21-فبراير-2024
جنود جيش الاحتلال ينهبون المنازل

(Yonatan Sindel/Flash90/الصورة من بيت لاهيا) جنود الجيش الإسرائيلي ينهبون المنازل في قطاع غزة

يواصل عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، تدمير وسرقة منازل قطاع غزة، إذ تحولت سرقة ونهب منازل القطاع إلى ممارسة شائعة وعلنية بين جنود جيش الاحتلال.

وأشار تقرير لمجلة "972+"، إلى أن "جنود الجيش الإسرائيلي، يقومون بمشاركة مقاطع فيديو توثق بسعادة تدميرهم الوحشي للمباني وإذلال المعتقلين الفلسطينيين. وقد تم عرض بعض هذه المقاطع في العرض الذي قدمته جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية الشهر الماضي كدليل على الإبادة الجماعية. ولكن هناك جريمة حرب أخرى تم توثيقها بسهولة من قبل الجنود الإسرائيليين والتي حظيت بقدر أقل من الاهتمام والإدانة على الرغم من انتشارها: النهب".

قال الباحث الإسرائيلي المختص في الجيش ياغيل ليفي: "النهب أثناء القتال هو تعبير عن الرغبة في الانتقام"

وأضاف التقرير: "في تشرين الثاني/نوفمبر، أصيب المغني الفلسطيني حمادة نصر الله بالصدمة عندما اكتشف مقطع تيك توك لجندي يعزف على الجيتار الذي اشتراه له والده قبل 15 عامًا. وتظهر مقاطع فيديو أخرى تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة جنودًا إسرائيليين يتفاخرون بالعثور على ساعات يد، ومجموعة قمصان كرة القدم الخاصة، وسرقة السجاد والبقالة والمجوهرات". 

كما لفت التقرير النظر إلى منشور في مجموعة على فيسبوك للنساء الإسرائيليات تضم ما يقرب من 100 ألف مستخدم، وتساءلت إحداهن عما يجب فعله بـ "الهدايا من غزة" التي أحضرها لها شريكها، الجندي. ونشرت صورة لمستحضرات التجميل وكتبت: “كل شيء مختوم باستثناء منتج واحد. هل ستستخدم هذه؟ وهل أحد يعرف هذه المنتجات أم أنها في غزة فقط؟".

وأضاف التقرير: "الحقيقة أنه منذ بدء الغزو البري الإسرائيلي في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، ظل الجنود يأخذون كل ما تقع أيديهم عليه من منازل الفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار . هذه الظاهرة ليست سرًا، فقد تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع - ودون انتقاد - في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينما كان الحاخامات من الحركة الصهيونية الدينية يجيبون على أسئلة الجنود حول ما يجوز نهبه وفقًا للقانون اليهودي".

قال جنود من جيش الاحتلال لـ"+972 وسيحاه ميكوميت"، إن هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، وأن قادتهم في الغالب يسمحون بحدوثها. وقال أحد الجنود، الذي اعترف بأنه أخذ هو نفسه ما وصفه بـ"التذكار" من أحد المراكز الطبية التي احتلها الجيش: "أخذ اجنود الأشياء: أكواب، كتب، كل واحد منها هدية تذكارية له".

وشهد جندي آخر من جيش الاحتلال، تواجد في شمال ووسط غزة، أن الجنود "أخذوا السجاد والبطانيات وأدوات المطبخ"، وأوضح أنه لم يكن هناك أي إحاطة بهذا الشأن من الجيش سواء قبل الدخول أو أثناء وجوده في الميدان. وقال: "لم يكن هناك أي حديث عن ذلك من القادة. يعلم الجميع أن الجنود يأخذون الأشياء. يُعتبر الأمر مضحكًا. يقول الجنود: أرسلوني إلى لاهاي. الأمر لا يحدث سرًا. لقد رأى القادة ذلك، والجميع يعلم، ولا يبدو أن أحدًا يهتم".

وقال جندي آخر من جيش الاحتلال: "هناك شيء في هذا الواقع الذي أصبح فيه المنزل [في حالة خراب] يسمح لك بأخذ طبق أو سجادة. وفي إحدى العمليات، وفي أحد المنازل المدمرة، كانت هناك خزانة بها أدوات مطبخ قديمة، وأطباق خاصة، وأكواب خاصة. لقد رأيتهم يتعرضون للنهب".

وأضاف جندي آخر من جيش الاحتلال: أن "[القادة] لم يتحدثوا حقًا عن هذا الأمر. لم يقولوا أنك لا تستطيع أخذ الأشياء. وشعر معظم الناس بالحاجة إلى أخذ هدية تذكارية"، وفق تعبيره. 

وأشار الجندي إلى أن عملية النهب لم تكن سرًا. وفي الواقع، كان بعض القادة من جيش الاحتلال يفعلون ذلك، قائلًا: "قام رقيب السرية بتوزيع الكتب القرآنية التي وجدها وأهداها لمن يريدها. أخذ جندي آخر مجموعة من فناجين القهوة، وصينية التقديم، ووعاء. وحدة أخرى، التقينا بها بعد عودتهم من جولة، أحضرت دراجة نارية، وأعلن أحد الجنود أنه ملكه".

وقال جندي آخر دخل إلى غزة، إن الجنود أخذوا "ملاعق وكؤوس وأواني قهوة ومجوهرات وخواتم. كل ما هو سهل ويمكن الوصول إليه يؤخذ. ليس كل شيء، لكن الناس شعروا وكأنهم أسياد الأرض. وتم أخذ خرائط من كتب الأطفال المدرسية لتوضيح كيفية تعليمهم هناك"، وفق قوله.

في بيان صدر هذا الأسبوع إلى القادة المسؤولين عن الوحدات القتالية في غزة، حث رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي الجنود على "عدم أخذ أي شيء ليس ملكنا"، وعلق التقرير على ذلك، بالقول: "هذه الرسالة تأتي بعد عدة أشهر أصبحت فيها عمليات النهب روتينية تمامًا. وقد أصبحت هذه الظاهرة طبيعية إلى حد أن الجنود قدموا في مقطع حديث على قناة كان العامة للإذاعة الإسرائيلية، للمراسل أوري ليفي مرآة أحضروها معهم من غزة. وقال ليفي: من أنقاض خان يونس، على الطريقة الغزية الكلاسيكية". 

وفي مقال له في "يديعوت أحرونوت"، نقل ناحوم برنيع عن جندي قوله إنه رأى سرقة "الهواتف والمكانس الكهربائية والدراجات النارية والدراجات".

وتحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن هذه الظاهرة في وقت سابق من هذا الشهر. ولكن في السياق الإشارة إلى أن مقاطع الفيديو يتم مشاركتها في جميع أنحاء العالم من أجل "فضح الجنود الإسرائيليين. فيما تضمن المقطع أيضًا مقابلة مع الجندي الذي صور نفسه بساعات اليد التي وجدها داخل منزل فلسطيني".

يشار إلى أن، الجيش الإسرائيلي يمتلك وحدة خاصة تعمل على الاستيلاء على الأموال والممتلكات الأخرى التي يتم العثور عليها في ساحة المعركة. ومن المعروف حتى الآن أن الجيش استولى على عشرات الملايين من الشواقل من غزة، والتي يدعي أنها مملوكة لحماس.

سرقة الطعام وسط المجاعة

وإلى جانب نهب ممتلكات الفلسطينيين، يتناول جنود جيش الاحتلال بشكل روتيني أيضًا الطعام الذي يجدونه في المنازل في غزة. 

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس مؤخرًا ، وصف جنود جيش الاحتلال "تجاربهم" في الطهي في المنازل الفلسطينية باستخدام المكونات التي وجدوها هناك. وقال أحد الجنود في المقال: "إن مطبخ غزة، كما رأينا، مليء بالتوابل. يوجد أيضًا الكثير من العدس، لذلك قمنا في البداية بإعداد الكثير من اليخنة …. كان كل منزل بقينا فيه يحتوي على زيتون يصنعه، وقد تذوقناه... زيت الزيتون موجود أيضًا في كل منزل، ويساعد كثيرًا في تحسين أي طعام. لديهم أيضًا صلصة حارة رائعة".

وتابع الجندي: "في بعض الأحيان تواجه أشياء خاصة - فجأة يظهر الثوم ثم تتجه إلى تناول المعكرونة مع الطماطم والثوم. لقد وجدت أيضًا صلصة الخروب التي أضفناها إلى العصيدة وكانت ممتازة".

وفي الشهر الماضي، نشرت رسالة من قبل الحاخامية العسكرية تعليمات مفصلة حول "كيفية الحفاظ على الشريعة اليهودية عند استخدام الطعام والأواني الموجودة في المنازل في غزة". وتنتهي الرسالة التي وقعها الحاخام أفيشاي بيرتس بتوجيه من الكتاب المقدس : "وتأكلون ثروات كل الأمم".

الجيش الإسرائيلي يمتلك وحدة خاصة تعمل على الاستيلاء على الأموال والممتلكات الأخرى التي يتم العثور عليها في ساحة المعركة

من جانبه، قال الباحث الإسرائيلي المختص في الجيش ياغيل ليفي: "لم يتطور النهب في الفراغ؛ في الواقع، لقد كان موجودًا دائمًا. الجديد هنا هو الميزان واعتزاز الجنود به وضعف الجيش أمامه". مضيفًا: "النهب أثناء القتال هو تعبير عن الرغبة في الانتقام".

وأضاف: "يعكس النهب إنكارًا لإنسانية سكان العدو، مما يجعل من المقبول تفتيش ممتلكاتهم الشخصية، حتى الأكثر حميمية منها، واختيار ما يجب أخذه". موضحًا: "حقيقة تعرض الممتلكات الخاصة للضرر تؤكد فقط الافتراض الذي يكمن في أساس القتال، وهو أنه "لا يوجد مدنيون أبرياء" في غزة، وبالتالي لا بأس بإيذاء المدنيين حتى بعد فرارهم. وهذا يوضح أن النهب ليس انحرافًا عن القتال، بل استمرارًا لهذه الحرب الانتقامية بوسائل أخرى. إن وجودها يساعد في الحفاظ على الروح القتالية للقوات، وبالتالي فإن هيئة الأركان العامة مترددة في اقتلاعها".