29-مايو-2022
اقتحم المستوطنون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال (تويتر)

اقتحم المستوطنون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال (تويتر)

اقتحم أكثر من ألف مستوطن صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن "مسيرة الأعلام" المقررة اليوم في القدس المحتلة. وأقام المستوطنون الصلوات و"السجود الملحمي" هاتفين بهتافات عنصرية تحت أنظار شرطة الاحتلال ودون تدخلها، رغم قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية بمنع الصلوات اليهودية في الأقصى.

اقتحم أكثر من ألف مستوطن صباح اليوم الأحد باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي

وأخلت قوات الاحتلال منطقة باب العامود من الفلسطينيين بالقوة، ونفذ المستوطنون مسيرات استفزازية داخل البلدة القديمة من القدس خلال انسحابهم من باحات المسجد الأقصى ورفعوا  الأعلام الإسرائيلية قبالة المسجد الأقصى. وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت فجر اليوم باحات الأقصى من جهة المصلى القبلي تمهيدًا لاقتحامها من قبل المستوطنين، كما أغلقت بالسلاسل الحديدية المصلى القبلي وحاصرت المصلين داخله، وأدت المواجهات إلى إصابة واعتقال 22 فلسطينيًا في البلدة القديمة بالقدس منذ صباح اليوم.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المستوطنين اعتدوا "على طاقم إسعاف تابع للهلال في البلدة القديمة بالقدس خلال محاولة الطاقم الوصول إلى مصاب في حي الواد"، وأعلن عن أنه تعامل مع 15 إصابة بين الفلسطينيين جراء اعتداءات المستوطنين وشرطة الاحتلال في القدس المحتلة.

هذا وسمحت شرطة الاحتلال لعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام باحات المسجد الأقصى صباح اليوم بعد أن منعته لعدة أسابيع. وقبل اقتحامه للأقصى، قال بن غفير في تصريحات للإذاعة العبرية إن "تهديدات حركة حماس تشجعه أكثر"، وأضاف "هل نقوم بإغلاق دولة إسرائيل بسبب تهديدات حماس؟ اليوم يهددون في الأقصى وغدًا باب العامود ويافا واللد وتل أبيب".

كما وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى حائط البراق وقال "نحن نحتفل اليوم بتوحيد القدس، عاصمتنا الأبدية التي سيرفع فيها علم واحد"، في إشارة إلى احتلال إسرائيل لباقي المدينة.  في المقابل هتف المصلون بوجه قوات الاحتلال بالتكبيرات أثناء انسحابها من الأقصى، كما تمكنوا من فتح أبواب المسجد الأقصى وخلصوا المرابطين المحاصرين داخله، ورفعوا العلم الفلسطيني في ساحة المسجد.

هذا ودعت هيئات فلسطينية المقدسيين للاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة بهدف التصدي للمستوطنين وإفشال ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة، خاصة في المسار الذي سلكته المسيرة والذي يمر من باب العامود وداخل أسوار المدينة المقدسة.

ودعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري "عموم أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوصول للقدس والاعتكاف في المسجد الأقصى لحمايته من الأخطار المحدقة"، محذرًا "الاحتلال من التعرض للمعتكفين والمصلينن في الوقت الذي يطلق العنان لمستوطنيه ويؤمن الحماية لمسيراتهم الاستفزازية في تحد سافر لمشاعر المسلمين قاطبة"ز وأشار الشيخ عكرمة إلى أن الأقصى أصبح منطقة عسكرية مغلقة. بدورها اعتبرت اللجنة العليا لشؤون الكنائس بفلسطين أن "حكومة الاحتلال تسعى لفرض تطهير عرقي بحق الفلسطينيين وتهويد القدس".

هذا وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماع الحكومة الاسرائيلية "في هذا اليوم نتعهد بأن القدس لن تقسم أبدًا". وردت رئاسة السلطة الفلسطينية على تصريحات بينت بالتأكيد على أن "القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين". وأضافت أن "التصريحات الإسرائيلية هذه لن تعطي الشرعية للاحتلال على مدينة القدس، وأن القدس بمقدساتها ليست للبيع والسلام لن يكون بأي ثمن".

وطالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها وعدم التعامل بازدواجية، محذرة من أن "إسرائيل تلعب بالنار بلا مسؤولية وبتهور شديد من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات".

من جهتها أشادت حركة المقاومة الاسلامية حماس بـ "تصدي المرابطين لاقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك". ودعت حماس المرابطين إلى "مواصلة النفير والزحف طيلة هذا اليوم، تأكيدًا على عروبة القدس وإسلامية المسجد الأقصى"، وأشارت إلى أن "منع الاحتلال أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى المسجد الأقصى واعتداءه على المرابطين فيه لن يمنح الاحتلال سيادة مزعومة على أيّ شبر من المسجد الأقصى".

دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري عموم أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوصول للقدس والاعتكاف في المسجد الأقصى

وفي ردود الفعل العربية على اقتحامات المستوطنين، أدانت المملكة الأردنية السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام الأقصى. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير هيثم أبو الفول: "يدين الأردن السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية"، وحذر من "تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بمسيرة الأعلام الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة". وأكّد المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن "اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية التي تجرى بحماية من الشرطة الإسرائيلية تُعدّ انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي"، مُشددًا على أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه".