21-أبريل-2023
Getty

الروسي الأوكراني أوقف العمل على الخطة في الأيام الأخيرة من العام الماضي (Getty)

تستمر الوثائق المسربة من وزارة الدفاع الأمريكية، بالخروج إلى السطح، وذلك بعد كشف صحيفة واشنطن بوست عن خطة أوكرانية لشن هجمات سرية في سوريا ضد القوات الروسية المتواجدة هناك، بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفقًا لوثيقة استخبارات أمريكية شديدة السرية، تم تسريبها ضمن مجموعة الوثائق المسربة على مدار الشهر الحالي.

الوثيقة التي كشفت عنها الواشنطن بوست لأول مرة تتحدث عن خطة أوكرانية لاستهداف القوات الروسية في سوريا

وتقول الواشنطن بوست، إن "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر بوقف التخطيط للعملية في كانون أول/ ديسمبر، لكن الوثيقة المسربة، وبناءً على المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها أمريكيًا اعتبارًا من 23 كانون الثاني/ يناير، توضح بالتفاصيل كيفية تقدم التخطيط وكيف يمكن أن تستمر هذه الحملة إذا أعادت أوكرانيا إحيائها"، مشيرةً إلى أن الوثيقة المسربة السرية، تم جمع معلوماتها عبر مصادر بشرية، وتكشف عن طريقة تنفيذ أوكرانيا للهجمات التي يمكن إنكارها لاحقًا.

وتوضح الوثيقة تفاصيل التخطيط الأوكراني للهجمات ضد القوات الروسية، موضحةً تفضيل ضباط المخابرات العسكرية الأوكرانية، ضرب القوات الروسية في سوريا باستخدام المُسيّرات وهجمات "صغيرة"، أو الاكتفاء باستهداف قوات مجموعة فاغنر. 

.

كما بحثت الوثيقة تدريب قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من أجل تنفيذ هجمات أخرى، بحسب الوثيقة. وأشارت الوثيقة إلى أن القوات الأوكرانية كانت ستحصل على التدريب وأنظمة الدفاع الجوي مقابل الدور السري في دعم العمليات الأوكرانية.

والتطور الأبرز في الوثيقة، هو الإشارة إلى أن مستويات تركية رفيعة كانت على علم بالتخطيط الأوكراني، واقترحوا شن الهجمات من المناطق الكردية، بدلًا من محاولة الهجوم من الشمال الغربي السوري.

وحول ذلك، قال مسؤول عسكري أمريكي سابق: "هدف تركيا في المنطقة هو القضاء على القدرة العسكرية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية". وأضاف، في حال وجود ترحيب تركي بالخطة "فسيكون من مصلحتهم إغراء أوكرانيا وقوات سوريا الديمقراطية لجذب غضب روسيا".

Getty

من جانبه، قال الباحث في مركز أبحاث Century International آرون لوند، إن الهجمات على القوات الروسية في سوريا "قد يرفع مستوى التهديد إلى النقطة التي يحتاج فيها الروس إلى استدعاء تعزيزات، الأمر الذي قد يساعد في تشتيت المجهود الحربي في أوكرانيا".

بدوره، امتنع رئيس المديرية الرئيسية للاستخبارات في أوكرانيا كيريلو بودانوف، عن التعليق على الوثيقة المسربة لـ"الواشنطن بوست". وترجح الصحيفة الأمريكية أن الهدف الأوكراني من العملية هو فرض المزيد من الخسائر على روسيا ومرتزقة فاغنر.

وأضاف لوند أن خطط أوكرانيا تمثل "مشروعًا شديد الخطورة لقوات سوريا الديمقراطية"، والتي تحتاج للحفاظ على علاقة جيدة مع روسيا. موضحًا: "لكي توافق قوات سوريا الديمقراطية على شيء مثل هذا- يبدو أنها مقامرة حقيقية".

أصوات من تحت الركام

وتتابع الوثيقة استعراض المخطط الأوكراني، مشيرةً إلى أنه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ناقش ضباط المخابرات العسكرية الأوكرانية إشكاليات لوجستية محتملة لطموحاتهم. وذلك قبل أن يقرر زيلينسكي إيقاف التخطيط بحلول 29 كانون الأول/ ديسمبر، ولا تكشف الوثيقة عن أسباب واضحة لتوجه زيلينسكي، إلى أنها تقدر عودة ذلك لعدة أسباب، من بينها الضغط الأمريكي، أو الإمداد المحدود للمُسيّرات، أو الشكوك حول نجاح الهجمات، أو نجاح العمليات الاستخبارية الأوكرانية في روسيا.

أمّا حول مستقبل الخطة، تقول الوثيقة إنه من غير المرجح أن تحيي كييف الخطة أو "تفرض تكاليف كبيرة على روسيا في سوريا" دون دعم من الولايات المتحدة وتركيا. وتتابع الوثيقة: "إذا استمرت أوكرانيا بالفعل في مخططها، فقد تستدعي الهجمات ردًا روسيًا يستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة إذا نُسب دعم العملية إلى الولايات المتحدة".

.

وبحسب الوثيقة، فإن التخطيط وصل إلى مراحل متقدمة، وبحث في احتمالية التصعيد مع روسيا، والمنشآت "ذات الأولوية" في الهجمات والتي ستكون الأخطر والأكثر تكلفة بالنسبة لروسيا، مقابل الضربات على "البنية التحتية البترولية التي تسيطر روسيا عليها" في وسط سوريا، والتي لا تتمتع بحماية جيدة.

كما ناقشت الوثيقة إمكانية "إنكار" الهجمات، معتبرةً أن الضربات في سوريا توفر هذا الخيار، وذلك "لأنها يمكن أن تهاجم المواقع الروسية التي سبق أن ضربتها المعارضة السورية"، وتشن الهجمات من مناطق سيطرة المعارضة أو النظام السوري، مما يؤدي إلى نسبها إلى مجموعات أخرى.

Getty

وبحسب الوثائق، فقد تم وضع الخيارات التي يمكن أن تؤدي إلى "التوتر" الأكبر، نتيجة الاستهداف العسكرية، والمنشأة "الروسية الأخطر للاستهداف" كانت قاعدة حميميم الجوية، مصحوبةً مع خريطة توضيح طريق استهدافهًا بالمُسيّرات، مشيرةً إلى تمكن المعارضة السورية من استهدافها عام 2018. كما تضع الوثيقة خيار استهداف القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.

وتقدم الوثيقة خيار استهداف "البنية التحتية للنفط والغاز"، التي تسيطر عليها روسيا، بما في ذلك منصة إنتاج غاز تحتلها فاغنر قرب تدمر. أمّا الهجمات الأقل خطرًا، فهي استهداف مواقع تابعة لمرتزقة فاغنر، وقد جاءت ضمن الخيارات مصحوبةً بصور لمواقع فاغنر بالقرب من بلدة الفرقلس السورية.

ناقشت الوثيقة إمكانية "إنكار" الهجمات، معتبرةً أن الضربات في سوريا توفر هذا الخيار

وتقر الوثيقة المسربة، بأن هذه الهجمات يمكن أن "تعقد" عمليات التحالف الأمريكي في شرق سوريا إذا قامت روسيا بالرد "بشكل أكثر عدوانية"، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوي.