06-مايو-2023
Getty

الأمم المتحدة أكدت على الحاجة إلى الدعم الإنساني العاجل (Getty)

حذرت الأمم المتحدة، من تدهور الحالة الإنسانية في السودان نتيجة الاقتتال المستمر وحالة اللجوء الإنسانية، مشيرةً إلى أنها في سباق مع الزمن للحصول على الإمدادات الغذائية للاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود إلى تشاد قبل بدء موسم الأمطار.

التحذيرات تترافق مع حالة إنسانية صعبة تشهدها دول جوار السودان

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 110 آلاف شخص عبروا الحدود حتى الآن، من السودان إلى دول أخرى، وسط فشل كافة الهدن الإنسانية، التي تمدد باستمرار رغم تواصل القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع. وتتحدث الأمم المتحدة عن خطورة الحالة الإنسانية، نتيجة الأوضاع الصعبة التي تعاني من الدول التي تستضيف اللاجئين.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فقد وصل أكثر من 30.000 شخص إلى تشاد منذ بدء القتال في منتصف أبريل/ نيسان، فيما يخطط برنامج المساعدات الغذائية الطارئة التابع للأمم المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 100.000 لاجئ جديد خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

 

https://t.me/ultrasudan

ورغم ذلك، يهدد موسم الأمطار الوشيك بقطع المناطق الحدودية النائية، مما يعني ضرورة "وضع مخزون الغذاء مسبقًا" في مواقع استراتيجية ، مثل مخيم فارشانا للاجئين في الشرق، بحسب تحذيرات المتحدث باسم برنامج المساعدات الغذائية بيير هونورات.

وقال هونورات: "الأمطار قادمة ... وفي غضون ستة إلى ثمانية أسابيع، ستكون الطرق بالكاد سالكة، وهذا هو السبب في هذا السباق. لم يتبق سوى أسابيع على بداية موسم الجفاف، والذي كان من المتوقع بالفعل أن يترك ما يقدر بنحو 1.9 مليون شخص يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي".

Getty

وتشير صحيفة الغارديان إلى أن تشاد التي تستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ قبل بداية الصراع الأخير في السودان، تحتل المرتبة قبل الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة.

وأشار هونورات إلى أنه في اليوم السابق على اندلاع القتال، أصدر بيانًا صحفيًا يحذر من أن الوكالة "لا تملك على الإطلاق أي تمويل من أيار/ مايو فصاعدًا" للاجئين والنازحين داخليًا. ويقدر برنامج الأغذية العالمي أنه يحتاج إلى 160 مليون دولار ليتمكن من توفير الغذاء خلال الأشهر الستة المقبلة للاجئين الجدد، بالإضافة إلى أولئك الذين كان يدعمهم بالفعل.

وقال هونورات إنه بعد أسبوعين من اندلاع الصراع، حدث تغيير كبير في احتياجات الأشخاص الذين يعبرون الحدود، موضحًا أن حركة اللجوء في البداية كانت تقتصر على القادمين من منطقة دارفور، حيث وصلوا ولديهم كفاية غذائية لعدة أيام، لكن الآن الناس "يصلون من أماكن بعيدة.. وهم يأتون بلا شيء... لقد هربوا للتو".

أمّا في جنوب السودان، فقد قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم في المتحدة في جنوب السودان شارلوت هالكفيست، إن العديد من الذين وصلوا إلى الحدود "قطعوا مسافات طويلة، وكانوا على متن عربات تجرها الحمير، ويتعرضون للشمس والحرارة. إنهم يصلون في حالة سيئة للغاية". وتشير التقديرات إلى أن المفوضية أسست مركز عبور حيث يمكن للناس الوصول إلى المياه والغذاء والأدوية، لكنه وصل بالفعل إلى طاقته الاستيعابية 5000، وأصبحت بلدة الرنك والحدود مزدحمة للغاية.

Getty

وأضافت هالكفيست: "المشكلة هي أنه حتى لو كان الناس قادرين على نقل أنفسهم خارج الحدود، فإن البنية التحتية في جنوب السودان والمواصلات محدودة بشكل لا يصدق... لقد أدى تغير المناخ والفيضانات إلى تدمير البنية التحتية للطرق الحالية... الخروج من هذه المنطقة أمر صعب حقًا". 

وبحسب تقارير إعلامية، فإن حركة اللجوء السودانية، تكشف عن الحاجة إلى دعم إنساني عاجل، نظرًا لكونها تصل إلى بلدان منهكة اقتصاديًا نتيجة التوترات السياسية والحروب، والأزمات المناخية.

وبحسب التقديرات فقد دخل ما يقدر بنحو 30 ألف شخص إلى جنوب السودان، معظمهم من اللاجئين من جنوب السودان الذين عادوا إلى وطنهم، بالإضافة إلى وجود أكثر من 300 ألف لاجئ و2 مليون نازح، نتيجة الحرب الأهلية التي عاشها جنوب السودان والذي يُعد من أقل البلدان نموًا في العالم، ولديه أسوأ المعيطات الصحية، مع بنية تحتية معدودة.

Getty

وتشاد كما سبق وأشرنا وصل إليها أكثر من 30 ألفًا، مع وجود نصف مليون لاجئ من السودان وأفريقيا والوسطى وأكثر من 400 ألف نازح داخليًا، وقدمت تشاد اللجوء للسودانيين منذ فترة طويلة، إلّا أنّها تعاني من أعلى معدلات الفقرة في العالم، وتمرد بوكو حرام، والفيضانات الواسعة.

وعلى صعيد جمهورية أفريقيا الوسطى، فقد وصل إلها أكثر من 6000 شخص، من بينهم مواطني أفريقيا الوسطى، فيما تمتلك البلد ما يقترب من نصف مليون نازح داخليًا، وتعاني بشكلٍ مزمن انعدام الأمن الغذائي، مع حاجة 120 ألف شخص للمساعدات الإنسانية شمال البلاد، وارتفاع أسعار السلع نتيجة تعطل سلاسل التوريد عبر السودان.

أمّا في أثيوبيا، فقد وصلها أكثر من 11000، معظمهم سودانيون، من إريتريا ومن إثيوبيًا عادوا إلى بلادهم. مع وجود أكثر من 800 ألف لاجئ فيها. وكانت قد عاشت فترة طويلة من القتال بين قوات تيغراي والقوات الموالية لرئيس الوزراء أبي أحمد.

تشير صحيفة الغارديان إلى أن تشاد التي تستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ قبل بداية الصراع الأخير في السودان

وفي مصر، فقد وصل حوالي 40 ألف سوداني و 2300 أجنبي، مع وجود أكثر من 288000 من طالبي اللجوء واللاجئين المسجلين سابقًا. وتقول المتحدثة باسم المفوضية في مصر كريستين بشاي: "إنهم في حاجة ماسة إلى مجموعة واسعة من المساعدة والخدمات، بالنظر إلى أنهم فروا بالكاد ومعهم أي شيء"، أمّا أبرز الصعوبات فهي الانخفاض الحاد في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري.