26-أبريل-2023
Getty

الطائرات الحربية الروسية انتهكت مرارًا على مدار الشهرين الماضيين الاتفاقية القائمة مع الولايات المتحدة في سوريا (Getty)

تشهد سماء سوريا هذه الأيام صراعًا بين المقاتلات الروسية والمُسيّرات الأمريكية، بشكلٍ متزايد وبوتيرة متسارعة، مما يزيد من مخاطر التصعيد بين موسكو وواشنطن في حال حصول "سوء تقدير خطير"، وذلك بحسب ما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية.

تشهد سماء سوريا هذه الأيام صراعًا بين المقاتلات الروسية والمُسيّرات الأمريكية، بشكلٍ متزايد وبوتيرة متسارعة

وقالت مصادر أمريكية لـ"وول ستريت جورنال" إن الطائرات الحربية الروسية انتهكت مرارًا على مدار الشهرين الماضيين الاتفاقية القائمة مع الولايات المتحدة، وذلك من خلال التحليق بالقرب من الطائرات الحربية الأمريكية، وفوق قواعد القوات الأمريكية في سوريا.

من جانبه، قال الجنرال بالقوات الجوية الأمريكية أليكسوس غرينكويتش، الذي يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في سماء سوريا و20 دولة أخرى في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا إنه منذ الأول من آذار/ مارس، انتهكت القوات الروسية الاتفاقية بين أمريكا وروسيا أكثر من 60 مرة. مشيرًا إلى أن الطائرات الروسية، التي من المفترض أن تبقى على بعد ثلاثة أميال على الأقل من الطائرات الأمريكية، حلقت على بعد 500 قدم من الطيارين الأمريكيين مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة.

Getty

وأضاف غرينكويتش أن "الأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن طائرات روسية مسلحة حلقت فوق القوات الأمريكية في جنوب سوريا أكثر من عشرين مرة منذ بداية الشهر الماضي"، مشيرًا إلى أن طائرات روسية وقاذفات قنابل وطائرات مُسيّرة حلقت هذا الأسبوع فوق قاعدة التنف.

يشار إلى أن الجيش الأمريكي يمتلك حوالي 900 جندي يعملون في قواعد صغيرة في سوريا، بما في ذلك واحدة في جنوب البلاد استهدفتها الطائرات المُسيّرة والصواريخ بشكل متكرر من قبل مسلحين مدعومين من إيران خلال الشهر الماضي.

وكثفت القوات الروسية من سلوكها العسكري في محيط القواعد الأمريكية منذ العام الماضي. وفي حزيران/ يونيو، شنت روسيا غارات جوية بالقرب من قاعدة التنف، وأخطرت روسيا الولايات المتحدة بالضربات عبر خط عدم التضارب ، لكن المسؤولين الأمريكيين وصفوا الهجمات بأنها مضايقات لقواتها.

قال القائد الأمريكي للتحالف العسكري الذي يقاتل تنظيم داعش ماثيو ماكفرلين، إن الطلعات الجوية الروسية كانت مستمرة في الأسابيع الأخيرة. وأضاف: "ما زلنا نرى نشاطًا غير آمن وغير احترافي في المنطقة من الروس، نستخدم بالفعل خط عدم التضارب لضمان الحفاظ على سلامة قواتنا والتخفيف من أي من المخاطر المتزايدة بسبب تلك الأنشطة"، وفق قوله.

Getty

وترى المصادر الأمريكية أن أسباب تصاعد الحوادث في سوريا غير واضحة، رغم تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا بعد غزو موسكو لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022 والجهود الأمريكية لتسليح كييف.

وقال ماكفرلين إن المسؤولين الأمريكيين اتصلوا مرارًا بنظرائهم الروس للاحتجاج على الإجراءات العسكرية، لكن موسكو رفضت الشكاوى وقالت إن من حقها تنفيذ العمليات في سوريا. 

وزادت المخاوف من مواجهة دامية الشهر الماضي عندما أسقطت مقاتلة روسية، طائرة أمريكية مُسيّرة كانت تحلق فوق البحر الأسود، مما تسبب في تحطمها. ونشرت الولايات المتحدة مقاطع مصورة للحادث ووصفت تصرف الطيارين الروس بـ "المتهور"، وقالت روسيا إن طائرتها لم تلمس أبدًا الطائرة الأمريكية المُسيّرة. 

يشار إلى أن روسيا منذ تدخلها إلى جانب نظام الأسد لقمع النظام السوري، ومن ثم قيادة الولايات المتحدة لتحالف دولي لمواجهة داعش، تم التوافق بين واشنطن وموسكو على سلسلة من القواعد تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة

في حينه حصل قادة الطائرات الروسية على تكريم رسمي، وحول ذلك قال غرينكويتش: "إذا رأيت أصدقاءك يحصلون على ميدالية، فربما تبدأ في التفكير في أن هذا ما عليك القيام به"، في إشارة إلى إمكانية محاكاة هذا السلوك في سوريا من قبل المقاتلات الروسية.

يشار إلى أن روسيا منذ تدخلها إلى جانب نظام الأسد لقمع النظام السوري، ومن ثم قيادة الولايات المتحدة لتحالف دولي لمواجهة داعش، تم التوافق بين واشنطن وموسكو على سلسلة من القواعد تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة في سوريا. أنشئ البلدان خطًا ساخنًا خاصًا يستخدمانه لمحاولة ضمان عدم وجود حسابات خاطئة عند تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا.