16-يونيو-2023
gettyimages

عشرات التقارير الحقوقية تحدثت عن تواطؤ جيش الاحتلال مع هجمات المستوطنين في الضفة الغربية (Getty)

أعاد تحقيق قناة سي إن إن، تسليط الضوء على الهجوم الإسرائيلي الواسع على بلدة حوارة جنوب نابلس المحتلة، يوم 26 آذار/ مارس، ومن خلال شهادات أهالي حوارة، وجندي من جيش الاحتلال، وعشرات المقاطع المصورة، يكشف التحقيق عن "سماح" جنود جيش الاحتلال، للمستوطنين بالهجوم على بلدة حوارة.

وجد تحقيق سي إن إن، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقم بمنع الهجوم الواسع على بلدة حوارة، ولم يقم بحماية طواقم الإسعاف التي دخلت للبلدة

ووجد تحقيق سي إن إن، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقم بمنع الهجوم الواسع على بلدة حوارة، ولم يقم بحماية طواقم الإسعاف التي دخلت للبلدة، وعندما ألقى سكان حوارة الحجارة ردًا على عدوان المستوطنين، أطلق جيش الاحتلال النار على الفلسطينيين.

ويفرد التحقيق مساحة للشهادات من داخل بلدة حوارة، كما يقدم شهادة من جندي في جيش الاحتلال، حصلت عليها القناة الأمريكية من خلال منظمة كسر الصمت. 

بودكاست مسموعة

وقال الجندي الإسرائيلي في شهادته إن العشرات من القوات المسلحة كانت في الموقع، إلى جانب حرس الحدود الإسرائيلي، وكانوا على معرفة بالتهديد لبلدة حوارة، قائلًا: "سمحنا لهم بمواصلة التقدم"، مضيفًا أن الجيش بشكل عام "لا يعرف كيف يتعامل مع إرهاب المستوطنين".

getty

الهجوم الذي تبعه تصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش والذي اعتبر "أن محو حوارة هي مهمة الدولة"، لم ينتج عنها إلا مجموعة من صغيرة من الاعتقالات، وتم إطلاق سراحهم جميعًا دون لوائح اتهام.

أمّا بداية الهجوم، وفق سي إن إن، فقد جاءت من خلال دعوات على مجموعة واتساب تسمى "مقاتلون للحياة" (Fighting for Life)، وهي مجموعة من أجل تنسيق هجمات ومظاهرات المستوطنين بالضفة الغربية، نشرت دعوة للهجوم على حوارة في أعقاب عملية إطلاق نار داخل البلدة، بعد أيام من مجزرة إسرائيلية في مدينة نابلس المحتلة، أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا.

وبحسب التحقيق، فإن المجموعة التي نشرت الدعوة وانتقلت إلى وسائل التواصل الاجتماعي معروفة للسلطات الاحتلال، كما أن تداول الدعوة، يدلل على معرفة الاحتلال بالتخطيط للهجوم بشكلٍ "جيد".

وأظهر التحليل الذي أجرته سي إن إن بالتعاون مع FakeReporter، وهي هيئة رقابة إسرائيلية تراقب المعلومات المضللة والجماعات اليمينية المتطرفة، أن بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي، كانوا جزءًا من مجموعات الواتساب هذه.

وقال المدير التنفيذي لـ FakeReporter أشيا شاتز، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان ينبغي أن يكون قادرًا على منع الهجوم على حوارة، بالنظر إلى مدى انتشار دعوات العنف على نطاق واسع ، سواء من قبل مجموعات المستوطنين والسياسيين اليمينيين المتطرفين على التطبيقات المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف شاتز: "الجماعات اليمينية المتطرفة على واتس آب وتليغرام أصبحت قنابل موقوتة"، "المستوطنون يستخدمون هذه المجموعات بشكل روتيني لتنظيم أعمال عنف"، وفق شاتز.

وتابع شاتز، قائلًا: "لقد تجاهل [جيش الاحتلال] واجبه في مراقبة الجماعات العنيفة وفشل في وقف العنف أثناء الحدث. نحن قلقون للغاية وغير متأكدين من أنهم مستعدون لمنع الحدث القادم".

وبحسب سي إن إن، فقد ظهر مسؤول واحد على الأقل من هذه المجموعات على واتساب في مقطع مصور من داخل حوارة مع الحرائق في الخلفية، قائلًا: "يأتي اليهود البسطاء ويفعلون الشيء الطبيعي وهو الانتقام".

getty

وبالعودة إلى شهادة الجندي الإسرائيلي، قال: إن "الفشل الأكبر للجيش الإسرائيلي وحرس الحدود الإسرائيلي هو عدم قدرتهما على حماية سيارات الإطفاء والسماح لها بالدخول لحوارة"، موضحًا: "تحركت مركبة الإطفاء بمفردها وتعرضت للهجوم.. استمرت القرية في الاحتراق".

وأكد الجندي الإسرائيلي على أنه كان من الممكن تفادي الحرائق وأعمال العنف لو استخدم الجيش القوة ضد المستوطنين لمنعهم من دخول حوارة في المقام الأول، قائلًا: "لديك مجموعة من العشرات من الأشخاص الذين تراهم متحمسين ويبدأون في السير نحو حوارة، وهم مقنعون وقد يحمل بعضهم سكاكين. ماذا تعتقد أنهم سيأتون ليفعلوا؟ في هذه المرحلة، كان عليهم [الجيش] أن يبدأوا في إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والبدء في صدهم".

وأضاف الجندي: "في البداية أحرقوا مسجدًا ثم أحرقوا 10 منازل، وفي المرحلة التي بعدها سيحرقون نصف حوارة، وفي المرحلة التالية لن تكون هناك حوارة".

زكي وزكية الصناعي

من جانبه، قال عبد المنعم أقطش، شقيق الشهيد سامح الأقطش والذي عاد من نشاطه الإغاثي في تركيا عقب الزلزال المدمر قبل أيام من استشهاده برصاص المستوطنين قرب بلدة حوارة، إن 30 مستوطنًا اقتربوا من قريتهم في طريقهم إلى حوارة في تلك الليلة، وبعد صدهم، عادوا بعد فترة وجيزة برفقة مجموعة من الجنود الإسرائيليين.

أكد الجندي الإسرائيلي على أنه كان من الممكن تفادي الحرائق وأعمال العنف لو استخدم الجيش القوة ضد المستوطنين لمنعهم من دخول حوارة في المقام الأول

في أعقاب الهجوم الشامل على حوارة، تضرر أو دمر نحو سبعين منزلاً بالنيران، مع سرقة منازل أخرى، وأحرقت 90 سيارة، مع إصابة العشرات واستشهاد سامح أقطش بطلق ناري في البطن.