تواصلت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي ووسط مدينة الخرطوم، وسط تحليق للطائرات الحربية وتصاعد أعمدة الدخان وسماع أصوات أسلحة ثقيلة، رغم سريان الهدنة، والمفاوضات الأولية المنعقدة حاليًا في مدينة جدة، والتي تشير مصادر دبلوماسية إلى جمودها.
المصادر الدبلوماسية تتحدث عن مفاوضات بدون أي تقدم فعلي في وقف القتال بالسودان
وقال دبلوماسي سعودي لـ"فرانس برس" بأنّ "المفاوضات لم تحرز تقدمًا كبيرًا حتى الآن"، مشيرًا إلى أن "وقفًا دائمًا لإطلاق النار ليس مطروحًا على الطاولة. وكل طرف يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
ولم ترشح أي تفاصيل وافية عن المباحثات المنعقدة في جدة، برعاية سعودية وأمريكية. لكن مصادر إعلامية، تحدثت عن مفاوضات تعقد على عدة مراحل، يكون هدفها الأول التوصل إلى اتفاق يثبت وقف إطلاق النار، قبل التوصل إلى مفاوضات سياسية خلال المرحلة المقبلة.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن الهدف من مفاوضات جدة هو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وذلك من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لمن يستحقها، وعودة الخدمات الانسانية، ووضع جدول زمني لـ"مفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال الدعائية".
ميدانيًا، وإلى جانب الاشتباكات في الخرطوم بمحيط القصر الجمهوري والقيادي العامة، قصفت الطائرات الحربية مواقع لقوات الدعم السريع بمدينة أم درمان، كما نشطت الطائرات في سماء مدينة بحري الخرطوم التي تشهد منطقتها الصناعية مواجهات مستمرة، أدت إلى احتراق بعض المصانع.
وأظهرت مقاطع مصورة خروج حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي من الخرطوم باتجاه دارفور مع رتل من قواته. فيما تواصلت صباح اليوم عمليات النزوح من العاصمة الخرطوم، بسبب استمرار المعارك العنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، مع فشل كل الهدن المعلنة بين الطرفين.
من جهة أخرى، أثار بيان للجيش السوداني، حول اعتقال أعضاء من لجان المقاومة في بحري، بتهمة سرقة سيارة إسعاف بالتعاون مع أفراد الدعم السريع، ردود فعل غاضبة وسط لجان المقاومة، بالإضافة للقوى الشبابية والمهنية الناشطة في المجال الخدماتي والإنساني في مساعدة المتضررين من المعارك.
ودانت غرفة طوارئ بحري اعتقال الشابين، وأعلنت في بيان أنهم "ليس لهم أي صلة بالدعم السريع"، وأوضحت غرفة طوارئ بحري التي أسست عقب اندلاع الاشتباكات في الخرطوم لتقديم وتسهيل الخدمات للسكان العالقين، أن "قوات الجيش السوداني اعتقلت اثنين من شباب الغرفة، وذلك أثناء تقديم واجب إنساني ومحاولاتهم العظيمة في مساعدة المواطنين والتعاون مع الكوادر الصحية العاملة بمستشفى حاج الصافي، وفي غياب سائق سيارة إسعاف أو وسيلة ترحيل أخرى".
المعارك في #السودان تدخل أسبوعها الرابع رغم الهدنة الإنسانية المعلنة#العربي_اليوم
تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/0P6oa17i7z— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 8, 2023
وأصدرت نقابة الأطباء السودانيين، توضيحًا بخصوص الحادثة، أكدت على أن المعتقلين، كانوا على تعاون مع الكوادر الصحية.
بدورهم، قال ’محامو الطوارئ’ إنهم رصدوا "منذ اندلاع الحرب انتهاكات للقانون الدولي وحقوق الإنسان جراء الحرب". وأعرب البيان عن "القلق من الحملات الموجهة ضد لجنة الأطباء ولجان المقاومة الذين يقومون بأدوار عظيمة منذ اندلاع الحرب". واعتبر "تصنيف لجان المقاومة كجزء من أطراف القتال تطور مخيف في سلسلة الانتهاكات التي أفرزتها الحرب".
وفي الأثناء، بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أديس أبابا تطورات الأزمة في السودان، وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الأزمة على دول الجوار.
كما وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمس الأحد إلى مدينة جدة لإجراء محادثات بشأن السودان. وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أري كانيكو، لوكالة "فرانس برس"، إن غريفيث "في جدة حاليًا، وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان".
وأكدت المسؤولة الأممية أن "غريفيث سيلتقي في جدة بممثلين عن طرفي النزاع، لكن ليس هناك أي مؤشر على إمكان مشاركته في المحادثات حول التوصل إلى هدنة جديدة".
