17-مايو-2024
قصف متواصل في غزة

(Getty) كثف الاحتلال من نسف المربعات السكنية في شمال القطاع

لليوم الـ224 من العدوان الإسرائيلي، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع قصف ونسف مربعات سكنية بشكلٍ كامل في مخيم جباليا ورفح، بالإضافة إلى توغل بري، يزيد من المعاناة في قطاع غزة، مع تحذير أممي من مجاعة وشيكة في القطاع.

وعلى صعيد القصف، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون، فجر اليوم الجمعة، في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة الجاعوني التي تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن طيران الاحتلال قصف منزلًا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وشن غارات وسط مدينة غزة. وشن طيران الاحتلال غارات على منطقة عسقولة في غزة.

حذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، من أن المجاعة تشكل خطرًا مباشرًا في غزة مع نفاد مخزونات الغذاء

ووفق شهود عيان، فإن "آليات عسكرية إسرائيلية تحاصر مئات النازحين بمراكز للإيواء في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة".

وفي وقت سابق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "في ضوء توغل جيش الاحتلال ومحاصرته مخيم جباليا من الناحيتين الشرقية والجنوبية بشكل كامل، تصلنا عشرات المناشدات من سكان مدينة بيت حانون ممن تقطعت بهم سبل الحياة لليوم الخامس على التوالي، بعدما توغلت آليات الاحتلال وحاصرتهم من مدخل بيت حانون واجتاحت معسكر جباليا".

وأشار إلى أن "آلاف المواطنين الذين يتواجدون حاليًا في مدينة بيت حانون، لم يصلهم منذ بدء العملية العسكرية على مخيم جباليا أي طعام أو مياه ولا أي من مقومات الحياة".

وأصيب العشرات في غارات عنيفة شنها طيران الاحتلال على مخيم جباليا، وقصفت مدفعية الاحتلال مناطق متفرقة شمال القطاع، ونسف الاحتلال مربعات سكنية في مخيم جباليا.

ويواصل الاحتلال محاولة التوغل في مخيم جباليا، منذ حوالي أسبوع، مع عمليات نسف واسعة وقصف عنيف، وسط شهادات عن عملية إطلاق متواصلة تجاه أهالي المخيم. إذ قام جيش الاحتلال في عمليات تجريف واسعة لبلوك 2، مع محاولة التقدم لبلوك 4 و5 في مخيم جباليا.

ولم يتوقف القصف المدفعي تجاه المخيم، وأصبحت إمكانية الحركة شبه معدومة في عدة أماكن داخل المخيم. وتزداد أوضاع العائلات النازحة في المدارس صعوبة، في ظل عدم القدرة على التحرك ووصول الشظايا إلى أماكن النزوح.

ويعاني مخيم كمال عدوان في شمال القطاع، من ظروف صعبة، في ظل توسع وتيرة عملية الاحتلال على الشمال ومنطقة بيت لاهيا، والمعاناة من نقص الطواقم، يؤدي إلى تفاقم عجز المنظومة الصحة وعدم القدرة على التعامل مع الإصابات.

وبحسب مصادر محلية، فقد نفذ الاحتلال غارة على منزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

وأعلنت مصادر طبية وصول جثامين 9 شهداء إلى مستشفى غزة الأوروبي قرب خانيونس، في الساعات الأخيرة.

وفي وقت سابق، استشهد شاب وأصيب آخران، في قصف للاحتلال قرب دوار العودة وسط رفح جنوب قطاع غزة، كما تعرض شرق المدينة لقصف من مدفعية الاحتلال.

وقصف طيران الاحتلال منزلًا أمام مستشفى الكويت في رفح ومحيطه، كما قصف منزلا في حي الجنينة.

وقال مستشفى الكويت التخصصي في رفح: "إصابة 5 من موظفينا حالة أحدهم خطرة في استهداف طائرات الاستطلاع لمنزل مقابل المستشفى".

محكمة إسرائيل

حثت جنوب أفريقيا المحكمة العدل الدولية، يوم الخميس، على إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، قائلة إن الهجمات على مدينة رفح بجنوب القطاع يجب أن تتوقف لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.

وطلبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي اتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية رفح حيث يقيم أكثر من مليون فلسطيني.

كما طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية والصحفيين والمحققين بالوصول دون عوائق إلى غزة.

وقال الفريق القانوني في جنوب أفريقيا للمحكمة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية المدنية وتجويع السكان.

وأشار الفريق الجنوب أفريقي إلى أن المقابر الجماعية بمستشفيات غزة دليل على نهج إسرائيل بالإبادة الجماعية، كما أن هناك أدلة أخرى كثيرة على ذلك.

وقال تيمبيكا نجكوكايتوبي أحد أعضاء الفريق القانوني "منذ البداية كانت نية إسرائيل دائمًا تدمير حياة الفلسطينيين ومحوهم من على وجه الأرض. رفح هي الموقف الأخير".

وقالت عديلة هاشم، وهي محامية أخرى من جنوب أفريقيا: "يجب إيقاف إسرائيل. جنوب أفريقيا أمامكم مرة أخرى اليوم لتطلب من المحكمة بكل احترام استخدام صلاحياتها... لتأمر بأمر من شأنه أن يوقف إسرائيل".

وقال عضو فريق جنوب أفريقيا القانوني ماكس دو بليسيس إن المناطق الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل كانت "تشويهًا قاسيًا" لأن الناس غالبًا ما كانوا يتضورون جوعًا لدرجة أنهم لا يستطيعون الفرار، وكان أولئك الذين كانوا أقوياء بما يكفي للمغادرة إلى الملاجئ يتعرضون في بعض الأحيان للهجوم من قبل القوات الإسرائيلية.

وأضاف: "لا يوجد أي شيء إنساني في هذه المناطق الإنسانية. إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين مستمرة من خلال الهجمات العسكرية والمجاعة التي هي من صنع الإنسان".

مجاعة وميناء

وقال الجيش الأميركي إن تركيب رصيف عائم لإيصال المساعدات الإنسانية قبالة غزة قد اكتمل، وإن المسؤولين على استعداد لبدء نقل الإمدادات إلى القطاع. ووفقًا للمسؤولين، من المتوقع أن يبدأ تسليم المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الحيوية في غضون 24 إلى 48 ساعة.

بدورها، قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، يوم الجمعة، إن الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية بدأت في التحرك إلى الشاطئ عبر رصيف مؤقت في غزة في الساعة 9 صباحًا بالتوقيت المحلي. وأضافت أنه لم ينزل أي جندي أميركي إلى الشاطئ في غزة .

وأوضحت: "هذا جهد مستمر متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري ذو طبيعة إنسانية بالكامل، وسيشمل سلع المساعدات التي تبرع بها عدد من الدول والمنظمات الإنسانية".

في المقابل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للتلفزيون العربي: إن "الإدارة الأميركية جهة معادية للشعب الفلسطيني وهي تدعم إسرائيل في إبادة شعبنا"، مضيفةً: "لا نمانع في إدخال أي مساعدات لغزة ونشكك في النيات الأميركية في هذا الشأن".

وأوضحت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للعربي: "إشراف الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي على الميناء البحري عقاب لأبناء غزة"، ومطالبًا بـ"وجود دول مستقلة لإدارة مشروع الميناء البحري لغزة".

وفي سياق متصل، قالت الخارجية الأميركية: "قلقون إزاء توقف اجتياز شاحنات المساعدات لمعبر رفح ونتواصل مع مصر وإسرائيل بشأن ذلك. ونركز على وضع حد للنزاع في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية لسكان القطاع". 

وأشارت إلى "القلق من توسيع العملية العسكرية في رفح". موضحةً: "يجب أن تقوم إسرائيل بأمر إضافي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المستضعفين في غزة".

وفي سياق آخر، أكد وزير الدفاع الأميركي لنظيره الإسرائيلي هاتفيًا ضرورة حماية المدنيين وتدفق المساعدات قبل أي عملية في رفح.

وبينما تستعد إسرائيل لتوسيع العدوان على رفح، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لا يقتصر الأمر في رفح على الكتائب المتبقية لحماس بل أيضا على التهريب والإمداد".

وأضاف "عملية رفح ستقرر أشياء كثيرة فيما يتعلق بالعملية العسكرية في غزة".

وحذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، يوم الخميس، من أن المجاعة تشكل خطرًا مباشرًا في غزة مع نفاد مخزونات الغذاء، ووصف التحديات الجديدة منذ بدء عملية رفح الإسرائيلية التي جعلت التخطيط وتوزيع الإغاثة شبه مستحيل.

وقال مارتن غريفيث إن المنظمة الدولية تكافح من أجل مساعدة أهالي غزة، مع توقف واردات المساعدات تقريبًا عبر جنوب غزة والقتال الجديد مما يزيد من تحديات التوزيع.

وقال غريفيث لـ"رويترز" في مقابلة في جنيف "مخزونات الغذاء الموجودة بالفعل في جنوب غزة بدأت تنفد. أعتقد أننا نتحدث عن عدم وجود أي شيء تقريبًا". 

وأضاف "وبالتالي فإن العملية الإنسانية متوقفة تمامًا. لا يمكننا أن نفعل ما نريد أن نفعله". وقال "ما أعتقد أنه مأساوي للغاية وعميق هو أن كل التوقعات التي أطلقها الكثير من الناس، بما فيهم نحن، والعديد من الدول الأعضاء الأخرى والمجتمع بشأن عواقب العملية في رفح، أصبحت حقيقة".

وأشار إلى أن الأشخاص الذين انتقلوا إلى مناطق مثل المواصي لم يكن لديهم طعام أو ماء وأن الخيام نفدت، موضحًا: "ما هو الأمل بالنسبة لهؤلاء الناس؟ إنهم لا يعرفون ما سيأتي بعد ذلك".

وحذر مسؤولو الإغاثة مرارًا وتكرارًا من حدوث مجاعة في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر، على الرغم من أن مخاوفهم تراجعت قليلًا في نيسان/أبريل مع استسلام إسرائيل للضغوط الدولية لتعزيز الإمدادات. وتقول إسرائيل إن وكالات الأمم المتحدة هي المسؤولة عن عدم توزيع المساعدات بشكل أكثر كفاءة داخل القطاع، مما يؤدي إلى تراكم الإمدادات.

وردًا على سؤال حول خطر المجاعة الحالي، قال غريفيث: "أعتقد أنه خطر فوري وواضح وقائم لأن الحقائق على الأرض تخبرنا أننا لسنا بحاجة إلى أن نكون علماء لنرى عواقب إزالة الغذاء".

وأعرب غريفيث عن قلقه بشأن المستقبل نظرًا لارتفاع عدد الصراعات في ما وصفه بـ"العالم الغاضب". وأضاف: "لم يكن الأمر بهذا السوء من قبل". وقال: "أنا قلق للغاية، أعتقد أن هذا العالم قد ضل طريقه ونحن بحاجة للمساعدة في العثور على طريق العودة إلى تلك المعايير التي عشنا جميعا من أجل خلقها".

في المقابل، صوت مجلس النواب الأميركي الذي يقوده الجمهوريون، يوم الخميس، لصالح إجبار الرئيس جو بايدن على إنهاء احتجاز حمولة القنابل التي تمت الموافقة على إرسالها لإسرائيل ولكن تم حظرها بسبب مخاوف بشأن استخدامها في غزة. 

وتأتي هذه الخطوة الرمزية إلى حد كبير، وليس لديها أي فرصة لتصبح قانونًا، ردًا على تعليق بايدن الشحنات بسبب مخاوف من وقوع إصابات جماعية بين الفلسطينيين بينما تواصل القوات الإسرائيلية هجومها على مدينة رفح المكتظة بالسكان.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة للتلفزيون العربي: إن "الإدارة الأميركية جهة معادية للشعب الفلسطيني وهي تدعم إسرائيل في إبادة شعبنا"، مضيفةً: "لا نمانع في إدخال أي مساعدات لغزة ونشكك في النيات الأميركية في هذا الشأن"

مواصلة الاشتباك

ونفذت المقاومة الفلسطينية عشرات عمليات قصف الهاون واستهداف جيش الاحتلال على محاور التوغل في مخيم جباليا ومدينة رفح.

وأقر جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده في مستوطنات غلاف غزة، يوم أمس.

بدوره، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 13 عملية قصف وإطلاق صاروخ، خلال اليوم الماضي، من بينها عملية إطلاق صواريخ من مُسيّرة لأول مرة.