21-يونيو-2023
gettyimages

التصعيد الإسرائيلي يأتي بعد أيام من التحريض داخل دولة الاحتلال والمطالبة بشن عملية عسكرية شمال الضفة المحتلة (Getty)

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عملية اغتيال في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، باستخدام طائرة مُسيّرة لأول مرة منذ نهاية الانتفاضة الثانية.

بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن تنفيذ عمليات اغتيال من الجو، اقترحه جيش الاحتلال "كتصعيد لاستعادة الردع في شمال الضفة الغربية"، حيث حصل الاقتراح على موافقة يوآف غالانت ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

وأسفرت عملية الاغتيال عن استشهاد ثلاثة شبان، بزعم محاولتهم تنفيذ عملية إطلاق نار تجاه حاجز الجلمة، ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إلى موقع عملية الاغتيال، وقامت باحتجاز جثامين الشهداء.

قال بيان مشترك لجيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك، إن الخلية التي تم اغتيالها، نفذت عدة عمليات إطلاق نارة خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه "بمجرد التعرف على الخلية، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا سريعًا بإطلاق النار من الطائرة مُسيّرة، وقتل الخلية قبل أن يتمكنوا من الهروب مرة أخرى، كما فعلوا بعد عمليات إطلاق النار في الماضي"، وفق تعبير البيان.

وكتب وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت على حسابه على تويتر: "سنتخذ نهجًا هجوميًا واستباقيًا، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا".

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن تنفيذ عمليات اغتيال من الجو، اقترحه جيش الاحتلال "كتصعيد لاستعادة الردع في شمال الضفة الغربية"، حيث حصل الاقتراح على موافقة يوآف غالانت ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأضاف الموقع الإسرائيلي أن الهدف من هذه العملية هو "الردع"، وأن جيش الاحتلال "يعمل بحرية في المنطقة"، مشيرًا إلى أن الخلية كانت تحت المراقبة منذ انطلاقها.

وأشارت مصادر فلسطينية، إلى أن الطواقم الطبية الفلسطينية وصلت إلى موقع عملية الاغتيال، وأكدت وجود ثلاثة جثث متفحمة، قبل أن يمنعها الاحتلال من سحب جثامين الشهداء من المركبة المستهدفة.

بدوره، قال مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تامير هيمان، في إشارة إلى الإجراءات المضادة الجوية المستهدفة في جنين: "اغتيال على الخلية إنجاز مهم- الطريقة سواء من الجو أو من الأرض أقل أهمية، إنه قرار مهني... تغيير الواقع الأمني ​​في شمال الضفة سيتحقق من خلال سلسلة من الأعمال التكتيكية المتطورة والمتواصلة. لكن مشكلة إسرائيل في الساحة الفلسطينية ليست مشكلة تكتيكية -ليس لدينا نقص في الأساليب المتطورة- المشكلة استراتيجية"، وفق تعبيره. 

وأعلنت كتيبة جنين- سرايا القدس، عن استشهاد قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين صهيب عدنان الغول، والشهيد أشرف مراد السعدي، والشهيد محمد بشار عويس.

وقالت كتيبة جنين في بيان صدر عقب عملية الاغتيال: "إن هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمتنا"، مضيفةً: "أمام هذا القرار الأحمق لقيادة العدو واستهداف ثلة من مجاهدينا باستخدام طائراته المسيرة واحتجاز جثامين مجاهدينا، فعلى قيادة العدو أن تتحمل ما سيكون من عقاب وعذاب على هذا القرار".

getty

من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "أن جريمة الاغتيال في جنين لن تمر دون رد وعقاب من شعبنا ومقاومته"، مشددًا "على أن معادلة الرد على جرائم الاحتلال رسخها شعبنا في صراعه مع العدو الصهيوني".

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الاحتلال سيدفع ثمن جريمة الاغتيال التي ارتكبها في مدينة جنين، مشيرةً إلى أن "سياسة الاغتيالات الصهيونية الفاشلة لن تتمكن من إخماد لهيب المقاومة ولن تحقق أهداف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في الحفاظ على حكومته المتطرفة على حساب الدم الفلسطيني".

وأضافت الجبهة الشعبية: "أنّ الرد على عمليات الاغتيال الغادرة ستتم من قلب الميدان، وبكل شجاعة وإقدام عبر تصعيد المواجهة والاشتباك وتصعيد المقاومة وإشعال الأرض تحت أقدام جنود الاحتلال والمستوطنين".

وأعلنت كتيبة جنين- سرايا القدس، عن استشهاد قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين صهيب عدنان الغول، والشهيد أشرف مراد السعدي، والشهيد محمد بشار عويس

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن عملية الاغتيال هذه "هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام طائرات مُسيّرة بهذه الطريقة في الضفة الغربية منذ عام 2006"، وعلى الرغم من تصعيد العدوان أضاف: "لا ينبغي لأحد أن يقفز إلى استنتاجات حول ما قد يفعله الجيش الإسرائيلي في المستقبل"، متابعًا القول: "اعتبارًا من الآن تم اتخاذ قرار بشأن استخدام الطائرات المُسيّرة والمروحيات في وقت سابق من الأسبوع، على أساس كل حالة على حدة وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بعد بتغيير كبير في السياسة"، وفق قوله.