13-فبراير-2024
مقال فوائد بذور الخلة

فوائد بذور الخلة المحتملة

بذور الخلة من البذور غير شائعة الاستخدام، وغير المعروفة لدى الكثيرين. وهي عشبة برية سنوية لها أوراق رفيعة ومتفرعة تتخذ شكل الرمح. وتنمو في نهاية الساق أزهار صغيرة بيضاء ذات رائحة عطرية وهي تُعرف أيضًا باسم الخلة البلدية، أو صقلين. ينتشر نبات الخلة في الوطن العربي ومعظم مناطق جنوب أوروبا. وتُعد العشبة مشابهة للنباتات الأخرى التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها مثل اليانسون، والشبت، والبقدونس وغيرها. أما بذورها فهي تُستخرج من ثمارها الناضجة، وهي صغيرة الحجم ذات لون بني. والتي كانت تُستخدم قديمًا في الطب الشعبي للتخفيف من بعض الأمراض والمشاكل الصحية.

 

ما هي فوائد بذور الخلة

لا بد من القول إن بذور الخلة لم تخضع لكثير من الأبحاث لتوضح فوائدها الصحية للجسم، لذا فإن فوائد بذور الخلة التي سنذكرها أدناه لم تُجرَ عليها الدراسات بقدر كافٍ لتثبت فعاليتها. ومن هذه الفوائد المحتملة ما يأتي:

مستخلصات بذور الخلة تُستخدم في تحضير بعض المكملات الغذائية والمحاليل المستخدمة لعلاج بعض المشاكل الصحية

  1. التخفيف من البهاق 

من المعروف أن البهاق مرض مزمن يصيب الجلد، ويؤدي إلى فقدان بعض البقع في الجلد للونها. ويحدث ذلك نتيجة تعرض خلايا الميلانين للتلف، مما يظهر الجلد بلون أبيض. ومن فوائد بذور الخلة المحتملة أنها قد تُحسن من حالة البهاق ومن لون الجلد عند تناولها عبر الفم، أو تطبيق مادة الخلين الموجودة فيها على الجلد، وذلك بالتزامن مع الخضوع للعلاج الضوئي الديناميكي المستخدم لعلاج البهاق. ولكن الدراسات في هذا الصدد متضاربة. إذ يُعتقد أن تطبيق مادة الخلين على الجلد مع العلاج الضوئي الديناميكي لم يحسن من لون الجلد. كما أن اتباع هذه الطريقة للعلاج قد يتطلب الالتزام بها لمدة طويلة مع التعرض لدرجات أعلى من الضوء للتحسين من حالة البهاق. لكن الدراسات والأبحاث التي أُجريت حول هذا التأثير تُعد صغيرة وغير مؤكدة ولا بد من المزيد من الدراسات لتأكيده.  

 

  1. التخفيف من الصدفية 

تُعرف الصدفية بأنها مرض مزمن يُصيب الجلد قد يحدث بفعل مشاكل في الجهاز المناعي. تؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض مثل الحكة، وجفاف الجلد واحمراره. ويُعتقد أن تناول بذور الخلة والتعرض لأشعة الشمس قد يساعدان على التخفيف من الصدفية. وذلك بفعل مركب الخلين الموجود في هذه البذور. ففي دراسة صغيرة أُجريت على 10 أشخاص مصابين بالصدفية بعد إعطائهم مادة الخلين وتعريضهم للشمس على مدار 4 شهور. وجد أن 8 من أصل 10 أشخاص خفت لديهم أعراض الصدفية. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة قديمة وأُجريت على عدد صغير جدًا. لذا فإن هذا التأثير بحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات صحته. 

 

  1. رفع مستوى الكوليسترول الجيد في الدم HDL 

قد تساعد بذور الخلة على رفع مستوى الكوليسترول الجيد في الدم HDL بفعل تأثيرها الموسع للأوعية الدموية. ففي إحدى الدراسات وجد أن إعطاء مرضى ارتفاع مستوى الكوليسترول مركب الخلين المستخلص من بذور الخلة رفع لديهم من مستوى الكوليسترول الجيد وقلل من مستوى الكوليسترول الضار LDL بقدر ملحوظ. لكن هذا التأثير بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيده.

 

  1. التخفيف من حصوات الكلى

تُشير الدراسات إلى أن بذور الخلة قد تساعد على التقليل من حصوات الكلى. ففي دراسة مخبرية أجريت عام 2011 على مجموعة من الفئران المصابة بفرط أوكسالات البول التي تؤدي إلى الإصابة بحصوات الكلى، حول تأثير بذور الخلة. ووجد أن الفئران التي تناولت هذه البذور كانت أقلّ عرضة لخطر تكون الحصوات مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول هذه البذور. 

وتبيّن في دراسة أخرى أُجريت عام 2015 على البشر النتائج نفسها. وقد يعود هذا التأثير إلى بعض المركبات الموجودة في بذور الخلة مثل الخلين والفزناجين. لكن آلية عملها غير معروفة حتى الآن. ولكن يعتقد الباحثون أن هذه المركبات تمنع التلف الحاصل على الخلايا المبطنة للكلى بفعل أكسالات الكالسيوم. 

ما فوائد بذور الخلة
من فوائد بذور الخلة أن المركبات الفعالة فيها تُستخدم في تصنيع بعض الأدوية.

  1. التقليل من التشنج 

لبذور الخلة تأثير مضاد للتشنج، وبفعل هذا التأثير باتت تُستخدم كعلاج تقليدي للتخفيف من المشاكل الصحية المرتبطة بحدوث التشنجات والانقباضات، بما فيها آلام البطن والمعدة، والمغص، وأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، والآلام المصاحبة للدورة الشهرية. 

 

  1. ضبط مستوى السكر في الدم 

تُشير بعض الأدلة إلى أن من فوائد بذور الخلة أنها تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري. وأظهرت دراسة أُجريت حول تأثير بذور الخلة في الفئران المصابة بمرض السكري، أن هذه البذور ساعدت على تنظيم مستوى السكر في الدم. والمساعدة في ضبط مرض السكري

 

  1. الحفاظ على صحة القلب 

من المحتمل أن تساعد بذور الخلة في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. ويرجع هذا التأثير إلى مركب الفيزناجين الموجود فيها، والذي يساعد على توسعة الأوعية الدموية، مما يسمح للأكسجين والدم بالتدفق عبرها بسهولة وصولًا إلى القلب. وبالتالي فإن هذا المركب يمكن أن يحسن من بعض المشاكل التي تصيب القلب مثل تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية. ولكن تجدر الإشارة إلى أن تأثيرها يظهر بعد الاستمرار عليها لمدة طويلة. 

 

فوائد أخرى لبذور الخلة 

كما ذكرنا أعلاه فإن بذور الخلة تحتوي على مركبات من المعتقد أنها تساعد على إرخاء الأوعية الدموية وتوسعتها، وتقلل من انقباض عضلة القلب، وتفتح الرئتين، ومكافحة الفطريات والبكتيريا والفيروسات. ومن الجدير بالذكر أن المركبات الفعالة في الخلة تُستخدم في تصنيع بعض الأدوية. كما يعتقد الباحثون أن بذور الخلة قد تفيد في التخفيف من بعض الحالات الصحية. لكن لا توجد أدلة علمية تُثبت هذا المعتقد أو تثبت آلية عمل هذه البذور ودورها الفعلي في التخفيف من هذه الحالات والتي تشمل ما يأتي:

  • عسر الهضم.
  • الالتهاب.
  • صحة جهاز المناعة.
  • أعراض الاكتئاب والقلق.
  • الربو.  
  • التهاب القصبات أو الشعب النفسية.
  • السعال والسعال الديكي. 
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.

 

طرق استخدام بذور الخلة 

قديمًا كانت تُستخدم بذور الخلة منزليًا بتحضير الشاي منها، والذي تناقلته الأجيال إلى يومنا هذا. ويمكن تحضيره من خلال إضافة نصف غرام من بذور الخلة إلى كوب من الماء المغلي، وتركها مدة 15 دقيقة، ثم تصفيتها وشرب الشاي. بالإضافة إلى ذلك فإن مستخلصات بذور الخلة تُستخدم في تحضير بعض المكملات الغذائية والمحاليل المستخدمة لعلاج بعض المشاكل الصحية. لذا يجب قراءة الملصق الغذائي وتناول المكمل وفقًا لتوصيات الطبيب المختص. 

 

الآثار الجانبية لبذور الخلة 

يمكن لبذور الخلة أن تؤثر سلبًا في صحة الجسم في بعض الحالات. إذ إن تناولها بجرعات عالية أو لفترة طويلة قد يسبب مشاكل في الكبد ويزيد من حالة أمراض الكبد سوءًا، ومشاكل في النوم، والشعور بالغثيان والدوار، والإصابة بالصداع، والإمساك، والحكة. وقد تؤدي أيضًا إلى فقدان الشهية. ومن الممكن لبذور الخلة أن تزيد من حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس. ومن الجدير بالذكر أن هذه البذور غير آمنة للحوامل والمرضعات، وذلك لأن مركب الخلين الموجود فيها يمكن أن يؤدي إلى حدوث انقباضات في الرحم مما قد يسبب الإجهاض. 
 

بالنظر إلى قلّة الأدلة العلمية والدراسات المتعلقة بفوائد بذور الخلة واستخداماتها وآلية عملها في الجسم، وعلى الرغم من فوائدها المحتملة في التخفيف من البهاق، والصدفية، وغيرها من المشاكل الصحية، إلا أنه من الواجب أخذ الحيطة والحذر عند استخدامها واستشارة الطبيب المختص والالتزام بتعليماته؛ خاصة فيما يتعلق بتداخلاتها الدوائية لتجنب آثارها الجانبية، والحرص على تناولها باعتدال.