29-يناير-2024
ما علاقة الطعام بتهيج الصدفية

علاقة الطعام بتهيج الصدفية وما يفيد وما يمنع تناوله

الصدفية هي مرض مناعي ذاتي له العديد من الأسباب. تظهر على شكل بُقعِ وقشور، وتكون عادةً في المرفقين، والركبتين، وفروة الرأس، أو أي مكانٍ في الجسم. وتُسبب الصدفية ألمًا وحكةً مزعجة. يمكن السيطرة على أعراض الصدفية، والتعايش مع الحالة، من خلال اتباع نظام صحي؛ بتناول بعض الأغذية التي تعتبر مفيدة لمرضى الصدفية، وتجنُّب الأغذية غير المناسبة لهم، كذلك اتباع عادات حياتية صحية كممارسة الرياضة، وتجنُب كل ما يُسبب القلق والاكتئاب. وفي هذا المقال سيتم توضيح الأطعمة المفيدة لمرضى الصدفية، والإرشادات التي قد تساعد على تحسين أعراض المرض.

 

علاقة الطعام بتهيّج الصدفية

إنّ الطعام بحدّ ذاته لا يؤدي إلى الإصابة بالصدفية بشكلٍ مباشر، ولكن هنالك علاقة بين الأطعمة المتناولة وأعراض الصدفية؛ إذ إنّ بعض أنواع الأطعمة تكون مفيدة وقد تساعد في الحدّ من الأعراض، وبعض أنواع الأطعمة الأخرى قد تُسبب تطور أعراض الصدفية، وحدوث مشاكل صحية مصاحبةٍ لها. وذلك لأن هذه الأطعمة تُسبب حدوث التهاباتٍ في الجسم وتُضعف المناعة. ومنها الأطعمة المُعالجة.

لا تنجم أي من هذه الحالات عن أي شيء يؤكل، ولكن هناك صلة مهمة بين النظام الغذائي والصدفية. من المعروف أن العديد من الأطعمة تسبب الالتهابات في جميع أنحاء الجسم. عند بعض الأشخاص، قد يؤدي هذا التهيج المنتشر إلى تفاقم أعراض الصدفية.

لذلك يجب على المُصاب بالصدفية أن يتجنب مثل هذه الأغذية، ويسعى لتعديل نظامه الغذائي ليشمل الأغذية التي تقوي الجهاز المناعي في الجسم، وتساعد على مكافحة الالتهابات، وتعزيز الصحة بشكلٍ عام. وسيتم فيما يلي ذكر الأطعمة المفيدة لمرضى الصدفية، وتوضيح مدى أهميتها لهذه الحالة.

 

أطعمة مفيدة لمرضى الصدفية

لا يوجد نظام غذائي مخصص لمرضى الصدفية، ولكن تعديل السلوك الغذائي بالتركيز على تناول الأطعمة المفيدة للمرضى، يساعد جدًا في التخفيف من الصدفية، وما يصاحبها من قلق ومن حالةٍ نفسيةٍ سيئة. وفيما يأتي توضيح لهذه الأغذية:

  1.  الخضار والفواكه

تحتوي الفواكه والخضروات على نسبةٍ عالية من مضادات الأكسدة؛ وهي مركبات تقلل من الإجهاد التأكسدي المُسبب للأمراض في الجسم، كما أنّها من أهم الأغذية وأكثرها فعالية في مكافحة الالتهابات، وذلك إضافةً لاحتوائها على العديد من الفيتامينات، والمعادن، والألياف المفيدة للصحة بشكلٍ عام. لذلك ينبغي تناول ما لا يقل عن 4-5 حصص من الفواكه والخضار أيضًا بشكلٍ يومي؛ مثل البروكلي، والقرنبيط، والخضار الورقية؛ كالجرجير، والسبانخ، إضافةً إلى أنواع الفواكه المختلفة كالبرتقال، والأناناس، والتوت، والفراولة، وغيرها.

 الخضار والفواكه مفيدة للصدفية

  1. الأسماك الدهنية

تُعتبر الأسماك الدهنية من الأطعمة المفيدة لمرضى الصدفية، وذلك بسبب احتوائها على أحماض الأوميغا 3، التي ترتبط بخفض مستويات الالتهاب بالجسم. بالتالي فإن إضافة الأسماك إلى النظام الغذائي يعزز من مكافحة الجسم للأمراض، ومن هذه الأسماك:

  • سمك القدّ.
  • سمك السردين.
  • سمك التونا.
  • سمك السلمون (الطازج، والمعلب). 

 

  1. الزيوت الصحية

تحتوي الزيوت الصحية على الأحماض الدهنية المفيدة مثل؛ الأوميغا 3، والأوميغا 6. بالإضافة إلى خصائصها كمضاداتٍ للالتهايات، وللأكسدة. بالتالي يمكن اعتماد هذه الزيوت كأطعمة صحية مفيدة لمرضى الصدفية، ويمكن إضافتها خلال تحضر الطعام بسهولة. ومن هذه الزيوت:

  • زيت الزيتون.
  • زيت بذور الكتان.
  • زيت نبات القرطم.

  

  1. الحبوب الكاملة

تعدّ الحبوب الكاملة مصدرًا غنيًا بالألياف، والألياف تساهم في التقليل من التعرض للالتهابات. ومن مصادر الحبوب الكاملة ما يأتي:

  • الأرز البني.
  • البرغل.
  • الشعير.
  • الكينوا.
  • الذرة.
  • خبز القمح الكامل.

 

  1. الفاصولياء

تعتبر الفاصولياء من الأطعمة المفيدة لمرضى الصدفية، فهي مصدرٌ جيدٌ للبروتين، والألياف، ومضادات الأكسدة. يمكن أن تساهم في الحفاظ على الوزن تحت السيطرة، كما تساعد على تخفيف الالتهاب في الجسم. ويوصى بتناول الأغذية من المصادر النباتية وتناولها كبدائل للحوم من حينٍ لآخر، حيث أشارت دراسةٌ إلى أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يساعد في التخفيف من أعراض الصدفية.

ويمكن إضافة الفاصولياء إلى أطباق السلطة، أو السندويشات، وتناولها مع الحساء أيضًا.

 

  1. المكسرات

تحتوي المكسرات على الكثير من المعادن، والفيتامينات، والألياف، والدهون الصحية؛ كالأوميغا 3. بالتالي فإنها من أهم الأغذية في قائمة الأطعمة المفيدة لمرضى الصدفية. ويمكن تناولها كوجبةٍ خفيفةٍ خلال اليوم، أو إضافتها إلى أطباق الفطور، والسلطات، والكعك.

وتحتوي الحصة الواحدة من المكسرات على ما يقارب 160-200 سعرة حرارية، وتمثّل الحصة الواحدة من المكسرات ما يأتي:

  • 30 حبة لوز.
  • 10 حبات جوز برازيلي.
  • 15 حبة كاجو أو المكاديميا أو جوز البقان.
  • 20 حبة بندق.
  • 2 ملعقة كبيرة صنوبر. 

 المكسرات مفيدة للصدفية

 

  1. المكملات الغذائية

قد يُعاني بعض الأشخاص من نقصٍ في بعض العناصر الغذائية التي يلزم لتعديل مستوياتها في الجسم تناوُل مكملاتها الغذائية إلى جانب الالتزام بنظامٍ غذائيّ متوازن. حيث يساعد تكامل هذه العناصر في الجسم على مقاومة مسببات المرض فيه، وتعزيز المناعة. ومن أبرز هذه العناصر

يجب عمل فحوصات مخبرية واستشارة الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية لوصف الجرعات الأنسب حسب الحالة.

 

  1. البروبيوتيك

البروبيوتيك هي كائناتٌ حية دقيقة، مثل البكتيريا أو الخميرة، تساهم في رفع مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء، ودعم صحة الأمعاء مما يعني تقوية المناعة بشكلٍ أكبر. وقد أشارت دراسةٌ إلى أنّ تناول مكملات الغذائية من البروبيوتيك يساعد على تقليل شدة أعراض الصدفية، وعدد نوبات حدوثها. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن الحصول على البروبيوتيك من مصادر غذائية طبيعية أيضًا مثل:

  • الزبادي
  • الكيمتشي
  • لبن الكفير
  • المخللات مثل: مخلل الخيار، ومخلل اللفت، ومخلل الملفوف.

 

نصائح لمرضى الصدفية

كما ذكرنا سابقًا فإن تعديل النظام الغذائي، وتحسين العادات الغذائية هي خطوة متقدمة نحو تحسين أعراض الصدفية. ويمكن أيضًا للنصائح التالية أن تساعد مريض الصدفية في تحسين حالته، وعلاج المرض:

  • المحافظة على وزنٍ صحيّ، وتجنُّب الأطعمة، والعادات المُسببة لزيادة الوزن.
  • تجنُّب أو التقليل من تناول الأطعمة التي قد تزيد من الالتهابات، وتُفاقم أعراض الصدفية، وتسبب تهيُّج البشرة مثل: 
  1. بعض أنواع الخضار؛ كالطماطم، والباذنجان؛ والبطاطا، والفلفل. حيث إنّها تحتوي على مادةٍ قد تؤثر في مرضى الصدفية، وتزيد من الالتهاب.
  2.  مصادر الغلوتين مثل؛ الحبوب والتوابل.
  3. الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض؛ كالخبز الأبيض.
  4. الأطعمة المعالجة؛ مثل الأطعمة المعلبة، والجاهزة، وأي طعام يحتوي على نسبةٍ عالية من السكريات، والأملاح، والدهون.
  5. منتجات الألبان؛ حيث أشارت دراسةٌ إلى أن تقليل تناول منتجات الألبان مثل البيض، والحليب، والزبادي قد قلّل من أعراض الصدفية، وحسنها.
  6. اللحوم الحمراء؛ إذ إن الأكثار من تناولها يزيد من فرص التعرض للالتهابات في الجسم.
  7. الكافيين؛ وذلك لأنه قد يحفز من أعراض الصدفية، وهو موجود في القهوة، والشاي الأخضر، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة.
  • تجنّب التدخين، الذي بدوره قد يزيد من الالتهابات، والإصابة بالعديد من المشاكل والأمراض.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية، والحرص على غسل اليدين جيدًا لتجنّب العدوى خاصةً عند زيارة الأماكن العامة.
  • تجنُّب الطقس البارد والجاف، حيث إنّه قد يزيد الأعراض سوءًا.
  • الحدّ من التوتر والقلق، اللذين قد يؤثران على النفسية وبالتالي على العلاج، فيمكن ممارسة اليوغا، أو التأمل، أو التدوين، أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية، وممارسة الرياضة.

 علاقة الطعام بالصدفية
تعديل السلوك الغذائي بالتركيز على تناول الأطعمة المفيدة للمرضى، يساعد في التخفيف من الصدفية

الصدفية هي حالةٌ يمكن السيطرة عليها، بتعديل نمط وروتين الحياة المُتبّع، خاصةً النظام الغذائي، فلا بد من الحرض على تناول أطعمة مفيدة لمرضى الصدفية، وتجنّب ما قد يحفزّ الأعراض. ويُنصح بتدوين الملاحظات حول تأثير الأطعمة على الحالة الصحية، بحيث إن لاحظ المصاب أن طعامًا معينًا سبب تحفيزًا للأعراض عليه أن يدون في قائمة هذه الأطعمة حتى يتجنبها لاحقًا، مع اتباع إرشادات الطبيب أيضًا.