10-نوفمبر-2023
للتاريخ، مجازر إسرائيل

لا يمكن التعامل مع جرائم إسرائيل إلا بوصفها امتداد لعمليات التطهير العرقي (الترا صوت)

ليست حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها "إسرائيل" بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في قطاع غزة، ردة فعل على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت كما يصوّرها الإعلام الغربي المنحاز لـ"إسرائيل" ودعاياتها؛ وإنما آلية استعمارية تشكل جزءًا جوهريًا من استراتيجيا الحركة الصهيونية.

إنها لذلك ليست سوى استمرار لجرائم الاحتلال ومجازره السابقة بحق الشعب الفلسطيني، التي لا يمكن التعامل معها إلا بوصفها امتداد لعمليات "التطهير العرقي" التي نفذتها العصابات الصهيونية، التي تشكّل منها فيما بعد جيش الاحتلال، بحق الفلسطينيين عام 1948، والتي شملت القتل والطرد وتدمير القرى الفلسطينة.

وفيما يلي وقفة مع أشد المجازر الإسرائيلية فظاعةً بحق الفلسطينيين.


1- دير ياسين

في التاسع من نيسان/ أبريل 1948، حوالي الساعة الخامسة فجرًا، هاجمت قوات تابعة لمنظمتي شتيرن (ليحي) والإرغون (إيتسل) الإرهابيتين، قرية دير ياسين غرب مدينة القدس.

وبعد قتال استمر 12 ساعة مع أهالي القرية، دخلت العصابتان إلى دير ياسين، وارتكبتا فيها مجزرة مروّعة بحق سكانها راح ضحيتها أكثر من ١٠٠ شهيد معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.

في كتابه "دير ياسين: الجمعة 9/4/1948" (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1999) يقول المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي إن المجزرة: "رمز لإفلاس بريطانيا المعنوي في فلسطين، ولدموية الصهيونية وبربريتها".

وأورد الخالدي في الكتاب نفسه عدة شهادات، بعضها لقادة وأفراد من عصابتي شتيرن والإرغون، تتحدث عن المقاومة الشرسة التي واجتها هاتان العصابتان من قِبل أبناء دير ياسين، التي استعانوا بقوات "البلماح" التابعة لعصابات الهاغاناه لدخولها ثم احتلالها بعد تهجير سكانها.


2- الطنطورة

بعد أقل من شهر ونصف على وقوع مجزرة دير ياسين، وأسبوع على إعلان قيام "دولة إسرائيل"، ارتكبت القوات الصهيونية مجزرة جديدة بحق القرويين الفلسطينيين، حيث هاجمت الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني، الثالثة والثلاثين في قوات الهاغاناه، ليل 22 – 23 أيار/ مايو، قرية الطنطورة قرب حيفا.

وبعد قتال دام عدة ساعات، اقتحم الإرهابيون الصهاينة قرية الطنطورة وارتكبوا فيها مذبحة راح ضحيتها أكثر من 200 شخص قاموا بدفنهم في عدة مقابر جماعية، جرى تحديد مواقعها مؤخرًا، بينما طُرد بقية سكان القرية خارجها.  

عادت المجزرة إلى الواجهة مؤخرًا إثر تحقيق وفيلم وثائقي إسرائيلي يتضمن شهادات لبعض الجنود الذين شاركوا في ارتكاب المذبحة. وقد أثار الفيلم غضب قادة دولة الاحتلال، لكنه أكّد في المقابل صحة الرواية الفلسطينية حول المذبحة.


3- اللد

ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة اللد بين 9 و13 تموز/ يوليو 1948، وذلك بعد اقتحام قوات البلماح بقيادة موشيه ديان المدينة عقب معركة شرسة مع حاميتها.

وعلى مدار 5 أيام، قتلت القوات الصهيونية أكثر من 400 فلسطيني، بينهم 176 شخصًا استشهدوا داخل مسجد دهمش الذي احتموا فيه، وأطلق الإرهابيون الصهاينة النار عليهم بشكل عشوائي بعد اقتحامه.

لم تقتصر المذبحة على القتل فقط وإنما شملت التهجير أيضًا، حيث قام الإرهابيون الصهاينة وبأمر من ديفيد بن غوريون، بطرد سكان اللد، والقرى المجاورة لها، أي قرابة 70 ألف فلسطيني، إلى رام الله بالضفة الغربية.

وطوال الطريق، رافقت المهجّرين طائرة عسكرية إسرائيلية صغيرة حلّقت فوقهم على علوٍ منخفض. وإلى جانب الذين استُشهدوا برصاص العصابات الصهيونية، قضى العديد من سكان اللد نحبهم في الطريق تحت شمس تموز الحارقة بسبب الجوع والعطش.


4- كفر قاسم

في أول أيام العدوان الثلاثي على مصر، 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1956، قامت مجموعة من حرس الحدود الإسرائيلي بقتل 45 فلسطينيًا في قرية كفر قاسم داخل الخط الأخضر، أي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

في ذلك اليوم، فرضت قيادة جيش الاحتلال حظرًا للتجوال في القرى العربية المحاذية للأردن، وأعطت لقواتها تعليمات واضحة بإطلاق الرصاص على أي شخص يُشاهد خارج منزله بعد الساعة السادسة مساءً.

ومع أن ضحايا المجزرة كانوا عائدين من أعمالهم ولا يعرفون شيئًا عن حظر التجوال، إلا أنهم قُتلوا بدم بارد. ورغم محاولة الحكومة الإسرائيلية احتواء المجزرة ومنع انتشار أخبارها، إلا أن ما حدث هو العكس تمامًا.


4- خان يونس

تزامنًا مع عملياتها العسكرية خلال العدوان الثلاثي على مصر بين 29 تشرين الأول/ أكتوبر و12 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1956، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح.

إحدى هذه المجازر وأشدها بشاعةً مجزرة خان يونس، التي ارتكبتها قوات الاحتلال في 3 نوفمبر، وراح ضحيتها 275 فلسطينيًا من أعمار مختلفة. ومع انتهاء الحرب، في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى بقتلها 110 فلسطينيين في رفح.


5- الحرم الإبراهيمي

وقعت المجزرة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل المحتلة في 25 شباط/ فبراير 1994. في ذلك اليوم الذي صادف 15 من شهر رمضان، اقتحم متطرف يهودي صهيوني في حركة "كاخ" الإرهابية، يُدعى باروخ غولدشتاين، الحرم وأطلق النار على المصلين فاستُشهد منهم 29، وأُصيب 150 بجراح مختلفة.

تبعت المجزرة توتر ومواجهات دموية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 فلسطينيًا وإصابة المئات، في حين قامت قوات الاحتلال بفرض إغلاق وحظر تجول في الضفة الغربية وغزة حتى 1 آذار/ مارس.


6- المستشفى المعمداني

في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 35 يومًا، قصفت طائراته الحربية في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت ساحة المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، الذي كان يأوي أكثر من 5 آلاف نازح.

أسفر القصف عن وقوع مجزرة مروّعة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى معظمهم من النساء والأطفال، الذين تمزقت أجسادهم وتناثرت أشلاؤهم في ساحة المستشفى، حيث انتُشلت العديد من الجثث المشوّهة والمتفحمة التي لم يتم التعرف على هويات أصحابها.


7- جباليا

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانها على قطاع غزة عدة مجازر في مخيم جباليا، أشدها فظاعة المجزرة التي وقعت في الحادي والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، بعد قصف طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا مكتظًا قرب المستشفى الإندونيسي، مخلفةً ما يقرب من 400 شهيد وجريح.

وبعد أقل من 24 ساعة، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بقصف منطقة الفالوجا في المخيم. وقالت وزارة الصحة إن عدد ضحايا هاتين المجزرتين بلغ ألف شخص بين شهيد وجريح ومفقود.