17-يناير-2024
مشروب لعلاج المريء

مشروبات علاج ارتجاع المريء

 

ارتجاع المريء مشكلة شائعة جدًا، وهو تدفق حمض المعدة للأعلى باتجاه المريء، إذ يسبب شعورًا مزعجًا كالشعور بالحرقة. وتوجد بعض المشروبات لعلاج ارتجاع المريء أو التخفيف من أعراضه وهي تشمل الماء، وبعض أنواع شاي الأعشاب والعصائر الطبيعية وغيرها. سنفصلها تباعًا في هذا المقال.

 

مشروبات لعلاج ارتجاع المريء

يمكن لبعض المشروبات أن تساعد في  التخفيف من أعراض ارتجاع المريء المزعجة. كما أن طريقة شرب المشروبات لها دور أيضًا، إذ يُنصح بشربها على شكل رشفات صغيرة بدلًا من شربها دفعة واحدة أو بسرعة، كما يمكن لبعض المشروبات الأخرى أن تزيد من حدة الأعراض والتي سنذكرها لاحقًا. لكن سنركز الآن على أبرز المشروبات لعلاج ارتجاع المريء.

في دراسة وجد أن شرب الماء القوي يساعد على معادلة أحماض المعدة وبالتالي التخفيف من أعراض ارتجاع المريء.

  1. الماء

كلنا نعي مدى أهمية الماء لصحة أجسامنا وخاصة لصحة الجهاز الهضمي والمحافظة على حركته منتظمة. وفيما يتعلق بارتجاع المريء فإن الدراسات أظهرت أن شرب رشفات صغيرة من الماء بشكل متكرر يساعد على تنقية المريء من الحمض المتراكم فيه وبالتالي المساعدة على التخلص من الضرر الحاصل في المريء والتخلص من الشعور بالحرقة. وفي دراسة أخرى وجد أن شرب الماء القلوي يساعد على معادلة أحماض المعدة وبالتالي التخفيف من أعراض ارتجاع المريء. لكن يجب التنويه إلى أن شرب كميات كبيرة جدًا من الماء يخل في توازن المعادن في الجسم لذا يجب الحرص على شرب الماء بكمية معتدلة ضمن الاحتياج اليومي. 

 

  1. شاي الزنجبيل

يُعد شاي الزنجبيل ذو الطعم اللاذع أحد المشروبات لعلاج ارتجاع المريء ومشاكل هضمية أخرى، مثل الانتفاخ وعسر الهضم. إذ يخفف الزنجبيل من الضغط الحاصل على العضلة العاصرة المريئية المسؤولة عن منع ارتداد محتويات المعدة للأعلى، إذ إن زيادة الضغط على هذه العضلة يزيد من خطر تدفق حمض المعدة. كما يساعد الزنجبيل على التحسين من إفراغ المحتوى الغذائي من المعدة والأمعاء. بالإضافة إلى ذلك فهو يمتلك خصائص مضادة للالتهاب تساعد على التخفيف من الغثيان. 

 

ولتحضير شاي الزنجبيل يمكن نقع قطع الزنجبيل الطازج في الماء الساخن، أو في حال عدم توفره يمكن استخدام مسحوق الزنجبيل المجفف بوضع ملعقة صغيرة في كوب من الماء الساخن وشربه بعد تصفيته.

 

  1. شاي عرق السوس

اشتهر عرق السوس بفوائده لصحة الجهاز الهضمي، لذا فهو أحد المشروبات لعلاج ارتجاع المريء إذ إنه يساعد على زيادة المادة المخاطية المغلفة للمريء، الأمر الذي قد يساعد على التقليل من ارتداد أحماض المعدة. يصنع شاي عرق السوس منزليًا بإضافة ملعقة كبيرة من جذور عرق السوس المجففة والمقطعة إلى كوب من الماء وتركه يغلي لمدة 10 دقائق، وبعد تصفيته يمكن الاستمتاع به وبمذاقه الحلو.

 

  1. العصائر الطبيعية

وخاصةً عصائر الخضروات والفواكه غير الحمضية. إذ من المعتقد أنها تحتوي على مكونات تساعد على التقليل من ارتجاع المريء ومن الأمثلة على هذه العصائر: عصير صبار الألوفيرا، وعصير الشمام أو ما يعرف بالكانتالوب، وعصير الجزر، وعصير الكرفس أو الكرفاس، بالإضافة إلى عصائر كل من الشمندر، والبطيخ، والخيار، والسبانخ، والإجاص. لكن يجدر الحرص على تحضير هذه العصائر منزليًا لضمان خلوّها من السكريات المضافة والمواد الحافظة. أو في حال عدم القدرة على تحضيرها في المنزل ينصح ب شراء الأنواع الخالية من السكر. 

 

  1. الحليب قليل الدسم

لا بد أن الكثير منا قد تلقى النصيحة الموصية بشرب الحليب البارد للتخلص من الشعور بالحرقة، فما حقيقة هذه المعلومة؟ قد يكون نصفها صحيحًا، إذ ليست كلّ أنواع الحليب تساعد على التخفيف من أعراض ارتجاع المريء فالحليب قليل الدسم أو خالي الدسم هو ما يمتلك هذا التأثير. بينما يؤدي حليب كامل الدسم إلى زيادة حدّة الأعراض بسبب الدهون الموجودة فيه والتي ترخي بدورها العضلة التي تبقي المريء مغلقًا وبالتالي تدفق الحمض لأعلى كما ذكرنا سابقًا. لذا من الأفضل اختيار الأنواع خالية الدسم أو قليلة الدسم.

 

  1. الحليب النباتي

يمكن الاستعاضة عن الحليب البقري بالحليب النباتي خاصةً في حالة عدم تحمل سكر اللاكتوز الموجود فيه. بالإضافة إلى ذلك فإن الحليب النباتي يعد قاعديًا أو قلويًا وبالتالي يساعد على معادلة أحماض المعدة. ومن الأمثلة عليه حليب اللوز، وحليب الصويا الذي يعد منخفض الدهون، وحليب جوز الهند وحليب الشوفان.

حليب نباتي جوز الهند
الحليب النباتي من مشروبات علاج ارتجاع المريء، مثل حليب جوز الهند

 

  1. شاي البابونج 

يمتلك شاي البابونج خصائص مضادة للالتهاب ما يجعله خيارًا جيدًا ضمن المشروبات لعلاج ارتجاع المريء إذ إنه يساعد على التخفيف من أعراض الحرقة. وتشير الأبحاث إلى إمكانية إضافة الزنجبيل لشاي البابونج للحصول على تأثير كل منها في التخفيف من الحرقة. 

 

مشروبات تزيد ارتجاع المريء

تطرقنا أعلاه إلى مجموعة من المشروبات لعلاج المريء والتي بعضها ثبت فعاليتها في التخفيف من الأعراض. وكما ذكرنا في السابق فإن هناك أيضًّا مشروبات تزيد من ارتجاع المريء ومن حدة أعراضه ما يعني أن من الواجب تجنبها في حال كان الشخص عرضة للإصابة. ومن أبرزها ما يأتي:

 

  • عصائر الحمضيات

تعد عصائر الحمضيات مثل عصير البرتقال أو الليمون أو الجريب فروت عالية الحموضة، مما تؤدي إلى زيادة أعراض ارتجاع المريء. إذ وفقًا للجمعية الطبية الأمريكية American Medical Association فإن هذه العصائر مرتبطة بأعراض الحرقة. ففي دراسة أجريت على 400 شخص وجد أن ما نسبته 72% منهم ازداد لديهم الشعور بالحرقة بعد شربهم لعصير الجريب فروت أو عصير البرتقال. علاوة على ذلك فإنه من المعتقد أن المركبات الموجودة في الحمضيات ترخي العضلة العاصرة المريئية وتؤخر إفراغ المحتوى الغذائي من المعدة والأمعاء. 

 

  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين

تُعرف المشروبات التي تحتوي على الكافيين بما فيها القهوة والشاي والمشروبات الغازية بكونها من المشروبات التي تزيد من الشعور بالحرقة. ويعود ذلك إلى أن الكافيين قد يرخي العضلة العاصرة المريئية المرتبطة بارتجاع المريء. ففي دراسة أجريت على مجموعة من النساء للبحث في العلاقة بين شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية إضافةً إلى الماء والعصير، وبين ارتجاع المريء. وجد أنّ شرب 6 حصص يوميًا من المشروبات الغازية والشاي والقهوة زاد لديهن من أعراض الارتجاع، بينما أدى استبدال العصير والماء بحصتين منها إلى التقليل من هذه الأعراض. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثباتها.

 

  • المشروبات عالية الدهون والسعرات الحرارية

تشمل هذه المشروبات مخفوق الحليب والقهوة المثلجة التي تحتوي على الكريمة المخفوقة أو تلك التي تحتوي على شراب الكراميل. وترتبط هذه المشروبات بزيادة أعراض ارتجاع المريء بسبب محتواها المرتفع من الدهون. بينما تؤدي سعراتها الحرارية العالية إلى زيادة الوزن في حال استهلاكها بكثرة، الأمر المرتبط بزيادة فرص الإصابة بالارتجاع. 

في دراسة أجريت على مجموعة من النساء للبحث في العلاقة بين شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية إضافةً إلى الماء والعصير، وبين ارتجاع المريء

 

قد يسبب ارتجاع المريء شعورا مزعجا لكنه لحسن الحظ أمر يمكن علاجه. فإلى جانب المشروبات لعلاج ارتجاع المريء التي ذكرناها أعلاه كالماء، والحليب قليل الدسم، وشاي الأعشاب وغيرها، فإن اتباع بعض النصائح يمكنه أن يقلل من أعراض الارتجاع. إذ يُنصح بتناول وجبتي الإفطار والغداء وعدم تجنبها، وعدم تناول الوجبات الخفيفة والمشروبات التي تحفز شعور الحرقة في وقتٍ متأخر من الليل. بالإضافة إلى ذلك فإن تقليل استهلاك الأطعمة الحارّة والتي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل يساعد أيضًا على التخفيف من هذه الأعراض. كما تجب مراجعة الطبيب المختص إذا استمرت أعراض الحرقة مدة طويلة.