22-فبراير-2024
وقال دبلوماسي مطلع على الاتصالات بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة: "إذا كانت هناك عملية في رفح، فيمكننا أن ننسى صفقة الرهائن".

(Getty) قال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي، إن "إسرائيل تريد أن تحقق في المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه في الحرب"

تسعى الولايات المتحدة، إلى الدفع بإنجاز صفقة لتبادل الأسرى، مع زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، إلى باريس يوم الجمعة، لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين، حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تبادل.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، يقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم يريدون محاولة التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان في أقل من ثلاثة أسابيع من أجل ضمان وجود وقف مؤقت لإطلاق النار خلال رمضان، لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس .

ومن شأن الاقتراح الحالي الذي تدفع به إدارة بايدن أن يؤدي إلى توقف الحرب على غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل.

قال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي، إن "إسرائيل تريد أن تحقق في المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه في الحرب"

والتقى بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن لشؤون الشرق الأوسط، في القاهرة يوم الأربعاء مع عباس كامل، مدير جهاز المخابرات المصري.

وقال مسؤول أمريكي بعد الاجتماع إن جميع الأطراف تعمل على التوصل إلى اتفاق. مضيفًا: "نرى أهمية في مواصلة المناقشات".

من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي إنه بحسب ما تعرفه إسرائيل، قدمت حماس لمصر "ردًا شفهيًا" على الموقف الإسرائيلي ووافقت على "تعديلات طفيفة" في مطالبها. لكن المسؤول قال إن رد حماس الجديد لا يشير إلى حدوث انفراجة، وفق قوله.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يوقع بعد على إرسال وفد إسرائيلي إلى باريس لحضور اجتماع الجمعة. 

وشدد المسؤول على أن بعض أعضاء فريق التفاوض لن يذهبوا إلى الاجتماع إذا أمرهم نتنياهو بالاستماع فقط وعدم التفاوض، كما فعل في الاجتماع الأخير الذي حضره وفد إسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر.

ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، سيجتمع المبعوث الخاص للبيت الأبيض بريت ماكغورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في إسرائيل بعد ظهر اليوم، لمناقشة محادثات صفقة التبادل المحتملة، والعدوان الإسرائيلي على رفح.

إسرائيل تضع المعوقات

بدوره، قال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي، إن "إسرائيل تريد أن تحقق في المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه في الحرب"، مضيفًا: "إسرائيل غير مستعدة حتى اللحظة لوقف العدوان على قطاع غزة".

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال، أنّ المعوقات التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار، هي التي تعطل الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين.

واعتبر نزال، في حديث مع "العربي الجديد"، أن من يعتقد أن تحرير الأسرى هو العقبة في إنجاز التفاهمات فهو مخطئ، بل إن ورقة الأسرى هي الورقة الكبرى الرابحة، التي تشكّل ضغطًا على الاحتلال، وستجبره على الرضوخ لمطالب المقاومة.

وبشأن طبيعة المعوقات التي تعطل وصول العملية التفاوضيّة إلى تفاهمات تنهي الحرب بشكل مؤقت أو دائم، يقول نزال إن "المعوقات يضعها الاحتلال، وليس حركة حماس، فالاحتلال لا يريد الالتزام عاجلًا أم آجلًا، بوقف إطلاق نار نهائي، ولا يريد انسحاب قوّاته من قطاع غزة، ولا يريد رفع الحصار عن قطاع غزة، بل يريد التحكّم بحركة مرور الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة".

وأضاف: الاحتلال "مقابل ذلك، يريد الحصول على جميع أسراه، ولا يريد أن نحصل على جميع أسرانا. وعليه، فإن العملية التفاوضية متعثرة، لأن حماس لا يمكنها التوقيع على تفاهمات، لا تضمن وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوّات الاحتلال من غزة".

تأتي هذه التصريحات، بالتزامن مع زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة.

نتنياهو غير مستعد

من جانبه، قال رئيس معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس: "منذ خروج المختطفين لم نتوقف عن القتال ولو ليوم واحد، ولن نتوقف ولو دقيقة واحدة دون إعادة مختطفينا. وفي كل الأحوال سنواصل القتال بالكثافة اللازمة حتى نحن نزيل تهديد حماس". مشيرًا إلى وجود تقدم في ملف المفاوضات.

من جانبها، ذكرت شبكة "سي إن إن": أن إدارة بايدن تضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأسبوعين المقبلين، والذي سيكون "حاسمًا".

وتضغط إدارة بايدن من أجل وقف إطلاق النار في القطاع قبل بداية شهر رمضان، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إطلاق سراح الأسرى سيكون السبيل الوحيد المحتمل لتقريب الهدنة الأولى منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال دبلوماسي مطلع على الاتصالات بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة: "إذا كانت هناك عملية في رفح، فيمكننا أن ننسى صفقة الرهائن".

أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال لـ"العربي الجديد"، أنّ المعوقات التي تضعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار، هي التي تعطل الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين

وبحسب التقرير فإن الأمر الأقل وضوحًا بالنسبة لبعض الأطراف المشاركة في المحادثات هو إلى أي مدى يفضل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهدنة على القتال في رفح. وقال الدبلوماسي لـ"سي إن إن": "لا يبدو أن نتنياهو مستعد لأي اتفاق في هذه اللحظة".

من جانبه، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "للمرة الأولى منذ أسابيع، هناك درجة صغيرة من التفاؤل بأن الجهود الأميركية للتفاوض على اتفاق آخر للتبادل مقابل الهدنة ستؤتي ثمارها".

وأضاف: "تركز المحادثات الآن على عدة قضايا رئيسية، بشكل رئيسي نسبة الأسرى في غزة إلى الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم ومدة وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة". موضحًا: "يبدو أن هذا التحول جاء بسبب الجهود الأميركية المتجددة لتأمين تحقيق انفراجة في المفاوضات".