22-مايو-2019

يتسبب حصار التحالف السعودي لليمن بأوضاع صحية خطيرة لعديد من المدنيين (Getty)

يواصل التحالف السعودي الإماراتي حصاره لليمن، وقصفه الجوي للبنية التحتية وقتل اليمنيين الأبرياء، فمنذ أن بدأ حربه على اليمن، لوقف تمدد الحوثيين عام 2015 وإعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى صنعاء حسب الزعم، أعلن   فرضه الحصار على اليمن، عبر البوارج البحرية والمقاتلات الجوية.

تسبب الحصار على الموانئ اليمنية والمنافذ البرية وإغلاق المطارات الجوية، في وفاة عشرات الآلاف من السكان إثر تفشي الفقر والأوبئة والأمراض، وصعوبة وصول المواد الغذائية، وصعوبة التنقل بين المحافظات

ولهذا السبب، فإن أكثر من "مئة ألف طفل يمني معرضون للموت سنويًا بسببِ العدوانِ السعودي الأمريكي والحصار المفروض على الشعب"، كما يقول وزير الصحة العامة في حكومة الحوثيين طه المتوكل، مبينًا أنَّ سبعة وتسعين في المئة من معَدات المستشفيات اليمنية تجاوزت عمرها الافتراضي بسبب الحصار، متهمًا التحالف بمنع دخول أجهزة صحية بعينِها، ما يفقد الكثير حياتهم.

اقرأ/ي أيضًا: مبادرة إماراتية وسعودية في اليمن.. صفقة "كارثية" على درب حرب لا نهاية لها

تسبب الحصار على الموانئ اليمنية والمنافذ البرية وإغلاق المطارات الجوية، في وفاة عشرات الآلاف من السكان إثر تفشي الفقر والأوبئة والأمراض، وصعوبة وصول المواد الغذائية، وصعوبة التنقل بين المحافظات، ناهيك عن انعدام الجوازات اليمنية ومنع حكومة هادي السفر بالجوازات المقطوعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

كارثة مطار صنعاء

منذ آب/أغسطس عام 2016، يفرض التحالف حظرًا على حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي، بعد أن أوقف كافة الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، لكن القيام بكل رحلة يتطلب تنسيقًا مع قيادة التحالف.

30 ألف مريض لقوا حتفهم خلال السنوات الماضية بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، بينما يحتاج 300 ألف مريض يمني إلى الإجلاء إلى الخارج للعلاج، بحسب الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، يوسف الحاضري في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة.

واتهم الحاضري الأمم المتحدة بعدم التجاوب مع مطالب تلبية الاحتياجات العاجلة من الأجهزة الطبية، متسائلًا "ماذا ستخسر الأمم المتحدة إن تعاونت في نقل المرضى؟".

وفاقم استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي الأزمة الإنسانية في اليمن وتسبب بمزيد من المعاناة والموت البطيء لآلاف المرضى، كما يقول مدير عام النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد مازن غانم، في تصريح لوكالة سبأ، متهمًا تحالف الرياض وأبوظبي بتعمد قتل المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية، ويحتاجون للسفر للخارج للعلاج بمنعهم من السفر من مطار صنعاء الدولي.

ويموت ما بين 20 إلى 25 مريضًا يوميًا بحسب إحصائيات وزارة الصحة نتيجة عدم قدرتهم على السفر من مطار صنعاء الدولي للعلاج بالخارج، بالإضافة إلى أن 240 ألف مريض ينتظرهم مصير مجهول بسبب إغلاق مطار صنعاء وبحاجة ماسة إلى السفر للعلاج.

وحذر وزيرا الصحة طه المتوكل والخارجية هشام شرف، في حكومة الحوثيين، من حدوث كارثة صحية كبيرة لآلاف المرضى نتيجة استمرار حصار التحالف وإغلاقه مطار صنعاء، بحسب قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين. وقال المتوكل إن التحالف أدخل اليمن في سجنٍ كبير حيث لا تدخل لا معدات ولا تجهيزات ولا يخرج الجرحى عبر مطار صنعاء. مؤكدًا أن إغلاق المطار يُعرّض عشرات الآلاف من المرضى لخطر الموت المحقق لاسيما مرضى زراعة الكلى ومرضى القلب.

وفي ذات السياق قال هشام شرف بأن عدول الأمم المتحدة عن اتفاقية إنشاء جسر جوي طبي يعد سابقة خطيرة، مؤكدًا أن المماطلة في توقيعها يمثل استهدافًا لحياة ملايين اليمنيين.

من يسيطر على المطارات اليمنية الأخرى؟

  • مطار عدن

تقبع المطارات اليمنية الأخرى تحت سيطرة القوات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي التي حولتها إلى ثكنات عسكرية. كما تمنع هذه القوات خروج اليمنيين من مطار عدن الذي ما زال يعمل، وتسيطر عليه القوات الإماراتية إلا بتصاريح عبور.

معوقات كبيرة يواجهها السكان في الوصول إلى محافظة عدن، بسبب نقاط التفتيش العسكرية، ومنع القوات الموالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي الداعي لانفصال اليمن، دخول المواطنين من سكان المحافظات الشمالية. وتوفي العشرات من المرضى خلال السنوات الماضية أثناء السفر نحو المحافظات الجنوبية بسبب بعد المسافة والتفتيش المكثف للمسافرين الذي يستمر لساعات طويلة في النقاط العسكرية المكثفة.

في هذا السياق فإن وزير النقل في حكومة هادي، قال إن عدد الرحلات الجوية المصرح بها من التحالف الذي تقوده السعودية خمس رحلات يوميًا/ تذهب "للمنظمات الدولية". وتساءل صالح  الجبواني "ماذا بقي لنا يا تحالف الأشقاء.. إلى متى؟". كما اتهم الجبواني التحالف السعودي بعرقلة عودة الآلاف من المواطنين إلى اليمن. جاء ذلك في تغريدة له على حسابه في موقع التدوينات القصيرة "تويتر".

  • مطار سيئون

ما زال مطار سيئون يعمل وبوتيرة ترتفع يومًا بعد آخر، لبقاء المدينة بعيدة عن الصراع بين القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والقوات الموالية لهادي من جهة، والصراع المسلح بين الجيش وأنصار تنظيم القاعدة في عدد من مناطق حضرموت من جهة أخرى.

وتخضع مدينة سيئون التي تبعد عن مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت 320 كيلو متر، لسيطرة حكومة هادي منذ اللحظة الأولى للحرب الدائرة في اليمن منذ أربع سنوات، وتُعد أكثر المناطق اليمنية هدوءا أمنيًا بعكس المحافظات والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة الحكومة، كما مكنها البعد الجغرافي عن محافظتي شبوة ومأرب من عدم وصول المواجهات المسلحة بين الجيش الحكومي ومسلحي جماعة الحوثي إليها.

  • مطار الريان

وعود كثيرة من حكومة هادي لإعادة فتح مطار الريان بمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، الذي تسيطر عليه القوات الإماراتية بعد أن حولته  إلى معسكر ومعتقل. وأعلنت حكومة هادي عدة مرات خلال السنوات الثلاث الماضية عزمها على إعادة فتح المطار بعد تأهيله بشكل كامل، والذي سيساهم في حل مشكلة النقل الجوي، غير أن جميعها باءت بالفشل.

وللعام الرابع على التوالي، ومنذ انسحاب تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، في نيسان/أبريل 2016 على وقع حملة عسكرية قادتها الإمارات، لا يزال مطار الريان مغلقًا، حيث تتخذ منه قواتها قاعدة عسكرية مركزية.

  • مطار الغيظة

بالتزامن مع استمرار احتلال القوات الإماراتية لمطار الريان بحضرموت، تسيطر القوات السعودية على مطار الغيظة بمحافظة المهرة شرقي اليمن، الذي يعد أكبر مطار يمني من حيث المساحة، وحولته هي الأخرى إلى قاعدة عسكرية تابعة لها، ومعتقل لسجن معارضيها محاولة احتلال المحافظة الحدودية مع سلطنة عمان. كما منعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

وفي نهاية العام 2017 وصلت القوات السعودية إلى مطار "الغيظة"، بمحافظة المهرة وبدأت بإطباق سيطرتها الكاملة عليه، بعد أن حولته لقاعدة عسكرية مركزية لها، خصصت فيها مقرات لميليشيات عسكرية تمولها، كما أنشأت سجونًا داخلها.

وتشهد المحافظة منذ نيسان/أبريل العام الماضي احتجاجات مستمرة، ضد الوجود العسكري السعودي بالإضافة إلى اشتباكات متفرقة بين القوات السعودية ورجال قبائل من المحافظة خلال الأيام الماضية.

بالتزامن مع استمرار احتلال القوات الإماراتية لمطار الريان بحضرموت، تسيطر القوات السعودية على مطار الغيظة بمحافظة المهرة شرقي اليمن، الذي يعد أكبر مطار يمني من حيث المساحة

ويبقى مطارا تعز ومحافظة الحديدة، مغلقان منذ العام 2015.  إذ تعرض مطار تعز إلى أكثر من 22 ضربة صاروخية، ما أدى إلى تدمير المعدات والمباني والصيانة والكابلات والعديد من المعدات مرتفعة الأسعار، وتصل تكلفة ما خلفته الغارات الجوية  إلى مليار دولار، فيما شهد مطار الحديدة مواجهات عنيفة العام الماضي بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات المشتركة أخرجته عن الخدمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ابن سلمان يستخدم سلاح المجاعة لتدمير اليمن.. نازية جديدة والجوقة تصفّق!

تخبط السياسات السعودية.. مادة للسخرية لولا كلفتها الدموية!