دُمرت خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك بفعل قنبلة سقطت على  مقر الشركة.

  • كمبيوتر أتاناسوف - بيري

في عام 1941، تمكن جون أتاناسوف، وهو عالم حاسوب وأستاذ جامعي ومهندس، وبالتعاون مع طالب في الدراسات العليا، من اختراع أول كمبيوتر رقمي في أميركا، وقادر على تخزين المعلومات.

وكان الكمبيوتر الذي عرف باسم "كمبيوتر أتاناسوف - بيري" قادرًا على إجراء عملية حسابية كل 15 ثانية، فيما يتم تشغيلها بواسطة الكهرباء.

  • كمبيوتر بواجهة حديثة واختراع فأرة الحاسوب

يعتبر دوغلاس إنجلبارت وهو مهندس وعالم حاسوب أمريكي، أحد أهم الشخصيات التي ساهمت في تطوير الحاسوب، بدءًا من اختراع الفأرة وليس انتهاء بتطوير واجهات الحواسيب.

يسجل لإنجلبارت العديد من براءات الاختراع، ولعل أهمها فأرة الحاسوب التي صنعها عام 1964، حيث كانت عبارة صندوق خشبي وقرصين متحركين وزر أحمر مع وصلة لجهاز الكمبيوتر.

ويرجع الفضل إلى إنجلبارت في تطوير واجهة الحاسوب والوسائط التشعبية، حيث كشف عن ذلك في مؤتمر الخريف المشترك للكمبيوتر في سان فرانسيسكو عام 1968.

  • صناعة الأقراص الصلبة للحواسيب

مع التطور المتسارع، بات لقب مخترع الحاسوب والأدوات التحسينية لهذه الأجهزة، لا يرتبط بشخص واحد، بل بعدة أشخاص وشركات راجت في أواخر القرن الماضي.

ولعل من بين الشخصيات، آلان شوجارت وهو مهندس أمريكي، يعود له الفضل في اختراع الأقراص المرنة، وتمكن من خلال شركته وبالتعاون مع شريكه فينيس كونر في عام 1979، من صناعة محركات أقراص للحواسيب بسعة 5 ميجابايت.

القرص المرن للحاسوب
القرص المرن هو قرص مغناطيسي رقيق ومرن تم استخدامه في السابق لتخزين بيانات وبرامج الكمبيوتر

  • "أبل ليزا" حاسوب شخصي أحدث ثورة بعالم التكنولوجيا

في عام 1976، أسس كل من ستيف جوبز وستيف وزنياك، شركة أبل للكمبيوتر، وصنعوا حينها أول جهاز كمبيوتر شخصي وعرف باسم "ليزا"، لكن بعد مضي عدة سنوات حتى بدأ يطرح للبيع في السوق، لكنه لم يحقق المأمول بسبب تكلفة الإنتاج العالية حينذاك.

وفي عام 1983، طوّرا نظام "ماكنتوش" الذي قدم للمستخدمين الواجهة المألوفة للمستخدمين اليوم، ليعتبر ستيف جوبز مخترع الحاسوب المتطور الذي نعرفه اليوم.

ما سبق، كانت نبذة مختصرة عن المحاولات الحثيثة لاختراع الأجهزة الحاسوبية، بينما تخللتها العديد من المحاولات التي يكتب لها النجاح، فيما يعيد الغالبية لقب مخترع الحاسوب إلى تشارلز بابيج.

 

الخلاصة عن مخترع الحاسوب وما مر به هذا الاختراع

لا شك أن لقب مخترع الحاسوب الأول بشكله البدائي يعود لتشارلز بابيج، من ثم بدأت نسبة الاهتمام في إيجاد أجهزة حاسوبية تسهّل إنجاز المهام الحسابية تتزايد، فنرى العديد من الأسماء التي ظهرت باختراعاتها أو محاولاتها الحثيثة لإيجاد حواسيب متطورة أكثر من ذي قبل.

لكن الحقبة الزمنية التي أثرت جذريًا في اختراع الحاسوب، كانت خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وهو تاريخ يشهد ولادة العديد من الشركات مثل مايكروسوفت وأبل وإنتل وغيرها، حيث كان لها دور كبير في اختراع الحواسيب الذي نعرفه بشكلها الحالي.

ومع مرور الوقت، تم تحسين التصميمات الخاصة بملحقات الحواسيب، مثل أجهزة التخزين ولوحة المفاتيح والفأرة، إضافة للوحات التحكم والذواكر وغيرها.

ومن الملاحظ، أن هناك تنافسًا شرسًا بين شركات التكنولوجيا، خاصة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، سواء من ناحية تقديم أجهزة حاسوبية بمميزات أفضل ومقابل أثمان أقل للمستخدمين.

على سبيل المثال، كان القرص التخزيني الذي صنعه كل من آلان شوجارت وفينيس كونر، بسعة 5 ميغابايت، يُباع في الأسواق مقابل 1500 دولار أمريكي.

ويجدر الذكر أن أقراص التخزين تباع في الوقت الحالي بأسعار أقل من ذلك بكثير وبسعات تصل إلى تيرابايت وأكثر، هذا بالإضافة للكثير من التحسينات التي لحقت بهذه الأقراص، في الوقت الذي أصبحت فيه أجهزة الحواسيب وملحقاتها تكاد تكون موجودة في كل منزل حول العالم.