28-نوفمبر-2023
يتعمد جيش الاحتلال إخفاء الرقم الحقيقي لخسائره في غزة (GETTY)

يتعمد جيش الاحتلال إخفاء الرقم الحقيقي لخسائره في غزة (GETTY)

بعد تكتمه ورفض إعطاء معلومات عن الخسائر التي لحقت بجنوده في المعارك الدائرة في قطاع غزة، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط عدد كبير من الجرحى نتيجة الاشتباكات الضارية مع رجال المقاومة الفلسطينية.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترافه بإصابة ألف جندي منذ بداية الحرب على غزة، وأشارت "هآرتس" إلى أن الجيش في البداية رفض نشر البيانات عن عدد الجنود الجرحى وحالتهم، ورد قائلًا: "في الوقت الحالي، لن يتم الإفراج عن بيانات الجرحى".

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش وافق في نهاية الأمر على كشف عن عدد جرحاه في المعارك، وأفادت البيانات أن 202 جنديًا أصيبوا بجروح خطيرة، ونحو 320 بجروح متوسطة، وحوالي 470 أصيبوا بجراح طفيفة.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن 29 من المصابين بجروح خطيرة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى، وكذلك 183 من المصابين بجراح متوسطة، و74 من المصابين بجراح خفيفة.

كشف الجيش الإسرائيلي عن عدد جرحاه في المعارك، وأفادت البيانات أن 202 جنديًا أصيبوا بجروح خطيرة، ونحو 320 بجروح متوسطة، وحوالي 470 أصيبوا بجراح طفيفة

وبحسب "هآرتس" تختلف هذه السياسة عن الحروب والعمليات السابقة التي كان جيش الاحتلال يعلن فيها عن جرحاه، إلى جانب بيانات عن أنشطتهم في المعارك.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن رفض الجيش نشر المعلومات لم يتغير بعد العملية البرية في قطاع غزة، حتى خلال الأيام التي تم فيها الإبلاغ عن قتال عنيف في قطاع غزة وسقوط جنود قتلى. الأمر الذي قد يشكل خطرًا أكبر على قواته.

ولفتت "هآرتس" إلى أن معلوماتٍ عن عدد الجرحى من المدنيين والجنود معًا منشورة على صفحة خاصة بوزارة الصحة. وبحسب البيانات، فقد تم علاج 9038 جنديًا ومدنيًا منذ بداية العدوان، ومن بين المصابين 7036 إصابة خفيفة، و751 إصابة متوسطة، و422 إصابة حرجة.

وحتى اليوم، هناك 218 جريحًا في أقسام الاستشفاء وغرف الطوارئ، معظمهم من الجنود، وآخرون انتقلوا بالفعل إلى أقسام إعادة التأهيل. وتفصّل البيانات المتوفرة أيضًا توزيع الجرحى بين المستشفيات: تم إدخال 60 جريحًا إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان، منهم 48 تم إدخالهم في اليوم الأخير للمعارك. ويوجد 27 جريحًا في سوروكا، تم استقبال 15 منهم في اليوم الأخير. وهناك 49 جريحًا في شيبا 8 منهم في اليوم الأخير للمعارك، و27 في إيخيلوف وشعاري تسيديك، و20 في هداسا، و20 في مستشفى الجليل في نهاريا، و18 في بلنسون. والمستشفيات الأخرى لديها أعداد أقل من الجرحى.

وقالت مصادر في الجهاز الطبي إنها تشعر أن الجنود الجرحى يتعمدون إبقائهم "تحت الرادار". إذ لا يحق لوزارة الصحة والمستشفيات نشر معلومات عن الجرحى دون الحصول على إذن من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تقرير عن عدد الجرحى وحالتهم.

وقال مسؤول في المستشفى للصحيفة الإسرائيلية: "لم نواجه مثل هذه الصعوبة من قبل، لقد مررنا بعدد لا بأس به من الأحداث والعمليات العسكرية في الماضي". وأشار إلى أن آلية العمل مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صارمة للغاية. ممثلو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وضباط الطوارئ يجلسون مع الجنود أكثر من الطاقم الطبي.

يكشف المصدر الطبي أن كل أمر من فريق المتحدثين لأحد الجنود يجعله يتردد في الإجابة: "لقد قيل لي ألا أتحدث مع أي شخص من المستشفى".

وبحسب المسؤول، فإن هناك شعورًا "كأننا أو المستشفى نشكل تهديدًا لهم". وأضاف: "في العمليات والحروب الماضية كان الوضع مختلفًا تمامًا، وكنا نعرف جميع الجنود الذين يدخلون المستشفى، وكان لدينا تواصل يومي ممتاز معهم. كل هذا تغير في الحرب الحالية. تسمع في الأخبار عن يوم من القتال العنيف، نعرف أن هناك جرحى قد وصلوا إلى المستشفى، لكن لا نسمع عنهم كلمة في وسائل الإعلام".

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتطرق إلى المعلومات المتعلقة بعدد جنوده المصابين في الحرب حتى الآن. ولم يتناول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري هذا الأمر في مؤتمراته الصحفية المتكررة، ولا في الإعلانات المنشورة باسم الجيش الإسرائيلي.

المستشفيات الاسرائيلية تحت الرقابة المشددة من قبل الجيش

وفي حالات قليلة يعلن الجيش الإسرائيلي عن جرحاه عندما يعلن عن مقتل جنود في المعارك.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 392 جنديًا منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، دون أن يقدم العدد الاجمالي لمن قتلوا في المعارك البرية. إلا أن المقاومة الفلسطينية تقول أن عدد قتلى جنود الاحتلال، والإصابات أكبر بكثير مما يعلن عنه.

 ففي مقطع مرئي متداول، كشف الحاخام باروخ روزنبلوم عن نجاح المقاومة الفلسطينية في قتل 36 جنديًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي في ليلة واحدة. وأكد روزنبلوم أن مصدر معلوماته ضابط كبير بجيش الاحتلال. 

وفي نفس السياق، كشفت منظمة "إخوة من أجل الحياة"، التي يديرها مجموعة من قدامى المحاربين الإسرائيليين المصابين، أنها تعاملت مع مئات الإصابات لجنود الاحتلال، متوقعة أن الرقم سيتضاعف خلال الأشهر المقبلة.

 واعترفت المنظمة، التي تقدم مساعدات مهمة وعاجلة للجنود الإسرائيليين المصابين في الأعمال القتالية، أنها استقبلت أكثر من 400 جندي مصاب، وأن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى وجود أكثر من 800 إصابة.

ووثقت المنظمة تعاملها مع الجنود المصابين في المستشفيات الإسرائيلية، حيث كشفت عن وجود أكثر من 100 من مراقبيها في 16 مستشفى إسرائيلي لتقييم الاحتياجات العاجلة للجنود المصابين حديثًا وعائلاتهم.

وأشارت المنظمة أن فِرقها جمعت بيانات الرعاية الطبية لأكثر من 500 جندي مصاب، وأنها تقابل أعدادًا أكثر كل يوم، مؤكدة أنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح لديها نمو بنسبة 200% في احتياجات المشروع الطبي، وأنها أنفقت 650 ألف دولار على الاحتياجات العلاجية، فيما يعمل معها 1000 مشارك في "خط الطوارئ الساخن".