03-مارس-2020

إنكار رسمي مستمر لمخاطر كورونا في مصر (فيسبوك)

أعلنت كل من الكويت وقطر حظر دخول المسافرين القادمين من مصر أراضيهما مع أنباء عن إجراءات مشابهة في المملكة العربية السعودية بعد التأكد من إصابة عدة حالات حول العالم بفيروس كورونا عقب وصولهم من القاهرة، رغم أن السُلطات المصرية لا تظهر تعاملًا جديًا مع انتشار المرض.

أعلنت كل من الكويت وقطر حظر دخول المسافرين القادمين من مصر أراضيهما مع أنباء عن إجراءات مشابهة في  السعودية، رغم أن السُلطات المصرية لا تظهر تعاملًا جديًا مع انتشار المرض

وكانت هيئة الطيران المدني في قطر قد أصدرت تعميمًا إلى مديريات شركات الطيران ومكاتب السفر يقضي بحظر قبول جميع المسافرين القادمين من مصر بما فيهم حملة الإقامات السارية في قطر، باستثناء المواطنين القطريين، كما نشرت صحيفة القبس الكويتية عن مصادر أمنية معلومات عن وقف وزارة الداخلية الكويتية إصدار جميع أنواع التأشيرات للجالية المصرية حتى إشعار آخر، وقال شهود عيان بأن بعض المصريين قد مُنعوا من الصعود إلى الطائرة المتوجهة إلى الدوحة من مطار الكويت الدولي حيث النقطة الوسيطة للمسافرين إلى قطر، قادمين من القاهرة التي أوقفت الطيران المباشر بينها وبين الدوحة.

اقرأ/ي أيضًا: فيروس كورونا.. من "مهزلة" الدولة المركزية إلى بروبغاندا اليمين الشعبوي

وتأتي هذه الإجراءات بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفرنسية في 27 شباط/فبراير الماضي عن ارتفاع كبير في الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا باكتشاف حالتين قادمتين من مصر بعد زيارة سياحية، قبل أن يرتفع عدد الإصابات القادمة من مصر إلى 6 حالات وظهور حالات أخرى قادمة هي الأخرى من مصر في كندا، وحالة أخرى توفيت في تايوان بعد قدومها من مصر أيضًا، في الوقت الذي تنفي فيه مصر بشدة وجود أية حالات لديها سوى حالة واحدة تم شفاؤها، وأخرى وُضعت تحت الحجر.

وقد صرح رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، بأنه قد تم التواصل مع الجانب الفرنسي للحصول على أي معلومات بخصوص الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بالفيروس بعد عودتها من مصر، والتي اتضح أنهم كانوا في رحلة سياحية خلال الفترة من 5 إلى 16 شباط/فبراير الماضي، موضحًا بأنه قد تم فحص جميع العاملين المتواجدين بمكان إقامة الفوج السياحي الذي ضم السائحين، والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة بهذا الفوج السياحي، لتأمين المواطنين، والتأكد من عدم وجود إصابات، موضحًا بأن الحكومة قد وافقت على استيراد أجهزة إضافية بتكلفة 150 مليون جنيه (قرابة 10 مليون دولار أمريكي) لزيادة تامين المنافذ.

بينما صرح رئيس شعبة إلحاق العمالة بالغرفة التجارية بالقاهرة، حمدي إمام، بأن الإجراءات التي اتبعتها المملكة العربية السعودية ستحرم ما يقرب من نصف مليون مصري من العمل بالسعودية، وهو عدد العمالة التي توفرها المملكة للمصريين سنويًا، بالإضافة إلى 35 ألف آخرين يسافرون بشكل موسمي لمدة ثلاثة أشهر خلال موسم الحج. وكانت المملكة قد أصدرت قرارًا بتعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة والسياحة الدينية بسبب تفشي فيروس كورونا مع التشديد في إصدار تأشيرات الدخول بشكل عام.

بينما قال مصدر بنقابة الأطباء المصرية في حديث إلى "ألترا صوت"، "إننا للأسف لا نعرف بالتحديد إذا ما كان هناك حالات مؤكدة الإصابة بالفيروس أو لا، وذلك لعجز المنظومة الصحية المصرية عن مواجهة مثل هذه الأوبئة، فمن بين أكثر من ألفي مستشفى في مصر لا يوجد أجهزة لاكتشاف الفيروس إلا في أماكن قليلة جدًا، وسعر التحليل الواحد يصل إلى 400 جنيه (26.5 دولار أمريكي)، وحتى الآن كل العينات التي يُشتبه فيها يتم إرسالها للمعامل المركزية لوزارة الصحة، وفي ظل تشابه أعراض الفيروس مع باقي أنواع الإنفلونزا فإنه من شبه المستحيل تحليل عينة لكل من تظهر لديهم الأعراض".

ويبلغ عدد المستشفيات في مصر 691 مستشفى تابعًا لوزارة الصحة بالإضافة إلى 89 مستشفى جامعيًا و1157 مستشفى خاصًا، طبقًا لآخر إحصاء صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في حين بلغ عدد سكان مصر أكثر من 100 مليون نسمة داخل البلاد دون الأجانب المُقيمين فيها.

بينما قالت إحدى طبيبات مستشفى الأمراض الصدرية بمحافظة الإسكندرية لـ "ألترا صوت"، إنه "لم يتم تعميم طريقة مواجهة الوباء حتى الآن، وحتى إجراءات السلامة الخاصة بالأطباء هي نفسها تقريبًا المتبعة في الأوقات العادية، وقد خصصت المستشفيات أماكن للحجر الصحي للمشتبه بإصابتهم بالفيروس لمدة 14 يومًا، إلا أننا لا نستطيع إثبات أو نفي وجود حالات، فليس لدينا أية وسائل للتأكد من ذلك، وقد جاءت التعليمات من وزارة الصحة بإرسال عينة من حلق المشتبه في إصابتهم إلى معامل الوزارة المركزية بشكل سري ودون الإفصاح، ولكن حتى الآن لم تأتنا أية حالة، ربما بسبب عدم ثقة المواطنين في كفاءة مستشفيات الوزارة".

قال مصدر بنقابة الأطباء المصرية في حديث إلى "ألترا صوت"، "إننا للأسف لا نعرف بالتحديد إذا ما كان هناك حالات مؤكدة الإصابة بالفيروس أو لا، وذلك لعجز المنظومة الصحية المصرية عن مواجهة مثل هذه الأوبئة"

وكانت مصر قد أعلنت خلوها من فيروس كورونا بعد إتمام شفاء الحالة الوحيدة المُكتشفة لشاب عائد من الصين، قبل أن تعلن اكتشاف حالة ثانية وُضعت في الحجر، حيث أوضحت بيانات منظمة الصحة العالمية المعتمدة على تقارير وزارة الصحة المصرية أن الشاب الصيني قد تم رفع العزل الصحي عنه وخروجه من مقر الحجر الصحي المصري بمدينة مرسى مطروح الحدودية بعد تعافيه من المرض، بينما اجتاحت موجة كبيرة من الترجيحات وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص وجود العديد من الحالات تنكرها الدولة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ساعات "كورونا" الأولى في بيروت

ماذا تعرف عن فيروس كورونا الجديد؟.. 10 أسئلة تشرح لك