21-فبراير-2024
الحرب الإسرائيلية على غزة

(Getty) تحولت مستشفيات غزة من مكان للتعافي إلى آخر للموت

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتصعيد جيش الاحتلال من عدوانه على القطاع، تتواصل التحذيرات والتصريحات الأممية والدولية بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية وارتفاع معدلات المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

ومساء اليوم الأربعاء، وصف مدير عام "منظمة الصحة العالمية"، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، غزة بأنها أصبحت "منطقة موت"، لافتًا إلى تدمير جزء كبير منها. 

وقال غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي، إن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لواحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين منذ 138 يومًا "مستمر في التدهور".

وأشار إلى أن المنظمة قامت مع شركائها بتنفيذ عدة عمليات طارئة تجاه مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وصف كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع في مستشفى ناصر بقوله إنه لم يعد مكانًا للتعافي وإنما للموت

ولفت إلى وجود حوالي 130 مريضًا وجريحًا وما لا يقل عن 15 طبيبًا وممرضًا في المستشفى، الذي يخضع لحصار مطبق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قالت وزارة الصحة بغزة إنه قام بتحويله إلى ثكنة عسكرية بعد اقتحامه.

وذكر أن المنظمة تساعد في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى بعد توقف وحدة العناية المركزة في المستشفى، الذي يُعد أكبر مستشفيات جنوب قطاع غزة. 

وقال غيبريسوس: "على مستوى أوسع، أصبحت غزة منطقة موت. لقد تم تدمير جزء كبير من الأراضي، ولقي أكثر من 29.000 شخص حتفهم"، مشيرًا إلى وجود العديد من المفقودين الذين يُفترض أنهم في عداد الموتى، وكذلك الكثير من الجرحى. 

وأكد أن معدلات سوء التغذية قد ارتفعت بشكل كبير منذ بدء الحرب، من أقل من 1 بالمئة إلى أكثر من 15 بالمئة في بعض المناطق، ما يعرّض المزيد من الأرواح للخطر، لافتًا إلى أن هذا الرقم سيرتفع كلما طال أمد الحرب وانقطاع الإمدادات. 

وفي سياق متصل، قال كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، في وصف الوضع داخل مستشفى ناصر، إنه أصبح: "مكانًا للموت لا التعافي". 

وقال ويتال في منشور على منصة "إكس" إن: "المرضى هنا بائسون، لقد أصبح المستشفى مكانًا للموت وليس مكانا للشفاء".

وفيما أشار إلى مشاركته في المهمة التي نظّمتها "منظمة الصحة العالمية" مع شركائها لنقل 32 مريضًا مصابًا بأمراض خطيرة من المستشفى، قال إنهم وجدوا المرضى الذين يحتاجون إلى نقل عاجل في حالة بائسة. 

ومساء اليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، إن الوضع في مجمع ناصر الطبي لا يُحتمل ويشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة الطواقم الطبية والمرضى. 

وأكد القدرة أن الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم الرعاية للمرضى نتيجة عدم توفر الأوكسجين والمقومات الطبية اللازمة، لافتًا إلى انقطاع الماء والأوكسجين عن المجمع نتيجة توقف المولد الكهربائي. 

وذكر أنه تم تحويل 45 مريضًا من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى، لافتًا إلى أن الاحتلال لا يزال يماطل في إخلاء 110 آخرين.