على غير المتوقع، أطلقت كتائب القسّام الدفعة الثالثة من المحتجزين لديها من الإسرائيليين والعمال الأجانب، وفق اتفاق الهدنة، من شمال شرق غزة، على عكس محتجزي الدفعة الأولى والثانية الذين تم إطلاق سراحهم من خانيونس.
وأظهرت مشاهد مرئية نشرها الإعلام العسكري للقسام، عناصره بزيّهم العسكري وهم يُسلّمون المحتجزين الإسرائيليين لأفراد الصليب الأحمر من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، بالقرب من أحياء الشجاعية والزيتون، حيث تقاطع شارع فهمي بك، وقرب مبنى بلدية غزة، والمستشفى المعمداني الذي ارتكب فيه جيش الاحتلال مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 400 مدني فلسطيني.
وظهر عناصر القسام، وهم يجوبون شوارع غزة، حتى الوصول إلى موقع التسليم، بعد 50 يومًا من العدوان الإسرائيلي، فيما تجمع العشرات من أهالي مدينة غزة لحظة تسليم المحتجزين الإسرائيليين للصليب الأحمر الدولي.
ظهر عناصر القسام، وهم يجوبون شوارع غزة، حتى الوصول إلى موقع التسليم، بعد 50 يومًا من العدوان الإسرائيلي
فالتسليم غير المتوقع، لا سيما للاحتلال الإسرائيلي الذي يدعي سيطرته على شمال قطاع غزة، حملة دلالة رمزية تشير إلى أن حركة حماس لم تفقد السيطرة على الشمال، وما تزال تمتلك العناصر الذين امتلكوا القدرة إلى إتمام تنفيذ صفقة التبادل.
كما جرى تسليم المحتجزين أمام نصب تذكاري، يمثّل قبضة حديديّة تمسك بالرقم العسكري للجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، الذي أسرته كتائب القسام خلال حرب 2014، وهي إشارة من الكتائب أنه بالإضافة للمحتجزين لا يزال لديها ثلاثة آخرون هم: هدار غولدن، وأبراهام منغستو، وهشام السيد.
بالإضافة إلى ذلك، جاءت المشاهد المصورة للكتائب، بعد أن نشر جيش الاحتلال، فيديو يظهر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال قيامه بجولة تفقدية للقوات الإسرائيلية العاملة داخل شمال قطاع غزة.
هذا وتفاعلت وسائل إعلام إسرائيلية مع المشاهد التي بثتها كتائب القسام، فعلق موقع "واللا" العبري، قائلًا: إن "عملية التسليم تثير تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة، فعملية التسليم التي تم تصويرها في قلب مدينة غزة، تظهر عناصر القسام وهم يسلمون المختطفين إلى الصليب الأحمر، ومن حولهم العشرات من المسلحين الذين يتجولون دون إزعاج، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي، يقول إن قواته منتشرة في جميع مناطق شمال قطاع غزة".
وكان عنوان المادة في الموقع الإسرائيلي الذي تناول عملية التسليم، التي حدثت تحت تمثال يُظهر بطاقات جنود جيش الاحتلال الأسرى منذ حرب عام 2014: "العرض الذي قدمته حماس ضرب الجيش الإسرائيلي في عينه؟".
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد قالت إن الفيديو الذي نشرته حماس الليلة الماضية كان مفاجئًا، حيث ظهر عناصر حماس في شوارع غزة وهم يتجولون بشكل علني، وأشارت إلى أنهم فعلوا ذلك في مناطق وصل إليها الجيش الاسرائيلي خلال المعارك البرية.
