13-أبريل-2024
دلالات ألوان علم الثورة العربية الكبرى

علم الثورة العربية الكبرى تم اشتقاق علم المملكة الأردنية الهاشمية الحالي وعلم فلسطين منه 

لا بد أننا تساءلنا ونحن أطفال كثيرًا عن سبب تشابه ألوان الأعلام العربية، خاصة بلاد الشام التي تعتمد على الألوان (الأحمر والأبيض والأسود والأخضر)، لاحقًا، عرفنا أنها ألوان علم الثورة العربية الكبرى فما هي دلالات هذه الألوان يا ترى ولمَ تم اختيارها تحديدًا؟

 

ألوان علم الثورة العربية الكبرى ودلالاتها 

يتكون علم الثورة العربية الكبرى من 4 ألوان هي:

  • اللون الأسود: راية "العقاب"، وهي راية الرسول عليه الصلاة والسلام، وراية الدولة العباسية.
  • اللون الأبيض: راية الدولة الأموية.
  • اللون الأخضر: راية الدولة الفاطمية (شعار آل البيت).
  • اللون الأحمر: راية الهاشميين منذ عهد الشريف "أبو نمّي".

 ومن علم الثورة العربية الكبرى تم اشتقاق علم المملكة الأردنية الهاشمية الحالي وعلم فلسطين كذلك، على أن اللون الأبيض في علم الثورة العربية كان في الأسفل وفي علم الأردن الآن في الوسط، والنجمة السباعية في المثلث الأحمر تشير إلى فاتحة الكتاب (سورة الفاتحة) والتي تتكون من 7 آيات.

اللون الأبيض في علم الثورة العربية الكبرى يرمز لراية الدولة الأموية.

من هو قائد الثورة العربية الكبرى

أعلن الشريف الحسين بن علي (شريف مكة والحجاز) الثورة العربية الكبرى عام 1916م بغية القضاء على الدولة العثمانية التي تولت زمام أمورها في ذلك الوقت جمعية الاتحاد والترقي نظرًا لأسباب عديدة منها:

  • التجنيد الإجباري؛ ففي الحرب العالمية الأولى والتي دارت عام 1914م خاضت الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا وحلفائها ضد بريطانيا وحلفائها مما أدى إلى اتباع الدولة العثمانية سياسة التجنيد الإجباري مما أثار غضب واستياء رعاياها.
  • سياسة التتريك؛ بمعنى فرض اللغة التركية وتعلمها على رعايا الدولة العثمانية إلى جانب تهميش اللغة العربية إلى حد كبير يؤدي إلى إضعاف وضياع اللغة العربية، والتي تعتبر لغة الديانة الإسلامية مما يعني تحول الدولة العثمانية من دولة إسلامية إلى دولة علمانية.
  • الاضطهاد والتطهير العرقي؛ والذي تمت ممارسته على الأقليات الموجودة في الدولة العثمانية وخاصة العرب والفرس.
  • مجاعة عام 1915م؛ والتي وقعت نتيجة مصادرة المحاصيل الزراعية من أصحابها وفرض ضرائب غير معقولة على أصحاب الأراضي، وذلك لغايات سد حاجة الجيش للمشاركة في الحرب العالمية الأولى.

كل هذا وغيره كان سببًا في تطلع الشريف الحسين والعرب آنذاك في تنصيب رجل منهم ليكون ملكًا للعرب قائمًا على شؤونهم بعيدًا عن الظلم والبطش الذي ساد في أرجاء الدولة العثمانية آنذاك تحت رعاية جمعية الاتحاد والترقي.

في يوم 10 حزيران 1916 م الموافق 9 شعبان 1334هـ كانت الثورة العربية الكبرى

قصة الثورة العربية الكبرى 

قد يسأل سائل: ما هو السبب الذي دفع العرب لخوض الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا يا ترى؟ والإجابة تتلخص فيما هو آت.

الآن وبعيدًا عن الأسباب المذكورة آنفًا والتي كانت محركًا أساسيًا لإشعال فتيل الثورة العربية الكبرى، نرى أنه مع انطلاق الحرب العالمية الأولى كان لورانس الملقب بـ "لورنس العرب" يتهيأ لاستلام وظيفته كضابط استخبارات لبريطانيا في العالم العربي، وقد كان لـ لورنس هذا دور أساسي في إقناع العرب في ذلك الوقت بخوض الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا في سبيل حكم العرب أنفسهم تحت ظل الراية الهاشمية بممثلها الشريف الحسين بن علي آنذاك مقابل إجلاء الدولة العثمانية، وعلى هذا تم الاتفاق بين بريطانيا والشريف الحسين من خلال لورنس.

وقد كانت هناك مراسلات جرت بين الشريف الحسين و مكماهون ممثل بريطانيا عرفت بـ "مراسلات مكماهون"، وكان وسيطها بين الطرفين الأمير فيصل بن الحسين، وقد تضمنت المراسلات عشر رسائل في الفترة ما بين تموز 1915 - آذار 1916 م والتي نصت على الاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.

ومن الجدير بالذكر أن الحسين بن علي لم ينصب نفسه كزعيم للثورة منذ البداية ولكن نسبه المتصل بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إلى جانب ولايته على الحجاز وما عرف عنه من دماثة الخلق والعدل كانت سببًا لقيام 35 نائبًا من مجلس المبعوثان في ذلك الوقت لتفويضه بالحديث بلسان العرب جميعهم.

وفي يوم 10 حزيران 1916 م الموافق 9 شعبان 1334هـ تشكل منعطف مهم في تاريخ العرب وتطلعهم نحو الحرية، وذلك بعد أن أطلق الشريف الحسين بن علي الرصاصة الأولى من شرفة قصره في مكة إيذانًا بقيام الثورة العربية الكبرى ضد حكم الاتحاديين في الدولة العثمانية (جمعية الاتحاد والترقي)، وهكذا تمكن جيش الثورة من إخراج الدولة العثمانية من كل المناطق التابعة لها، تمثل انسحابها الأخير عند دخول الأمير فيصل إلى سوريا جنبًا إلى جنب مع لورانس الذي قاتل مع الجيوش العربية ضد الدولة العثمانية بكل بسالة في سبيل تحقيق الغاية البريطانية من فرض نفوذها مع فرنسا على العالم العربي والتي تجلت عند إعلان اتفاقية سايكس بيكو التي تمت برعاية فرنسية بريطانية مما جعل جسور الصداقة الواهية بين العرب ولورانس تنهار كليًا بعد اكتشافهم لمهمته الأساسية كجاسوس لصالح بلاده. اقتضت اتفاقية سايكس بيكو برضوخ سوريا ولبنان للانتداب الفرنسي، أما شرق الأردن والعراق وفلسطين فقد وضعت تحت الانتداب البريطاني الأمر الذي رفضه الشريف الحسين بشدة وخاصة فيما يتعلق بفلسطين.

ازدادت الأمور سوءًا بعد وعد بلفور الذي عهدت فيه بريطانيا إلى اليهود لإقامة دولة لهم على أرض فلسطين، وتنوعت ردود الأفعال العربية ما بين الغضب والدهشة والاستنكار، ولامتصاص غضب الشارع العربي أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية؛ على أنها وفي ذات الوقت أصدرت أوامر إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، تقتضي بإطاعة أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن (خليفة هرتزل)؛ كما قامت بتحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمة لهم.

 دلالات علم الثورة العربية
علم الثورة العربية الكبرى في خليج العقبة

ما بعد الثورة

بدخول الانتداب الفرنسي إلى سوريا انتهى حكم المملكة العربية السورية، كان ذلك في أعقاب معركة ميسلون والتي ارتقى فيها العديد من شهداء الوطن العربي والذين كان أغلبهم من الفدائيين الأحرار الذين فزعوا لنجدة بلادهم، وانتقل الأمير فيصل بن الحسين إلى العراق حيث تولى حكمها لمدة 10 سنوات، فيما تمت إقامة إمارة شرق الأردن في العام 1921 م تحت راية الأمير عبدالله بن الحسين، أما في الحجاز وفي أواخر عام 1924، تنازل الشريف الحسين عن العرش، فبويع الأمير عليّ بن الحسين ملكًا على الحجاز، ثم انتقل من مكّة إلى جدّة وواصل خوض المعارك فيها قرابة سنة، ثم غادر الحجاز في أواخر عام 1925، وأقام في بغداد إلى جانب أخيه فيصل الأول، وكان ينوب عنه أثناء سفره.

 

نجحت الثورة العربية الكبرى في تنحيةووقف الاعتداءات الصارخة برعاية جمعية الاتحاد والترقي على العرب والأقليات من جنسيات أخرى بالإضافة إلى تهميش اللغة والدين في أقطارها، وعلى أن الهدف الاستراتيجي الأكبر الذي طمحت له الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي تمثل في إقامة دولة عربية موحدة، يكون خليفة العرب فيها هو قائد الثورة، إلا أن الدماء التي قدمها أبناء الجيش العربي والفدائيين من أبناء الوطن العربي العوام الذين ضحوا بدمائهم في سبيل التحرير وتحقيق النصر كشهداء معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة هي وسام شرف على صدر كل عربي حر في العالم كافة.