12-مارس-2020

أثارت ردود الفعل عربيًا على انتشار فيروس كورونا سخرية واسعة (فيسبوك)

في الوقت الذي يغزو فيه فيروس كورونا دول العالم، ويُثير ذعرها، يبدو أنّ أنظمة المنطقة، لا تلقي له بالًا كثيرًا. بل وعلى العكس تمامًا، فبالإضافة إلى الإهمال، وإنكار وجود حالات في بعض المناطق، فقد أثارت بعض التصرفات التي قيل إنّها لمواجهة الفيروس، بالإضافة إلى مواقف وحوادث غريبة وعجيبة لا تخطر على البال، موجات سخرية قوامها المرارة.

بالإضافة إلى الإهمال، وإنكار وجود إصابات بـ"كورونا" في بعض المناطق، فقد أثارت بعض التصرفات التي قيل إنّها لمواجهة الفيروس، موجات سخرية قوامها المرارة

بفعل تفشّيه وانتشاره بسرعة فائقة، عزلت السلطات الصينية مدينة ووهان، وفرضت أيضًا الحجر الصحيّ فيها كخطوةٍ أولى في طريق مواجهة الوباء القاتل. الخطوة نفسها اتّخذتها السلطات الإيطالية قبل أيام بعزلها مدينة ميلانو. أمّا مدينة قم، بؤرة تفشّي كورونا في إيران ودول الجوار، فلا تزال مفتوحة، ولم تغلق المواقع الدينية فيها بشكلٍ تام منعًا للتجمّعات، حيث يرى البعض في هذه المقامات مصدرًا للتعافي والشفاء، فيقصدونها للتبرّك ويقصدها آخرون من بعدهم كما قصدها آخرون من قبلهم طلبًا للمغفرة، أو تحدّيًا للفيروس نفسه، فيلعقون الأضرحة، وفقًا للمقاطع المصوّرة التي انتشرت لإيرانيَين يواجهان الفيروس بلعق نوافذ المقامات والأضرحة الدينية.

اقرأ/ي أيضًا: خارطة الاحتجاجات العالمية.. كورونا حاضر أيضًا

طوط طوط

في الوقت الذي تبدو فيه حادثة لعق الأضرحة في بؤرة انتشار كورونا عجيبة، يُمكن اعتبار طمأنة النظام السوريّ مواطنيه بتأكيده أنّ الوباء لم يدخل البلاد بعد، وأنّه سيبذل جهده في الدفاع عنهم عبر جهاز الـ "طوط.. طوط"، إحدى طرائف كورونا. فحتّى هذه اللحظة، يُنكر نظام الأسد وجود أي إصابات في البلاد بالفيروس الذي لا يتعدّى كونه "خرافة"، كوجود الاستبداد والقمع مثلًا، ويؤكّد أنّ حكومته اتّخذت كافة التدابير لمواجهته، حيث قامت بتزويد المعابر الجوّية والبرّية بجهاز الـ "طوط.. طوط" الذي يعمل على قياس درجة الحرارة من خلال وضعه لثوان قليلة على جبين القادمين إلى البلاد، كما أوضح أحد العاملين في وزارة الصحّة التابعة للنظام، والمتواجد في صالة مطار دمشق الدولي، لإحدى الشبكات الإخبارية المحلّية، حيث أكّد أنّ الجهاز يتغيّر لونه عند اكتشافه درجة حرارة عالية، وفي حال كانت هناك حاجة لإجراء فحوصات موسّعة، يصدر عنه التنبيه التالي: طوط.. طوط.

لبنان الذي كان له نصيب من الوباء القادم من الشرق، يشهد منذ أيام خلت جدالًا غريبًا وعجيبًا أشعلته حادثة غريبة وعجيبة أيضًا، ومتعلّقة بالفيروس نفسه، إذ يُحكى أنّ إحدى السيّدات جاءت إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي حاملةً عبوة ماء تحوي ترابًا مأخوذًا من ضريح القديس مار شربل، تقول إنّ القديس نفسه جاءها في حلمها وطلب منها أن تحمل العبوة إلى المستشفى لمعالجة المصابين الـ 13 بالفيروس. وما إن رفض الطبيب المسؤول إدخال العبوة، حتّى اندلعت معركة حامية الوطيس في مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار المعتقدات الدينية، والمنحازين إلى العلم، في الوقت الذي لا يزال فيه كورونا مستمرًّا بغزو العالم.

حملة قومية لنشر الفيروس

يُروى أنّ أشعب بن جبير مرّ على قومٍ يأكلون فسأل: ماذا تأكلون؟ أجابه القوم مستثقلين حضوره: نأكل سمًّا. فقال: الحياة من بعدكم لا قيمة لها، وجلس يأكل معهم. يستعيد الإنسان طرفة كهذه حينما يرى الصور المتداولة لمئات المصريين الذين احتشدوا قبل أيام أمام مختبرات وزارة الصحّة في القاهرة لإجراء فحوص كورونا، وحينما يرى أنّ التجمّع الكبير الذي خالف الاشتراطات الصحّية للوقاية من الفيروس، قد تحوّل إلى مناسبةٍ لتبادل القبل والأحضان والسجائر، في الوقت الذي انتشرت فيه عربات المأكولات والباعة المتجوّلين في المكان. إنّها حملة قومية لنشر الوباء، كما تداول الساخرون من المشهد، دون أن تكون مجانية أيضًا، وإنّما بألف جنيه.

اقرأ/ي أيضًا: 6 تدابير وقائية أساسية ضد فيروس كورونا الجديد

باب التوبة المغلق

في اليوم التالي لما سُمّيَ في مواقع التواصل الاجتماعي، ميادين الفكاهة، مليونية نشر كورونا في مصر، خرج ديوان الإفتاء في تونس ببيانٍ رسميّ ضاعف من حدّة السخرية على الإجراءات العربية المُتّخذة لمواجهة الوباء، حيث جاء في البيان أنّه: "في نطاق الاحتياطات المتّبعة لتجنّب العدوى بفيروس كورنا فإنّه يقع التعليق الوقتي لإجراءات اعتناق الإسلام أو التثبيت عليه إلى موعد لاحق يقع الإعلام به".

إنّها آخر غريبة في البلاد العجيبة بحسب تعبير من تناولوا البيان بنقد وسخرية لاذعة، مُعتبرين أنّ باب التوبة أُغلق في تونس حتّى إشعار آخر، وأنّه لا مشكلة في بقاء البعض كفّارًا بضعة أسابيع، إلى أن يعود ويُفتح من جديد.