31-ديسمبر-2023
 10 من أبرز شخصيات عام 2023

10 من أبرز شخصيات عام 2023 (الترا صوت)

شهد عام 2023 من الكوارث البشرية والطبيعية ما لا يمكن حصره. فالعام الذي بدأ بزلزال مدمّر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر السادس من شباط/فبراير الفائت، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص؛ يشارف على الانتهاء على وقع حرب إبادة جماعية شاملة يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مخلّفًا أكثر من 21.320 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر الفائت.

وبين كارثة طبيعية وحرب إبادة جماعية، عرف عام 2023 العديد من الكوارث والأزمات السياسية والحروب حول العالم. كما كان حافلًا بشخصيات تركت تأثيرًا مميزًا في أحداث هذا العام. وفيما يلي، نستعرض معكم 9 من أبرز شخصيات عام 2023 وأكثرها تأثيرًا.


1- يحيى السنوار

يوصف يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة، بأنه "كابوس إسرائيل". ويُعد الهدف رقم واحد في العدوان الهمجي الذي يشنّه الاحتلال على القطاع منذ 84 يومًا، إذ يرى قادة دولة الاحتلال أنه المسؤول عن عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية، بقيادة "كتائب القسّام"، يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، والتي برز اسمه عربيًا وعالميًا بعدها.

ولد يحيى السنوار في 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 1962 بمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تلقّى تعليمه الإبتدائي والثانوي قبل التحاقه بـ"الجامعة الإسلامية" التي حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية. ترأّس "الكتلة الإسلامية" التي تُعتر نواة تأسيس "حماس"، وشارك كذلك في تأسيس أول جهاز أمني للحركة، عام 1983، باسم "أمن الدعوة"، ثم جهاز الأمن والدعوة "مجد" عام 1986، قبل عامين من تأسيس الحركة.

اعتُقل عام 1988، وحُكم عليه بالسجن 4 مؤبدات و30 عامًا بتهمة المشاركة بتأسيس الجناح العسكري لـ"حماس". وبعد 23 عامًا قضاها بالسجن، أفرج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي جرت بيت "حماس" والاحتلال عام 2011، وأُطلق بموجبها سراح 1027 أسيرًا وأسيرة مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد جرى انتخابه رئيسًا للمكتب السياسي لـ"حماس" بغزة عام 2017.


يحيى السنوار

2- أبو عبيدة

تصدّر اسم الناطق العسكري باسم "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، في محركات البحث منذ بدء الحرب الهمجية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وتُعد كلماته المصوّرة ورسائله الصوتية التي يُعلن فيها تفاصيل سير العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال، وما يتكبّده الأخير من خسائر على يد مقاتلي المقاومة، من أكثر الفيديوهات انتشارًا وتداولًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

يُعتبر أبو عبيدة، الذي لا يُعرف اسمه ولا صورته، من رموز المقاومة الفلسطينية، ومن الأشخاص الذين ينتظر الفلسطينيون والعرب عمومًا إطلالاته حتى أصبحوا على موعد شبه يومي معه. ولذلك فهو من أهم وأبرز شخصيات 2023.

كان الظهور لأبو عبيدة في 25 حزيران/يونيو 2006، حيث أعلن في ذلك اليوم تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدّد" شرق مدينة رفح، التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي أطلقت المقاومة سراحه عام 2011 مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا ضمن صفقة "وفاء الأحرار".


أبو عبيدة

3- رفعت العرعير

أدى القصف الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى استشهاد عدد كبير من المثقفين الفلسطينيين في القطاع، أبرزهم الشاعر والأكاديمي رفعت العرعير الذي استُشهد يوم السابع من كانون الأول/ديسمبر الجاري مع العديد من أفراد أسرته إثر غارة إسرائيلية.

برز الشهيد العرعير منذ بداية الحرب بوصفه أحد أبرز الناشطين الذين حملوا على عاتقهم نشر الرواية الفلسطينية باللغة الإنجليزية، وقد ساهم في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 بتأسيس صفحة "نحن لسنا أرقامًا"، بهدف توثيق حكايات وقصص شهداء العدوان الذي كان شقيقه أحدهم.

أثار استشهاده موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان قد كتب قبل استشهاده بأيام قصيدة حظيت بانتشار واسع، يقول فيها: "إذا كان لا بد أن أموت/ فلا بد أن تعيش أنت/ لتروي حكايتي/ لتبيع أشيائي/ وتشتري قطعة قماش/ وخيوطًا (فلتكن بيضاء وبذيل طويل) كي يبصر طفل في مكان ما من غزّة/ وهو يحدّق في السماء/ منتظرًا أباه الذي رحل فجأة/ دون أن يودع أحدًا/ ولا حتى لحمه/ أو ذاته".


الشهيد رفعت العرعير

4- وائل الدحدوح

يحظى الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح بمكانة مميزة بين الغزّيين الذين نقل معاناتهم وصوتهم على مدار نحو 20 عامًا من العمل الصحفي مراسلًا لقناة الجزيرة ومديرًا لمكتبها في قطاع غزة، سيما خلال الحروب.

برز اسمه عربيًا وعالميًا خلال الحرب الوحشية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، والتي فقد خلالها زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزحت العائلة إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.  

وظهر الدحدوح في مقطع فيديو جاثيًا أمام جثامين أبنائه قائلًا: "بينتقموا منا في الأولاد؟ معلش". وفي 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أُصيب وائل الدحدوح أثناء تغطيته قصفًا إسرائيليًا على مدرسة في خان يونس، جنوب قطاع غزة، برفقة مصور الجزيرة سامر أبو دقة الذي استُشهد بعد إصابته.


وائل الدحدوح

5- خالد النبهان (أبو ضياء)

"روح الروح" عبارة قد تكون الوصف الأكثر شهرةً في الحرب البربرية الحالية على قطاع غزة، وهي كلمات قالها الفلسطيني خالد النبهان الملقّب بـ"أبو ضياء" في لحظات وداعه الأخيرة لحفيديه الطفلين الشهيدين طارق وريم، التي وصفها وهو يقبّل عينيها بأنها "روح الروح".  

أشعلت هذه العبارة مشاعر ملايين الناس ممن شاهدوا المقطع الذي ظهر فيه النبهان مودّعًا حفيديه. وفي حديث خاص مع "التلفزيون العربي"، قال أبو ضياء حول تجربته المؤلمة إن كل ما تبقى له من حفيدته ريم هو قطعة حلق علّقها بثوبه كذكرى: "أخذت منها هذه الحلق، هذا فقط ما بقي منها. عثرت عليه وأنا أقوم بتسريح شعرها، فقلت لها يا حبيبتي يا ريم سوف آخذ منك الحلق".

وتحسّر النبهان لأنه لم يجد شيئًا ليأخذه من حفيده الشهيد طارق، لكنه قال إنه قام بتسريح شعره: "كما كان يحب. كان يقول لي دائمًا يا جدي سرح لي شعري مثل تلك التي في الصورة".


خالد النبهان

6- يفغيني بريغوجين

برز يفغيني بريغوجين، عالميًا، بعد قيادته تمردًّا قصيرًا يوم 23 حزيران/يونيو الفائت ضد قيادة الجيش الروسي بعد عدة أشهر من الخلاف معها، حيث اتهم زعيم ميليشيا "فاغنر" قيادات الجيش بالخيانة وعدم إمداد قواته ما تحتاج إليه من عتاد وذخيرة، إضافةً إلى قصف معسكراتها شرق أوكرانيا.

بدأ التمرد بانسحاب قوات ميليشيا "فاغنر" من جبهات القتال شرق أوكرانيا وتوجهها نحو مدينة روستوف، جنوب روسيا. التي سيطرت عليها بشكل كامل قبل انطلاقها نحو العاصمة موسكو، لكنها لم تصلها. وبعد عدة أيام، في 27 حزيران/يونيو، طُويت صفحة التمرد باتفاق بين بريغوجين وبوتين برعاية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، انتقل بريغوجين ومقاتلي مجموعته بموجبه إلى بيلاروسيا.

وبعد شهرين من تمرده القصير، والفاشل، توفي يفغيني بريغوجين في 23 آب/أغسطس بتحطم طائرته بمنطقة تفير شمال العاصمة الروسية موسكو.


يفغيني بريغوجين

7- محمد حمدان دقلو (حميدتي)

يُعرف محمد حمدان دقلو (حميدتي) على نحوٍ واسع بين السودانيين بالجرائم التي ارتكبتها ميليشياته في إقليم دارفور غرب السودان، لكنه لم يبرز عربيًا وعالميًا إلا في عام 2019 بعد مشاركته بالإطاحة بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ودخوله إلى المجلس العسكري الذي تولّى حكم السودان.

ولد حميدتي عام 1975، وبرز اسمه خلال الحروب التي دارت في إقليم دارفور، والتي شارك فيها عبر ميليشياته التي أسسها في البداية لتأمين القوافل التجارية، قبل أن تنخرط ضمن قوات "الجنجويد". لفت انتباه الرئيس المخلوع عمر البشير، وشكّل
بقرار منه "قوات الدعم السريع" عام 2013. ومقابل الولاء له، ترقّى حميدتي حتى وصل إلى رتبة "فريق" في غضون سنوات قليلة، وذلك على الرغم من أن القوات التي يتزعمها مستقلة عن الجيش.

مع ذلك، ساهم حميدتي بالإطاحة بالبشير برفقة الفريق عبد الفتاح البرهان الذي دخل في حرب عنيفة ضدّه منذ منتصف أبريل/نيسان الفائت نتيجة تضارب مصالحهما ورغبة كلٍ منهما بالانفراد بحكم السودان. وقد تسببت الحرب بدمار وخراب كبيرين، وشرّدت ما يزيد عن 3 ملايين شخص، وفاقمت حدة العنف بالبلاد، سيما في دارفور.

ارتكبت ميليشياته خلال الحرب الدائرة الكثير من الجرائم المروّعة من بينها العنف الجنسي، حيث جرى توثيق العديد من جرائم الاغتصاب التي ارتكبها جنود "الدعم السريع" بحق نساء وفتيات سودانيات وأجنبيات.


محمد حمدان دقلو

8- عبد الفتاح البرهان

لعب عبد الفتاح البرهان دورًا كبيرًا في الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، وبرز اسمه في السودان بعد توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، وكان البشير قد عيّنه قبل نحو شهرين من ذلك مفتشًا عامًا للقوات المسلحة بعد ترقيته لرتبة فريق أول ركن.

ولد البرهان في قرية قندتو بولاية نهر النيل شمال الخرطوم. قاتل في إقليم دارفور غرب السودان، وكان مشرفًا على القوات السودانية باليمن ضمن قوات التحالف العربيمنذ 2015 بالتنسيق مع "حميدتي".

يُعتبر الرئيس الفعلي للسودان، وقد نفّذ برفقة حميدتي انقلابًا على المكوّن المدني في مجلس السيادة يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، ودخل مع الأخير في خلافات حادة منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر 2022 تدور مدار الصراع على السلطة، وقد انتهت إلى حرب دموية بينهما اندلعت يوم 15 نيسان/أبريل الفائت. ومنذ ذلك الوقت، برز البرهان عربيًا وعالميًا بوصفه طرفًا رئيسيًا في واحدة من أبشع الحروب في تاريخ السودان.


عبد الفتاح البرهان

9- أحمد الطنطاوي

برز النائب المصري السابق أحمد الطنطاوي في عام 2023 بوصفه أحد أهم المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية. الأحرى بوصفه المرشح الوحيد المعارض للرئيس عبد الفتاح السياسي، الذي فاز بولاية ثانية بعد انتخابات محسومة سلفًا.

لكن الطنطاوي خرج من السباق الرئاسي بسبب عدم قدرة حملته الانتخابية على استيفاء شروط التقدّم بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، وهي إما جمع 20 تزكية من نواب البرلمان، أو 25 ألف توكيلًا شعبيًا من المواطنين موزعين على 15 محافظة على الأقل، بحد أدنى ألف توكيل من كل محافظة؛ وذلك بسبب والقمع التضييقات الأمنية والانتهاكات التي وصلت إلى حد اعتقال أكثر من 130 شخصًا من حملة الطنطاوي.


أحمد الطنطاوي

10- خافيير ميلي

خافيير ميلي سياسي أرجنتيني مثير للجدل ينتمي إلى اليمين المتطرف، وقد برز عالميًا بعد فوزه برئاسة الأرجنتين في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت. يُعرف بمواقفه السياسية المتطرفة والمثيرة للجدل، وازداد حديث وسائل الإعلام العالمية عنه مؤخرًا على خلفية إعلان وتنفيذ خطته لإصلاح اقتصاد الأرجنتين المتعثّر، التي أطلق عليها "المنشار"، ويسعى من خلالها إلى خفض الإنفاق الحكومي، وتشمل في أحد جوانبها تسريح أكثر من 7 آلاف موظف.

ولد ميلي في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1970 في ضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لعائلة من الطبقة المتوسطة. انتُخب نائبًا في البرلمان في كانون الأول/ديسمبر 2021، واشتُهر بين الأرجنتينيين بانتقاده لسياسات بلاده سيما الاقتصادية منها، وخططه لإصلاح الاقتصاد عبر سلسلة من الإجراءات توازيًا مع زيادة العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، التي أعلن عن دعمه لها في حربها العدوانية على قطاع غزة. كما يُعرف بإعجابه بـ"الديانة اليهودية" التي أعرب بعد انتخابه رئيسًا عن نيته اعتناقها وترك المسيحية.


خافيير ميلي