ظهرت مؤخرًا ادعاءات كثيرة بشأن قدرة أدوية كانت تستخدم لعلاج الملاريا سابقًا، هي الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين على علاج مرض كوفيد-19، الناجم عن عدوى فيروس كورونا الجديد التي تطور لمرض كوفيد - 19. كما أثيرت منذ تعرف الكوكب على جائحة كورونا العديد من الأحاديث بشأن العلاجات المحتملة والمرتقبة. في هذا المقال المترجم بتصرف عن موقع Theconversation للأكاديمية المتخصصة كاثرين سيلي-رادتكي نحاول الإحاطة قدر الإمكان بممكنات واحتمالات استعمال علاج وباء الملاريا .
تذهب بعض التفسيرات للإقرار أن الكلوروكين يمكن أن يغير الحموضة على سطح الخلية، فيمنع الفيروس من العدوى أو أن الكلوروكوين يساعد في تنشيط الاستجابة المناعية
بالرغم من أن مرض الملاريا يختلف تمامًا من حيث المسبب، ومكان الإصابة، وطرق الانتقال، فالملاريا سببها طفيلي ينتقل عن طريق لدغ البعوض، ويصيب كريات الدم الحمراء، فما الذي جعل العلماء يدرسون احتمالية قدرة هذه الأدوية على علاج COVID-19 ، المعروف بكورونا، الذي يسببه فيروس ينتقل عن طريق الرذاذ، ويصيب الجهاز التنفسي؟
ما هو الكلوروكين وما هو الهيدروكسي كلوروكوين؟
كلاهما من الأدوية المضادة للملاريا التي وافقت عليها إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم استخدامها لسنوات عديدة. تم تطوير الكلوروكين في الأصل عام 1934 في شركة الأدوية Bayer واستخدم خلال سنوات الحرب العالمية الثانية للوقاية من الملاريا.
اقرأ/ي أيضًا: آخر تطورات فيروس كورونا عربيًا وعالميًا.. تحديث يومي
ما الذي جعل الأطباء يظنون أن هذا الدواء قد يعمل؟
بعد تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2012، أجرى العلماء مسوحات عشوائية لآلاف الأدوية المعتمدة لتحديد أي منها قد يمنع الإصابة بالفيروسات التاجية. إذ أظهرت العديد من الأدوية، بما في ذلك الكلوروكين، القدرة على منع الفيروسات التاجية من إصابة الخلايا في المختبر. ولكن لم يتم متابعة هذه الأدوية على نطاق واسع لأنها في النهاية لم تظهر نشاطًا كافيًا لمزيد من البحث.
عندما ظهر فيروس كورونا الجديد، كانت العديد من الأدوية التي ظهرت بعض الوعود الأولية ضد الفيروسات التاجية تستحق تقييم إضافي كعلاجات محتملة.
لتحقيق هذا الغرض يقوم العلماء في عدد من المختبرات حول العالم الآن باختبار هذه الأدوية في التجارب السريرية في الولايات المتحدة وفرنسا والصين. ولكن حتى الآن، لا يوجد إجماع حول ما إذا كانت الأدوية آمنة وفعالة لعلاج فيروس كورونا-COVID-19.
لماذا تعمل الأدوية المضادة للملاريا على الفيروس؟
تحدث الملاريا بسبب طفيليات Plasmodium في حين أن كوفيد-19 ناتج عن فيروس كورونا الجديد المعروف باسمه العلمي SARS-CoV-2.
الالتهابات الفيروسية والالتهابات الطفيلية مختلفة تمامًا، ولم يجد العلماء سبب فعالية الأدوية ذاتها في كلتا الإصابتين. كانت بعض التفسيرات أن الكلوروكين يمكن أن يغير الحموضة على سطح الخلية، فيمنع الفيروس من العدوى أو أن الكلوروكوين يساعد في تنشيط الاستجابة المناعية.
هل تظهر أدوية أخرى واعدة؟
لم تُظهر أي أدوية أخرى مضادة للملاريا نشاطًا ضد علاج الفيروسات التاجية. ولكن العمل جار على دراسة دواء محتمل آخر هو Remdesivir، الذي طورته شركة Gilead Pharmaceuticals، لفعاليته الكبيرة في منع الفيروسات بما في ذلك الفيروسات التاجية من التكاثر.
اقرا/ي أيضًا: الولايات المتحدة: السماح للمستشفيات باستعمال أدوية الملاريا لعلاج كورونا
هل يجب أن أبدأ في أخذ مضادات الملاريا للوقاية من كوفيد-19؟
بالطبع لا. لم يتم تقييم الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين بشكل كامل في الدراسات الخاضعة للرقابة، ناهيك عن أن لهما آثارًا جانبية عديدة ومميتة للغاية في بعض الحالات.
لا ينبغي لأي شخص أن يقوم بالعلاج الذاتي ضد كوفيد-19 حتى يتم إثبات فعالية الدواء المعني ضد فيروس كورونا الجديد في التجارب السريرية والموافقة عليه وترخيصه
لا ينبغي لأي شخص تناوُل دواء لم يثبت أنه آمن وفعال لوجود العديد من المخاطر، من الآثار الجانبية إلى السمية الخطيرة إلى الوفاة، بسبب التفاعلات المحتملة مع الأدوية الأخرى والظروف الصحية الأخرى.
لذلك حتى يتم إثبات فعالية هذه الأدوية أو أي منها ضد فيروس كورونا الجديد في التجارب السريرية والموافقة عليها وترخيصها من قِبل الهيئات المختصة لا ينبغي لأي شخص أن يقوم بالعلاج الذاتي ضد كوفيد-19 بتعاطي هذه الأدوية.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هو فحص فيروس كورونا الجديد وأين يتم إجراؤه؟
كبار السنّ وفيروس كورونا.. كيف نساعدهم للوقاية من المرض؟
فيروس كورونا.. 5 نصائح أساسية قبل الذهاب إلى صالون الحلاقة؟
خبراء: دم المتعافين من فيروس كورونا الجديد قد يساعد في محاربة الوباء
العزل الذاتي للوقاية من فيروس كورونا وحماية كبار السنّ.. نصائح أساسية