03-أغسطس-2023
gettyimages

تجمع تقديرات تونسية سياسية، على عدم جدوى هذا التغيير، في ظل سيطرة سعيّد على كافة السلطات في تونس (Getty)

أعلنت الرئاسة التونسية، فجر الأربعاء 2 آب/ أغسطس 2023، أن قيس سعيّد قرر، مساء الثلاثاء 1 آب/أغسطس 2023، إقالة نجلاء بودن رمضان من منصب رئيسة الحكومة. وأضافت، في بيان موجز، أنه تم تعيين أحمد الحشاني خلفًا لها، دون الكثير من التفاصيل والمعلومات، عن رئيس الوزراء الجديد "المجهول".

واحتاجت وسائل الإعلام الكثير من الوقت، سعيًا للوصول إلى معلومات حول الحشاني، أو صور له، وهو القادم من عالم القانون والمال، بعيدًا عن السياسية، على نسق الشخصيات التي يفضلها قيس سعيّد، والذي جمع في يده مقاليد السلطة في الدولة التونسية، منذ انقلاب تموز/ يوليو 2021.

جاءت الإطاحة في رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، في ظل أزمة اقتصادية، من ضمن الأسوأ في تاريخ البلاد

وتجمع تقديرات تونسية سياسية، على عدم جدوى هذا التغيير، في ظل سيطرة سعيّد على كافة السلطات في تونس، بالإضافة إلى الأزمات التي تعيشها تونس، والتي تبدو عصيةً على الحل، من خلال تغيير رئاسة الوزراء.

لا جديد في تونس

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، إنه تفاجأ واستغرب من التعديل المتوقع، مضيفًا: "مثلما كانت تسمية نجلاء بودن، جاءت إقالتها، إذ لم نعرف إلى اليوم على أي أساس وقع اختيارها، ومن أجل تنفيذ أي برنامج، فهي لم تقم بأي منجز، وكانت موثقة للعمل الحكومي أكثر منها رئيسة للحكومة باعتبار أنّ سعيّد هو من يتولى مباشرة إدارة السلطة التنفيذية عن طريق الحكومة".

بودكاست مسموعة

وشدد الشابي على أنّه "لا أحد يعرف أسباب إقالة بودن، كما لا أحد يعرف أحمد الحشاني إلا بعد أن وقعت تسميته، وهو موظف سام بالبنك المركزي ورجل قانون، لكن ماذا عن برنامجه؟ بماذا عُرف؟ وما هي كفاءته؟".

وشدّد أحمد نجيب الشابي على أنّ "قيادة البلاد تستوجب رؤية سياسية وقدرة على توحيد الناس"، مبديًا تحفّظه على هذا القرار، وتساءل: "هل ينجرّ عن ذلك إقالة كامل الحكومة أم هي فقط تغيير منسق العمل الحكومي؟".

من جانبه، قال أمين عام حزب العمل والإنجاز، والوزير السابق عبد اللطيف المكي، إنّ "السياسة التي يعتمدها قيس سعيّد هي مسح أخطائه وفشله في المعارضة ورجال الدولة، إذ هو يزجّ بمعارضيه في السجون، ويغيّر موظفي الإدارة، وبالتالي لن يكون لهذا التغيير الحكومي أي أثر".

أكد النائب بالبرلمان ومقرر لجنة التشريع العام ظافر الصغيري، أنّ البرلمان التونسي لا علم له بالتعديل الذي قام به قيس سعيّد على رأس الحكومة التونسية.

أزمات أكبر من تعديل وزاري

وجاءت الإطاحة في رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، في ظل أزمة اقتصادية، من ضمن الأسوأ في تاريخ البلاد، تتضمن شحًا في الخبز وارتفاعًا في الأسعار.

الأزمات المعيشية الخانقة، من أبرز الملفات التي يتطلب من الحكومة معالجتها، بعد فشل رئيسة الوزراء السابقة فيها، والتي تولت مهامها بعد أشهر من انقلاب سعيّد في تموز/ يوليو 2021.

زكي وزكية الصناعي

وتبدو الأزمات، معيقة وبنيوية، في ظل ظروف دولية صعبة، بالإضافة إلى سوء في الإدارة، حيث ظهر العديد من الأزمات، نتيجة قرارات غير مدروسة من قبل سعيّد.

منصب بلا سلطة

كما ترى التقديرات، فإن منصب رئيس الوزراء لم يعد يمتلك أهمية كبيرة، في ظل إفراغه من سلطاته، وارتهانه في يد سعيّد، الذي يعين ويقيل المنصب، حتى في منتصف الليل.

كما ترى التقديرات، فإن منصب رئيس الوزراء لم يعد يمتلك أهمية كبيرة، في ظل إفراغه من سلطاته، وارتهانه في يد سعيّد

ولا يمتلك رئيس الوزراء القدرة على تحديد السياسات أو صنعها، ولا يتعدى دوره في أفضل الأحوال، إلّا تنفيذها ضمن الإطار المحدد، من قبل قيس سعيّد، الذي يفضل ويسعى إلى تركيز كل السلطة في يده.

ويأتي تعيين، بعد حوالي أسبوع من ذكرى انقلاب سعيّد على البرلمان المنتخب، في إشارة جديدة، على استمرار برنامجه في جمع السلطات، وتجاوز أي إمكانية لأفق سياسي في تونس.