08-أبريل-2024
نبتة شار رمزيتها وطرق العناية بها

تتميز نبتة الشار برائحتها العطرة ومنظرها الجميل

الشار نبتة هشة ورقيقة من أجمل النباتات، التي تضفي بهجة الربيع على المكان الذي تزرع فيه، وتتميز برائحتها العطرة، فهي تنتمي إلى فصيلة النعناع العطري. وهي بأوراقها الغضة والفواحة بالعبير تغري الناظر إليها بشمها وفرك أوراقها للتمتع بعبيرها، وليس تأثيرها جاذبًا للإنسان وحده، بل حتى الحيوانات الأخرى تنجذب إليها خاصة الفراشات. فما هي نبتة الشار؟ وأين تنمو؟ وهل هناك رمزية معينة تحظى بها وتميزها عن غيرها من النباتات؟ وما هي الإرشادات العامة وطرق العناية بهذه النبتة؟

 

تعريف بنبتة شار

تعرف نبتة شار باستخداماتها الطبية الكثيرة، ولا توجد رمزية خاصة لزراعتها، وليس لها ارتباط بقيمة ما أو دلالة من أي نوع، عدا عن خصائصها المعروفة في الطب الشعبي، وكونها من أجمل نباتات الزينة وأكثرها جاذبية ومناسبة لزراعتها في الأحواض أو الحدائق، وهي نبتة من الفصيلة الشفوية، تنتشر زراعتها في المناطق الجنوبية والغربية من السعودية، وخاصة المناطق الجبلية، وتنتشر كذلك في الهند وتلال الهملايا، وتعد المناطق المعتدلة وشبه المدارية عمومًا مثالية لنموها. تبرز بنوارها بنفسجي اللون الذي ينمو على فرع واقف منتصب من قمة الغصن النامي، والأزهار تكون منثورة على جوانبه، مما يزيد هذه النبتة جمالًا إلى جمالها.

من الضروري إبعاد نبتة شار عن أي مصدر دفء كالمواقد أو المكيفات لأن تيار الهواء الدافئ قد يؤثر سلبًا في صحة الأوراق.

العناية بنبتة الشار

يعد نبات الشار من النباتات الدائمة الخضرة، أغصانها عصارية سهلة الكسر، تشبه الريحان والزعتر البري، وأوراقها تشبه أوراق النعناع ولكن حوافها مشرنفة بحدة، ورغم أنها نبتة برية في الأصل إلا أنه من السهل زراعتها في أحواض منزلية في الحدائق البيتية أو كنبتة زينة داخلية، وفيما يأتي طريقة العناية بنبتة الشار:

  1. تزرع الشار من خلال غرس البذور في التربة خلال فصل الربيع، ويتوقع أن تنمو خلال 10 أيام، كما يمكن تكثير الشار باقتصاص فرع منها ونزع الأوراق عنه وتركه في كوب ماء، مع مراعاة تنظيف الكوب يوميًا وتغيير الماء حفاظًا على الفرع من البكتيريا، وخلال أيام قليلة يمكن ملاحظة نمو الجذور، ويمكن حينها نقل الفرع إلى حوض الزراعة.
  2. يفضل زراعة الشار في الحديقة الخارجية لأنها تحتاج إلى أشعة الشمس، ولكن لو كانت في منطقة شبه مظللة فلا يعيق ذلك نموها، لذلك من الممكن زراعتها في غرفة داخلية مع الانتباه إلى ضرورة تأمين إضاءة مناسبة، فالغرفة يجب أن تكون مشرقة، ومن الضروري الانتباه إلى إبعاد النبتة عن أي مصدر دفء كالمواقد أو المكيفات لأن تيار الهواء الدافئ قد يؤثر سلبًا في صحة الأوراق.
  3. تحتاج نبتة الشار إلى تربة رملية من النوع الطيني، بدرجة حموضة 6-8 في حال زراعتها في الخارج، وتربة جيدة التصريف عند زراعتها في الأحواض، مع ضرورة اختيار حوض زراعة بفتحة تصريف للتخلص من الماء الزائد. ولا حاجة إلى وجود وعاء لجمع الماء أسفل حوض الزراعة.
  4. تتأثر نبتة الشار سريعًا بالجفاف، ولكن الإسراف في الري يسبب تعفن الجذور، لذلك يجب الحفاظ على التربة رطبة باعتدال، مع مراعاة تغير الفصول، فالطبيعي أن تزيد حاجتها إلى السقي في الصيف أكثر من الشتاء، ومعدل حاجة الشار للري 2-4 مرات أسبوعيًا في الصيف، ومرة كل 7-10 أيام في باقي الأيام الباردة أو غير الحارة.
  5. تحتاج النبتة إلى السماد، وأفضل وقت لتزويدها بالعناصر الغذائية التي تحتاج إليها في الربيع حتى الصيف للنبتة الخارجية، يمكن تسميدها بالدبال والسماد لكل الاستعمالات، وللنبتة الداخلية يفضل استخدام السماد السائل، لأن امتصاصه وأخذ الفائدة منه يكون أسرع، كما أنه يساعد في تصريف المياه الزائدة.
  6. تذبل الأوراق والأزهار كل فترة، لذلك من الضروري التخلص منها بقصها باستخدام أي مقص حاد للزراعة أو مقص عادي شرط التعقيم أو غسله بالماء والصابون وشطفه جيدًا.
  7. تظهر بعض الحشرات أو البق الدقيقي أو حشرة الذبابة البيضاء في حال كانت البيئة جافة ودافئة، أما الرطوبة الزائدة فقد تجذب القواقع والرخويات، ويمكن التخلص منها  باستخدام علاجات منزلية من خلال منقوع البابونج أو منقوع عشبة القريص وتخفيفهما ورشهما كمبيد حشري طبيعي.
  8. يجب الاحتفاظ بحوض النبتة في داخل المنزل في الأوقات التي يشتد فيها البرد ويسود الصقيع في الأجواء حفاظًا على النبتة خاصة فيما لو كانت في طور النمو. حتى إذا عاد الربيع يمكن إرجاعها إلى الحديقة.

يمكن أن يساعد تناول الشار في تحسين تكوين الجسم والعمليات الأيضية، عند استخدامه مع النظام الغذائي الموصى به من خبير التغذية

الاستخدامات الطبية للشار

يُشاع أن لنبتة الشار خصائص علاجية وصحية كثيرة بفضل مادة الـفورسكولين التي يحتوي عليها، ورغم أن معظمها يفتقر إلى الدليل القطعي نظرًا لقلة البحوث والدراسات الداعمة لهذه الخصائص ودورها، إلا أنه يمكن إجمال الفوائد الطبية لنبتة الشار كما يأتي:

  1. يمكن أن تكون مادة الفورسكولين مفيدة في التخفيف من حدة مرض الجلوكوما (الزرق: تدمّر العصب البصري بسبب حالات مرضية معينة) كما يمكن أنها تخفف من ضغط العين، وذلك بأخذ الفورسكولين جنبا إلى جنب مع الملكلات الأخرى وفيتامينات ب، ولكن تظل الأدلة غير قاطعة فيما يخص تأثير الشار، لذلك لا بد من استشارة الطبيب.
  2. يُسوق الشار بوصفه مصدرًا لمكملات الفورسكولين التي تلعب دورًا في إنقاص الوزن، ولكن الدراسات والبحوث محدودة فيما يخص الأبحاث البشرية. ففي إحدى الدراسات الصغيرة التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من السمنة، تلقى المشاركون 250 ملليجرامًا من مستخلص الفورسكولين 10% أو دواء وهمي. كما اتبع جميع المشاركين نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات الحرارية، وفي نهاية الدراسة، كان جميع المشاركين من المجموعتين قد انخفضت لديهم نسبة الخصر إلى الورك وتحسنت نسبة الكولسترول الدهني عالي الكثافة (HDL). المعروف أيضًا باسم الكوليسترول "الجيد". ومع ذلك، فإن المجموعة التي تناولت المكمل بالفورسكولين شهدت تحسينات إضافية في مستويات الأنسولين ومقاومة الأنسولين.

ورغم هذه النتائج إلا أن هذه البيانات تشير إلى أن الفورسكولين لا يحل محل النظام الغذائي الصحي وإنقاص السعرات الحرارية اللازمة لفقدان الوزن. ولكنه قد يساعد في تحسين تكوين الجسم والعمليات الأيضية، عند استخدامه مع النظام الغذائي الموصى به من خبير التغذية، ولكن هناك حاجة لدراسات أكثر لتأكيد هذه النتائج.

تعد نبتة الشار آمنة للاستخدام بالمجمل، فوفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، لم يتم الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالسلامة عند تناول جرعات قدرها 500 ملغ / يوم لمدة 12 أسبوع. والآثار الجانبية التي سجلت كانت مرتبطة باضطرابات الجهاز الهضمي كالإسهال. ولكن في كل الأحوال فإن على الحوامل والمرضعات والمصابين بأمراض الكلى عدم تناول مكملات الفورسكولين.

 

نبتة الشار من النباتات العشبية العطرية من الفصيلة الشفوية، تشبه النعناع، ورغم كونها نبتة برية تنمو في الجبال إلا أنه من السهل زرعها في الحدائق المنزلية أو داخل البيوت مع الاعتناء بها وتأمين الظروف المناسبة لنموها. لا توجد خاصية رمزية أو قيمة متعلقة في زراعة هذه النبتة، ولكن العناية بالنباتات عمومًا تعد هواية مريحة تنعكس على تحسن الحالة المزاجية لصاحبها وتهدئته ودفعه إلى التأمل والهدوء أكثر، وتفصله عن صخب وتيرة الحياة التي يعيشها. كما أنها من النباتات المعروفة في الطب البديل ولها العديد من الفوائد، ولكن بطبيعة الحال من الضروري عدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب لأن هذه الخصائص العلاجية لم تُثبت بعد، بسبب قلة الدراسات على التأثيرات المحتملة لمادة الفورسكولين.