يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل في الجهاز الهضمي بما فيها اضطرابات القولون المتهيج، والإمساك وغيرها، والتي تُسبب شعورًا مزعجًا. ونظرًا إلى أنّ القولون يُعد من الأجزاء المهمة في الجهاز الهضمي فإنه من الضروري المحافظة على صحته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال شُرب مشروبات للقولون لتساعد على التخفيف من الآلام والاضطرابات.
مشروبات للقولون
تتوفر مجموعة متنوعة من المشروبات التي تساعد على التخفيف من آلام القولون وفيما يأتي نذكر أبرزها وأكثرها فعالية:
1 شاي النعناع
يساعد شرب شاي النعناع على تهدئة القولون، فهو يُقلل من الانتفاخ، ويخفف من آلام البطن وذلك لاحتوائه على مركب المنثول الذي يُحسن من صحة الجهاز الهضمي. ويمكنك تحضير شاي النعناع من خلال نقع أوراقه الجافة أو الطازجة في الماء المغلي، أو بإضافة بضع قطرات من زيت النعناع إلى الشاي أو الماء المغلي.
2 شاي اليانسون النجمي
اليانسون النجمي أو نجمة اليانسون أو باديانة اليانسون؛ هو من الأعشاب المستخدمة بكثرة منذ القدم لعلاج العديد من المشاكل الصحية. إذ إنه يمتلك خصائص تساعد على تنظيم الهضم وتهدئة المعدة. كما يمكنه التقليل من الإمساك الذي يُعد عرضًا من أعراض التهاب القولون التقرحي. ولتحضير شاي اليانسون النجمي كأحد مشروبات القولون يمكن طحن ملعقة كبيرة من بذور اليانسون ثم نقعها في كوبين من الماء المغلي، وتركها مدّة 5 دقائق قبل الشرب.
3 شاي الكركم
يعتبر الكركم أو الخرقوم من النباتات الفعالة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي بما فيه القولون، إذ ظهر أنه يمتلك خصائص مضادة للالتهاب التي تساعد بدورها على التخفيف من أعراض متلازمة القولون التقرحي. فلمن يبحث عن مشروبات للقولون؛ يمكن صنع منقوع الكركم بإضافة الكركم الطازج أو المطحون إلى الماء المغلي للاستفادة من فوائده، أو يمكن تناول مسحوق الكركم مع الطعام.
4 شاي الشمر
يمتلك شاي الشمر خصائص عديدة تساعد في التخلص من الغازات والانتفاخات، بالإضافة إلى دوره في التقليل من الإمساك وإرخاء عضلات الأمعاء. وظهر أنّ تناوله مع الكركم قد يُحسن من حدة أعراض متلازمة القولون التقرحي، والتخفيف من آلام البطن. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ شاي الشمر قد لا يلائم جميع الأشخاص لذا يجب الانتباه إلى الأعراض التي قد تظهر عند استهلاكه. ولتحضير شاي الشمر يمكن طحن ملعقتين كبيرتين من بذور الشمر وإضافة الماء المغلي لها، كما يمكن شراء أكياس شاي الشمر الجاهزة ونقعها في الماء الساخن وشربها.
5 شاي البابونج
للبابونج فوائد عامة عديد، ولكن يشتهر شاي البابونج خاصة باستخدامه في علاج العديد من المشاكل الصحية، ويعد أحد مشروبات القولون التي تساعد على تخفيف الآلام والأعراض. فثبت أنه يقلل من الغازات، ويخفف من اضطرابات الأمعاء. وكما في شاي الشمر فإنه قد لا يلائم جميع الأشخاص. ويعد شاي البابونج سهل التحضير إذ فقط يمكن إضافة أوراق البابونج إلى الماء الساخن، أو استخدام أكياس شاي البابونج الجاهزة ونقعها بالماء الساخن.
6 شاي السنا
تعتبر عشبة السنا أو كما تعرف بالسنامكي واحدة من الأعشاب التي يمكن استخدامها كمثال على أبرز مشروبات القولون، فهي تشتهر بخصائصها الملينة للأمعاء، وذلك لاحتوائها على مركبات الجليكوسيدات التي تحفز حركة الأمعاء. ولصنع شاي عشبة السنامكي تنقع ملعقة كبيرة من أوراق السنا الجافة مع كوب من الماء المغلي مدة 5 إلى 10 دقائق، ثم تصفى وتشرب.
7 منقوع الزنجبيل
يستخدم الزنجبيل بكثرة للتخفيف من الغثيان والانتفاخ والمغص وعسر الهضم، فهو يحتوي على مركبات فعالة تساعد على تحفيز انقباضات المعدة وبالتالي تحفيز عملية إفراغها. وفي دراسة ثبت أن تناول ما يعادل 1.5 غرام من الزنجبيل يوميًا قلل من التقيؤ والغثيان الناجم عن العلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان، والحمل، ودوار الحركة الذي يحدث السفر أو التنقل بوسائل النقل المختلفة.
أمّا عن طريقة استهلاك منقوع الزنجبيل فيمكن تقطيع جذور الزنجبيل ووضع كمية تعادل 28 غرامًا أو ملعقتين كبيرتين في كوبين من الماء وتركها 10 إلى 20 دقيقة، ثم تصفيتها وشربها.
دراسة: يؤثر سكر الفركتوز سلبًا في بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون التقرحي؛ إذ من المحتمل أنهم يعانون أيضًا من عدم تحمل الفركتوز
مشروبات تهيج القولون
قد تسبب بعض المشروبات آثارًا سلبية ونتائج عكسية على القولون لدى بعض الأشخاص، وبالتالي من الضروري تجنب شرب هذه المشروبات حتى لا تزداد الأعراض والآلام سوءًا، ومن هذه المشروبات ما سيأتي ذكره.
1 الحليب
يحتوي الحليب على سكر اللاكتوز. ويعاني العديد من الأشخاص من عدم تحمله، الأمر الذي يؤثر في صحة الجهاز الهضمي، ويعود ذلك إلى عدم إنتاج إنزيم اللاكتيز داخل الأمعاء الذي يحلل سكر اللاكتوز، وبالتالي عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص هذا السكر، الأمر الذي يزيد من الأعراض المزعجة التي تصيب القولون، والتي تشمل الغازات والانتفاخ، والمغص، والإسهال أو الإمساك. لذا يُنصح بتجنب شرب الحليب للحفاظ على صحة الأمعاء وتجنب الألم.
2 العصائر عالية الفركتوز
يؤثر سكر الفركتوز سلبًا في بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون التقرحي؛ إذ من المحتمل أنهم يعانون أيضًا من عدم تحمل الفركتوز، وثبت ذلك في دراسة أجريت على 80 شخصًا يعانون من متلازمة القولون التقرحي، ووجد فيها أن ثلثهم يعانون من عدم تحمل الفركتوز. كما أشارت الدراسة إلى أن إعطاء هؤلاء الأشخاص نظامًا غذائيًا خاليا من الفركتوز ساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة لهذه المتلازمة.
ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع الفواكه تحتوي على كميات كبيرة من الفركتوز مقارنةً بأنواع أخرى، والتي يُنصح تجنب شرب العصائر التي تحتوي عليها، وتشمل هذه الفاكهة: المانجو، والبطيخ، والتفاح، والموز، والفواكه المجففة. ولكن إذا ما كنت من محبّي عصير الفاكهة يمكنك استهلاك بعض الأنواع الأخرى التي تحتوي على كميات منخفضة من الفركتوز مثل: الكيوي، والتوتيات بما فيها الفراولة والتوت الأزرق والأسود، بالإضافة إلى الأناناس والليمون.
3 المشروبات الخالية من السكر
قد يتبادر إلى الذهن الآن أن المشروبات الخالية من السكر تعد من الخيارات الصحية في النظام الغذائي، لكن ما علاقتها بالقولون؟ في الحقيقة تحتوي هذه المشروبات على محليات صناعية والتي تمتلك تأثيرًا سلبيًا في صحة الجهاز الهضمي، إذ إنها تزيد من حدة أعراض متلازمة القولون التقرحي وخاصة الإسهال والمغص، الأمر الذي قد يعود إلى التأثير السلبي لهذه المحليات في البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء الضرورية لصحة الجهاز الهضمي. لذا ينصح بتجنب هذه المشروبات واستبدالها بواحد من مشروبات القولون التي ذُكرت أعلاه.
4 مشروبات الطاقة
تؤثر مشروبات الطاقة سلبًا في صحة الجهاز الهضمي عامةً والقولون خاصةً بسبب احتوائها على كميات كبيرة من الكافيين، الذي يسبب بدوره بعض المشاكل الصحية أبرزها زيادة الانقباضات في الأمعاء، وبالتالي زيادة دفع الطعام خارج القناة الهضمية، مما يعني الإصابة بالمغص والإسهال. وعلى النقيض فيمكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الكافيين إلى الإصابة بالإمساك، ويعود ذلك إلى أنه يزيد من وتيرة التبول، ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف إذا ما لم تستهلك كميات كافية من الماء تعوض تلك المفقودة عبر البول. ومن المعروف أن قلّة ترطيب الجسم تؤدي إلى الإصابة بالإمساك. لذا يُنصح بالاستعاضة عن هذه المشروبات بالماء أو العصائر الطبيعية منخفضة السكر.
توجد العديد من المشروبات والأعشاب المفيدة لصحة القولون. لكن يجب الانتباه إلى كيفية تفاعل الجسم مع هذا المشروب، ويجب أخذ الحيطة عند إدخال نوع جديد من الأعشاب إلى نظامنا الغذائي اليومي. فإذا لوحظ أن الأعراض ازدادت يجب إيقاف شُرب هذا المشروب واستبداله بنوع آخر، وإذا لوحظ أن الأعراض بازدياد مستمر فلا بُد من استشارة طبيبك المختص. كما يجب على الأطفال والمرأة الحامل والمرضع استشارة الطبيب المختص قبل استهلاك أي مشروبات للقولون.
